سألونـــي عن بابا الباجـــــي

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/babsouika1890.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــــازن

أدركني ضحى هذا اليوم المشمس وأنا أتجول في أزقة المدينة العتيقة، أعانق مرقد الولي الصالح سيدي محرز و أجالس عطارة الحفصية و تجارها حتى وصلت باب سويقة فأبصرت جماعة الأدب والفكر وهم يرتادون مقهى تحت السور، بعضهم يتبادلون أطراف الحديث و يدرسون أوضاع البلد المستعمر و بعضهم يجلس القرفصاء يبني بيوتا للشعر تؤلب مشاعر الشباب و تحثهم على النضال.





أبصرني الدعاجي فناداني على عجل: تعالى يا فتى كيف حال مستقبلنا أنلنا الاستقلال؟ أ رحل المستعمر الفرنسي واستقر الحكم للتونسين؟ فأجبت ببداهة بلى فنحن ننعم بحرية بناها نضالكم و ايمانكم بارادة الشعب. أردف الدعاجي حسنا يا فتى لقد استمعنا لنصيحة نديمنا الشابي و رددنا بيت شعره فهل تراكم تفعلون ذلك في عصركم؟ أومأت برأسي ثم هممت بالانصراف فعالجني بيرم التونسي بسؤال ثالث حين قال: فكيف حال خلان كنّا بينهم؟ أ أخذتهم السنون الى أرذل العمر فاعتكفوا ينتظرون رحمة الملك القدوس ام تراهم يعانون أسقام الهرم و الخرف؟ حدثني يا فتى. امتلكت شجاعتي و ربطت جأشي ثم أخبرتهم بأن بعضهم كان في الحكم وبعضهم في المعارضة و آخرون يطمحون الى التربع على عرش السلطة. ضحك الطاهر الحداد و قهقه آخرون حتى بانت نواذجهم فتبعثرت وسامة الأدب و الفكر وحلت العامية والفذلكة التونسية الضاربة في القدم، صاح خميس ترنان: معارضة؟ معارضة ماذا؟ و من يكون هؤلاء و قد عاصروا الدراكسيون و الكاليس. قلت نعم لقد عاصروا الدراكسيون ولكنهم منحوا سيارات مرسيدس مصفحة من دول العقال فأردف متسائلا دول الجمال و اللؤلؤ يوزعون العربات أ لزرقة في عيوننا أم لطمع في شرف ينالهم؟

قال عبد الرزاق كرابكة فكيف حال الباجي بينكم يا أهل المستقبل؟ قلت يطمح للرئاسة وقد ترشح منذ أيام، قال سي عبد الرزاق أمازال يعتريه الطموح وقد عاشر المهيري و الأدغم فكان يدا يبطش بها النظام الجمهوري ابان الاستقلال. قال مصطفي خريف بلهجة جريدية واضحة هو ذاك الذي فاوض الفلاقة في الجبال ليتركوا السلاح ثم جمعتهم الأيام في غياهب السجون فمنهم من أعدم و منهم من قتل؟ الم يعاقبهم أبناؤنا وأحفادنا على صنيعهم؟ قلت كلا لقد أحرقوا الأراشيف وبدلوا الألوان و اللكنة و أفلتوا في كل مرة من العقاب ثم تنمقوا للحكام فكانوا سندا وعصا مسلطة على ظهور الكادحين أبناء الريف والمدينة على حد السواء.
قال الطاهر الحداد : تبا لأبنائنا وأحفادنا كيف يرضون بوضع متعفن كهذا ولا يثورون على ظلم ترعرع بعد نضالنا و كفاحنا، لم تركتم الزعيم بن يوسف يتقهقر تحت قيد النفي فيصيبه الاغتيال أهي خيانة وغدر أشقاء الوطن أم هو التراخي والخذلان لما استغل البعض أطروحتي فنكل بالمرأة واستعبدها لغاياته الدنيئة وجعلها سلعة تباع وتشترى. قال سي محمد المرزوقي: كيف حال ابن عم لنا ذاع صيته بينكم وقد ترك السماعة و المستشفى و راح يدافع عن مساجين الرأي و يبين حقوق المواطنة التي سكب من أجلها دماء أجيال و أجيال.ثم أردف لقد تركتكم في مطلع الثمانيات وكنتم تنشدون تطبيق التعددية والديمقراطية الأوروبية فماذا حققتم من ذلك، أجبته بامتعاض أن كل ما بني هدم في رمشة عين لما زوّر الباجي الانتخاب وفاز المتفردون بالحكم بكافة المقاعد فأنتجوا ديكتاتورية الشيوخ و هيأوا البلاد لطمع اللصوص ولولا ثورة القرن الجديد للبثنا في الحيف والظلم الى يوم يبعثون.
فجأة سمعت هاتفي النقال يرن وقد أصابته رعشة ذبذبية فأفقت من نومي ثم نظرت يمنة ويسرة فلم أجد الدعاجي ولكنني وجدت الباجي يقدم مطلب الترشح للانتخابات الرئاسية فقهقهت كما قهقه جماعة تحت السور وحمدت الله على الحلم الذي أراني اياه لو كان واقعا لاتّعظ العديد من المناشدين والمزكّين ولكن هيهات كل يبحث على ليلاه وليلى قد غادرتنا بدون رجعة فمتى نستيقظ من الأحلام و نترك الاوهام.




Comments


20 de 20 commentaires pour l'article 91354

Abou_Mazen  ()  |Samedi 13 Septembre 2014 à 23:29           
أي نعم نقول نواجذ
تسرني ملاحظتك شكرا

Nahinaho  (Tunisia)  |Samedi 13 Septembre 2014 à 14:04           
مقالة جيدة مخلوطة بعبق التاريخ بقي أن هناك خطأ خفيف لا باس من تصحيحه في = وبانت نواذجهم خطأ والصحيح = نواجذهم هه ... يقال فعظوا على الأمر الفلاني بالنواجذ وليس بالنواذج ودمتم بخير

Ghayour  ()  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 13:29           
لله درك يا أبا مازن ، كتبت فاتحف فنلت اعجابنا .
زدنا زادك الله في زادك .

SweetPower  (Tunisia)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 08:26           
كتبت فأبدعت فأبلغت فأمتعت.
شكرا

BenMoussa  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 23:13           
مقالة أدبية ممتعة ومضمون سياسي هادف
شكرا للكاتب

Abou_Mazen  ()  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 23:02           
@Lapiqure
يستفزك سرد التاريخ و آلام الماضي فتهرعون لذكر داعش لعلك تسجل نقاطا ولكن .... لو قرأت ما كتبته على داعش المجرمة الارهابية لسلكت طريقا آخر لتبرر ترشيح بابا الباجي صاحب كرابكة و خريف والشابي و الدعاجي

Zorrotunisia  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 22:55           
Bajbouj qui se croit bourguibien de pure race alors que wassila l’a amené avec elle dans sa garde de robe ; se présentera aux élections présidentielles avec un âge de 88 ans c-à-d 4 ans de plus de l’âge du Président Bourguiba lorsqu’il a été destitué par zaba pour des raisons de santé : c’est vraiment lamentable. VIVE LA TUNISIE BLED ELAJAAB.

SHARNY  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 17:23           
BRAVO
Abou Mazine
Ça sera encore plus formidable si vous reprenez cela avec un style qui ressemble à celui de ces mêmes écrivains poètes sociologue et historien .je sais que ce n'est pas évident et que risque de prendre beaucoup de temps .Mais ça sera encore plus merveilleux .

3azizou  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 16:31           
شكرا ابو مازن

Bardo_tounes  (Denmark)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 15:14           
مقالة جميلة ومعبرة .
ومع الاسف يحاول عجوز تاريخه ملطخ بدماء تونسيون ناضلوا ورفضوا الاحتلال و الظلم الرجوع الى الحكم ويريد ان يصبح رئيس تونس ولكن هيهات رجالها بالمرصاد وقد قاموا بثورة كرامة ومات لادلها الكثير .
فلن يفرح بذلك اليوم وحسابه ان شاء الله قريب .
ومن شجعه فهو خائن لتونس وثورتها

Mnasser57  (Qatar)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 14:04           
Le probleme n,est en sepsi qui a joue un role catastrophique dans sa vie mais le probleme est en ceux qui n,ont pas cesse dele gonfler et surtout de sioniste tunisiens qui vivent a l,etranger certainement que leur antecedents sont les ennemis de elfallagas qui ont pu rejeter les colonistes ailleurs ,Dommage qu,ils sont encore en reve et qui restent attaches a cette sombre periode de notre histoire tunisien.

Hemida  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 13:45           
Je mets en défi quiconque parie sur la réussite de sebsi comme président. Sebsi est un homme fini et entre dans l'histoire par la petite porte.

Elyaschik  (France)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 13:33           
Avouez que vous avez peur de lui parcequ'il va vous écraser tous pendant les elections malgré son âge avancé , mais il a le mérite d'avoir de l'intélligence dans la tête et la clairvoyance dans les idées , c'est l'école de Bourguiba , elle n'a formé que des grands et beji en fait parti

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 11:43           
ليس حلما بل هو حقيقة نعم البجبوج يقدم ترشحه للرئاسة بفضل الفيسبا التي يقودها وبفضل الرصاصات التي يطلقها يمنة ويسرة وهروب الجميع من طريقه كهروب الصهاينة من صواريخ المقاومة للاختباء في الملاجىء .تلك الحقيقة التي أكد عامر لعريض على وجوب التكتم عليها لأن مرارتها تدفع نحو الحرب الأهلية ونحن في غنى عنها .

KamelTunisien  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 11:25           
مقال قمة في الروعة والإبداع

DinarTn  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 11:19           
Bien

SAADA  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 11:08           
Bravo

Bentechamel  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 11:05           
كلام جميل شكلا ومضمونا

Abou57  ()  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 10:48           
Les fallagas et les mojahidnes,echange avec indépendence l'intelligence de bourguiba et toutes la bandes.

Ahfedkhaled  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 10:16           
مقال غاية في الروعة .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female