ولادة عسيـــرة

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/new-born-baby1040.jpg width=100 align=left border=0>


أبو خليل

إذا أصبح الأستاذ الحبيب الصيد رئيسا للحكومة ستُسجّل ولادة التشكيلة الحكوميّة كأعسر ولادة بعد الثورة وذلك نظرا لما واكب بروزها من ارتجاجات كان من الممكن تفاديها لو وقع استثمار كامل مدّة المخاض. فمن المفترض، من حقّنا رؤية بوادر موالفة عريضة في الأيّام الأخيرة، لكن فوجئنا بإعلان الإتّحاد الوطني الحر خروجه من مفاوضات تكوين الوزارة ثم عقد جلسة إنفراديّة بين الرياحي و السيّد الرئيس يوم الخميس.





و يعني هذا أنّ الرياحي كان على علم بما يدور بالدقّة الكافية التي تسمح له بقلب الطاولة دون تردّد وكذلك أنّه مطمئنّ بأنّ لديه أوراق قيّمة للتاثير على مسار العمليّة وقد يكون ذلك من خبرته في الأعمال. و وقع اللقاء وتبعه التفاوض ثمّ التراضي، ولا نسأل على حساب من. ذلك هو قانون السوق. لكن ماذا قال الرياحي لرئيس الدولة ليقنعه ويخرج كاسبا. حيث أنّه في المقابل تعددت الجلسات التفاوضيّة مع الأطراف الأخرى وكانت الإنجازات هزيلة.

إذ تبيّن أنّ المحادثات مع آفاق تونس، الحزب الأقرب للنداء إفتراضيّا، حسب تصريحات الآفاقيين، لم ترتق إلى توحيد المنهجيّة، الشيء الذي حتّم الإخفاق ورفع درجة الشكّ وقوّض حسن النوايا.

أمّا مع النهضة، فحدّث ولا حرج، ففى ذهن المفاوضين النهضاويين صورة عن التوافقات التي قد تكون رُسمت أثناء الجلسات العديدة للشيخين، وهذه الصورة واردة على هؤلاء المفاوضين من لدن الشيخ راشد نفسه فهي لا محالة من صنف المعطيات التي يُعتمد عليها لديهم، أما الأستاذ الصيد، وهو المكلّف، دون سواه، بتشكيل الوزارة لا نعلم مدى اطّلاعه على توافقات الشيخين فأقرب الظنّ عندي انّه أثناء هذه المفاوضات كانت المنطلقات، في واقع الأمر، مختلفة فغاب التناغم وتنافرت المواقفّ.

أمّا مع الجبهة، فالأمر أبسط بكثير، إذْ تفتّش الجبهة في منطوق الأستاذ الصيد ما يطمئنها في باب استبعاد النهضة من التركيبة الحكوميّة، اعتبارا أنّ ذلك همّ رئيسيّ بالنسبة لها وبحيث أنّ ذلك أيضا هو الغراء الوحيد الذي قرّبها من النداء رغم التباعد الإديولوجي العميق. كما تُحاول التوقّي من التواجد علنيّا مع رموز النظام البائد حفاظا على ما بقي لها من مصداقيّة خصوصا أنّه بعد استبعادها من ثلاثي رئاسة البرلمان، راجعت الجبهة انتظاراتها في باب تحالفها مع النداء.

ليس الأستاذ الصيد المسؤول الوحيد على هذه اللخبطة، لكنّنا نراه اليوم يحاول إنقاذ تشكيلته، فكما ورد في الإعلام، قد يصلح الرجل في السياحة و الداخليّة والتكنولوجيات. لكن حتّى في حال نجاح عمليّة الإنقاذ، فالسفينة غارقة آجلا أم عاجلا. فمثلا إذا غيّر الأستاذ الصيد وزير الداخليّة فسيكون من المعلوم أنّ ذلك ناتج عن الضغوطات، وهذا باب من المستحسن أن لا يُفتح في مستهلّ مرحلة الغير المؤقّت حيث ننتظر حكومة قويّة . إضافة إلى ذلك يتساءل المرء بعد ما سُمع على لسان القاضية كنّو هل وقعت دراسة مستفيضة لملفّات المرشّحين للوزارات تفاديا للمزايدات وكشف المستور بدون مصلحة تذكر.
وفي لقاءاته المستعجلة ظهر الاثنين لم يعد موقف الأستاذ الصيد بالقوّة الكافية لأنّ المحاورين الكبار حسموا مواقفهم، وحتّى إذا وقعت ترضيّتهم مادّيّا أو معنويّا فهذا لا يمحو وابل الملاحظات التي أغلقت فعليّا كلّ الأبواب، خصوصا لمّا انخرط الإعلام بإطناب في القضيّة فغابت علينا مزايا التشكيلة المقترحة وأصبح المواطن ينتظر إلّا بديلا مختلفا. وهل يمكن واقعيّا النجاح في ضرف ثلاثة أيّام بمنهجيّة لم تنجح لمدّة ثلاثة أسابيع. وللأسف الشديد غابت السياسة التي ترتقي إلى البرامج ونزلنا من جديد إلى المحاصصة المنبوذة.
لكن في إطار رُبّ ضارّة نافعة، لم يتمكّن مجلس نوّاب الشعب من إتمام قانونه الداخلي ليعطي، بصفة غير مباشرة، مهلة للأستاذ الصيد لمراجعة ورقته.

الله يكون في عونك يا سي الحبيب.




Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 98893

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 27 Janvier 2015 à 13:32           
منذ أيام ونظرا لكثرة المشاغل التي تمنعني عن متابعة باب نات الا لبعض الوقت السريع اضطررت اليوم للتدخل لأستوضح من إدارة الموقع عن كيفية وصول صورة الرضيعة الجميلة -آلاء- ليتصدر هذا المقال فهي صورة عائلية خاصة .

Jawhar_Berlin  (Saudi Arabia)  |Mardi 27 Janvier 2015 à 12:57           
سؤال ليس بريئا: أين كفاءات النداء التي بإمكانها تشكيل أربع حكومات حسب ما صرح به كبيرهم؟

Hemida  (Tunisia)  |Mardi 27 Janvier 2015 à 11:59           
المحاصصة الحزبية ضرر لا بد منه لإنقاذ سفينة البلاد ... ان من أسباب نجاح اي حكومة هو حصولها على أغلبية مريحة في البرلمان و ذلك لا يتأتى الا بضم عدد من الاحزاب التي تضمن تلك الأغلبية المريحة...
ان الديمقراطية في بلادنا لا تزال هشة و الاقتصاد اكثر من هش و الدولة تنوء بثقل القروض و المواطن يءن من غلاء المعيشة و البطالة و اتحاد الشغل "عامل بعمايلو" و هو عبارة عن دولة في دولة....
و العالم ينتظر الاستقرار لضخ الأموال و الاستثمار... فبالله عليكم يا ساسة البلاد عجلوا بالمصادقة على الحكومة و لو لم تكن على مقاس كل واحد منكم حتى نخرج من عنق الزجاجة ... و ما هي الا فترة و تذهب حكومة الصيد و تاتي حكومة النداء بعد ان تقوم حكومة الصيد بالدور الذي أوكل اليها....

Radhiradhouan  (Tunisia)  |Mardi 27 Janvier 2015 à 10:03           
ياسي الحبيب صعبتها وهي ساهلة
لتشكيل الحكومة
إعتمدعلى نتائج الإنتخابات
إستبعد المخربين وقطاع الطرق والمهربين
تيقن أن رئيس الحكومة له صلاحيات واسعة تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية ولا يأتمر بأمره
برهن على إستقلاليتك واثبت على مبادئ العمل لصالح تونس فقط
ل هصلاحياتواسعةتفوصلاحياترئيسالجمهورةولايأتمربأمره

Labrados  (Tunisia)  |Mardi 27 Janvier 2015 à 09:20           
داء سبسي ميتر

مؤشرات سلبية منذ البداية لا تبشر بخير

أولا عدم القدرة على تكوين حكومة بعد مضي 3 اشهر عن انتخابات اكتوبر 2014

ثانيا انطلاق محاكمات الرأي بسجن ياسين العياري و ايقاف المدونين من امثال منير الشادلي

ثالثا ترشيح عملاء بن علي و بيادق منظومة الفساد للعضوية في الحكومة الجديدة بما في ذلك وزارات السيادة و غيرها و توزيع المناصب بالمحابات و التعلميات بعيدا عن الشفافية و الكفاءة

رابعا الضغط على حكومة جمعة -قبل رحيلها بايام- للامضاء على اتفاقيات الزيادة في الاجور بالرغم من افلاس الخزينة العامة و ارتهان الاقتصاد الوطني الى الخارج ...الهدف منه هو شراء صمت اتحاد الخراب لاجل التسويق لسلم اجتماعي مغشوش يغطي على الفساد و الاستبداد

BENJE  (France)  |Mardi 27 Janvier 2015 à 08:36           
@Mandjhoub
Attention à ce que vous dites :
Vous voulez un gouvernement de comptence loin des calculs partisans et du clientélisme ou un etat éclectique "de consensus comme on dit " d'abord pour entamer les programmes de réforme acceptable et motivant le citoyen ?
Personnellement je penche pour le premier choix Et c'est au parti majoritaire de conclure ses alliances pour gouverner (choix des ministres, votes des réformes au parlement...)
Et enfin quoi de plus naturel que Nida ne s'allie pas avec Nahda ce sont deux partis idéologiquement différents l'un laïque et libérale et progressiste l'autre est religieux et conservateur ! Ce n'est pas nier l'existance de Nahda en l'écartant du gouvernement mais pas de l'état car c'est un courant islamique conservateur de la société mais c'est tout simplement leur dire mettez vous sur le côté et dans l'opposition et battez dans
le cadre de la constitution (pas d'apostasie ni prosélytisme ...) pour gagner la confiance de plus d'électeur vous pour etre premier la prochaine élection !

Mandhouj  (France)  |Lundi 26 Janvier 2015 à 22:24           
نريد حكومة عمل تحدث النجحات، و لا حكومة ترضيات و و ، من أجل حزب أو فلان أو علان.
تونس مرة بمسار إنتقالي عسير، فكفى .
لا للمزايدات ، نعم لحكومة عمل تعمل من أجل تونس المواطن .
تكريس ثقافة الجهد و المساهمة الاجابية،
تكريس ثقافة النزاهة ،
تكريس ثقافة الديمقراطية ،
الوصول بتونس إلى لامركزية فاعلة و فعالة، توظف طاقة المواطن في بناء و النهوض بمدينته، و قريته و ريفه. المواطن يكون هو الفاعل الأول من أجل المدينة الفاضلة .
نريد حكومة الاقلاع و القطع مع أساليب الدكتاتورية ، الانتهازية و الحيف .
تحية إلى الشهداء و إلى الذين لا يخونوا أمانتهم .

Wildelbled  ()  |Lundi 26 Janvier 2015 à 22:19           
مشاكل هذا العسر
التجاذبات السياسيه الحزبيه من جهه
المصالح الشخصيه
المطالب الشعبيه
الإقتصاد ومشكلة الديون الدوليه
السياسه الخارجيه
العداله الإجتماعيه
corruption
الإرهاب
مشاكل الأجوار
الأمن
العداله االقضائيه

Laabed  (Tunisia)  |Lundi 26 Janvier 2015 à 22:15           
النهضة تتحالف مع الجبهة الشعبية لاسقاط حكومة نداء تونس،اليمين و اليسار وجهان لعملة واحدة


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female