حقيبة الطاقة و صراع اللوبيات

<img src=http://www.babnet.net/images/6/petrole_sud.jpg width=100 align=left border=0>


خليل قموار

خضع ملف الطاقة و البترول في تونس لمدة عقود لنفوذ و سيطرة لوبيات و مافيات تلعب دور الوسيط بين وزارة الصناعة و الطاقة و الشركات البترولية الأجنبية فتتدخل بطرق ملتوية و مشبوهة في حيثيات و بنود و مضامين العقود المبرمة و ذلك خدمة لمصالحها الضيقة و تواطؤا مشبوها مع هذه الشركات البترولية الدولية ليخرج الشعب التونسي الخاسر الأكبر عبر تبديد ثرواته بين جيوب هذه المافيات و مصالح هذه الشركات , كما تخرج الدولة ناقصة السيادة على ركن أصبح هاما و استراتيجيا من أركان سيادتها .

حسم الفصل 13 من الدستور نظريا هذه المسألة ليحول العقود و ابرامها و مناقشة مضامينها من أيدي الوزارة المذكورة إلى أنظار مجلس النواب و ليحول مربع الصراع المحموم على هذا الملف من موقعه القديم الملتبس و المشبوه إلى لجنة منتخبة اصطلح على تسميتها بلجنة الطاقة ضمن اللجان الأخرى لهذا المجلس .



ما تناها إلى مسامعنا و حسب بعض مصادرنا فإن هذه اللجنة المذكورة أصبحت محل تجاذب و سعي محموم من طرف قيادات من الأحزاب الفائزة لرئاستها و التمكن من مفاصلها و السيطرة على قرارها لتحويلها إلى غرفة عمليات للوبيات شركات النفط و ذلك قصد التلاعب بالفصل 13 و الالتفاف عليه و إعادة نفس اللعبة القديمة و لكن بأشخاص جدد تحت مسميات خبراء الطاقة و ممثلي شركات نفطية .

تعمل هذه القيادات الحزبية في سعيها المحموم للتموقع الفاعل داخل هذه اللجنة على دعم ملف ممثل شركة نفطية لتقلد منصب وزير الصناعة و الطاقة , و في ذلك عودة مبتكرة و مبتدعة و مقنعة للمربع الأول و الالتفاف على الفصل 13 و تكرار مسرحية الوسطاء و المتدخلين في هذه العقود بطرق ملتوية خدمة لمصالح لوبيات البترول ببلادنا .

يبقى السؤال مطروحا في ظل هذا الاستعداد المحموم للالتفاف على الفصل 13 من الدستور و فرض الأمر الواقع , هل يسمح السيد الباجي قايد السبسي لبعض عناصر قيادات حزبه لتحويل الحزب الى امتداد لمصالح لوبيات البترول ؟ و قد علمنا أن الرئيس القادم معارض شديد لهذا اللوبي و قد دخل في مفاوضات مع حلفائه من الأحزاب الفائزة لاقتراح برامج واضحة تخول فتح هذا الملف المغلق منذ عهد بن علي و الذي رحله مهدي جمعه ملغوما للحكومة الجديدة .

إن المتأمل في هذه المرحلة الانتقالية المعقدة يلاحظ أن لاشيء سيبقى ثابتا و أن كل شيء في تحول و تغير. إن إعادة بعض المسرحيات و الألعاب المشبوهة لن يكتب لها النجاح و أن محاولات البعض للالتفاف و المكر هو سباحة ضد التيار و ضد عقارب الساعة و ضرورات التاريخ و أن هذه الأحزاب الفائزة تحمل في داخلها طموحات الاصلاح و رغبات البناء الحقيقي و القطع مع صراعات المافيات و نفوذ لوبيات النفط و البترول و أن القيادات الوطنية داخل هذه الأحزاب الفائزة ستقف سدا منيعا لاعلان صافرة النهاية لهذا الصراع المحموم بين لوبيات الطاقة في تونس لتفتح أفقا جديدا يكون عنوانه خارطة جديدة لموارد الطاقة في تونس .



Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 97094

BenMoussa  (Tunisia)  |Jeudi 25 Decembre 2014 à 21:24           
تحدث كاتب المقال عن اللوبيات التي لعبت لعقود مضت دور الوسيط بين الشركات البترولية والوزارة واستفادتها من ذلك على حساب المصلحة العامة وتساءل ببراءة مريبة هل سيسمح الباجي لاطارات حزبه القيام بهذا الدور في المستقبل
هل جهل الكاتب فعلا ان الباجي واخاه صلاح الدين من اكبر بارونات هذه اللوبيات وهو ما يعلمه القاصي والداني وانا انزهه عن انه تكلم وكتب في موضوع لا يعلمه
وان كتب هذا وهو يعلم حقيقة الباجي فهي محاولة بائسة للتمويه ومحاولة سخيفة لتبرئته وهي مغالطة للرأي العام ومحاولة التاثير عليه لا تقل جرما عن جرم هذه اللوبيات نفسها

Roxboro  (Canada)  |Mercredi 24 Decembre 2014 à 23:53           
Il y en a qui travaillent dans les coulisses en ce moment même. Ça prend un tsunami et pas juste une révolution pour un vrai changement.

Tunisia14  (France)  |Mercredi 24 Decembre 2014 à 13:22           
ينامون نوما هنيا ..و أوطانهم تباع في النزل و الحانات ..
صفقات تعقد فوق أفخاذ الحسنوات ..و النادل يأخذ بقشيشا يسوى قوت عائلات ..
يشربون نخب السلطة و تتعالى الضحكات ..
على شعب أحمق صدق أن هناك ديمقراطية و إنتخابات .
اي استقلال واي كرامة تتحدث عليها ايها الابله !!!

FREETUNISIAN  (Tunisia)  |Mercredi 24 Decembre 2014 à 12:43           
Les dossiers des richesses des pays de l'Afrique ont fait beaucoup de morts au sein de ces pays, est-ce qu'il y aura dans notre pays qui seraient prêts à payer leurs vies pour cette cause ?
La falsification des élections n'est qu'un début !!


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female