سنتان مقابل ستون سنة

<img src=http://www.babnet.net/images/9/jamaia1.jpg width=100 align=left border=0>


أبو يـاسين

عجبت لسنتين من حاضرنا وصفت بالعجاف والكارثة و الفشل، فحملت أوزار القوم السابقين والتابعين وتابع تابعيهم وانبرت صحافة النخاسة تذكرنا بطالبان والسودان وافغانستان و تسكت عن ماليزيا وايران وحضارات الشرق المتأصل في ذاته بصفة عامة. اقتصادات صاعدة حرمت من القروض لرفضها الاملاءات والبرامج الجاهزة وعولت عن نفسها فاحتاجت لتتفتق قريحة المبتكر والصانع والعامل فأنتجت وسائل النقل ولم تعقد صفقات الصدقات من حافلات وقطارات وطائرات و زرعت شعيرها وقمحها و أرزها وحنطتها ببذور مطورة في مخابرها فأطعمت فقيرها و مسكينها و ادخرت ما شاءت ان تدخر لسنين قحط و قلة مطر. دول نجحت بعد أن عولت على نفسها وتقاسم المواطن البسيط الادوار مع الحكام للنهوض بمستقبل بلاد وصناعة نمو حقيقي تقره الارقام والاحصائيات ويتحسسه المواطن بأم عينيه.





لن ألوم حكومة الكفاءات فحجم العجز كبير ولو سخرت له جميع الطاقات والموارد ولو استجلبنا آلاف آلاف السياح و مئات الملايين من الدولارات كقروض معسّرة. هؤلاء قوم اجتهدوا بما لديهم من خبرة و جنّبوا البلد الصدام والفوضى بين منظومة قديمة متشعبة في الادارة ومراكز القرار و شعب اصطف باكرا في يوم مشهود ليسلك نهجا سياسيا ديمقراطيا رغم الجراح والجوع و التهميش وسياسات التفقير. هذه المنظومة السرطانية التي اتت على الاخضر واليابس من خيرات البلد فاستكرشت فيها مناطق لعقود من الزمن واهملت مدن وأقاليم بأسرها من منظومة التمدن والتحضر لما حرمت الماء الصالح للشراب والكهرباء و الطرق السيارة. لقد سلكت نفس المنظومة منذ الاستقلال سياسات عديدة فتنقلت بين الليبرالية والاشتراكية تبحث عن طريق بناء دولة حديثة ولكنها فشلت فشلا ذريعا فجوبهت بثورات وثورات سرعان ما أخمدت بالحديد والنار.

نحن لا ننسى شطحات التعاضد و انتزاع أرزاق الناس بدون وجه حق ولم ننسى عديد المشاريع التي و لدت لتموت بعد ان نهبت الاموال المرصودة وبددت هنا وهناك في احتفالات فرحة شعب . ان للتونسي ذاكرة لا يمكن ان تعبث بها سنوات الجمر لمّا عبثت ايادي الاصهار بمستقبل التجار واصحاب المصانع فخُيروا بين شراكة ضيزى او تهمة مخدرات فيقبعوا في السجن لسنين طوال. تلك قطرات من فشل أصاب البلد لسنين فعزلها عن مصاف الدول النامية و نكّل باقتصادها و جعله هشا لعقود حين ارتهن البلاد و خيراتها للأجنبي. ذاك فشل شرّد بلادنا و بدّع باقتصادها فاستوفى خيرات مناجمها دون أن يبحث عن مستقيل آمن لوطن في طور النمو فطبّقوا في كل مرّة مقولة أنا وبعدي الطوفان .

أصحاب الجرم الاقتصادي الذين عششوا لستين سنة عادوا اليوم بسياسييهم و محلليهم و رؤوس أموالهم و علاقاتهم الداخلية والخارجية يبكون عن اقتصاد تهاوى منذ أن اختار الشعب نوابا له عبر انتخابات حرة وشفافة. فأي كانت المهمة المناطة بعهدة النواب و مدة نيابتهم وأي كانت التحديات ان أحسنوا الاختيارات او أُفشلوا في رفعها، على رأي القصاص، فهم ناقصو تجربة بالحكم وان نجحوا في تسيير البلد لإيمانهم بحب وطنهم ولكنّهم وجدوا قاعا صفصفا و جيبا فارغا و صناعة مرتهنة وطاقات تنهب بالمجان. ذلك هو بيت القصيد ومربط الفرس لمن أراد أن يفهم واقع الاقتصاد اليوم و ترنحه بين الفشل والنجاح المزعوم، فنفس معاول التخريب والفشل التي استعملت لسنين لجمع ضرائب 26-26 هي التي تقيّم اليوم مرحلة السنتين وتصفها بالفشل دون أن اي اعتبار لخصوصية مرحلة انتقالية لبلد أفقر لستين سنة.




Comments


13 de 13 commentaires pour l'article 85630

Bouahmed  (Saudi Arabia)  |Mercredi 21 Mai 2014 à 17:06           
Bon article qui va depuis Bourguiba qui a mis tout l argent a monastir.....a Ben Ali qui avec le rcd a voler le peuple par le 2626....et qui veule revenir par nida tounes....

SIKOU  (Tunisia)  |Mercredi 21 Mai 2014 à 15:48           
Sorry, j'ai voulu dire ( à propos, le prix du SUCRE va augmenter !! )

SIKOU  (Tunisia)  |Mercredi 21 Mai 2014 à 15:34           
@ Raouf Kouka : avec vos cameras cachées, lorsqu'on se rendait compte qu'il s'agit d'une farce on riait. Mais malheureusement avec cette caméra cachée intitulé ' La révolution du jasmin ',bien mise en scène par Alkhenzira, la majorité du peuple arabe a ressenti de l'amertume ( à propos, le prix du suce va augmenter !! ). La seule qui en a profité, c'est la pseudo opposition. Ces gens disaient la dignité avant le pain. Bien sûr, car ils
mangeaient déjà du brioche et veulent avoir aussi le pouvoir. Maintenant, ils y sont arrivés et mènent la vie des châteaux. Seul le pauvre citoyen qui continue a payer les additions

Haienbestof  (Tunisia)  |Mercredi 21 Mai 2014 à 15:00           
نعم سنتان حكم النهضة ظهر فيها الفساد اكثر ما كنا نتوقع نعم ففي العهد السابق فالشي من مأتاه لا يستغرب فالقيادة معروفة مسبقة بفسادها و الكل يعلم ذلك اما لما ياتي الشي ممن يدعون الاسلام و اتقاء الله فهذا لا لم نكن نتوقعه فهل حكمت النهضة بما يرضي الرب هل عدلت بين خلق الله هل اظهرت الزهد في الدنيا كل هذا لم نرى منه الشي ماذا غيرت النهضة في فترة حكمها على حكم بن علي الذي صدق حين قال الخوانجية يريدون الحكم ماذا فعلوا للاسلام هم الذين يدعون تسحر
الاسلام سابقا فهم اعلنوا ان انصار الشريعة ارهابيون ولم يسمهم لا بن علي ولا بورقبة كذلك الحديث يطول على العصابة النهضاوية الفاسدة المتاجرة بالدين وهو بريء منهم فهم تمتعوا بكل الامتيازات من الدولة المتدهورة اقتصاديا ولم يراعوا لها هذه الظروف وتمتعوا بكل امتيازات ما يسمونه العفو التشريعي العام ولم يكفهم الرجوع الى الوضيفة فقط بل تحصلوا على رتب لم يتحصل عليها المباشرون للعمل وصلت الى ثلاث ترقيهت دفعة واحدة مع مفعول رجعي والبلاد غارقة تستغيث التعيينات
في المناصب العليا الانتدابات للمنتمين اين عدالة الاسلام هل هم فقط من كانوا مظلومين في العهد السابق اليس هناك معطلين عن العمل منذ سنين عدة اليس هناك في تونس من لايجد قوة يومه هل فكروا لحظة في هؤلاء قبل ان يفكروا في الحصول على الامتيازات لانفسهم الم يكفهم انهم عادوا لعملهم لماذا يقرون ترقيتهم بهذا الاستعجال اين القناعة الا تعلم ان هناك زاد مرتبه الشهري دفعة واحدة اكثر من 500 د اما في موضوع الانتدابات ففي عهد السبسي عند النجاح في المناضرات للعمل
فقد شطب كل من نجح وله رقم في صندوق الضمان الاجتماعي اما في وقت النهضة فقد طلبوا من منتميهم الغاء عقودهم مع الصندوق وتم توضيفهم بالوضيفة العمومية مع العلم انهم جميعهم له مورد رزف فار لماذا لم ينظروا للبطالة الذين لا رزق لهم قبل توضيفهم هذه عدالة النهضة والايثار عندهم من هذا القبيل الكثير والكثير .

Jereviens  (Tunisia)  |Mercredi 21 Mai 2014 à 14:42           
En psychanalyse -parait il- ce lui qui se tient debout les main liees en avant doit soufrir du complexe d'adam au paradis- en bref c'est la position du "nudiste"...les mains derriere le dos c'st la position de "l'exécuté"...les mains libres c'est la position de "l'attaquant"...

Lazaro  (Tunisia)  |Mercredi 21 Mai 2014 à 14:37           
Auteur de l'article prends conscience on ne compare jamais l'incomparable ...

Hemida  (Tunisia)  |Mercredi 21 Mai 2014 à 13:57           
هذه التي تسمي نفسها درة و هي عرة أتت بمثل ينطبق عليها تماماً و هو "فار ينجس خابية" و في الحقيقة هي الفار التي بدأت تنجس باب نات.

Dallalihtm  (Tunisia)  |Mercredi 21 Mai 2014 à 13:37 | Par           
ما كنت أحسب نفسي أعيش لأسمع أن الإسلام نجاسة وبهامة وتتبع اليهود نظافة وتقدم. سأدعو الله يا درة أن يأخذك أخذ عزيز مقتدر أنت ومن وافق فكرك الجاهل الحاقد الفاسد. عزائي للإخوة في إدارة موقع بابنات أن ماتت فيكم النخوة لتطردوا الأنذال عنا

Ingmah  ()  |Mercredi 21 Mai 2014 à 13:20           
عمري ما رديت عليك يا درة أما بصراحة يظهرلي فيك كثرت على ما وصاووك...قليلا من الحياء والحشمة أرجوك

VERITE2012  (Tunisia)  |Mercredi 21 Mai 2014 à 13:12 | Par           
عندما تستمع لنهيق الحمير أو نباح الكلاب تقول ما أنكر هاته الأصوات ثم تستدرك و تقول ذاك قدرها و لكن تفزع عند سماعك نهيق أو نباح البشر فتقول صدق رب البشر لقوله بل هم كالأنعام أو أضل.يعني اعطي مثال للحاسة الفرنكوفونية شارع شارل ديقول " أمة تمجد جلاديها!!!!

Sinbad  (Tunisia)  |Mercredi 21 Mai 2014 à 13:11           
الانجاز الوحيد في 60 عاما هو كثير من البهامة السياسية

Mavb2014  ()  |Mercredi 21 Mai 2014 à 12:55           
@ Dorra (Italy)
soignes toi, c'est urgent

Dorra  (Italy)  |Mercredi 21 Mai 2014 à 12:47           
سنتين من حكم الاخوان أفسدوا إنجازات 60 عام
*******************


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female