دخول قصر الرئيس من باب التدليس

بقلم عادل السمعلي
لقد أجبرت الهيئة العليا للانتخابات على سحب قائمات التزكيات الرئاسية من موقعها على الانترنيت بعد الفضيحة الكبرى التي تفطن لها أغلب التونسيون ( الأذكياء ) وبعد أن تم الكشف عن ذلك الكم الهائل من التزكيات المدلسة وبطاقات الهوية المزورة التي أحدثت صدمة إيجابية في الوعي العام ومكنته من الوقوف على حجم الكوارث المرتقبة إن تم تمرير الترشحات الرئاسية من غير تثبت ولا تدقيق .
لقد أجبرت الهيئة العليا للانتخابات على سحب قائمات التزكيات الرئاسية من موقعها على الانترنيت بعد الفضيحة الكبرى التي تفطن لها أغلب التونسيون ( الأذكياء ) وبعد أن تم الكشف عن ذلك الكم الهائل من التزكيات المدلسة وبطاقات الهوية المزورة التي أحدثت صدمة إيجابية في الوعي العام ومكنته من الوقوف على حجم الكوارث المرتقبة إن تم تمرير الترشحات الرئاسية من غير تثبت ولا تدقيق .

إن المرء لا يمكن له إلا أن يتمالك نفسه عن الضحك حين يسمع صبيحة اليوم إذاعة محلية وهي تؤكد أن سحب القائمات من الموقع ناتج عن إحتجاج المواطنين أصحاب التزكية على نشر أرقام بطاقاتهم التعريفية وهذا يندرج في سرية المعطيات الخاصة وذلك دون أن تشير إشارة ولو خاطفة لفضيحة تدليس الامضاءات وبيع المعطيات الشخصية من أجل تزكيات وهمية وخيالية وهذا الموقف الاعلامي ينطبق عليه المثل العربي : رب عذر أقبح من ذنب فمن الأولى بالتنديد أو الاستنكار ... كشف المعطيات الشخصية أو التلاعب المنهجي بالتزكيات من أجل الرئاسيات
إن المحاولات الجنونية لدخول قصر الرئاسة من باب تزوير التزكيات وتدليس المعطيات يؤكد أن الارث النوفمبري الفاسد يمثل ثقلا تاريخيا و في منتهى السلبية على العقلية التونسية وعلى الحياة السياسية الجديدة مما يهدد بطريقة جدية مسار الانتقال السياسي نحو منظومة أكثر عدلا وإنصافا وهذا ما حذرتنا منه في أكثر من مناسبة فقد تعود القوم وجرى في عروقهم مجرى الدم كل أنواع و أساليب الالتفاف والتدليس والكذب والتزوير حتى أصبحت جزءا متأصلا في كينونتهم الشخصية الاجتماعية و السياسية ولا حل لهذه الأمراض السرطانية غير البتر والاستئصال وجعلهم عبرة فوق رؤوس الأشهاد .
لقد أبدعت المنظومة القديمة وتفننت في التزوير والتدليس لمدة نصف قرن من الزمن حتى كادت أن تتحول هذه التقنيات الفاسدة لجزء لا يتجزأ من ( العلوم) الاجتماعية والسياسية التي يتم تدريسها في الشعب الدستورية ولجان التنسيق الحزبي ولجان اليقظة النوفمبرية ولا يمكن أن يكون هؤلاء المترشحين للرئاسة والمدلسين على الشعب و على التاريخ إلا أبناء بررة وسياسيين أوفياء لمنظومة فساد وإفساد ورثوها أبا عن جد و كابر عن كابر وهم لا يستحون من ذلك بإعتبار أن هذه الممارسات جزء لا يتجزأ من شخصياتهم السياسية المتعفنة ومثل هؤلاء لا يرجى منهم غير المزيد من إغراق البلاد في الفساد التيه والظلام وقد أخطأتهم آلة المحاسبة وتركتهم أحرارا يمارسون هواياتهم المفضلة في الكذب على الشعب و تزوير الرأي العام ...
هؤلاء أعداء الشعب والثورة فأحذروهم ونحن إذ لا ندري ما هو الموقف الرسمي الذي سوف تتخذه هيئة الانتخابات ولكنه من المؤكد لا يمكن أن تمر مثل هذه الممارسات بدون مقاضاة ولا محاسبة جدية ولا خير في هيئة الانتخابات إن لم تأخذ القرارات الحازمة وتقصيهم و تفضحهم على رؤوس الأشهاد
Comments
12 de 12 commentaires pour l'article 92215