قراءة في الندوة الصحفية لجمعة.. تحاليل عامة عمقت الضبابية والغموض

<img src=http://www.babnet.net/images/9/jomaa-100_jours.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

لم يجب رئيس الحكومة المؤقتة على أيِّ من الأسئلة الحارقة التي تشغل الرأي العام اليوم، ولم يقدم أي إجراء مفتاح لكل التمشيات والسياسات المختارة، طوال الندوة الصحفية الطويلة والمملة التي استمرت على مدى ساعتين ونصف، وكانت مهيكلة بشكل خاص ومشروطة بشروط استثنائية.





ندوة صحفية كانت على طريقة الاجتماعات النوفمبرية بقصر قرطاج، ببروز خاص لموقع جمعة محاط على اليمين بتشكيلة حكومته، قبالة رؤساء تحرير المؤسسات الاعلامية، الذين اقتصرت عليهم دون غيرهم، تصدرتهم إذاعة موزاييك أف أم عبر رئيس تحريرها الذي افتتح الأسئلة بثلاث أسئلة، رجعت بنا الى نهج المناشدة لـ مواصلة المشوار بعد 2014. وهل سـ يقبل جمعة بها و يستجيب للطلبات العديدة والمتعددة!!؟؟

ولئن بدا السيد جمعة واقفا صلبا ضاحكا في افتتاح الندوة، فان مطاف الساعة من عرض ووصف الإنجازات وساعة ونصف من الإجابة على الأسئلة، انتهى به الى الإرهاق البدني والذهني، وبدأت المراهم المكثفة على الوجه تتلاشى تحت مفعول الأضواء المركز، وبدأ التوتر يظهر عبر كلمته المنفعلة لكل بداية نهاية في تعبير على عدم القدرة على التحمل حتى ولو لبعض الدقائق.

ساعتين ونصف الساعة من التحاليل الوصفية المرسلة انتظر منها الشعب وقواه السياسية والمدنية والثقافية تقديم الضمانات والتطمينات التي لم تأت، من حكومة تحمل الصفات التكنوقراطية، وتحولت الإجابات في اغلبها مثيرة لأسئلة حارقة زادت في القلق والانشغال.

ولئن تحدث ساكن القصبة في كل الملفات فانه أهمل اراديا على ما يظهر السياسة الخارجية للبلد التي يبدو ان البعد الدولي هو المحدد للقرار الوطني الداخلي، خاصة وان الطاقم الحكومي على امتداد مئة يوم أو أكثر زار الدول الأجنبية أعلى بكثير لزيارته للمناطق والجهات الداخلية التي تكاد تغيب في خيارات الحكومة طوال هذه المدة.

الملفات والمحاور السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، كانت في اغلب عناصرها مرتبطة بالمحور الدولي، ولكن البيانات في هذا الخصوص ظلت شحيحة وبقي عطش المتابعين كبيرا حولها.

ولم نكد نجد ما يشفي الغليل حول خلفيات وأهداف التخفيض في مدة إسناد الرخصة لتمليك الأجانب الى ثلاثة اشهر من حكومة لن يبقى في عمرها أكثر من مئتي يوم!؟ ولا ايضا حول التوجهات الجديدة الغريبة في خصوص السماح للإسرائيليين بالدخول للتراب التونسي زيادة على الحج للغريبة بالسياحة والمشاركة في التظاهرات والندوات!؟ ولا كذلك عن جرد الثروات النفطية والمنجمية والطاقية والاتفاقيات الدولية المثيرة للجدل والشكوك المرتبطة بها!؟ ولا في تلقي الإعانات الدولية والديون والاشتراطات والاملاءات الماسة بالقرار السيادي الوطني المتصلة بها!؟

الضبابية استمرت حول إعادة أحياء اتفاقيات سماء بوخاطر و المدينة المالية ، هذه الاتفاقيات السرية التي لم يرشح عنها سوى مداولات مجالس النواب والمستشارين في حكومة المخلوع، مداولات تبرز تغييب كلي للسيادة في كثر بنودها.

شراء طائرات الهليكوبتر الفرنسية بـ700 مليون دينار الهامة، ظلت هي الأخرى محل تعتيم وسرية وإجابة المدير السابق في شركة طوطال الفرنسية كانت عامة، ومغرقة في الهامشيات، قضية غاز الشيست الخطيرة استمر الغموض حولها برغم إعادة اثارتها الأيام الاخيرة، ولم تثر بالمطلق في الحوار.

الملف الاقتصادي والاجتماعي حمل تناقضات واضحة في إجابات وزير الصناعة السابق وعرضه الأرقام ولم تكن الإجابات حول رفع الدعم وعلاقته بالتضخم والمقدرة الشرائية والتشغيل والتنمية الا لتزيد في إثارة الشكوك، خاصة وان رفع الدعم وايقاف التشغيل العمومي هو احد اشتراطات الديون الخارجية الصارمة، في علاقة مباشرة بالتضخم. الأرقام حول التنمية كانت غائبة ومجرد إجراءات لا توحي حتى مجرد إيحاء بحصول تقدم .

إجراءات ترشيد المصاريف لاحت هزئية في اغلبها و الإصلاحات الجبائية و البنكية و المؤسسات العمومية و الاستثمار في تكنولوجيا الاتصالات كانت مرسلة وغير مشفوعة ولو بمؤشر أو إجراء تطبيقي على إنجازها ولا عن فعاليتها والاهم عن قطعها مع مسارات الفشل وأيضاً الفساد.

وفي نفس الإطار لم نكد نفهم أهلية الحكومة المؤقتة للسير في إصلاحات هيكلية جوهرية، خاصة وهي ذاتها تقر بأن منوال التنمية وجب تغييره وهذا لن يكون حينيا، كما لم نكد نفهم ضرورة الحوار الاقتصادي خاصة وان القرارات كانت جاهزة في خصوص الميزانية التكميلية التي اقر السيد جمعة بانجازها قبل جوان، وبقيت علاقة الحكومة بالاتحاد في الخصوص محل لبس شديد!!

لغز الإرهاب و التهريب و التجارة الموازية استمر، وكل الكلمات التي قيلت من ذهاب عوض الانتظار فظلت لغة إنشائية بارزة دون تحول نوعي واقعي ملموس، خاصة وان الحوادث لازالت تسجل.

نفس اللغز بقي قائما في خصوص علاقة السيد جمعة برئاسة الجمهورية التي لم يذكرها ولو بكلمة عبر كل تدخلاته التي همت مجال اختصاصها الأمني والعسكري والخارجي، ولا ايضا علاقته بالثورة التي لم ترد على لسانه مطلقا، وحتى المحاسبة، في علاقة بالأحكام غير المنصفة لعائلات الشهداء وجرحى الثورة فلم يثرها برغم حديثه عن القضاء في أكثر من موضع!! ونفس الشيء في خصوص مسار العدالة العدالة الانتقالية التي تبدو حكومة التكنوقراط غير معنية بها حتى بعد المصادقة الأولية على لجنة الحقيقة والكرامة!!

ندوة أثارت التساؤلات وعمقت الانشغالات أكثر من تقديمها لاجابات شافية على قلق المواطن وحتى الانتخابات فتهرب السيد جمعة من استحقاقاتها راميا بالكرة في ملعب هيئة الانتخابات التي لم يوفر لها كل المستلزمات. ولئن اختلفت الندوة الصحفية عن سابقاتها في الحكومات السابقة في الشكل أو في اشتراط حضور رؤساء التحرير ، فإنها اختلفت ايضا في التصفيق المسجل بعد إنهاء رئيس الحكومة المؤقتة لكلمته، وايضا في غياب كلمة مؤقتة التي كانت الحاضر الأبرز في كل المساءلات لرؤساء الحكومات السابقين!!

(*) قانوني وناشط حقوقي



Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 85288

Mandhouj  (France)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 21:46           
100 jours après, où sommes-nous?

Je pense qu'il faut continuer à être positivement vigilant , à pousser le gouvernement de s'occuper un peu plus des catégories en grande précarité, que nos hommes d'affaires soient plus participatifs (création des nouveaux projets, payer les impôts).
l'état a besoin de plus de recette,
tenir bon pour des élections libres, transparentes afin que notre démocratie gagne en crédibilité,
le tunisien doit reprendre confiance et il doit travailler plus sur les éléments de sa faiblesse et qui le divisent.
il ne faut jamais oublier la justice transitionnelle, c'est une exigence historique et la Tunisie ne pourra pas échapper. la justice transitionnelle est la base même de notre réconciliation nationale, de notre nouveau modèle de développement qui mettra fin à la marginalisation des certains régions, et surtout elle sera l’élément fondateur de la nouvelle Tunisie, avec une solide cohésion , solide paix sociale et une démocratie confortable
républicaine et forte.
ben Ali harab
Mandhouj Tarek

Mandhouj  (France)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 21:44           
Http://www.babnet.net/rttdetail-85276.asp
Commentaire
Suite commentaire en arabe :
On pourra se dire que les Lpr ont une légitimité naturelle d’existence jusqu’aux futures élections,
du moment où la transition prend fin.
C’est une logique historique, au même niveau que la justice transitionnelle. Et la Tunisie a besoin d’un état fort qui garantit et accompagne la réconciliation nationale et le développement humain et historique de notre pays. La démocratie ne pourra être protégée à long terme que par un état fort qui s’investit profondément pour créer le climat nécessaire et positif pour une paix sociale réelle.
La signification de fin des LPR signifie (la fin de la transition, l’application définitive d’un modèle de justice transitionnelle, l’engagement palpable de l’état à réparer les injustices historiques au niveau de la marginalisation de certaines régions de l’intérieur et qu’un pacte national soit signer par toutes les parties de s’engager à défendre la république comme régime, la démocratie comme modèle de faire et d’être politiquement , que les
membre des corps de la sécurité et de l’armée ont le droit de vote et qu’ils soient signataires de ce pacte. Ainsi le tunisien pourra dormir tranquille de ce côté, et que cela signifie la fin la fin la fin de la dictature du parti unique et des tous possibles putschs).
Les actuelles LPr ne demandent pas plus que ça, le peuple aussi.
Le gouvernement qui va déclarer la fin des Lpr doit faire un travail profond et en préalable avec ces associations et leurs membres, et surtout être dans la solution et non pas dans autre chose.
Et puis il faut une fois pour toute finir avec toutes les formes de milices.
Mais l’actuel gouvernement, je lui conseil de ne pas s’engager dans un tel exercice, il ne sera pas reconnu légitime dans cette action.
Le quartette a fait un grand travail pour arriver à ce gouvernement de consensus, je souhaite qu’il révise ce point ‘’cette exigence de dissoudre les Lpr’’ et que le quartette et les partis qui participent au dialogue national feront ‘’dans un esprit apaisé’’ un travail de fond sur ce sujet.
J’espère que je serai entendu.
Ben Ali harab
Mandhouj Tarek

Addel  (Tunisia)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 11:33           
سيدي الوزير .. اكبر خسارة في الدولة هي الوظيفة العمومية سبع مائة الف وظيف يشتغلون اكثر شئ ثلاثة ساعات في اليوم و ياخذون ما يقارب ثلث الميزانية
و تطالبون الشعب في الانخراط في الاكتتاب

Addoulay12  (Tunisia)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 11:26           
يجب على رئيس الحكومة المؤقت المهدي جمعة أن ييسر الوصول للانخاباتت ثم يرحل في أمان الله مع الشكر.....فقط

Mahrane  (United Kingdom)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 10:37           


يجب حلّ الإدارة والشروع في الخوصصة و الإقتداء بالتجربة الليبية في خوصصة الخدمات بدء ا بالشرطة وتحسينها لتكون أقلّ عنفا وأكثر نظاما.

Belfahem  (Tunisia)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 10:17           
خطاب مفهم يحمل ألا عناوين وضبابيات .يكاد يكون حوصلة بسيطة لكلام عموم الناس لا يرتقي الى وضع تحليل دقيق خاصة عدم الحديث عن الطاقة والأستثمار في هذا المجال والعناصر المتدخله .غيب المناطق المهمشه الداخلية وبرامج الحكومة لها .الفساد وكبار الفاسدين تستر عنهم .المافيا التي تعبث بالسوق والأقتصاد.

BenrhoumaA  (Tunisia)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 09:43           
لغة النفاق والتستر وراء الأفعال المبنية للمجهول هي لغة المهدي الذي ظهرت بشكل جلي مواهبه الخارقة في التبلعيط والكذب مع أنه في الأصل يترأس حكومة لا حزبية ولها صلاحيات القيام باجراءات لا شعبية مما يؤكد أن مصير هذه الحكومة لن يختلف عن سابقتها للبجبوج وسنجد أن التكنوكراك ينشطون في داء تونس أو الجبهة المنجلية بعد الانتخابات

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 08:49           
العديد من التونسيون لكي لا اقول كل التونسيون يريدون الخير لهذه الحكومة، الذي تغير عند التونسي وهذا لم يفهمه مهدي جمعة هو ان التونسي اصبح يتابع مسير الحكومة واعمالها واصبح كذلك يقيم ولا يستهلك المعلومة بدون وزنها.
اليوم نشاهد عديد نقاط الاستفهام في هذه الحكومة وعدة غموض في التصريحات والتطبيق او الفعل قد تكون في كل المجالات فوجود الشك يقلص في الثقة وغياب التفسير الواضح يزيدها تعقيدا.
المهدي جمعة يعقد في مهمته بنفسه أما انه ليس الذي يخطط برنامجه ووراءه من الذي يفرض عليه ذلك، وهذا ما يعتقده الكثير، وأما أن نقص الخبرة ولم يأخذ بالإعتبار ما قبل الثورة.


Lemsaz  ()  |Jeudi 15 Mai 2014 à 08:48           
سيبو الراجل خلي يكمل ها الشهرين كي نعملو الإنتخابات يتسمى حقق الهدف متاعو

Kamwal  (Tunisia)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 08:04           
الله مستعان سيدي الوزير الأول

3AIBROUD  (Tunisia)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 08:02           
تحليل ممتاز. لكن لس بالاكان أحسن مما كان. هذه حكومة تكنوكراك لا بديل لها. مهمتها الوصول بالبلاد الى انتخابات حرة و نزيهة. نحن نشجعها مهما كانت الهنات لاننا لم نتمكن من تتركيبها الا بعد مخاض عسير.

Wildelbled  ()  |Jeudi 15 Mai 2014 à 07:53           
عشنا ستين سنه في الضبابيه والغموض وحتى الثوره ما نجمتش تقضي عليهم

Dallalihtm  (Tunisia)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 06:28 | Par           
المهدي جمعة اشترط حضور رؤساء التحرير فقط للندوة
الصحفية
شنوة معناها ؟؟؟
اما الصحفيين مازالو بوزقليف و ماهمش في مستوى سي
مهدي جمعة و الندوات الصحفية متاعو
اما مهدي جمعة عندو شروط و خطوط حمراء في اﻻسئلة و
التدخﻼت في الندوة
في كل اﻻحوال
هذا التصرف هو استنقاص من الصحفيين اللي صبحوا يمجدوا
فيه من أول نهار و قالوا عليه "المنقذ "
هو تعدي على كل الصحفيين و على اﻻستقﻼلية متاعهم اللي
كسرولنا بيها روسنا
هو تصرف في اﻻصل ﻻ يستغربه العبيد من الصحفيين اللي
حبوا يعملولو حصانة ضد كل نقد و عملولو قبة للتمجيد حتى
في طريقة اﻻكل متاعو و في لبستو و مشيتو و الوهرة
متاعو و متاع مرتو " سيدة القصبة " كيما سماوها
الصحفيين ما خلوش لرواحهم الهمة و القيمة حتى كيف
يحتجوا تتعاطف معاهم العباد... و ما شفنا قيمتهم و القوة و
الشراسة و حدة و سﻼطة اللسان اﻻ مع حكومة الترويكا
الصحفيين في وقت التكنوقراط في ظرف شهر سبوهم و
شتموهم و اهانوهم و ضربوهم و هوما ﻻ حياة لمن تنادي ﻻ
نقابة و ﻻ تنديد و ﻻ وقفات احتجاجية و ﻻ اضرابات و ﻻ
مقاطعة...
تبقى يمكن نتصوروا لو الموقف هذا خذاه علي العريض وقت
الترويكا ؟؟
اﻻجابة واضحة

Meinfreiheit  (Oman)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 05:04           
لم يكن شي اصدق من كلام السيدة سامية عبو ....اسألوه عن ملف الطاقة و شوفو كفاش وجهو يصفار و يلخلخ و فعلا حدث ذلك خلال محاولة اجابته على سؤال من اسئلة الاعلام النوفمبري ...

Wildelbled  (United States)  |Jeudi 15 Mai 2014 à 02:48           
أيظن أن الشعب لعبة بين يديه إنه مخطئ لقد نسي أن أيامه معدوده ومهمته محدوده إنها قمة الغباء السياسي

Tounsi68  (France)  |Mercredi 14 Mai 2014 à 23:47 | Par           
حكومة فاشلة على جميع الأصعدة


babnet
*.*.*
All Radio in One