تلفزة + 18

<img src=http://www.babnet.net/images/9/miretvtest.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــــــــــازن

لم ننس البرمجة التلفزية للقناة الوطنية أيام كانت محتكرة للأموال المتأتية من الستاغ . كانت برمجة يغلب عليها الأسود والأبيض و منوعات تدوم لسنين بحلوها ومرها و وجوه اعتدنا عليها فارتبطت بيننا وبين الشاشة صداقات ومواعيد لا نخلفها. كانت الوطنية، تلك التي لا يشاركها أحد في البث، تلفزة +60 تقدم مادة للمتقاعدين و العجائز إذا استثنينا بضع دقائق المخصصة للصور المتحركة و مقابلات الفريق الوطني. كانت يومها تنقل فرحة شعب في عز حرّ أوسو و عروض السباحة من شاطئ صقانس وكنّا لا نعلم ما يدار في العالم الخارجي إلا تلك المقتطفات العالمية التي يتناولها قسم الاخبار في بضع ثوان. كذلك عزلت تونس لفترة وساهمت تلفزتها الرديئة في تكريس تلك الأفكار التغريبية في ذهن المواطن.

وجاء التغرير و جاءت أماراته على ظهر انقلاب أبيض على شيخ هرم، فحلمنا بالشباب وقلنا قد تصبح تلفزتنا شابة تهتم بقضايانا وأفراحنا ومشاكلنا، تعددت يومها القنوات وازدانت القنوات الخاصة لسي فلان و سي فلتان، فتنوعت البرامج وصرنا نحتاج لآلة التحكم عن بعد فنغيّر من قناة الى قناة فنطلب الخبر اليقين او البرنامج المفيد ولكن هيهات، لقد بقيت دار لقمان على حالها فالرداءة لا تكاد تفارقنا بل تكاثرت وتناثرت. ولكن الصحن المثبت على السطح أنقذنا فلجأ كل منا الى قناته وبرنامجه الذي يستهويه و أضحت قنواتنا التونسية ببغاوات تردد كلمات صانع التغرير وحكماءه فتستحضرها في كل حين و تولجها في كل حديث حتى فاقت توجيهات الزعيم برمجة. ولكن يسار القوم تململوا إعلاميا فوجدوا الأذن الصاغية لمخططهم المشين لضرب هوية البلاد فانبروا منتجين ومخرجين ومقدمين لبرامج التلفزة. لقد برمجت في تسعينات القرن الماضي محاولات طمس للجانب الأخلاقي للمواطن التونسي وقد تمظهرت في بعض الأعمال الدرامية السينمائية منها و المسرحية، و لكنها لم تجرؤ يومها على البث المباشر للدعارة وتعاطي المخدرات و الإدمان على الخمر بل لخصت في بعض الإيحاءات والإشارات التي تفهم عند البعض و لا تعار اهتماما عند البعض الآخر فانتقلت قناتنا الى تلفزة + 40 إن أردنا ترقيمها بالنسبة لأعمار المتفرجين المولعين بالشاشة.






اختل المشهد الإعلامي كثيرا بعد الثورة فنلنا من الغث ومن السمين، هذه قنوات دينية جديدة تنقصها رعاية الزيتونة و توجيهات مشائخ المالكية، وهذه قنوات إخبارية متقدمة تنشر كل ما تتناقله الألسن فتصيب القوم بالارتياب. وتلك قنوات خاصة عششت فيها المعارضة فصارت بوقا لها ولمطالبها الغريبة حتى صرنا نسمع بقناة تدعم نقابات الأمن وتجمع المال للجيش وقناة تبيع البقدونس لتحصيل رأسمالها. ولكنّ قنواتنا الوطنية تنام قريرة العين وهي المدعمة بمال الشعب كلما وقف المواطن أمام الشباك لخلاص فواتير الكهرباء و الغاز. قنواتنا الوطنية بقيت تتصابى و تتلاعب بعقول المواطنين وتقدم وجهات نظر غريبة عما يصبو إليه الشعب من إعلام متقدم و متجذر في عروبته وإسلامه، فحافظت على وجوه لا نعرف كيف ومتى تم قبولها بدار الإذاعة والتلفزة و تجنبت الخوض في أمهات المسائل الملحة للمواطن بل ساهمت أيما مساهمة في التهريج السياسي واختتمت بلحاقها ركب التفسخ الأخلاقي لما دعت إلى سهرات ماجنة راقصة ليلة رأس السنة فصارت تلفزة+18 وصار الأب محمرّ الوجه يبحث على التيليكومند ليغيّر القناة والبنت مغمضة العينين كما فعل القصاص من فرط الحياء. إنّ القصد إفساد لأخلاق المجتمع حين نعلم أن جل المتفرجين في بيوتهم هم أناس عاديون يحملون صفات التونسي الأصيل المتمسك بأخلاقه وقيمه، وأما من يستحسن هذه البرامج فهو منصرف عنها لأنه ببساطة منغمس في ليلة حمراء بين غانية و كأس مدام لا يكاد يفرغ حتى يملئ، وقمار قد يأتي على البيت والسيارة والأولاد. اللهم سلّم من هذا المخطط التعيس للانحطاط الأخلاقي الذي قد يطول لفترة ما حتى تدركنا الانتخابات إن كتب لها أن تقع.




Comments


19 de 19 commentaires pour l'article 77384

Balkees  (United Arab Emirates)  |Dimanche 5 Janvier 2014 à 19:48 | Par           
للاسف فإن منطق الحرية فهم خطأ بعد الثورة فحرية التعبير أصبحت سبا وقذفاوعدم احترام ..اما حرية الإعلام. فأصبحت رقاصة عارية ونشر غسيل من ستر الله عليهم

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Samedi 4 Janvier 2014 à 10:05           
أخي وليد لست سيدا بل أخا يشاركك الوطن و مرحبا بنقدك لما يكتب فالمرء يخطئ ليصيب ثانية
اما الاعلام التونسي فهو دناءة قديمة تشكلت لما انصرف أهل الخلق و الهوية الى الهندسة والطب و علوم الدين وتركوا الانسانيات لهؤلاء وها نحن نجني ثمرة اخطائنا فلو هب شبابنا من اليوم الى الصحافة والادب و الفنون ؟

Walidz  (Tunisia)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 23:40 | Par           
سيدي ابو مازن ، أشكرك علي هذا المقال . وكلمة الحق تلفظ و لو بين الاعداء. لقد أصبت به مكمن داء . وكل من كان في ميدان اعلام سواء. كلنا نشتكي من هذا العناء ، لكن لمن نوجه النداء؟ ألايمكن لولي الامر عرض هذه تجاوزات علي قضاء ؟ ام تترك قنوات العهر لضخ سمومها تحت راية حرية التعبير و الاراء ؟
اعلم سيدي ان هذ معضلة ليست الاولي من نوعها فقد سبق ما خدش الحياء وهدم الاعراف. هل هي ضريبة الثورة ام ضعف اصحاب القرار؟ رغم كل ماذكرته تبقي مسوؤلية ما يحدث علي عاتق الحكام و صناع المسار تصديقا لقول نبينا عليه صلاة و السلام(( كُلُّكُم راعٍ ، وكُلُّكُم مَسئولٌ عن رعيَّتِه )) .

Beldihorr  (France)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 20:51           
شكرا على المقال وبرافووووو

Tunisia  (France)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 14:53           
قالوا لنا لا نريد شيوخ من الشرق ....فجاؤو لنا برقصات من الشرق

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 11:48           
أنا مسلم ورغم ذلك فإني أدفع الجزية للقناة البنفسجية وإلا أعادتني شركة الكهرباء إلى العصر الحجري ....

Miaoumiaou  (Tunisia)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 11:18           
لا يمكن ان يكون اعلام خر لمواطن غير حر.
لماذا لا يكون المواطن حر و نسبيا في الإختيار بين القناتين الوطنيتين 1و2 مع امكانية تغيير الإختيار كل سنة مع اجبارية الدفع بطبيعة الحال.

Nopasaran  (France)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 11:13           
Nous avons des élus qui doivent faire leur boulot s' ils ne sont pas aptes qu'ils retournent en tôle.

Miaoumiaou  (Tunisia)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 11:10           
ابسط شيء تقوم بيها الحكومة اذا كان هذا ممكن فنيا دون ان يخل بميزانية الدولة ان تصنف القنوات الوطنية بين الحر و الغير حر و تعطي للمواطن الخيار في فاتورة الستاق او الضو بين ان يدفع ماله للقناة التي تتماشى مع توجهاته مع امكانية التغيير كل بداية سنة مثل الكنام.

Leraisonnable  (Tunisia)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 11:04           
@libre(france).il me semble que t' es un dur à cuire . le civisme ; la politesse et toi ca fait 2. tu les connais pas ces notions ? t' as toujours quelque à redire sur tous les sujets ? apparemment tu jouis avec ta situation de chomeur de luxe planqué dans une mansarde sur les terrasses .brabbi dis nous qu est ce qui te plait pour qu on puisse te l' offrir ? figures toi cher moins que rien qu' on n 'a pas besoin des conseils ou plutot de
tanbir de supposés tunisiens comme toi pour corriger nos erreurs s' il y en a ? tu connais le fameux mot qui a eté prononcé au visage de zaba ? alors ifhem rou7ek.

Fikou  (Tunisia)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 10:59           
أجمل ما في بلادنا حرية التعبير... الجسدي... واللفظي، بعد حرية اللصوص طبعا..!

Logique75  (France)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 10:44           
Zitouna, Moutawasset, Jazeera.....Télécomande

Elwatane  (France)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 10:43           
منذ إنشاءها إلى اليوم التلفزة حموم
في الأول ليل و نهار تطلب ببورقيبة حتى كرهنا أرواحنا
من بعد صانع التغيير
و اليوم يتحكم فيها أولاد بورقيبة الغير شرعيين
و الله يباعدنا على أولاد الحرام

Ammar  (Tunisia)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 10:25           
الإعلام التونسي "عبقري" زمانه... في بالو شوية برامج دعارة و ميوعة و رقاصة يضرب بهم النهضة... الحقيقة أن التلفزات التونسية قامت في حفلات رأس السنة بأكبر عملية إشهار مجاني لحركة النهضة على شاكلة Persepolis قبل انتخابات 23 أكتوبر... مكنتها من استعادة جزء كبير من شعبيتها ... نصيحتي للنهضة : اصمتي و خلي إعلام العار و المعارضة يقومان بحملتك الانتخابية

Mhammed  (Tunisia)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 09:40 | Par           
بشندا ما عندكش حل وسط يا إما الإنحطاط الأخلاقي يا إما أمك تراكي يا منحط

BELAID  (Tunisia)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 09:39           
الله يرحم والديك في هالكلام

Libre  (France)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 09:38           
El watania croit que la tunisie c'est cite' ennasr ou el menzah
des journalistes habitués a travailler comme des serveurs a la corruption et l'ignorance et le vol ne peuvent pas faire du bon boulot

Wassimf  (Tunisia)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 09:29           
Nsit henani et kammoucha

Bachanda99  (Tunisia)  |Vendredi 3 Janvier 2014 à 09:26           
تفرَج في أمَك تراكي و قارن ...


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female