سليم الرياحي يكتسح الأحياء الشعبية

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
يبدو أن الانتخابات القادمة ستغيّر المعادلة السياسية في تونس , ما يكتب في الصحف و يقال في التلفزات و الإذاعات لا علاقة له بالواقع المعيش بل لعلّ البعض مازال مصرّا على تنميط المشهد السياسي التونسي و لم يستوعب التغييرات الحاصلة على الأرض إما جهلا أو مكابرة .
يبدو أن الانتخابات القادمة ستغيّر المعادلة السياسية في تونس , ما يكتب في الصحف و يقال في التلفزات و الإذاعات لا علاقة له بالواقع المعيش بل لعلّ البعض مازال مصرّا على تنميط المشهد السياسي التونسي و لم يستوعب التغييرات الحاصلة على الأرض إما جهلا أو مكابرة .

أصبحت الأحياء الشعبية و أغلب أحزمة الفقر في تونس اليوم منحازة بشكل كبير إلى أغنى رجل أعمال في تونس و رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي , طبعا هؤلاء المواطنين الذين يشكّلون قوة انتخابية كبيرة و قادرة على احداث تغيير حقيقي في موازين القوى الانتخابية ينظرون إلى الرياحي كرجل قادر على تغيير بؤسهم الاجتماعي نحو حياة أفضل . لا يصدق هؤلاء كل الوعود الانتخابية التي تطلقها الطبقة السياسية التقليدية من اليمين إلى اليسار التي يرون أنها أشبعتهم شعارات فضفاضة ووعود غير قابلة للانجاز بسبب محدودية الامكانيات المادية , إنهم يثقون في سليم الرياحي بحكم امكانياته المادية الضخمة و قدرته على جلب رؤوس الأموال العالمية الكبيرة و استطاعته تنفيذ برنامجه الاقتصادي في الواقع . ينظر عدد كبير من الشباب بإعجاب إلى ما قاله سليم الرياحي خلال استضافته في قناة التونسية حيث وجدوا فيه شابا طموحا ’ يتكلم بثقة عالية في النفس و قوي في مواقفه و يتحدّى منافسيه . هذا الظهور الاعلامي كسب به الرياحي تعاطف فئات كبيرة من الشباب المتعلم و المهمش على حد السواء , فقد سئم هؤلاء بقية الطبقة السياسية و معاركها البيزنطية و صراعاتها الايديولوجية العبثية و صراخهم المستمر الذي لم يجلب سوى الخراب و المآسي للتونسيين , و الملاحظ أنّ الرياحي لم ينخرط في هذه المعارك الوهمية .

قد يكون التونسيون يبتغون جيلا سياسيا جديدا يقطع مع الوجوه المعروفة , يريدون رجلا قويا و شابا يتفاعل مع تطلعات الشباب التونسي , وعد سليم الرياحي الشعب التونسي بالرفاهية في حال فوزه بالانتخابات و تحويل البلاد إلى ورشة مشاريع عملاقة تغير وجه تونس نحو الأفضل و تقترب من الدول المتقدمة . من الملاسين إلى حي هلال و حي التضامن و المنشية بالقيروان تدفق الآلاف لاستقبال سليم الرياحي , عندما يسمع هؤلاء بعشرات المليارات التي ينفقها الرجل على النادي الافريقي و على استثماره في الاعلام يعتقدون في قدرته على انقاذهم من الفقر بعدما عجزت حكومات ما بعد الثورة على فعل ذلك .
قد يسير سليم الرياحي على خطى برلسكوني الذي يرأس جمعية ميلانو و يحتكر امبراطورية اعلامية كبيرة في ايطاليا , و لا ننسى أن سليم الرياحي شخصية براغماتية وسطية ليبرالية لكنه ينحاز بقوة للهوية العربية الإسلامية لتونس .
من يريد أن يغمض عينيه عن الواقع فهو حرّ لكن تلك هي الحقيقة و في المقاهي الشعبية ستتأكدون من صحة هذا الكلام , قد تكون لسليم الرياحي بعض الأخطاء لكنها أقل بكثير ممن كانوا في السلطة و المعارضة , و لعل أكبر دليل على بداية نجاح سليم الرياحي هو حملة التشويه الكبرى التي يتعرض لها هذه الفترة من الميليشيات الحزبية الفيسبوكية التي لا تهاجم إلا يزعجها .
كاتب و محلل سياسي
Comments
13 de 13 commentaires pour l'article 92653