نصيحة ... لا تقرؤوا هذا المقال

<img src=http://www.babnet.net/images/9/dogwithglasses.jpg width=100 align=left border=0>


الطاهر العبيــــــدي



أنتم يا أنتم يا من تختارون المنافي وتتركون بلادكم العربية، مسقط رؤوسكم مسقط طموحكم، مسقط أحلامكم، ومسقط قبوركم...




أنتم يا من تكفرون بحرية التصفير، وحرية وأد الضمير، وحرية التنهد، والتثاءب بالعيون وحرية

الرقص وهز البطون، ما الذي يدفعكم إلى التخلي عن أوطانكم، أوطان العطالة وأوطان المستقبل المستحيل...

أنتم يا من تتنكرون لكل هذه النعم في وطنكم العربي الكبير، فما الذي يغريكم بالرحيل، إلى لندن وباريس وستوكهولم وامستردام وأوسلو عاصمة انتصارنا العظيم، وغيرها من بلدان وعواصم الغرب...

ما الذي يغريكم باللهث وراء تأشيرات من أجل السفر إلى هذه البلدان، حيث تقضون ساعات وأيام طويلة، وأنتم مرميون في طوابير بائسة ذليلة، أمام السفارات والقنصليات، تتزاحمون كما تتزاحم الأغنام والبعير، تحلمون بالهجر والرحيل ومغادرة الوطن العربي الكبير، وطن الحلم المبتور، والمستقبل المنثور، والأجر المكسور، والهتاف المأجور...

أيعقل أن يتم التخلي عن الوطن والعروبة والحياة السعيدة، والعيش في برودة المنافي وصقيع الغربة، فعلا هذا كفر بنعمة العيش في الدول العربية الصديقة والشقيقة والرقيقة والعتيقة والصفيقة، ولأدلل على فداحة خسارتكم، سأروي لكم هذه الحكاية التي تجسّد خيبة اختياركم، وتجعلكم تعضّون أصابعكم ندما على ما فاتكم من فرح وسعادة، في مسقط جوعكم، ومسقط همومكم، ومسقط رزقكم، ومسقط نهبكم، ومهد إذلالكم ومهد هوانكم، ومهد بؤسكم ومهد سجنكم، ..

تقول الحكاية العربية التأليف والتوزيع والدلالة، أن هناك رجل أمريكي ثري عنده كلب يدلله ويحبه ويعيش أفضل من ملايين الآدميين على هذه الأرض، وللكلب خادم خاص، بالإضافة إلى طاقم كامل يهيئ له سبل الراحة والسعادة، باختصار الكلب لا ينقصه أي شيء، ابتداء من الأكل والتنزه والسفر والسباحة وحلق الشعر، وحضور المهرجانات و الحفلات الراقصة والصاخبة، وركوب السيارات الفاخرة والعلاج، وأطنان من اللباس من أرقى المغازات الخاصة بالكلاب ذات الحظ السعيد...

ومع ذلك فقد ألمّت بالكلب حالة اكتئاب، فما عاد يأكل ولا يشرب، وأصبح دائم الشرود لا يمرح كعادته، وصار حزينا طول اليوم يعاني من التأزم، فتم إستدعاء طبيبا يختص بعلم النفس الحيواني، ليكشف عن الحياة النفسية والجنسية للكلب، ويشخّص العوامل البسيكولوجية المؤثرة على مزاج الكلب، فاقترح هذا الطبيب النفساني إرسال الكلب إلى بلاد أخرى، لتغيير نمط الحياة وربما لكسر الرتابة، فسارع هذا الثري، إلى حجز تذكرتين في الدرجة الأولى للكلب ومرافقه للسفر إلى سويسرا، وبعد يومين اتصل الأمريكي الثري بالفندق الفخم ذي النجوم التي لا تحصى بكلبه ومرافقه الخاص، ليطلع على أحواله والاطمئنان على صحته، فنبح الكلب نبحة تدل على عدم سعادته بوجوده بسويسرا، وعدم تغيير نفسيته التي ظلت كما سافر، ومن جديد حجز له ولمرافقه الساهر على راحته إلى الإقامة بالنورويج، وبعد يومين اتصل بفندق الكلب، فرد عليه بنبحة تعبّر عن الضجر والملل، والتأزم النفسي من وجوده في هذه البلاد، وهنا استاء الثري، وظل كل مرة يرسله إلى إحدى العواصم الأوربية المشهورة، عله ينقذ كلبه من حالة الاكتئاب المفاجئ، غير أن لا شيء تغيّر بالنسبة للوضعية النفسية لكلبه العزيز، حتى اهتدى في الأخير إلى إرسال كلبه ومرافقه إلى الوطن العربي، إلى وطننا العريق الجميل الشاسع، ذي القدرات الأرضية والبشرية والمناخ الطبيعي الذي نحسد عليه، إلى حيث يعيش إخواننا وأبناء جلدتنا، ينعمون بالشمس والهواء، ويتمتعون بحرية الضرب وحرية الجوع وحرية الإهانة والذل المستديم...



ولأنه لا توجد عندنا نحن العرب فنادق للكلاب، ولأننا جميعا سواسية كأنياب القانون، نعيش كما تعيش الأنعام، تفترسنا الحكومات، ويضربنا البوليس كما يضرب الراعي الأبقار والأغنام، ولأننا محشوّين في مساكن بائسة كما تحشى الأوراق في صناديق الانتخاب، أو مكدسون منذ الاستقلال في سجون الظلم والظلام.. فلم يهتد الرجل الأمريكي الثري إلى عنوان كلبه، وهنا طلب من الحكومة الأمريكية التدخل للبحث عن كلبه ومرافقه، ولأننا نحن العرب جميعا دون استثناء متهمون لدى أمريكا، فقد استنفرت السفارات الأمريكية في الدول العربية بكل عيونها ومخابراتها التي ترتع في بلداننا، من أجل العثور على الكلب المحظوظ ومرافقه، وفي هذا الصدد شنت حملة إعلامية شعواء بالتهديد والوعيد، ومعاقبة أي دولة عربية تتعرض بسوء للكلب، الذي يعتبر مواطنا أمريكيا، فهو يملك جواز سفر ودفتر ادخار في البنك، ودفتر تلقيح، وله حلاق خاص، ويتمتع بحرية السفر، وحرية التجول والسهر، وحرية النباح وحرية الاعتراض، وحرية النوم مثله مثل المواطنين الأحرار... وعلى إثر التحرّك الأمني والإعلامي الكبير، عثرت إحدى السفارات الأمريكية في إحدى العواصم العربية على الكلب ومرافقه، ولقد أصيب الثري الأمريكي بالذهول، لما سأل كلبه عن أحواله النفسية، ذهل وهو يسمع نباح كلبه المتواصل المليء بالفرحة والسعادة، ذهل وهو يتلقى إجابة كلبه أنه سعيد جدا، وسوف لن يغادر هذه البلاد المريحة، سأله صاحبه ولماذا لم تعجبك سويسرا وباريس والسويد وفينا وكل العواصم الأوروبية، وأعجبتك الدول العربية يا عزيزي،

أجابه الكلب يا صاحبي بصراحة الحياة هنا شكل ثاني العيشة هنا عيشة كلاب بصح وصحيح



Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 81253

Habib_mr  (Qatar)  |Dimanche 9 Mars 2014 à 08:19           
سعيد في زمن البؤساء فما زال في بلدي قلم يسطر ابداعا في زمن الاقزام وجوقة السفهاء وموت الحلماء ....شكرا شكرا شكرا

Souninien  (Canada)  |Samedi 8 Mars 2014 à 16:04           
خلاصة المقال من هنا تكوي ومن هناك توجع.

Amor2  (Switzerland)  |Samedi 8 Mars 2014 à 12:43           
مقال مجازي ممتاز... شبيه بالكوميدياء الإلهية..

Barbarous  (Tunisia)  |Samedi 8 Mars 2014 à 10:45           
مقال فنان ، فن السخرية لا يجيده الا القلائل ...

Hannibaal  (Tunisia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 19:43           
يا سي الطاهر عليك أن تعود وتترك باريس إن كنت ترى أن بلدك يطيب فيه االعيش أعرف جيدا ظروفك كل ظروفك تلك التي دفعتك للهجرة وتلك التي تمنعك من العودة ورغم قساوة تلك الظروف فالحل لن يكون بجلد الذات واللوم على الآخرين وأنت أكثر من يعلم حقيقة الكثيرين وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على القلب من وقع السهام المهند

Fredj1  (Tunisia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 16:54           
المعدرة يا سي الطاهر العيشة في الدول العربية وخاصة تونس من اعز العيشة على الكرة الارضية ولكننا نحن العرب مرضى بالغرب وبأوطانهم لاننا صرنا شعب لا دين ولا ملة. لعلمك غالبية الاجانب من كل الاقطار الغربية عندما يأتون الى تونس ويستقرون فيها لبضعة أشهر فانهم يبكون عند مغادرتها نهائيا وادا اردت الامثلة فهي عديدة وموثقة ومستعد لمدك بها. نحن العرب عندما غربنا المستعمر في البداية واكملها بشراسة اديالة بعد خروجهم واصبحنا عباد المادة وابتعدنا عن ديننا الحق
صرنا كما قلت نعيش عيشة الكلاب واكثر...

AbouZied  (Tunisia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 15:06 | Par           
يتبع :الشعور بالدونية مركب نقص .

AbouZied  (Tunisia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 15:04 | Par           
قصة مطولة مضمونها جملة (إنها الثرثرة ) . الرد : وأفضل الكلام ما أغناك قليله عن كثيره . يا فلان لقد تحدث فولتير عن القلق وبين أن تغيير المكان لا يعالجه فما بالك بالشعور بالتعاسة مع اﻹشارة إلى أن تغيير اﻷوضاع -ولو أدى اﻷمر إلى الانتفاضات- هو الحل وليس الهروب إلى البلدان اﻷجنيية .

Manoubi  (Tunisia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 12:10           
بارك الله فيك ياسي الطاهر العبيدي صاحب هذا المقال الذي استنتجت فيه أن كل العرب يعيشون عيشة الكلاب في أوطانهم أنت سعيد ربما بوجودك خارج وطنك فمجدت و هللت بلدان الغرب لكنك تناسيت أنك لم تجد و لا تجد و سوف لن تجد في أي بلد عربي إنسانا جثة هامدة في الطريق العام فارق الحياة من شدة الجوع و البرد كما هو الحال في أوروبا مثلنا باللغة الدارجة (حتي واحد ما يبات بلاش عشى)

Fikou  (Tunisia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 11:40           
بتاريخ هفتان المزيف وعنعنات فلان وفلتان وكلام علتان خارج من حضارة كذبستان ، عن العرب اللاعبين بالثروة والدين .ماذا تنتظر من عرب لم تخرج عن ثقافة حمير وكلاب وثعلبة وأسد وجحش ووحش وحنش ، ليس عندنا الا هذا التاريخ ، لنتفاجأ اليوم أننا عشنا وهماً تركنا حطاماً بشرياً لا نجسر أن نرفع اصابعنا بين أمم الأرض لنقول : أننا هنا . أوهمونا أننا خير أمة أخرجت للناس فصدّقنا ولما صدّقنا الحقيقة صدقنا أننا لا شيء

Zeinouba  (Tunisia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 11:19           
الرجاء من كاتب المقال التثبت عند كتابة بعض العبارات مثل يدل له كي لا تكون"يدلله" خصوصا انها جائت بعد كلمة كلب


Mongi  (Tunisia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 11:14           
مقال تحفون. يعطيك الصحة.
لكن يا سي الطاهر توّا تنشر المقال وبعد تنصحنا بأن لا نقرأ هذا المقال ؟

Mavb2014  (Tunisia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 10:38           
مايلزك للمر.........

Zadma  (Croatia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 10:38           
يا سي الطاهر توة وصلت؟
نكتة قديمة برشة عملتلها طاولة و كراسي ورديتها مقال؟

Dachamba99  (Tunisia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 10:17           
هب هب.

Ibnalwatan  (Tunisia)  |Vendredi 7 Mars 2014 à 10:10           


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female