غلطـــــوه ... و باش يغلطونا

ابو مـــــــازن
غلطوه كما صرح وقال في لحظة هلع، فكيف لا نحترس منهم وقد خانوا ولي نعمتهم و تبروا منه في ساعة عسر. غلطوه فكلفوه مشقة الهروب و تفريق الاصهار وألصقوا به عار الخلع بعد أن صاحت الحناجر ارحل. كيف رجعوا ولم عادوا اليوم ليكلمونا عن برامج التنمية و الاعمار والازدهار الاقتصادي. نحن نخشى ان تغلطونا كما غلطتم المخلوع وهذه أموال تضخ لشراء الذمم و تلميع الصورة. لقد أتيتم بعد أن أعيت الثورة الشعب المسكين الذي حلم بالرخاء وخير الجزاء ولكنه لم يقدّر لحظة غضبه قدرتكم عن التلون والعودة برفق لتمارسوا طقوس الديمقراطية التي أفرزتها الثورة فتتمتعون بنعيمها قبل غيركم.

كنتم منذ ساعات فراره قوة جاذبة الى الوراء لما جمعتكم القبة احتجاجا على استقالة الغنوشي وكنتم ادارة عميقة حاولت لعب دور الحاكم الفعلي أيام الباجي ولكن اليسار قد استحوذ عليه فصرفكم الى حين تتيهون في الظلام و تلزمون الأركان في انتظار ساعة الانقضاض. كنتم وقودا وحطبا لاعتصام الرحيل رغم أنكم لم تكلفوا نفسكم عناء مجالسة أهل التخميرة الشيوعية والليبرالية بل بقيتم تلحظون وتغلطون كعادتكم أطيافا من الشعب المتسامح الكريم. غلطتم الجبهة الشلغومية فراحت تساندكم وتتمنى عودتكم للاستقواء على الترويكا و تجروها الى الاستقالة. آمنتم كغيركم من الازلام المغالطين للمخلوع بالأمس وللشعب بأسره اليوم بحل التأسيسي فخرجتم من صياصيكم الى منابر التلفاز لتنتقدوا وتبينوا خور المسار الانتقالي وتعبروا عن استعدادكم للعودة دون اعتذار على ما فات.
غلطوه وهم يسعون لتغليطنا بعد أن جمعوا التزكيات و استندوا الى الجيران و القوى الاقليمية ينشدون العون و يذكرونهم بوداعتهم و لطفهم فهم رهن اشارة الدول الكبرى يفعلون ما يطلب منهم دون نقاش في برلمان أو لائحة لوم تهدد مصالحهم. هؤلاء لا يقدرون أن يفاجئوا الدول الكبرى ولا أن يغلطوهم فهم النعامة الطائعة كلما اجتمعوا اليهم و لكنهم أسود على شعبهم ينهشون ثورته وماله ثم يصيروا أهله عبيدا يصفقون كلما اصطفوا لاستقبال مسئول. لكن الشعب على موعد مع خلوة مع نفسه وقد سلم قلما وأوراقا فتمعن في الأسماء و سب الثورة وأهلها لحال متردية أصابته منذ فرار من غلط ولكن ذاكرته أسعفته بصور من الماضي العصيب لما انتصب الأصهار بمباركتكم شركاء في ماله ورزقه وتذكر صولات القوادة و لجان الحي وصبابة التجمع بائعي شهائد الشكر، عض الأنامل وقال بكل رباطة جأش : حرية و ميزيرة وغلاء خير من استبداد و ظلم و رخاء.
Comments
17 de 17 commentaires pour l'article 92633