عندما تصطدم شهوة النّهضة للسّلطة بخساسة اليسار المتطرّف

<img src=http://www.babnet.net/images/5/bandit.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي بـــاكير

عندما تفرّط النّهضة في الأمانة الكبرى و تقدّم مصلحتها الحزبيّة و تؤثِر شهوتها لسلطة لم تكن لتحلم بها أبدا قبل الثورة و عندما يجد اليسار العلماني المنبوذ شعبيّا و المرفوض ديمقراطيّا فرصة ( السّردكة ) ونسج و فبركة السيناريوهات الخبيثة فإنّ مشهد الحراك السياسي يصبح صادما للرأي العام الشعبي التونسي ، يصبح أكثر مرارة من سنوات الجمر ،كما يدخل وسواس و هاجس المقارنة بين ما كان و ما يحدث ،،

عندما يرى الشّعب الذي استبشر بحدوث ثورة صنعها بنفسه لا فضل فيها لأحد من السّاسة و لا للأحزاب التي تملأ السّاحة و تتبارى في اقتسام غنائم ما بعد ثورة ، بل كان أحسنهم حينها أصمّا ،أعمى و أبكماعن ماعاناه طيلة سنوات الدكتاتورية .




عندما يرى الشّعب كلّ هؤلاء المهرولين يركبون قاطرة الثورة و يتعاندون في اختطاف مسارها و التهام مكاسبها فإنّ هذا الشّعب يصيبه الدّوار و تلفّه متاهات الضياع ،،ثمّ يصيبه الإحباط و ربّما النّدم أحيانا .

عندما يترفّع الشّعب عن الوقوع في ما يفسد عليه ثورته و يُحجم عن الإنخراط في مهاترات تدفع نحو الإنقلاب و الردّة وتخدم أجندا أعداء الثورة و الشعب ، بل يتغاضى قدْرا من الزّمن على ما لحقه جرّاء المساس الحادّ من قوته اليومي و ضيق عيشه جاعلا عزاءه في ذلك أن تتبدّل الأحوال العامّة للبلاد و أن تنجلي أسباب الظلم و القهر ،، و عزاءه في أن يستقيم نظام الحكم على النّحو الذي أشّر له بتصعيده لحركة النّهضة في الإنتخابات أملا منه في أن تعزّز هذه الحركة بأغلبيّتها هويّته ليرجع لحاضنته العربيّة الإسلاميّة و أن يكون عملها - استنادا إلى أدبيّاتها التي كان تروّج لها عقودا من الزّمن - على إرساء خارطة تؤدّي إلى صياغة دستور ينبثق عن الدين الإسلامي من أوكد أولويّاتها و واجباتها ...و أن تردّ الإعتبار لدين و لغة و ثقافة الشعب التي غيّلتها دكتاتوريّة التغريب و التجهيل و التزييف !
غير أنّ ما وقع و يقع كلّ مرّة في مسلسل تنازلات هذه الحركة كان ظاهرها ذكاء تكتيكيا و لكنّ عمقها و حقيقة نهايتها كان غباء فادحا أدّى إلى انحسار دور حركة النهضة – المحسوب عليها أغلبيّتها – في الإشتغال بالدفاع عن وجودها السياسي و و توطيد أركانها و مدّها لجذور تسمح لها بالتغلغل داخل منظومة الحكم لأمد أطول ، ليبقى السّواد الأعظم من الشّعب الذي علّق آماله في الورقة الإنتخابيّة التي – وهبها- لحركة توسّم فيها – حلول الفرج – و نهاية التغريب الفكري والإنحلال الأخلاقي و التجهيل بدين اللّه و شرع الله .
ليبقى الشعب الذي صعّد ( كتلة الأغلبيّة ) في تسلّل واضح تنهكه آلام الخيبة و يمزّقه تردّي وضعه المادّي كما يزيده الإحباط - بتغوّل – اليسار العلماني المتطرّف و ما أصبح يفرزه بكلّ صفاقة من الترويج لفكره الفاسد والمفسد ،و ما يحاول فرضه – برغم أقلّية تمثيليّته – على عموم الشّعب –الذي رفضه قطعا – و أقصاه في العمليّة الإنتخابيّة ...ليفرض بُكاءً ، إستقواءً أو حتّى مقايضةً آراءه الفاسدة و يقنّن لقوانين أكثر خبثا من دكتاتوريّة العهد السّابق في تداعياتها السّلبيّة على المجتمع التونسي عاجلا و آجلا .
فهل سيسكن الشّعب ، الكتلة الصّامتة التي اكتفت بالمتابعة لما يحدث برغم مرارته و قساوته ..؟ و هل سيرضى بما تحكيه له الأجندات و ما تفرضه عليه النّكرات ؟
هل سيستكين للأمر الواقع و يلعب دور ( حمّال أسِيّة ) ؟ وينخرط في جلد ذاته على ما فعل في نفسه و بنفسه ؟؟؟




Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 77809

August  (Tunisia)  |Dimanche 12 Janvier 2014 à 15:56           
Une scene politique pourri

tournez la page svp

Mnasser57  (Qatar)  |Dimanche 12 Janvier 2014 à 11:33           
ما هو احساسكم يا قادة النهضة وقد خذلتم من انتخبكم؟ هل انتم راضون وسعداء بادائكم وتنازلاتكم الرخيصة؟

Amir1  (Tunisia)  |Samedi 11 Janvier 2014 à 08:52           
أعذر تأخري في التعليق سي منجي، لكني أقدر أنك أسقطت خمس عوامل مهمة وقارة في المعادلة السياسية في تونس مما يجعل منها معادلةمن درجة سابعة: الإتحاد والسلفية والإعلام والفلول والعامل الخارجي. وأظنك حددت هدفك قبل أن تكتب وهو أن تكون قاسي المحاسبةلحركة النهضة. رأيي بدون إطالة أنه بدمج العناصر الخمس الأخرى يكون هذا الحزب الأغلبي خرج بأقل أضرار من المرحلة الإنتقالية التي تضرر منها الجميع، وأقول الجميع، مما لو واصل البقاء في الحكومة

Mohamedchetioui  (Switzerland)  |Vendredi 10 Janvier 2014 à 10:09           
Un jour ou l'autre, il fallait une passation de pouvoir pour redémarrer avec un destour etc... et revenir en force par des élections libres et démocratiques.
Je ne vois en aucun une fuite du pouvoir de ce gouvernement, mais, un départ bien étudié et réfléchi.
Ce qui fait mal, c'est les partis perdants quiu sèment la zizanie, ils savent qu'ils n'ont aucune chance d'accéder au pouvoir et sans perturber tout projet menant à la réussite, ils s'éclipseront et ne seront plus les chouchous ou les guignols des chaines de TV. Le peuple a compris de puis de belles lurettes leurs jeux et il tranchera le jour des élections. Le gouvernement, à mon avis, il a reculé pour bien avancer, et c'est ça pour moi une
bonne tactique. En fait, pour moi, ce gouvernement ou un autre, l'important qu'on soit vigilant, bien réfléchi pendant les élections. Que le peuple choisisse les hommes qui présenteront des projets bénéfiques pour le pays, qu'ils soient élu(es)s pour leur compétences et surtout qu'ils honorent tous les tunisiens et les arabes en général, par leur respect aux valeurs humaines qui sont à ce stade bafoués et mis au plus bas de l'échelle. Rabbi
m'èèè Tounis qu'on aime tant.

GharsAllah  (Tunisia)  |Vendredi 10 Janvier 2014 à 10:05           
شعب جبان ... عبد للقمة العيش ... كيف تطلب من عبد أن يقيم العدل وهو من جبنه تستحي النعاج ؟ النهضة تنازلت من أجل تونس ليس كما تحاول أن تروج ... وغاب عنك بعد هذا التحليل الذي يحاكي مجرد الأحداث ولا يغني عن جوع !!! أن تقدم الحل أو البديل ... الشعب ذكي ويعلم الغث من السمين ... وسوف تعود هذه الحركة الإسلامية و الإصلاحية أقوى من اليوم ... الصندوق هو الفيصل ...

Dachamba99  (Tunisia)  |Vendredi 10 Janvier 2014 à 09:37           
خيانة الأمانة هي الخساسة بعينها.


babnet
*.*.*
All Radio in One