علـــمٌ خفّاقْ و شعب صفّــــاقْ

<img src=http://www.babnet.net/images/9/applaudissements.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم منجي بـــاكير

تتناول معظم منابر الحوار و طاولات النّقاش من بعد الثورة ، كما تكتب كثيرا أقلام النّقد و الجدل السّياسي عن الشّخوص المشتغلين في الحقل السياسي التونسي سواء الفاعلين منهم أو المهمّشين و حتّى الهامشيين منهم ، و تتوسّع تشخيصا و تحليلا في ذات هذه الدّائرة ، غير أنّه من النّادر جدّا إذا لم نقل البتّة أن تتحدّث عن ما يشكّل – ضرورة ً – المرجعيّة الأولى و الأخيرة و المؤثّر الأكبر في كلّ تفاعلات و مستحدثات المشهد السياسي الجاري في البلاد ، لا تتوجّه الإهتمامات إلى كتلة العمق الشعبي و ما يعرف اصطلاحا : رأي الشّارع أو الرأي العام ّ .

الرأي العامّ الذي - من المفروض – أنّه هو من يسطّر الخطوط العريضة للمسار السّياسي و ما يقابله إجتماعيا و اقتصاديّا ، و هو من يصنع ( صدمات الرّأي ) التي تصلح اتّجاهات و توجّهات هذا المسار و ترجعه إلى جادّة الصّوب كلّما انحرف به أعلام السّياسة عن المصلحة العليا للبلاد و العباد ، و هو من يحرس سلامة هذا المسارأيضا و ثوابت الديمقراطيّة من التغوّل و الإنقلاب و من التفريط في المكاسب و المقدّرات الوطنيّة و يحميها من السّرقة و الإختطاف من طرف الأباطرة و اللّوبيّات المحليّة و الخارجيّة ...



لكــــــــنّ هذا العمق الشعبي فرّط في هذه الحقوق و ترك الأمور على عواهنها و لم يكلّف نفسه لا مراقبة و لا متابعة ما يجري على السّاحة السياسيّة علنا فضلا عمّا يُحاك سرّا و في مطابخ مغلقة و كواليس مظلمة .

هنــــــا تستحضرنا نكتة نُسبت إلى المقريء عبد الباسط عبدالصّمد ، أنّه أثناء استقباله في مطار قرطاج و على نحو ما جرت عليه العادة ( السيّئة و المقرفة ) حينها و حتّى الآن بأن يصرّح الضيوف و خصوصا منهم الفنّانون بالجملة المعهودة و الممجوجة – أنا في بلدي التّاني ، شعب تونس شعب سمّيع ، شعب ذوّاق ...- غير أنّ ما نُسب إلى الشّيخ أنّه خرق المعهود و قال : علم خفّاق و شعب صفّاق !
بقطع النّظر عن الصّحة من عدمها في ما روي ، إلاّ أنّ هذه الجملة – الإعتراضيّة – تلخّص وقتها حال الشعب المحكوم بدكتاتورية الرّجل الأوحد لا يكون إلاّ شعبا خانعا و يزيد خنوعه مع رضاءه بالأمر الواقع و انصرافه إلى حيثيّات حياته اليوميّة مسلّما مقاليد أمره إلى الحاكم الأوحد و المجاهد الأكبر و الشّهيد الحيّ ...
هذه الحالة و بعد عصر الدكتاتوريّة الثانيّة و التي كانت أشدّ وطاً عليه و كانت أكثر ضراوة و إجحافا زادت من عقدة الخوف لدى نخب الشعب قبل عامّته و غرست في الشّعب فوبيا سياسيّة زادتها مشاكله اليوميّة و صعوبة لقمة العيش عمقا و حوّلتها إلى لامبالاة مزمنة لم تقدر حتّى تحولات ما بعد الثورة أن تشفيه منها الشفاء التام ،،،
فبعد انقضاء ( فورة ) الثورة انسحب هذا الشعب من ساحة المشهد السياسي و لم يعد يحرّك ساكنا ،، لم يحرّكه ما تقترفه الأحزاب و المنظّمات من تلاعب بمصالحه و هويّته و دينه و طمس لأعرافه و لا ما يمارسه كثير من السّاسة من متاجرة بالمصالح العليا للوطن و مقايضة بمكاسب الثورة ، و لا يعنيه من حاد من نوّابه بالمجلس التأسيسي عن العهود و المواثيق و انخراط البعض منهم في مزايدات بورصة السياحة الحزبيّة و انفصالهم عن آمال و آلام ناخبيهم و ما تفعله أيدي الشركات المتعدّدة الجنسيّات في ثرواته من نهب ،،،
هذا الشّعب ينسى و يتناسى كلّ يوم رموز مناضليه الواقفين شوكة في حلق العابثين و أزلام الثورة المضادّة فيُتخطّف و يرمى به في السّجون ..
هذا الشّعب لايعنيه ما يقوم به أباطرة التهريب من سرقة لقوته اليومي و تصديره و لا ما يدخلونه من سموم و موبقات إلى البلاد ، بل يتعاملون معهم في السّوق السّوداء – جهارا – و بكل رضى ليساهموا في ثراء و بروز طبقة جديدة من البرجوازيّة الوسخة أبطالها ( خلايق و خريجي سجون ) يزيد ون الطين بلّة ...
شعب ترك أيقونات رعناء تعربد في المشهد الإعلامي ليُعملوا كلّ أسباب الفتن و يزرعوا الفساد الأخلاقي صبحا مساء و يلمّعوا لصوص و مجرمي العهد السّابق .
شعب من بعد ما قام بثورة نموذجيّة أدهشت الشعوب و القادة و باغتت أعتى المخابرات انتهى به الأمر بأنّ فوّض أمره إلى وكلاء هم بدورهم أوكلوها إلى آخرين يأتمرون بأجندات لا و لن تتقاطع أبدا مع مصالح البلاد و العباد ..
فهل لم يعد لهذا الشّعب إلاّ أن يكون ( صفّاقا ) أو خانعا مستسلما لما يقرّر له !؟؟


Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 85222

Mohamedchetioui  (Switzerland)  |Mercredi 14 Mai 2014 à 09:51           
مش صفاق برك زيدو دورو طو يشطح صدقني

Dachamba99  (Tunisia)  |Mercredi 14 Mai 2014 à 09:33           
بعد انتخابات 23 أكتوبر كان شعبا عظيما و اليوم تحوَل إلى صفَاق !!!
علم خفَاق و شعب صفَاق و إعلام معاق.

Pele70  (Switzerland)  |Mercredi 14 Mai 2014 à 09:32           
Il faut pas nous inculquer cette culture de défaite!!!
Mais viendra un jour ou on sera libre, mais pour l'être il faut travailler et aimer son pays.

Meinfreiheit  (Oman)  |Mercredi 14 Mai 2014 à 09:17           
شعب متاع خلاعة و زطلة و عراء و رغبة جامحة في الكسب السريع ...لن تقوم له قائمة الا اذا اعطى العمل قيمته التي اتت في الكتب السماوية و اللاسماوية ....

Ibnalwatan  (Tunisia)  |Mercredi 14 Mai 2014 à 08:31           
هذا المقال يذكر بما قاله الشاعر الخالد أبو القاسم الشابي يوما عن الشعب التونسي في العشرينيات من القرن العشرين يائسا منه:

أَيُّها الشَّعْبُ ليتني كنتُ حطَّاباً
فأهوي على الجذوعِ بفأسي
ليتني كنتُ كالسُّيولِ إِذا سالتْ
تَهُدُّ القبورَ رمساً برمسِ
ليتني كنتُ كالرِّياحِ فأطوي
كلَّ مَا يخنقُ الزُّهُورَ بنحسي
ليتني كنتُ كالشِّتاءِ أُغَشِّي
كلّ مَا أَذْبَلَ الخريفُ بقرسي
ليتَ لي قوَّةَ العواصفِ يا شعبي
فأَلقي إليكَ ثَوْرَةَ نفسي
ليتَ لي قوَّةَ الأَعاصيرِ إنْ ضجَّتْ
فأدعوكَ للحياةِ بنبسي
ليتَ لي قوَّةَ الأَعاصير لكن
أَنْتَ حيٌّ يقضي الحَيَاة برمسِ
أَنْتَ روحٌ غَبِيَّةٌ تكره النُّور
وتقضي الدُّهُور في ليل مَلْسِ

ولكن الشعب اثبت للشابي أنه قاهر للاستعمار حين وجد رجالا وطنيين قادوه ووجهوه في ريفه وحضره وليس رجال يزايدون عليه في الجزيرة مباشر...كل شعب بحاجة لقائد وطني وهو ما لا يتوفر اليوم في تونس فكلهم عملاء شرقا وغربا ولا خير فيهم فمصيبة تونس في نخبتها العميلة وليس في شعبها الكادح صباحا مساءا ليوفر قوت يومه

Libre  (France)  |Mercredi 14 Mai 2014 à 07:55           
Peuple en grande majorité ignorant, habitué juste a' applaudir et non a réfléchir
des sois disant diplômés réfléchissent comme des bourricots affamés par le gain facile

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 14 Mai 2014 à 07:54           
الشعب التونسي يتيم من السياسيين والاسباب الحكم الفردي لمدة اكثر من نصف قرن وحتى الحاكم كانت تملأ عليه سياسة البلد وتفرض عليه من الخارج بحيث منذ عهد البايات وبورقيبة ثم بن علي كانوا بمثل الحاكم الرمزي يمثل البلد فقط بإستثناء بورقيبة وبن علي كانت لم بعض القرارات تهم اكثريتها امنهم وامن كرسيهم من بينها فرض الفراغ السياسي والعقائدي وحرية الفكر.
الآن تونس تدفع ثمن ذلك ونراه بوضوح غياب برنامج سياسي لكل الاحزاب وقلة الخبرة عند الجميع حتى عند السبسي في المعاملة مع الملفات الاجنبية امنيا وإقتصاديا وووو، لان السبسي وجميع الوزراء او مسؤولين في عهد بورقيبة وبن علي كانوا لا يملكون أي قرار كمثل رأسائهم او أقل منهم.
فالوضع الآن يتطلب الوقت لبناء مستقبل أفضل

MSHben1  (Tunisia)  |Mercredi 14 Mai 2014 à 06:12           

الحقيقة البراقماتية ان الشعب الذي قام بالثورة هو نفسه الذي هلك الثورة . و الذي صفق و خنع هو الشعب ذاته . و الذي يهرب الممنوعات و المحضورات و يبيع قوت العباد و البلاد هو الشعب ذاته . الشعب متخلف و فاقد للقيم و ذلك هو سبب الداء . صدني يا سيد كاتب المقال و يا قراء ان المشكل لا في الاباطرة و لا في اللوبيات و لا في الترويكا و لا في النهضة و حتى في المعارضة الغبية انها في الشعب المتخلف بطم طميمه و اقصد الشعوب العربية قاطبة . ولقد قال فيهم رب العزة
تعالى " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . انها الحقيقة و كفى مسحها في الآخرين ذلك لن يجدي نفعا

انا mshben1.

SOS12  (Tunisia)  |Mercredi 14 Mai 2014 à 05:02           
إستفهام
*اختطف الإعلام والإتحاد ومايسمى بالمثقفين وجمعيات القضا والمحامين والموظفين وأحزاب والرباعي
وكلها تريد التموقع ورافضة للشرعية
ماعساه أن يفعل

Addel  (Tunisia)  |Mardi 13 Mai 2014 à 23:21           
نطلب منوا حاجة برك يوفرها للبلاد هو ان يجد الية مراقبة للوظيفة العمومية الكلهم في الشارع اوقات العمل اما في القهوة يشرب في قهوة و الا يقضيوا في حاجتهم مروح بولدو من المدرسة و الا في اجتماع و الا دورة رسكلة و خدمة ملوحة ومصالح الناس معطلة
مدام البلاد هكه مهاش باش تقدم جملة
يوفر للبلاد و للشعب تسيير الامور خير من الجدل الفارغ

Mandhouj  (France)  |Mardi 13 Mai 2014 à 22:47           
100 jours après, où sommes-nous?

Je pense qu'il faut continuer à être positivement vigilant , à pousser le gouvernement de s'occuper un peu plus des catégories en grande précarité, que nos hommes d'affaires soient plus participatifs (création des nouveaux projets, payer les impôts).
l'état a besoin de plus de recette,
tenir bon pour des élections libres, transparentes afin que notre démocratie gagne en crédibilité,
le tunisien doit reprendre confiance et il doit travailler plus sur les éléments de sa faiblesse et qui le divisent.
il ne faut jamais oublier la justice transitionnelle, c'est une exigence historique et la Tunisie ne pourra pas échapper. la justice transitionnelle est la base même de notre réconciliation nationale, de notre nouveau modèle de développement qui mettra fin à la marginalisation des certains régions, et surtout elle sera l’élément fondateur de la nouvelle Tunisie, avec une solide cohésion , solide paix sociale et une démocratie confortable
républicaine et forte.
ben Ali harab
Mandhouj Tarek


babnet
*.*.*
All Radio in One