و هوى تمثال الزعيم

<img src=http://www.babnet.net/images/9/sebsile22xx.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــــازن

أحيوا تراثه في بضع شهور و رددوا كلماته و مقالاته عبر وسائل الاعلام، ثم كسوا وزيره السترة والسروال بنفس الألوان التي كان يختارها الزعيم. جعلوا على عينيه نفس النظارات السوداء و صففوا شعره كما كان يفعل في سبعينات القرن الماضي. اتخذوه عجلا له خوار يعبدونه حتى يعود موسى بالألواح، عفوا حتى يجدوا زعيما جديدا يقدمونه للرئاسيات، بحثوا في كل الأركان والزوايا فوجدوا المنخنق و الموقوذ والنطيح والمتردي و ما ترك السبع. لقد كانوا على عجل من أمرهم فالانتخابات تداهمهم و الرصيد البشري والفكري في أدنى مستوياته. لم ينسى التونسيون مظالم الماضي و تعتعة التنمية في ربوع الشمال والجنوب. لم ينسى التونسيون المعلم المنفي في أقاصي الأرياف الذي بقي معزولا عن بقية العالم رغم تكنولوجيا الاتصال ولكنه ظل المربي والأب والسند لأطفال ظلمتهم سياسة قيل أنها حكيمة صنعت العجب في أرض الخضراء.





كانت الأيام تمضي و وزيرنا الهرم الذي استدعي من الاحتياط يقود مرحلة انتقالية كللت بنسبة من النجاح لما تظافرت جهود الشعب بأسره، فحمت روابط الثورة المنحلة امتحانات دورة الباكالوريا و نظمت لجان شعبية حملات النظافة في غياب شبه تام لمؤسسات الدولة ولكنه نسب كامل النجاح له ولفريقه فتعجل النتائج و تبختر بين خلانه يطلب المجد والحكم والرئاسة فيتنعم بقرطاح و قصرها. لقد كون مع فريق عمله الحكومي آنذاك حزبا اتخذ البورقيبية فكرا و منهاجا فاستغرب الشباب هذه القهقرة الى الوراء و داعب الشيوخ والعجائز نجاحات الماضي المفبركة فهبوا ينصرونه و يصفونه بالمنقذ للوطن من براثن الارهاب والفوضى والفساد و... كانوا ينتظرون لم شمل الثورة المضادة تحت امرته ليضربوا ضربة واحدة الأصوات المنادية بالتجديد والانتصار للمستقبل و اللحاق بمصاف الدول المتقدمة و تقليدها في ديموقراطياتها و صناعاتها ونجاحاتها، ولكنهم كانوا يرددون أقوال الزعيم و يمجدونه و كأننا نعيش ستينات القرن الماضي حين كان التلفاز بالأسود والأبيض. لقد اشترك في صنع هذه الأكذوبة نخبة القوم من جامعيين واطارات و وزراء سابقين و كذلك معارضون للزعيم و للفترة التي تلته فدافعوا عن تلك الاطروحة و عن قدرة شيخهم على ادارة البلاد في المرحلة القادمة رغم تقدمه في السن. لقد حالفه حمه بمنجله ومطرقته و سمير بقطبه و مساره وكذلك فعل أزلام التجمع فنصبوه خليفة للزعيم كما يقولون ولكن الأيام خداعة، لقد خذلوه جملة وتفصيلا و تركوه مع بعض قطط السياسة، على رأي صحابو، التي لا تحسن الا المواء و تسلق الاشجار كلما هب خطر محدق فتختفي في رمشة عين.
ها هو النداء الذي صنعه خليفة الزعيم ينقسم نصفين ثم يتبعثر كل نصف الى أجزاء وأشلاء فيحدثك كل برأيه ثم ينسبه موقفا رسميا للحزب الأقوى في البلاد كما كانوا يزعمون أو كما كان يروج الاعلام و مرتزقة سبر الآراء. ها هو صنيعة الشهور الذي حاول يائسا ان يلتحق بالثورة فرشح وزيرا هرما لسدة الرئاسة ثم أردف بمحافظ للبنك المركزي أيام المخلوع لنفس المنصب فاضطرب من ساندهم لشهور ومن دافع عنهم أيام اعتصام الرحيل، ولم يعد يميز بين العليل و السقيم. لقد ضربت تلك القاعدة الشعبية المزعومة وعجلت حماقات قيادات النداء في تشتيتها و راحوا يراجعون المواقف و يتخذون اعلاما مختلفة يساندونها في قادم الأيام. وارتأت فئة ثانية التزام الصمت والانصراف عن الانتخاب بعد خيبة الأمل. ان ما يصنع على عجل لا يمكن ان يثبت أمام هزات الحياة بمرها وحلوها فهو الصلد المنكسر كلما بطش وقسى وكلما زور الحقائق و كذب على الناس، و هو اللين المتحلل كلما فر بجلده خارج البلاد بعد أن أوغل في الفساد والسرقة والرشوة. حفظ الله تونس من الماضي التعيس الذي بدد ثرواتها و أضاع هويتها و أسس لدكتاتورية مقيتة نالت من دماء ابناءها.




Comments


33 de 33 commentaires pour l'article 91765

Bardo_tounes  (Denmark)  |Mercredi 24 Septembre 2014 à 22:26           
لا يهم الان من سيحكم البلاد .فان كان الخبيث العجوز الباجي او غيره فكلهم اهل النفاق و اشقاق وقد جعلوا البلاد لا سيادة لها وباعوها للصهاينة والكلاب الامريكيين .
كانت ثورة قد قام بها رحال تونس ونسائها وشبابها واستغلها ضعفاء فخانوا وباتفاق من جلاديهم ومجرمين و فاسدين وكلبهم كمال اللطيف عميل الخنازير الصهاينة دعلوا من البلاد مرتع لاياد خبيثة تتحكم في كل السياسيين واصبحت الاحزاب كالكلاب تعمل و تطبق ما يؤمرون.
فاين ديننا دين الحق واين من كان شجاعا ولا يخاف الا الله ومن كون جيلا كاملا وعمله ان لا الاه الا الله و ان الصدق و الحق والعدل خصال المؤمن وان تونس دولة مسلمة .
تونس اصبحت فوضى وهمجية ولو شهبنا البطل و التونسييون المؤمينون بالله لانتهت البلاد بكارثة لما رايناه من ازمة اقتصادية وفساد اداري واجرام واضرابات واغتيالات وتجاهل الفقير و المحتاج وجهل السياسيين و طمعهم في الحكم و المصلحة .
فلا يهم من يحكمها فلاكرامة لهم جميعا وماهم الا انتهازييون .
ولا ارى احسن من المرزوقي شهامة وصدقا وعملا صالحا وحب الفقير و المحتاج وشجاعة . وان شاء الله لا ينقلب ويبدل نعمة الله عليه .
اللهم دمر كل سياسي منافق خبيث ضعيف تنازل وباع دينه وسكت وتجاهل من يحارب الاسلام , اللهم جمر كل نائب انتهازي متحيل منافق لا كرامة له ويواصل العمل وشرعيه انتهت ويسرق مال الشعب .
اللهم دمر كل مجرم كاللطيف و السبسي والعباسي و كل من معهم من حثالة البلاد .
اللهم انصر المسلمين واجعل تونس جولة حرة مسلمة يحكمها صادق عادل و لا منافق خبيث ضعيف عميل الصهاينة .

Pepe001  (France)  |Mercredi 24 Septembre 2014 à 22:12           
Supposez que BCE meurt avant les élections présidentielles? Je conseille le nida de préparer un plan B , ça leur épargne de vivre la peur au ventre.

Weldha  (France)  |Mercredi 24 Septembre 2014 à 13:23           
Bonjour , quand je vois le paysage politique de la tunisie je suis étonne du non respect du peuple.....beji essebsi plus 3 anciens escrocs de ben ali.......plus un avec son chapeau d'époque!!!!!!!! je suis déçu car il ya eu des morts pour en arriver la....sur le 69 candidats il peut etre Mr ben jaafar ou Mr chabi ayez pitié de la tunisie et de son peuple vive la tunisie libre et democratique

Amorbt  (Tunisia)  |Samedi 20 Septembre 2014 à 12:49           
واين مؤسسات سبر الاراء هلا اخذت في الاعتبار التعكرات الطارئة على الداء وطالعتنا بالحظوظ التي بقيت لشيخنافي الفوز بالرئاسية؟

Amorbt  (Tunisia)  |Samedi 20 Septembre 2014 à 12:40           
واين مؤسسات سبر الاراء هلا اخذت في الاعتبار التعكرات الطارئة على الداء وطالعتنا بالحظوظ التي بقيت لشيخنافي الفوز بالرئاسية؟

Mastalerza  (Germany)  |Samedi 20 Septembre 2014 à 12:18           
*************

Amor2  ()  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 18:31           
الشعب الذي يعيد انتخاب جلاديه لا يستحق الحريّة و الشعب الذي يبيع ذمته لمغتصبي إرادته بقليل من متاع الدنيا لا يستحق الكرامة ، نثق في شعبنا و ننزهه عن السقوط ، و إن حصل لا قدر الله فسنحتاج دورة تاريخية أخرى يكون فيها الشعب أكثر أهلية لاستحقاقات الحريّة و الديمقراطية و ما تقتضيه من تضحيات و صبر و وعي متقدّم

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 16:53           
انتهت صلاحياته قبل ان تنتهى صلاحيات المجلس التاسيسى

Elwatane  (France)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 16:18           
السبسي راجل عادي، عمره و لا كانت عنده قيمة لا في عهد بورقيبة ًو لا الان
فلقد كان داءما في الصفوف الخلفية و كم مرة يأكل كف من بورقيبة بسبب التشويش
لانه و كما ترون باصص و ما يوزنش

BenMoussa  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 15:47           
@ Ridha_TH
Ce sont les esclaves qui pleurent leurs maitres, préparez vos mouchoirs.
Les musulmans ne pleurent pas, ils fêtent leurs succès, ils vénèrent leurs martyrs et sont humbles devant leur Créateur

BABANETTOO  (France)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 15:19           
Essebsi est mort, que dieu maudisse son âme ...

Ahmed01  ()  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 14:57           
Monsieur l'auteur, vous faites une fixation pathologique sur la personne d'Essebsi et je crains fort que votre discours ne devienne un pathos ou plutôt un réquisitoire.

SOMBOL  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 13:18           
أراد أن يفطر بالدنيا و يتسحر بالآخرة ...

Chebbonatome  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 13:15           
إني معكم أقرأ و أرى
تحيا التسليّة على موقع "بابنات "


Amor2  (Switzerland)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 12:56           
رجاءًا يا باب نت أن تمدونا بالتعاليق التي تريدونها على مقاسكم الإيديولوجي أو الفكري أو سمّوها ما شئتم و سوف أنشرها بإسمي... لكي لا تكون تعليقاتي من المغضوبين عليهم ...

Lapiqure  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 12:54           
Vous révez,ou bien vous etes entrain de vendre la peau de l'ours avant de le chasser...riez...rira bien qui rira le dernier...!!!

Essoltan  (France)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 12:33           
بربي كليمه لراشد الغنوشي . يا سي راشد

لا يعجبك نوار دفله في الواد عامل ظلايل
ولا يعجبك زين الباجي حتى ما تشوف الفعايل

Alors pas de mauvaises fréquentations SVP ! . .

WATANITN  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 12:14           
والله أقل ما يقال أنه كاراكوز العصر

Amor2  (Switzerland)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 12:03           
**********

Ridha_TH  (France)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 11:50           
À Abou Mazen et à tous ceux qui trouvent ces dires pertinents, attendez l'après 26 octobre et préparez vos mouchoirs.
Vous serez surpris par la raclée que vous allez vous ramasser. Je n'en dirai pas plus.

Hemida  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 11:44           
كثرت المقالات هذه الايام حول المبجبج فجل التعاليق كانت ضد ترشح السبسي للرءاسيات و أتساءل بعد كل ما جرى و يجري من تصريحات لصحابو و أعداءه و ترشح النابلي و انسلاخ كمال اللطيف عن تدعيم السبسي هل ما زال يطمع السبسي في كرسي الرءاسة ؟
ابدا و الله. فلقد تلاشت حظوظ السبسي الى أدنى مستوى و اريد ان اقدم لعجوز نصيحة و هي انه يسحب ترشحه لإنقاذ ما تبقى له من ماء الوجه...
و لكن اذا تمسك السبسي بالترشح و علم بعد ذلك ان النهضة لن تدعمه قد يفقد المعني بالأمر صوابه و قد يصاب بشيء ما ...
و لكن نكرهك نكرهك و لكن الموت ما نريدهالك...

Zoulel  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 11:15           
لم ينس التونسيون........

Zoulel  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 11:13           
اخي ابو مازن اشاطرك الراي في كل مقالاتك وفي سبيل الغيرة عليك ادعوك ان تتجنب الاخطاء الصرفية ...اذ نكتب لم ننس وليس لم ننسى.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 11:10           
أثبت الواقع صحة ما كان يكتب على موقع باب نات من أسرة التحرير ومن أبطال الحرية رغم التهم بأننا نبيض الإرهاب وأن الدولة الموازية وكمال اللطيف والموساد ومؤامرات السفارات كلها أوهام وأن داعش ليست على الجبال بل بيننا وعلى شاشاتنا وأن السلاح الذي قتل شهدائنا هو السلاح الذي قتل بلعيد والبراهمي وغيرها كثير ولكن الأحداث المتهاطلة اليوم تؤكد أن ما تنشره باب نات صح في صح فتحية لأسرة التحرير وتحية لأبطال هذا الموقع .

TheMirror  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 11:06           
نداء تونس بني على باطل و ما بني على باطل فهو باطل

Tayara  (France)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 10:58           
ان السبسي و زمرته لم يعد شئ للانتخابات و يعلم انه لا يمكنه الفوز بها لكنه اعد كل شئ لما بعد الانتخابات انه موعود بالتاييد من دول عديدة بأن يرفض نتأج الانتخابات و العمل على اثارة الفوضى .....فماذا اعد الشعب التونسي الموءيد والمعارض عليه ان يحمي تونس من الفائز او من الخاسر الاستعداد يا اهل تونس الاستعداد الفوضوا التي تأتي الا على المواطن البسيط فلا تكون وقود لهذه الفتنه التي يعد لها 0.001

TARAK KLAA  (France)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 10:55           
@Citizenvoice (Tunisia): je suis d'accord avec vous , s'agissant de la définiiton que vous donnez de Nidaa Tounes.
Pour le reste je suis moins emballé , surtout lorsque vous parlez de peuple martyr et de pays exsangue.
Si vous voulez voir des peuples martyrs et des pays exsangues , allez voir du côté de la Syrie , de la Somalie , du Mali , de la Centrafrique , du Zimbabwé , du Bengladesh , du Pakistan , du Venezuela , de la Corée du Nord ,
etc.. etc...etc...

Lassaadthabet  ()  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 10:36           
هناك مثل شعبي تونسي ينطبق على الدينصور الباجي "العزوز كي تخرّف تتفكر ليلة دخلتها"

Moutawassity  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 10:32           
بم بم بم بم ....باااف بالونة كبرت ثم تفرقعت هذه كل قصة هذا الذى سمي بالندا

Samyall  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 10:12           
مقال جيد يوضح تبعثر الحزب المثير للجدل

Citizenvoice  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 10:12           
- Le nida des voyous n'a jamais été un parti politique à proprement dit, avec un programme et une vision politique clairs. Ça n'a jamais été plus qu'un cartel de mercantilistes de la politique, réunis par les intérêts étroitement individuel, l’égoïsme et le politico-racisme. Leur vrais but n'a jamais été de servir la Tunisie, leur vrai but était toujours d'investir les haut lieux de la politique pour mieux se servir encore sur le compte
d'un peuple martyr et d'un pays exsangue. En d'autres lieux et autres temps il ne mériteraient pas plus que le procès de Nuremberg, le verdit de Vichy et la potence de Mussolini.

Samyall  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 10:11           
مقال جيد يوضح تبعثر الحزب المسير للجدل
نسوا أنهم أمام جيل متواصل عبر كوكب الأرض ولم تعد تنطلي عليه خزعبلات الماضي.

Omar_encore  (Tunisia)  |Vendredi 19 Septembre 2014 à 10:10           
************


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female