الألعاب النارية... من أين و إلى متى ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/9/fouchik.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم حاتم الكسيبي

لا يخفى على أحد أنّ ظاهرة استعمال الألعاب النارية التي تطلق عادة كلما جنّ الليل واضطجع الناس ينشدون النوم والراحة ما فتئت تتفاقم في بلادنا منذ سنين و تقلق راحة المواطنين. هذه المتفجرات ضعيفة الانفجار نسبياً وهي التي تصنع من مواد كيميائية شديدة الاشتعال وينتج عن تفاعلها قرقعة وصخبا و ألوانا متعددة تنتشر في السماء تختلف تشكيلتها عادة حسب نوع المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة المفرقعات. لعل المعقول والمتعارف عليه أنّ هذه الألعاب النارية تستخدم عادة في الأعياد والاحتفالات، فقد تكون احتفالات وطنية أو دينية كما نشهد هذه الأيام أو غيرها من المناسبات . ولكن استخدام الألعاب النارية والمفرقعات تجاوز حدود الفرحة و التعبير عنها وأضحى مؤرقا لراحة الناس، باعثا للخوف والهلع في نفوسهم و مرهقا لكاهل العائلة لما يتطلبه من أموال لتوفيرها. لقد بات استعمال المفرقعات من أبرز الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا إبّان الثورة بعد أن صار استيرادها و تهريبها منتشرا بلا رقيب، حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها رغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة استعمالاتها.





هذه مئات الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات تلج حدودنا كل يوم ليقيني انّ بلادنا لا تصنّع أمرا كهذا، فهي سلع بائرة يشتريها تجار التهريب بالعملة الصعبة ويساهمون في تقليل مدخراتنا من العملة الصعبة ومن ثمّ ارهاق اقتصادنا السقيم أصلا بقدر ما. انّ ترويجها المتواصل وبيعها في الأسواق بشكل عادي وعلى قارعة الطريق يؤدي إلى استهلاك وتبذير كميات كبيرة من دخل الأسر التي تعاني أصلا من ضائقة مالية مستدامة، فهذا شباب يهوى المفرقعات و التفجير والقتل و الأسلحة لما حفظه عن ظهر قلب من الصور المتحركة الصاخبة و ألعاب الفيديو ومما يشاهده على قنوات الرتابة التي تقدم أفلام الأكشن . إنّ انتشار استعمال هذه الألعاب في صفوف الشباب والأطفال قد يسبب
تلوثا كيميائيا وفيزيائيا وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة قد تصيب الانف والحنجرة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية إذا كانت مخزنة في مكان يحتوي على مواد سريعة الاشتعال. ولمن يتفقد سجلات الاستعجالي والنجدة ليجد حالات عديدة نتجت عن استعمال هذه الالعاب بطريقة غير مشروعة فأحرقت وروعت و نتج ما لم يكن في الحسبان فيصبح الفرح حزنا و عويلا بعد سوء منقلب.
ان الخطير في هذا الأمر يكمن أيضا في تنامي ظاهرة الارهاب و ترابطها في بعض الحالات باستعمالات المفرقعات و الالعاب النارية لبث الخوف في نفوس الناس كما وقع في أحداث القصرين لما هوجم منزل وزير الداخلية. إنّ أحداثا كهذه لا يكمن أن تمر في الخفاء فلا نسمع بحدوثها لما يرافقها من صخب وألوان، فلو تحركت آلات الدولة من مراقبة وأمن و نجدة لضرب أيدي العابثين بأمننا حتى تشمل القوانين الجديدة مثل هذه الاستعمالات وينضّم توريد هذه الألعاب. أما ترك الحبل على الغارب في استقدامها وترويجها بالاسواق الشعبية و المغازات على حد السواء و التغافل على استعمالاتها المشطّة والمقلقة لراحة المواطنين ليعد تنصلا من المسؤولية و اهمالا لحقوق و واجبات المواطنة والعيش الكريم الذي توفره الدولة لأبناءها.





Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 89249


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female