أهــــــلا يا رمضـــان

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/doaa.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــازن



أهلا بشهر التقوى والعبادة و الإيمان، رحمة من السماء كرم الله بها الإنسان، شهر مفضل اختصه الله بنزول القرآن، كلام الله الهادي المنزّل للإنس والجان، نعشقك ونفرح لقدومك على مرّ الأزمان، وان أصابنا التعب و الإرهاق وأيقضتنا أحلام الجوعان.




أقبلت و الخير معك فأنت الملهم للجود و الإحسان، و قد صفدت لأجلك
المردة والشيطان، ولم يبق للفسق إلاّ النفس الأمارة بالسوء و البهتان. نرحل في مراتب العمر كل سنة وتبقى غضا شديدا لا يصرع ولا يهان، أنوار و خشوع و تراحم ينتشر في كل مكان، قد رافقت الصحبة الأولى عمر وعلى وأبا بكر وعثمان، و عاشرت أفضل الخلق صلوات الله عليه و سلامه عدد ما خلق من الإنسان. فأولك رحمة وأوسطك مغفرة و آخرك عتق من النيران، أعادك الله مرات ومرات لنطيعه وننال الغفران.

ذلك شهرنا المتلألئ بأنوار العبادة والغفران، نستعد له كلما شهدناه بحب ورغبة وإيمان، و نتخذ من بيوت الله ملجأ للابتهال والصلاة وتلاوة القرآن، و نتهجد في بيوتنا آخر الليل حتى يرضى الرحمان، ولنا قدر من الأكل دون زيادة أو نقصان، فان فات حده انقلب أرقا و مرضا وديدان، وان قلّ لم نقدر على مجاراة شهرنا فنأفل كزهر الأقحوان.
قد يقدم في حرّ الصيف فيتضجر الإمعة و يفطر ملحد بني علمان و قد يقدم في برد الشتاء القارس فيشتد ألم الجوعان، يراوح بين الفصول و الأوقات في حكمة و حسن تدبير الرحمان ، صوم لرؤية هلال وإفطار إن غابت شمس الأكوان.
ولكن كلاما كهذا لم يغادر الكتب ورفوف الحيطان، قد طفقنا نسمعه في المواعظ و الدروس المنتشرة في كل مكان، شيخ و مصلون بين سجود و ركوع و تلاوة قرآن، كلام جيد يترك في المسجد حال إقفاله فتعاودنا غرائز الانسان، نهم و جدال وخصام واعتداء وطول لسان، كأن القوم في سائر الأيام يأتون منكرهم بكل أمان. فما بال رفوف المغازات قد أفرغت و امتلأت لحينها بإتقان، ثم أفرغت ثانية و عبثت يد الطيش و اللهفة والاحتقان، كلٌ يشتري و يشكو الحاجة والإملاق و النقصان. و ما بال الباعة والتجار في التسعير وزيغ الميزان، طرق عديدة وعديدة للتطفيف يتلوها وابل من قسم البهتان. وما بال نسوة صامت عن الأكل وتركت الحبل على الغارب للبس العريان، كأن الصوم جوع وعطش يعانيه الظمآن. حالنا قبل الثورة كبعدها لم يتغير بقدوم رمضان و رمضان، فرحنا نستمع لشرور أنفسنا و ننسى ذكر الرحمان، فهذا شهر صولد الإيمان لو كنّا نفقه لغة العصر والأوان، فلنغير طبعنا وننصرف عن صيام الجائع العطشان، فتنال النفس تهذيبا وتنعم بحسن الخاتمة و ولوج الجنان.


Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 87855

KamelTunisien  (Tunisia)  |Lundi 30 Juin 2014 à 14:18           
تقبل الله صيامكم و قيامكم وأعانكم على ختم القرآن في شهر القرآن



Abou_Mazen  (Tunisia)  |Lundi 30 Juin 2014 à 14:01           
يا أخت درة "فذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين

تقبل الله صومك وصوم قراء باب نات

Dorra  (Italy)  |Lundi 30 Juin 2014 à 13:06           
يا سي أب مازن منذ ان ولدنا و نحن نسمع و نقرأ نفس هذا الحديث و الفعل و التنفيذ يجيبوا ربي ،

BenMoussa  (Tunisia)  |Lundi 30 Juin 2014 à 11:48           
مقال ممتاز خفيف الوقع كثير النفع جازاك الله عنه كل خير
ولا يقول كما قال ابن الجوزي: ليس الصوم صوم جماعة الطعام عن الطعام، وإنما الصوم صوم الجوارح.... فهل يكفي صوم الجوارح وغيرها عن الصوم عن الطعام والشراب سامحه الله وغفر له
الصوم عن الطعام والشراب أمرنا به الله فلا يجوز إنكار أمر الله ونفيه في أي حال من الأحوال ومهما كانت المقاصد، أما الدعوة إلى مكارم الأخلاق والأمر بالمعروف وصوم الجوارح فهو واجب لا يختص به رمضان وإن كان في رمضان أوكد لبعد النفس عن الشهوات وتقبلها للروحانيات ولمضاعفة الأجر فيه

Wasatiya  (Tunisia)  |Dimanche 29 Juin 2014 à 14:24 | Par           
رمضان مبارك لجميع الصّائمين وهداية وشيكة لغير الصّائمين و شفاء عاجل لجميع المرضى وفرج قريب لجميع المبتلين اللّهم آمين اللّهم آمين.

Bardo_tounes  (Denmark)  |Dimanche 29 Juin 2014 à 11:41           
رمضان مبارك للجميع .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار

Samsoum1000  (Italy)  |Dimanche 29 Juin 2014 à 10:22           
هنيئا لقراء باب نات و كل التونسيين و التونسيات أينما كانو بقدوم شهر رمضان.

Dachamba99  (Tunisia)  |Dimanche 29 Juin 2014 à 07:48           
" أنوار و خشوع و تراحم ينتشر في كلَ مكان" ... أوخ ... مثبَت ؟

Tunisia  (France)  |Samedi 28 Juin 2014 à 23:14           
قال ابن الجوزي رحمه الله:(ليس الصوم صوم جماعة الطعام عن الطعام ، وإنما الصوم صوم الجوارح عن الآثام ، وصمت اللسان عن فضول الكلام ، وغض العين عن النظر إلى الحرام ، وكفّ الكفّ عن أخذ الحطام ، ومنع الأقدام عن قبيح الإقدام ).
فأضبط بوصلة صومك بهذه المواصفات ، ليكون غيثا نافعا على صحراء قلبك الجرداء القاحلة ، فيردّها جنة فيحاء ناظرة ، تتوالى عليها موارد التوفيق ، فتكن وسيلة للقبول وسببا للوصول .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female