هناك حملة تعاطف مع الفلسطينيين تقوم بها اطراف عربية
هناك حملة تعاطف مع الفلسطينيين تقوم بها اطراف عربية عديدة، ويبدو ان هناك قضية غائبة وخطيرة هي توثيق وحفظ جرائم اسرائيل ضد المدنيين، وهي مهمة سياسية وانسانية ذات اهمية قصوى.
هناك افلام بثتها تلفزيونات ومحطات عن جرائم اسرائيل في مخيم جنين وغيره من المناطق، وهناك صور كثيرة للمذابح نراها تتصدر الصفحات الاولى من الصحف العالمية، وهناك خطب وتصريحات لمسؤولين اسرائيليين تذكرنا بتصرفات وتصريحات وزراء هتلر، وكل هذه الثروة التاريخية الكبيرة التي تشكل ذاكرة للأمة ولأجيالها القادمة، وشهادة تاريخية ضد النازية الجديدة، تضيع في زحمة الانفعال العربي، ولا نرى مؤسسة متخصصة ولديها امكانيات مالية وفنية كبيرة تقوم بالتوثيق والحفظ.
الصهاينة اقاموا نصباً تذكارية لمذابحهم في معظم العواصم الكبرى، وهناك متاحف خاصة للهيلكوست، وهناك ملاحقة تمت لمرتكبي القتل على مدى عشرات السنين، وهناك تعويضات بالمليارات حصلت عليها اسرائيل بسبب تسلحها بكم هائل من الوثائق والأفلام والشهادات الحية التي وصلت الى درجة المبالغة واثارة مشاعر الناس للتعاطف مع اسرائيل، بل ان هذه الثروة استخدمت قبل قيام دولة اسرائيل للترويج بأهمية وجود دولة لليهود «المضطهدين».
امام اعيننا في جنين وغيرها جرائم حرب وقتل ومقابر جماعية، وهدم بيوت على المدنيين وترويع اطفال وحبس شيوخ وعجائز، وبشر يسقطون تحت انقاض بيوتهم، والاف يشربون من مياه المجاري ويجوعون، وهذه كلها شهادات حية بالصوت والصورة يمكن ان تنتج منها مئات الافلام بلغات الدنيا كلها وبطريقة موضوعية وبعمل احترافي بعيد عن الخطب والمبالغات، وننشرها بل ونهديها للجامعات والمؤسسات، وننشرها كاعلانات مدفوعة في محطات تلفزيون ووسائل اعلام في كل اطراف الدنيا.
نتحدث عن مذابح دير ياسين، وعن مدرسة بحر البقر المصرية، وعن مخيمات صبرا وشاتيلا وقانا وغيرها من المذابح، ولكننا لا نمتلك توثيقاً وافلاماً متخصصة وكأننا نحاول ان نمحي ذاكرتنا بل ونمحي جرائم عدونا.
مطلوب عمل جدي ابداعي محترف للمحافظة على ذاكرتنا، ولتقديم عدونا الى الناس كقاتل محترف.
أحمد الربعي
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 1126