صراعات و حسابات التحالف الحكومي القادم

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
تشهد الساحة السياسية هذه الأيام حراكا و مشاورات دؤوبة بين الأطراف الفائزة في الانتخابات التشريعية ، و يقود حزب نداء تونس مفاوضات صعبة مع شركائه المحتملين في الإئتلاف الحكومي المنتظر الذي سيجمعه على الأرجح مع الإتحاد الوطني الحر و آفاق تونس و بعض الأحزاب الديمقراطية الأخرى .
تشهد الساحة السياسية هذه الأيام حراكا و مشاورات دؤوبة بين الأطراف الفائزة في الانتخابات التشريعية ، و يقود حزب نداء تونس مفاوضات صعبة مع شركائه المحتملين في الإئتلاف الحكومي المنتظر الذي سيجمعه على الأرجح مع الإتحاد الوطني الحر و آفاق تونس و بعض الأحزاب الديمقراطية الأخرى .
أول اختبار سيكون اسم رئيس الحكومة القادمة حيث يتردد أنه سيكون شخصية مستقلة غير متحزبة بعد ان ابدى نداء تونس رغبته في ألا يكون من ضمنه رغم رغبة السيد الطيب البكوش و من يدعمه في ذلك ، بل تابعنا ان الوطني الحر قد طالب بان يكون رئيس الحكومة من الحزب الفائز في الإنتخابات . لكن حسابات نداء تونس وسط زحمة التحديات القادمة جعلته ينأى بنفسه عن هذا الأمر .
تتحدث آخر الاخبار عن مفاوضات متقدمة بين قيادات نداء تونس و الاتحاد الوطني الحر في تشكيل الحكومة القادمة و برنامجها و جاءت تصريحات السيد سليم الرياحي في احدى الإذاعات الخاصة قبل ايام و التي أعلن فيها أن حزبه سيكون ممثلا بقوة في الحكومة القادمة ليؤكد أن الدخان الأبيض قد بدأ يصعد في انتظار تبلور بعض الجوانب الأخرى .

أما حزب آفاق تونس فيسعى أن ينال نصيبا من السلطة رغم محدودية عدد المقاعد التي تحصل عليها بحكم تشابه التوجهات الإقتصادية و اختيار نداء تونس استبعاد الحزب الثاني وهو حركة النهضة من التواجد في الحكومة القادمة ، لكن طموحات السيد ياسين ابراهيم تبدو أكبر مما يعده له حزب نداء تونس و بقية حلفائه ، و هذا الأمر دفع برئيس آفاق تونس و بعض قيادات الحزب الى إطلاق تصريحات متضاربة فقد أعلن السيد رياض المؤخر قبل مدة أن لحمه يقشعر لما يسمع عن التحالف مع النهضة في اي حكومة قادمة معتبرا ذلك خطا أحمر ، و نجد اليوم ياسين ابراهيم يصرح في إحدى الإذاعات أنه مستعد للنقاش مع النهضة او حتى الجبهة الشعبية رغم تناقض البرامج الإقتصادية لكنه يرفض الأمر مع الوطني الحر بدعوى أنه حزب غير واضح في توجهاته . طبعا بدا رئيس آفاق تونس متجاهلا للقوة السياسية الثالثة في البلاد و التي حصدت ربع مليون صوت و يسعى الى التقرب من حركة النهضة التي ترغب بشراهة في المشاركة في الحكومة القادمة ووجدت فيه مدخلا للتموقع و خلط الأوراق و ارباك الحسابات .
يبدو جليا أن ياسين ابراهيم مغتاظ من التقارب الحاصل بين النداء و الوطني الحر ، و قد صرح أحد قياديي النداء مؤخرا أن الإتحاد الوطني الحر شريك قوي و قوة سياسية و برلمانية لا يمكن تجاهلها ، و حتى ندرك حقيقة ما يفكر فيه قياديو نداء تونس الذين يريدون التعويل على تحالف حكومي له سند سياسي و شعبي متين بحكم طبيعة المصاعب التي ستواجه الحكومة القادمة ، و يدرك المتابعون أن آفاق تونس هم مجموعة من التقنيين الخواص الذين لا يملكون رصيدا شعبيا حقيقيا أو برنامجا واضحا للحكم و فازوا بنظام أكبر البقايا في الانتخابات لذلك يسعى الحزب الأول الى ضمان أغلبية برلمانية مريحة مع دعم حركة النهضة دون مشاركة فعلية في الحكم .
لم تعد تفصلنا سوى أيام قليلة لحسم كل هذه الأمور و تسجل حرب الكواليس منافسة شرسة و مساومات عديدة و مكائد لا تخلو منها الممارسة السياسية بين الفاعلين السياسيين ، إنها معركة التموقع سواء في السلطة أو المعارضة لكن بأي ثمن ؟
كاتب و محلل سياسي
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 97650