كفى استهدافا لرموز الثورة

نورالدين الخميري
ألمانيا
ألمانيا
لا نبالغ إذا قلنا أنّ الإستهداف السياسي الذي يستخدم اليوم من بعض الأطراف قد يتسبب في إفشال أيّ محاولة صادقة لتحقيق أهداف الثّورة والتصدي لعودة دولة البوليس
ولعل ما يدعو للقلق والريبة معا أنّ قائمة الإستهداف السياسي التي بدأت تتّسع حتّى طالت عددا من السياسيّن وهم جميعهم من مكوّن ثوري واحد قد يضع علامة استفهام كبيرة على أهداف ومبررات ونوايا هذا الاستهداف السياسي لتشويه البعض وهي في كلّ الأحوال تتناقض مع اشتراطات العيش المشترك واحترام حق الإختلاف والتعبير.

ويبدو من خلال الوقائع أنّ الإمعان في مواصلة استخدام سلاح الإستهداف السياسي عبر التصريحات أو بعض المقالات قد يعمّق الجراح والأحقاد ويؤجّج المشاعر ويتسبب في شرخ وانقسام بين الأطراف الحاملة لمشروع الثورة ، والحال أنّ قوى الثورة المضادة قد بدأت تتشكّل بوجوه ومسميات جديدة لإعادة إنتاج النظام السابق بما يتيح لها القدرة على التشويه والتأثير بمجمل تفاعلاتها الداخلية والخارجية
ولعلّ الأخطر من ذلك كلّه ما نراه اليوم من حالة يأس و فقدان للأمل فى التغيير وتسّرب إحساس متنام لدى المواطن بأن الثورة قد سرقت أو قد تم إجهاضها وإفراغها من مضمونها لأنّه ببساطة لم يشعر بعد أكثر من ثلاث سنوات من خلع رأس نظام الحكم بأن تغييرا ما قد حصل .
ولتلافي كلّ ما يمكن أن يترتب عن ذلك من مخاطر وتجاوز حالة الإرتباك التي تعاني منها القوى الثوريّة اليوم وهي حالة ارتباك مخيفة تحمل مخاطر عودة منظومة النظام البائد بما يتيح لها فرصة ذهبيّة لاستعادة الهيمنة والنفوذ واتساع أوكار الفساد وإقصاء الخصوم السياسيين يجب على القوى الثوريّة أن تستعيد زمام المبادرة عبر حراك شعبي مستمر يحمي الثورة، ويحول دون الإنقضاض عليها ولن يتم ذلك إلاّ بتوحيد صفوفها والتغلّب على الخلافات الناشبة فيما بينها
إننا إذا أمام لحظة تاريخية ينبغي أن يأخذ فيها العقلاء والمخلصون دورهم من أجل أن لا يجري وأد أحلام شعبنا ويتربع المفسدون المشهد من جديد بعد أن لفظهم الشعب عبر ثورة أبهرت العالم بسلميتها .
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 97202