خطابات المرزوقي حول غزة.. بين العجز والتوظيف والخضوع الدولي

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/marz24720.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

لن نتحدث عن حكومة التكنوقراط الممثلة للشركات الدولية في تونس المرتبطة عضويا باللوبي المالي الصهيوني الدولي، ولن نتحدث عن الاتحاد العام التونسي للشغل الغارق في مطاردة نوبل للسلام عبثا من تحت تجمعات النفوذ ذات المرجعية اليهودية، المتخلي طبيعيا عن واجب قيادة الدعم لغزة في وجه العدوان الصهيوني الغاشم، ولا ايضا عن الاحزاب المتخصصة في اغلبها في الانتهازية المقرفة، والمجتمع المدني المقيم في اكثره في صالونات النزل الفارهة، ما يهمنا بالاساس هو موقف وتحركات الرئاسة التونسية التي تمثل تونس والتونسيين في خصوص الدعم المادي والمعنوي والدبلوماسي والاعلامي للاخوة الفلسطينيين في غزة، فيما يتعلق اساسا بالمسائل المبدئية وايضا الجدوى والفعالية.





هذا المقال كتبته قبل ثمانية ايام.. ولكن حصول الهجوم الدموي الوحشي على جنودنا في الشعانبي.. حال دوني ونشره..

اليوم عاد المرزوقي للخوض في القضية.. بعد ارساله المعونات.. التي كانت 11 و4 اطنان من الدواء والاغذية!!!! (حسب تصريحه).. وتخاطبه مع هولاند.. اليوم الرئيس يدعو لاجتماع الجامعة العربية بعجل.. ومظاهرات الدعم.. والى السلام العادل .. طبعا بعد التنديد بالقصف الوحشي..

هل تكفي مجرد بعث معونات طبية للاخوة الفلسطينيين على اهميتها؟

هل يكفي التنديد والشجب والبيانات والحوار مع قناتي الاقصى و القدس على قيمتها العالية؟

هل تكفي مجرد اتصالات بخالد مشعل ومحمود عباس وفرنسوا هولوند المعلنة؟

التساؤلات تصبح مشروعة من منطلق الوضع الدقيق الذي تعيشه غزة وايضا القضية الفلسطينية في عمومها، وتصبح حارقة من منطلق تونس الثورة التي دشنت اولى ثورات الربيع الربيع التي تبنت شعار الشعب يريد تحرير فلسطين ، وصعدت على اساسها القيادات السابقة والحالية للسلطة.

منذ مدة اطلقت مصر مبادرة مشينة تساوي الجلاد بالضحية والاحتلال بالمقاومة تهدف لتركيع الفصائل الفلسطينية في غزة واجهاض ما حققته من نصر ميداني، واعلنت مصر تبني قمة وزراء الخارجية العربية لها، وطبعا تونس مهما كان مستوى تمثيليتها تعتبر مشاركة، وتعتبر مصادقة. المبادرة المكتوبة بالحبر العبري رفضتها المقاومة في جملتها وتفاصيلها، بل اكدت اغلب التقارير خدمتها للكيان الصهيوني، ولا نكاد نفهم حقيقة الموقف التونسي الموغل في الصمت، الى حد التواطؤ خاصة انه من منطلق موقعها هي مطالبة باتخاذ المواقف المبدئية وقبل الجميع.

الصمت حقيقة لا يقل جرما عن التواطؤ الاصلي، وعدم التحرك والتأخر لساعة قد يعطل نجاح المقاومة ومسارها الباسل.

الرئاسة لا يكفي تأخرها، وهروبها من الاصداع بالحق في عمق القضية، حيال الموقف المصري المتآمر، بل تأخرت منذ المنطلق في الشجب واعلان الدعم، وبعد اكثر من اربعة ايام كاملة بلياليها تم تقرير بعث مساعدات غذائية وصحية (قيل انها عاجلة)!!

ولم يكن البيان المشترك الصادر عن الرئاسة بتاريخ 13 جويلية مع هولاند الا بكلمات الخذلان، الوضع الخطير في غزة ، ارتفاع الضحايا ، مخاطر تطور التدخل الميداني ، ومثلت خضوعا لـ المزاج الفرنسي الذي اعطى كل الدعم للعدوان الصهيوني السابق وايضا اللاحق، ولم يكن الموقف الا لانقاذ هولاند من الانتفادات الحادة التي لحقته من الاحزاب الراديكالية الفرنسية، وعموم الشعب الفرنسي، ولرفع الحرج على الرئاسة التونسية ببيان مضّلل حيال الموقف الشعبي المناهض لاحتفال السفارة الفرنسية بالعيد الوطني الفرنسي بتونس.

وغابت عن المرزوقي المصطلحات عالية الشحنة ونزل الى اسفل الكهف وانخسفت به الارض، امام الرئيس الفرنسي.

التصريحات الثورية في القنوات الفلسطينية وعلى البيانات، لم تقابلها اية فعالية او جدوى سوى من ناحية التأخر في التصريحات وايضا من ناحية تحقيق نتائج ميدانية وتحركات دبلوماسية فعالة، هذا زيادة على عدم فضح التخاذل والتنصل من مواقف الخنوع والتآمر المصرية.

كنا ننتظر فتح القصر على كل الصادقين من الفلسطينيين والعرب والشرفاء في العالم وتوفير كل الامكانيات المادية، وتركيز ندوة صحفية استنفارية متواصلة لمتابعة القضية المركزية، واجراء كل التحركات بجدوى وفعالية وكشف كل الحقائق، واعلان النفير العام.

لم ننتظر اكثر مما حصل من رئاسة في وضع المتفاقم، ولكن ما يظطر للتعليق هو ارتفاع صوتها وخاصة مضخماتها ادعاء البطولة.. و الجهاد المقدس .. عبر بعض التصريحات.. التي طارت بها الرياح بعد لحظات لفظها مباشرة!!

لا نعلم حقا تفاصيل عن امكانية الوعي بالتقصير، والوعي خاصة بتضخم الذات الى حد التورم، وان من الممكن في هذا المنعرج اتخاذ قرارات جريئة ثورية تسجل في تاريخ الثورة والشعب التونسي، من ممثله الذي وجب ان ينحاز لتاريخ الشرف ولا يبقى على هوامشه السحيقة!!

ما زاد في الالم اليوم هو الظهور الباهت والهجين للرئيس الصادر عن انتخابات ما بعد الثورة.. رئيس مكبل بتحقيق اهداف انتخابية في قضية حساسة ودقيقة.. عاجز عن تقرير اي شيء.. وفي حال رضوخ واضح للقوى الدولية التي يعرف ان الرئاسة في تونس تمر عبر ايديها..

لا نكاد نفهم ماذا تعني دعوته للتظاهر ليلة الجمعة العاشرة ليلا (قبل ليلتين من العيد) ولن اتحدث عن الوقت الذي من ناحية تنشغل فيه اغلب العائلات ليلا في شراء ملابس العيد لاطفالها.. وتحضير الحلويات.. ومن ناحية اخرى لا ندري كيف ستجتمع الاحزاب التي اصبحت هي ذاتها رمز الانقسام وتبادل الاتهامات في كل القضايا.. ما قيمة في النهاية هكذا دعوة الا لتحقيق نقاط دعائية.. يبدو على الغالب انها لن تحقق.. هل ستحضر الجبهة الشعبية المنشغلة بقضية البراهمي وستفرط في غنائمها الدعائية!!؟؟ هل سيحضر الوطنيون جنبا الى جنب ان حضر السبسي وقواعده المناصرة للسيسي رمز التآمر على الشعب والقضية الفلسطينية!!؟؟ هل سيستجيب الاتحاد للدعود وهو في حالة تضاد مع الرئاسة!!؟؟ لم نلمح على كل الى حد اللحظة اي بيان من الاطراف المشار اليها في خطاب الرئيس تدعو فيه للتظاهر!

موقف ثان غريب يتمثل في الدعوة لعقد قمة عربية طارئة.. ولا ندري ايضا كيف ستعقد وقمة وزراء خارجية تغيب عنها العديدون.. ثم ان المواقف العربية هي مثل قوس قزح من الفوق بنفسجي الى التحت احمر.. جامعة عربية عاجزة نصفها متآمر تأتمر وتجتمع وتقرر بالاوامر الامريكية.. هل ندعوها لمزيد التآمر على المقاومة!!؟؟

اما الموقف المريب فعلا فهو المتمثل في الدعوة لـ السلام العادل ومطالب المقاومة التي اختزلها في رفع الحصار ..

ويبدو انه ملتزم لاقصى حد بالمواقف الدولية للبلدان الكبرى في خصوص السلام العادل المبني على مسارات السلام التي فرطت في الارض والمقدسات.. وكرست الخذلان.. اضافة الى ذلك ولا اعلم ان كان واعيا ام لا ان المطلب الرئيسي للشعب الفلسطيني في غزة هو رفع الحصار .. نعم.. ولكن اساسا دحر الاحتلال عن كل الراضي الفلسطينية .. لماذا توقف الحقوقي عند رفع الحصار فقط!!؟؟

وبين مطلب اجتماع جامعة الخذلان ومطالب المظاهرات الدعائية و السلام العادل .. وعدم الاشارة الى تحرير كل الاراضي الفلسطينية المحتلة ، بعد انقاذ هولاند من توبيخات الراي العام الفرنسي.. والالتزام بالخط العريض الامريكي في المطالب.. بدا الرئيس غارقا في لخبطة كبرى.. ولم يقدر على الغالب في التوفيق بين التوظيف الدعائي.. وعجزه الدبلوماسي على المستوى العربي والدولي.. وارضاء ارباب الرئاسة الدوليين..

(*) قانوني وناشط حقوقي



Comments


14 de 14 commentaires pour l'article 89027

Bardo_tounes  (Denmark)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 19:50           
بقي لنا سياسي واحد نشم عليه رائحة الصدقو الوطنية و الشهامة و الرجولة والحق والعروبة , وهو المرزوقي .
فان خذلنا مستقبلا فمسكينة تونس وشعبها , واما ان تشبث برجولته وشهامته وشجاعته فلا يزال الامل موجود باذن الله .
فاني اراه متمسكا باصلنا وتقاليدنا وعاداتنا وديننا ولا كالذين زينوا وصبغوا شعورهم واصبحم للانثي اقرب منهم للرجال .
يتباهون بالهندام المستورد ويجايسون اعداء الله وفي الافطار ايضا " قمة الرخس والذل " ويحتفلون بعيد الدولة الصهيونية والامبريالية فرنسا و ويضهرون " يتضيحكو كيف اش باش اقول فمي ... لا كرامة ولا عزة نفس غار على جهتهم وتونس الحرة المسلمة ومنهم من يتعانق مع صهيوني كلب ووحهه فيه النفاق و الخبث و الذل .
فلنحمد الله على المرزوقي وان شاء الله لا يتغير

SIKOU  (Tunisia)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 13:19           
Mr le président, est ce que vous considérez ça un discours d’un homme d’état ?!!!
Hier nous avons vu un étudiant en 1er année fac dans une AG .
D’ailleurs tous nos politiciens sont restés à ce niveau.
Notre situation est lamentable !!!

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 13:16           
رئيس الحكومة مهدي جمعة قريب من الشعب في كرشه بأكل اللبلابي والكفتاجي وبعيد كل البعد في شعورهم وشعائرهم ولا كلمة عن غزة بل غلق المساجد

Echahed  (France)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 12:49           
الفلسطييين يرفعون العلم التونسي من أجل مواقف السبسي!!
http://www.achahed.com/2014-07/article-144693.htm

Dachamba99  (Tunisia)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 10:33           
عيب عليك يا Real01، فضحت الرَاجل، تي خلَيه ياكل خبزة على هالموقع، ناقصين بطالة أحنا ؟

Real01  (Tunisia)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 10:14           
@Dorra
merci

Dorra  (Italy)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 10:07           
يا ريال 01 يسترك و ينورك قداش تبردلي على قلبي، كلامك كالعسل الله يحلّي ايامك

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 10:04           
العجز والتوظيف والخضوع الدولي تكبل جميع من أفرزتهم الثورة وأفرزهم الصندوق ولا تستثني أحد وخروج الجميع للتنديد بالحرب على غزة هو تبييض للإنقلابيين في النافورة كتبييض الرئيس الفرنسي وكلها أخطاء دفاعية وتسجيل في مرمى الثورة من خط دفاع الثورة .

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 09:17           
الآن تفهمون من هي هذه الحكومة ولماذا الرباعي من بينهم الاتحاد للشغل وراء تسميتهم

Abourida  (France)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 09:06 | Par           
Et vous bandes d'enjuivés et médiocres militants pouvez vous nous rappeler vos actions en la matière ?.Ah!pardon!comme en 2006 face a Hizbollah vous étés tous en train de chercher la sortie honorable de votre vache laitière ,ss elle vous étés cadavériques...petits harkis

Real01  (Tunisia)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 09:05           
ملخص المقال :
الحكومة التونسية : مرتبطة باللوبي الصهيوني
إتحاد الشغل : مرتبط بجمعيات يهودية
نداء تونس : يتأمر على القضية الفلسطينية
المجتمع المدني : قاعد في الصالونات الفاخرة
المرزوقي : يعمل في الدعاية الحزبية
النهضة هي الوحيدة التي لم يذكرها الكاتب بسوء ... يمشيش في بالكم إلي الكاتب نهضاوي و يتاجر بالقضية الفلسطينية...أو ربما ماشافش تعنيقت الصهيوني ماكين لجبالي

Chiheb  (Tunisia)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 08:32           
Dans un match amical entre Maccabi Haifa (Israel) et lille des supporters Turks ont envahit le terrain et attaqué les joueurs israeliens.

http://www.dailymail.co.uk/sport/football/article-2703409/Maccabi-Haifas-friendly-Lille-stopped-early-pro-Palestinian-protesters-storm-pitch-attack-players.html

Nourammar  (Tunisia)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 08:28           
كأن بكاتب المقال يريد من المرزوقي ان يدعو الى الجهاد الى فلسطين بصفة رسمية

Mandhouj  (France)  |Jeudi 24 Juillet 2014 à 07:06           
Http://nawaat.org/portail/2014/07/13/division-dette-absence-de-projet-de-lutte/


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female