عملية القصرين الدموية.. التداعيات والألغاز الكبرى

<img src=http://www.babnet.net/images/9/mehdijomaa.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

لم تمنع زيارات جمعة المكوكية بين أكبر العواصم الغربية والعواصم النفطية الخليجية، ورفع مستوى التعاون و التنسيق الأمني والعسكري والاستخباراتي مع الولايات المتحدة والجزائر وفرنسا الى اعلى درجة، من استمرار انهيار الوضع الاقتضادي ولا تدهور الوضع الاجتماعي وتآكل المقدرة الشرائية للمواطن والاخطر انخرام الوضع الأمني الى حد قياسي مع قتل أربعة أمنيين البارحة وجرح أمني خامس من بين سبعة أمنيين كانوا يحرسون منزل وزير الداخلية بن جدو بمسقط رأسه بحي الزهور بالقصرين، على بعد بضعة امتار فقط من منطقة الحرس الوطني.





ما يؤشر على احتداد التأزم ومزيد الانهيارات الاقتصادية ويضع شكوكا جدية حول تحقيق استحقاقات خارطة الطريق وعلى رأسها الاستحقاق الدستوري باجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية قبل موفى سنة 2014.

رئيس الحكومة جمعة عديم الخبرة في المجال الأمني خاصة، لم يتعض من عملية رواد وما تبعها من تصريحات غارقة في الاطراء والمديح الذاتي حتى جاء الرد قويا من جندوبة في عملية نوعية ضد اعوان الداخلية، واخيرا ما صدر عنه من تصريحات طفولية بالذهاب الى الارهاب قبل ان يباغتنا، حتى جاء الرد مزلزلا في مرة اولى الاسبوع الفارط في الشعانبي بعد انفجار لغم وموت عسكريين اثنين، وصاعقا في القصرين المدينة هذه المرة تحت الأضواء الساطعة في منزل الوزير المسؤول عن حماية امن التونسيين.

الاطار العام الوطني لم يكن عاديا بالمرة، على مدى الشهرين الاخيرين عاشت تونس على وقع اضطرابات سياسية وامنية وقضائية واقتصادية واجتماعية خطيرة، ابتداء من الاحكام التبييضية لرموز وقادة نظام المخلوع، الى الملاحقات المركّزة في حق ناشطي الثورة وخاصة من بين عائلات شهداء الثورة وجرحاها، مرورا بتعطل الحوار السياسي خاصة حول قضية الفصل او التزامن في موضوع الانتخابات وايضا تأجل الحوار الاقتصادي وانسحاب عدة احزاب منه، وقضية التطبيع مع الكيان الصهيوني التي قادها الوزيرين صفر وكربول وما تبعها من تداعيات سياسية معقدة استمرت اثارها الى حد اللحظة، وبداية هذا الاسبوع حل رابطات حماية الثورة قضائيا، واخيرا حملة الاعتداءات الامنية على الصحفيين والمدونيين توجتها البارحة في القصرين حملة النقابات الامنية على محكمة القصرين وتسجيل اعتداءات في حق المحامين والصحفيين والمحكمة ذاتها ادانتها عمادة المحامين.

صدى عملية البارحة في القصرين كان مدويا على الصعيد الدولي، وعدة دول بادرت بالادانة للعملية، ولكن النتائج الاقتصادية السلبية ستكون كبيرة خاصة على مستوى السياحة في ظل مناخ اقليمي متوتر خاصة في الجارة ليبيا وما تعرفه من انخرام تام للامن وغياب شبه كلي لمعالم السيادة وملامح الدولة.

على المستوى الامني الاوضاع ازدادت تعقدا وحتى العملية الاستباقية التي تمت في ولاية مدنين فقد ظهرت غير ذات شأن، بعد ان القت عملية القصرين بشكوك كبيرة حول جاهزية وزارة الداخلية لحماية اعوانها وحفظ امن الوطن والشعب والمصالح الحيوية للبلاد.

العملية الاخيرة افقدت الشعب التونسي والاطراف الدولية الثقة في جهاز الامن التونسي، خاصة وانها حصلت في ظروف مثيرة جدا، واستهدفت منزل وزير الداخلية راسا في قلب مدينة القصرين وكانت قبالة منطقة امنية، وفي حزام محكم المراقبة العسكرية والامنية!!

الداخلية لاحت لا تمتلك لا خطة ولا برنامجا ولا حتى الادوات البدائية لمواجهة المخاطر والتهديدات، والاسئلة باتت حارقة حول امكانية مزيد تأزم الاوضاع السياسية والامنية الهشة التي ستؤثر على الاستحقاق الانتخابي، وهل ستكون الداخلية قادرة على ضمان الشروط الامنية المستوجبة لقيامه!!؟

الازمة الاقتصادية والخيارات غير الوطنية وغير الشعبية لحكومة جمعة لرفع الدعم واستمرار الخضوع للدوائر الدولية المالية والسياسية لن يوفر الاطار الملائم لتجاوز الازمة الحادة، كما ان التوجه الرسمي في اتجاه تصفية الثورة ورموزها وضرب منظومتها القيمية واهدافها سيزيد في مزيد التدهور.

ثقة المواطن تتآكل يوما بعد يوم تجاه الحكومة، والالغاز تزداد، ولا نعلم ان كانت الخيارات الحالية (الامنية والقضائية..) في التعامل مع التيار السلفي ستستمر خاصة وان الدولة باتت عاجزة عن توفير الاطار اللازم لهذه الخيارات. ومع تزايد انخرام اوضاع حقوق الانسان والتضييق على الحريات والاعلاميين وضبابية المشهد السياسي العام وفي ظل واقع امني اقليمي منخرم، وتبعية اقتصادية وسياسية حادة للدوائر العالمية لا ندري كيف سيكون المستقبل البعيد ولا حتى القريب!!؟؟

(*) قانوني وناشط حقوقي



Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 86036

Ahmedmabrouk  (Luxembourg)  |Mercredi 28 Mai 2014 à 19:32 | Par           
هذا المقال : حشو ! حشو ! حشو !!! حتى صفر على عشره ياسر فيه !!

Potentialside  (Tunisia)  |Mercredi 28 Mai 2014 à 19:10 | Par           
**********

Kmbarki  (Tunisia)  |Mercredi 28 Mai 2014 à 18:53 | Par           
اللي ايحب تقدم تونس يعمل على إزالة حجر العثر من الطريق لازدهارها و التقدم إلى الامام عكس من يريد انحطاط بلاده فهو يعمل على تشويه كل عمل ذي قيمة لتركيع الحكومة عيب عليكم يا أعداء الوطن و الانسانية. اترون أن أوروبا الذين هم ليسوا مسلمين يتنافسون على الحكم و لما ينجح حزب تراهم يقفون معه لإنجاح بلادهم .النقد المدمر علامة على العقل المدمر

Karimyousef  (France)  |Mercredi 28 Mai 2014 à 17:56           
Quelle que soit la difficulté, il faut garder le moral et la tete haute.
cet article reflete un etat d'esprit defaitiste et tres pessimiste. c'est ce que cherchent a provoquer les commanditaires de ces actions meurtrieres.

Nourammar  (Tunisia)  |Mercredi 28 Mai 2014 à 17:32 | Par           
من يقرا النص جيدا سيلاحظ وجود 55 كلمة سلبية تبعث على التشائم مقابل 5 كلمات ايجابية باطنها اجوف ...الوضع ليس بدرجة ما يصفه الكاتب او مايحاول ايصاله ...لان تونس قوية وقد مرت بما هو اسوء من ذلك ومزالت بشعبها شامخة..لكن الدولة الموصوفة في النص افغنستان وليست تونس وكابول وليست القصرين


NBFRADJ  (Tunisia)  |Mercredi 28 Mai 2014 à 17:20           
à l'auteur : J'ai aimé votre article dernier à propos de Nida ElAAR mais cette fois je trouve très moyen et destructif et ne doit pas être publié aujourd'hui.

A mon avis les objectifs de la révolution il faut dire la verité au peuple qui fait, qui décide et qui finance.

Bourguiba  ()  |Mercredi 28 Mai 2014 à 17:13 | Par           
يا سي بن عيسى تحب تقول اللي الوضع الإقتصادي و الأمني كانا أحسن زمن حكومة الترويكا؟ الدم التونسي يجري بأيدي إرهابية و أنت و أمثالك تتاجر و تأتون ما كنتم تكرهون أن يأتي به خصومكم هذا عار عليكم.. تر


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female