قراءة في بيان النداء

<img src=http://www.babnet.net/images/9/nidaaaale09.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــــــازن

لم نكد نفرح بتقدّم النداء على منافسيه بعد صدور استطلاعات الرأي أول الشهر حتى هبت رياح الاستقالات و التنحيات من جديد فعزلت بعض القيادات وجمّد نشاط بعض ركائز هذه الحركة العجوز الضاربة في القدم من جهة و الوليدة بعد الثورة في جهة أخرى. لم نجد الوقت لنزهوَ و نستحسن ما قام به بابا الباجي لما القى الاوراق في وجه بوغلاب المسكين فأرداه محمرّ الوجه لا يكاد ينبس ببنت شفة بعد أن خرس لسانه و تبسم ثغره ابتسامة المغلوب على أمره. فرحنا لسويعات و حمدنا الله ان رجع الدر الى معدنه و تمكن أكبر حزب في البلاد من الثأر للتوانسة بعد أن أرغم حكومة الترويكا المستقدمة من الأقاصي على الاستقالة. هراء ما تقولونه على منابر الاعلام و هراء ما تحدثون به القوم كل يوم عبر عديد القنوات و بتمويل المال الفاسد مما ترك سبعكم الفار. كان التوانسة أن يصدقوكم لولا عتاهة البيان الصادر لمجلس النداء الموقر بوم الاحد الماضي . بيان ان دل على شيء فهو يدل على عدم تجذر هذه النداء الجنيس الذي جمع بين اليسار الوصولي ببقايا التجمع المتحلل في عديد المواقع السياسية في تونس الثورة.







جاء البيان متأخرا ليبارك تشكيل حكومة الكفاءات التي شكلها المهدي جمعة والتي جاءت بناء على توافق شارك النداء في جل ردهاته ولكنه امتنع عن التصويت في آخر لحظة فخسر فرحة الخروج من مأزق ألمّ بالبلاد وكاد أن يدمر سير الحياة الطبيعية فيها. ثم تحدث عن انتصار الدستور الذي وصف بالحداثي والمنتزع غصبا من الاغلبية وهي التي سعت الى اتمامه وسعى النداء الى الانصراف عن كتابته بعد أن دعا عديد المرات الى حل المجلس التأسيسي. ولقد عمد هذا البيان الى الاشارة بسرعة عجيبة الى الارهاب و ربطه بالمساجد و تحييدها دون أن يبارك ما قام به الامن والحرس من نجاحات ميدانية في الكشف على قضايا الاغتيالات بل ذكروه بأحداث سليانة والرش و كأنها العقبة التي توقف فيها حمار شيخهم. ولمّا لمّح نفس البيان على أعمال المجلس التأسيسي ، نسي تقديم التهاني بالدستور و شكر النواب على عمل أنجز بعد مجهودات وتوافقات ما كانت لتبذل لو لم يتمتعوا بحسّ وطني مرهف و رغبة في تجنيب البلاد القلاقل و الفتنة. بل حذرهم من اصدار القوانين التي كانت مطالبا للثورة المباركة كتحصينها من عودة المورطين في فساد العهد البائد للحكم و مطالب هدرت بها الحناجر في عديد المناسبات كإصدار قانون للأوقاف بعد أن ثبت أهميته في عديد الدول الاسلامية والغربية على حد السواء للنهوض بالعديد من المجالات الاقتصادية والخيرية في البلاد. وعرّج آخر البيان في نقاط سريعة على العلاقات الديبلوماسية التي تدهورت أيام حكم الترويكا ويعني بذلك العلاقات المصرية والسورية التي تقطعت ذبذباتها جراء القتل والتنكيل بأبناء جلدتنا شراهة في الحكم وتعلقا بالكرسي والسيطرة على ثروات البلاد، ثم تطرق الى الاستحقاق الانتخابي الذي لم يجد بدّا من تجنبه فدعا الى رصّ الصفوف 'الافتراضية' والاعلامية و بناء خيوط التحالف على طريقة العنكبوت صاحب أوهن البيوت.
أنّ بيانا كهذا قد يصدره حزب ناشئ مازال ولوعا بالخطابات و التمنيات ويبحث عن توسيع قاعدته الشعبية فيعطي الاشارات في جميع الاتجاهات ويركز على أخطاء الترويكا التي أجبرت على ارتكابها تحت الضغوط الهائلة من الخارج والداخل و تعطيل الاقتصاد وحداثة عهدها بالحكم، ولكنه من المحال أن يقبل بيان عصامي كهذا من سلاحف الحكم البورقيبي و النوفمبري الذين مارسوا شتى تقنيات السياسة و أشرفوا على كل التغيرات فتلونوا بجميع الألوان و تخضبوا بها. فالعامة تعرف جيدا كيف تعطلت عجلة الثورة وكيف كيد للبلاد بالاعتصمات والاضرابات و الحملات الارهابية التي تضرب كلما حان وقت ارباك المسار الانتقالي. ود العديد من أبناء هذا الشعب أن تنصرف للعمل السياسي الجاد فتقدم البرامج والاقتراحات الاقتصادية البناءة و تترك الماضي و تؤمن بالديمقراطية كما فعلت بقية الأحزاب، ولكن شرا يدور في هذه العقول وهم يعتبرون أنفسهم أصحاب الملك أما الباقي فهم مجرد كراء جاؤوا للاستجمام و التصييف. زد على ذلك لخبطة تتلوها لخبطة في تكوين هيئة مديرة فيتقدم في المرتبة الحزبية زيد وتجمد عضوية عمرو و يتخفّى صالح وراء الانظار و يقدّم علي الى الصف الأول وهو المستقل الكفاءة الذي كاد أن يرأس حكومتنا. هذه سياسة الهواة يحلم فيها الشيوخ وتحاول الصبيان تنزيلها حقيقة بين الناس ولكنهم سوف يتعبون ويتعبون ثم يخلدون للنوم كما يفعل الصغير الذي انهكه اللعب في الحديقة واستلقى لظل شجرة. هذه حركتكم المتقدمة في الاستبيانات المدفوعة الأجر لم تحسنوا استغلال الفرص ولم تستفيدوا من ماض تليد بالتجارب فتعمدون لتنقيته من الشوائب و تقدمون للتوانسة طرحا مكملا لأحزاب الترويكا و كامل المشهد السياسي الحالي.





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 79713

Garroum  (Tunisia)  |Mercredi 12 Février 2014 à 11:20           
كل أنواع الفقر يمكن معالجتها إلاَ فقر الوعي و الادراك

Dachamba99  (Tunisia)  |Mercredi 12 Février 2014 à 09:53           
ملاَ فدَة

Saalih  (Tunisia)  |Mardi 11 Février 2014 à 22:31           
Non, non et mille fois non! Non à un diable même si je mangerais du caviar tous les jours et non à un juif même si je gagnerais un million par jour. Au diable ceux qui n’ont pas de principes et pour le confort et l’argent s’allieraient avec n’importe quoi.

Pour ceux qui cherche une solution : Une deuxième révolution bien sûr, mais cette fois-ci une révolution tranquille qui exige la patience et des sacrifices! Alors ne vous attendez pas à manger du caviar du premier jour! La dignité ne s’offre pas mais a un prix, un prix très élevé!

Mavb2014  (Tunisia)  |Mardi 11 Février 2014 à 15:06           
On dirait une galerie de brocante.

Fikou  (Tunisia)  |Mardi 11 Février 2014 à 14:30           
إن إطلاق العنان لتحريك آلة الإعلام لتصفية الخصوم السياسيين أو كما تعدوهم أعداءكم والذي تجسد في كتابة أكثر من مقال في شأن هذا الحزب (النداء) هو دليل على قوته وشراسته. فأغلبية الشعب لا يعنيها النداء في الحكم أو النهضة، ولا يعنيها أن النداء لقيط أو الغنوشي يصلي، كل ما يهمها هو ماذا قدموا وماذا أصلحوا وما هو حالنا في عهدهم.
العبرة كما ذكرت سابقا وسأظل أذكر هي بالإنجاز والإصلاح والالتزام بمبادئ الحرية والعدالة والأمانة والصدق والإخلاص والإتقان والتواضع والتضحية من أجل الملايين المحرومين. لكل من يؤسس للرخاء ،ومن يحقق لنا العدل ولو كان يهودي أوالشيطان نفسه رفعناه فوق رؤوسنا.
فماذا لو حققه لنا الإخوان فما أسعدنا بذلك لأننا نكون قد كسبنا الدنيا والدين. لكن هيهات فأنت لن تربح بالثرثرة وكتابة المقالات والخطب ولا حتى بالاجتماعات ولا توزيع الإعانات. فالحساب ياسيدي وفق السلوكيات ، لأن الحساب مع من يتولي المسؤولية يكون يا سيدي على مدى توفر الخبرة السياسية والاقتصادية والإدارة العلمية والخدمات الاجتماعية القادرة على تحقيق العدالة والكرامة الإنسانية. فلو أنجزت الترويكا أو الجماعة شيئا ذا قيمة فسوف يدخلون التاريخ من أوسع أبوابه
ولكنهم حتى الآن يستحقون أن يدخلوا في مكان آخر ومن أوسع أبوابه أيضا.

Kairouan  (Qatar)  |Mardi 11 Février 2014 à 14:04           
تحليل منطقي وواقعي فيه العديد من النصائح لحركة لقيطة عمياء صماء شعارها إما أن نحكمكم وإما أن نحرق البلاد تحت أرجلكم
فماذا نحن فاعلون ضد هذه العصابة من اللصوص والمجرمين
فالمال عندهم والإعلام الساقط معهم والقضاة إلا من رحم ربي يأتمرون بأوامرهم والدولة العميقة تحت سلطتهم


babnet
*.*.*