رسالة إلى جمهور الإفريقي

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
ليس هناك أسوأ من الهزيمة لتشعل نار الغضب بين أحباء أي فريق رياضي , لكنّه غضب يعكس حبّا جنونيا من أحبّاء غيورون على جمعيّتهم , حبّ تجاوز كل الضوابط الممكنة و القياسات الرياضية , حبّ أصبح مضرب الأمثال و تعدّى حدود الجغرافيا و المكان . قوّة أحباء فريقنا أنّهم ينتقدون أنفسهم قبل أن ينتقدوا غيرهم , يقرّون بقوّة النادي الصفاقسي الذي نهنّئه على الفوز لكنّهم يؤكّدون بالقول : لقد كان بالإمكان أفضل ممّا كان .
ليس هناك أسوأ من الهزيمة لتشعل نار الغضب بين أحباء أي فريق رياضي , لكنّه غضب يعكس حبّا جنونيا من أحبّاء غيورون على جمعيّتهم , حبّ تجاوز كل الضوابط الممكنة و القياسات الرياضية , حبّ أصبح مضرب الأمثال و تعدّى حدود الجغرافيا و المكان . قوّة أحباء فريقنا أنّهم ينتقدون أنفسهم قبل أن ينتقدوا غيرهم , يقرّون بقوّة النادي الصفاقسي الذي نهنّئه على الفوز لكنّهم يؤكّدون بالقول : لقد كان بالإمكان أفضل ممّا كان .

بعيدا عن لغة التحاليل الفنية و الخطط التكتيكية فإنّ ما حصل للإفريقي في الأسبوعين الأخيرين ليس بسبب نقص في الأموال فرئيس النادي لم يبخل على الفريق بتوفير كل ممهدات النجاح و لا في قيمة اللاعبين ففريقنا يعجّ بأفضل اللاعبين رغم أنّي أكّدت في أكثر من مناسبة و خاصة في الميركاتو الشتوي عن حاجتنا لصانع ألعاب حقيقي يوفّر للمهاجمين فرص التهديف { و تمنّيت لاعب الملعب القابسي سعد بقير }, ما ينقص المجموعة هو قليل من الإنضباط فوق الميدان وهو دور الإطار الفنّي بالأساس . لا يمكن للاعبين بالمليارات أن يحصدوا الإنذارات عوض الأهداف و أن يقوموا بالتمويه داخل مناطق الجزاء رغم قدرتهم على التهديف .
غضبت و غضب أصدقائي و غضب كل أحبّاؤنا بسبب مرارة الهزيمة و تكرر العثرات , لكن علينا في لحظات الغضب ألاّ ننسى أنّ هؤلاء الذين ننزل عليهم بسياط النقد لطالما ذقنا معهم حلاوة الإنتصارات و نشوتها , لطالما أدخلوا السعادة على قلوبنا رغم قسوتنا عليهم , لا يمكن اليوم لمن طالب بإقالة المدرب السّابق أن يتحسّر عليه بعدما كان ينتقده صباحا مساء , كما لا يمكننا أن نحاسب المدرّب الجديد على عمله في ظرف وجيز , فرحلة البطولة مازالت طويلة و شاقة , علينا أن نتعلّم من عثراتنا دون ضغط جنوني يفقد المجموعة صوابها , فما أكثر من يتربّصون بفريقنا و يحاولوا إدخال الشكّ و البلبلة لتعفين الأوضاع و هم أبعد ما يكونوا عن مصلحة الإفريقي و جماهيره .
نملك كل مقوّمات الفريق القوي , لدينا أفضل خط دفاع و أفضل مهاجمين لو يقع استغلالهم على الوجه الأفضل , توجد هيئة مديرة طموحة و تريد السموّ بالفريق إلى أعلى المراتب . مشكلة الإفريقي هو وجود إعلام يتعامل بمكيالين مع الفرق الرياضية , إعلام يغمض عينيه عن عثرات و أزمات الفرق المنافسة و يتربّص بفريقنا لأتفه الأسباب , سنقرأ و نسمع هذا الأسبوع سيلا من الإنتقادات لللاعبين و الهيئة المديرة و المدرب للتشكيك في قدرة الإفريقي على الفوز بالبطولة , و لم نسمع هذا الهراء عندما عصفت النتائج و الخيارات الفاشلة و هدايا الحكام لفرق أخرى .
لكل جواد كبوة , نقبل الهزيمة و نتطلّع للمستقبل , نتعلّم من أخطائنا و لا نهرب من عيوبنا , نثق في قدرة جمعيّتنا على العودة القويّة , و متى كان للبطولة نكهة و معنى إذا غاب عنها فرسان الإفريقي . عذرا على هذا الأسلوب العاطفي لكني لا أستطيع أن أكون محايدا مع فريقي
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 79297