خسروا الانتخابات و ربحوا الحكومة

بقلم الاستاذ بولبابه سالم
مازالت تشكيلة الحكومة التي قدمها السيد الحبيب الصيد يوم الجمعة الفارط تثير لغطا كبيرا ، و إذا كان تواجد نداء تونس و الاتحاد الوطني الحر في التركيبة طبيعيا فإن بعض الاسماء التي تم تقديمها كمستقلين قد اثارت جدلا كبيرا اضافة الى تحميل البعض لحزب نداء تونس عدم تحمل مسؤولياته السياسية كحزب فائز و خوفه من استحقاقات الحكم لانه تهرب من تشكيل حكومة سياسية .
مازالت تشكيلة الحكومة التي قدمها السيد الحبيب الصيد يوم الجمعة الفارط تثير لغطا كبيرا ، و إذا كان تواجد نداء تونس و الاتحاد الوطني الحر في التركيبة طبيعيا فإن بعض الاسماء التي تم تقديمها كمستقلين قد اثارت جدلا كبيرا اضافة الى تحميل البعض لحزب نداء تونس عدم تحمل مسؤولياته السياسية كحزب فائز و خوفه من استحقاقات الحكم لانه تهرب من تشكيل حكومة سياسية .

إن الاسماء المستقلة او بعضها على الأقل لا يحمل من الاستقلالية غير الاسم و كل متابع للشأن السياسي الوطني يدرك جيدا ان 9 من هؤلاء كانوا ضمن الحزب الشيوعي التونسي الذي تحول الى حركة التجديد في تسعينات القرن الماضي بعد ان هبت رياح البريسترويكا والتغيير على المعسكر الشرقي ، و قد انضم بعضها فيما بعد الى منظمات و جمعيات المجتمع المدني بعد ان تحول حزب التجديد مثل بقية الاحزاب التونسية الى ملك لفئة مخصوصة و محدودة . لكن ذلك لا يمنع ترسب التوجهات الايديولوجية لهذه الشخصيات .
لذلك لا نستغرب ترحيب حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي على لسان ناطقه الرسمي بتشكيلة السيد الحبيب الصيد رغم انه لم يفز بمقعد واحد في البرلمان وهي مفارقة عجيبة لكن العارفين بدهاليز السياسة التونسية لا تنطلي عليهم.
ان يوجد رموز محسوبون على حزب سياسي خسر الانتخابات اكثر من احزاب اخرى لها وجود فاعل في قبة باردو هو ما أثار حفيظة عديد الاطراف التي اكتشفت نفسها مهمشة مثل حركة النهضة و الجبهة الشعبية و افاق تونس و التي اعلنت صراحة انها لن تدعم الحكومة المقترحة اثناء جلسة التصويت اضافة الى الشبهات التي تحوم حول بعض الشخصيات المرشحة لمناصب وزارية .
هذا الموقف دفع برئيس الحكومة المكلف الى تأجيل عرض حكومته على مجلس الشعب و توسبع دائرة المشاورات مع الاطراف الرافضة ، وهو عمل اشبه بالعملية الجراحية التجميلية لنيل رضا الغاضبين . انطلقت المفاوضات بطريقة ماراطونية و بدأ الحديث عن تغييرات مرتقبة لن تشمل الجوهر لكنها ستطال بعض الاسماء المغضوب عليها من وزراء و كتاب دولة من المحسوبين خاصة على المستقلين بعد ان اكتشف الجميع أن علاقتهم بالاستقلالية مثل علاقة حمادي الجبالي بحركة النهضة.
كاتب و محلل سياسي
Comments
13 de 13 commentaires pour l'article 98923