النّداء المشكشك بدأ يتشكشك

<img src=http://www.babnet.net/images/8/sahfanida.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: توفيق بن رمضان

هذا المقال كتبته و نشرته منذ مدّة على حسابي الفايسبوكي بعنوان آخر نداء تونس أم نداء الشّكوكة و ها أنا أنشره هاته الأيّام في الإعلام خاصة بعد أن بدأ يتحقّق ما تنبأت به منذ أكثر من سنة من انشقاقات و استقالات داخل هذا الحزب الشّكشوكي المشكشك و الذي بدأت أحواله تتشكشك كما كنت متوقعا منذ بدايات تأسيسه و نشاطه على الساحة السياسية.





و أخيرا صنعوا لهم صنما عجوزا و بدؤوا يتحلّقون حوله، رجال أعمال فاسدون اثروا من وراء نظام بن علي يطلبون الحماية، و تجمّعيون و يساريّون ينشدون العودة إلى السّلطة و التسلّط من جديد، بعدما فقدوا كلّ امتيازاتهم، و بدؤوا يفقدون نفوذهم الذي كان يضمن لهم الحفاظ على مصالحهم و خاصة بعد نتائج انتخابات 23 أكتوبر 2011 التي صدمتهم و دخّلت فيهم غولة و نسفت برامجهم و مخطّطاتهم و مؤامراتهم تحت حكومتي الغنّوشي و السّبسي، فقد كانا يعملان من أجل العودة من الشبّاك و اكتساب شرعيّة جديدة بعد ما أطردوا من الباب الكبير.

و هاهم أخيرا جماعة حركة نداء تونس يستجيبون لنداء الوطن الجريح و المدمّر، الحمد لله أنّهم استجابوا لنداء تونس و إن بعد تأخّر كبير، أي بعد أكثر من نصف قرن، فالحمد لله أنّهم لبّوا طلبها و استجابوا لأنّاتها و لنداءاتها.

و رغم أنّهم يزعمون أنّهم استجابوا لنداء الوطن و نداء المسكينة تونس، و إن بعد فوات الأوان و بعد ما وقعت الفأس أخيرا في رؤوسهم، و خسروا نظامهم و سلطانهم، و كما يقول المثل الفرنسي « Mieux tard que jamais » و على كلّ حال الحمد لله أنّهم استجابوا لنداء الوطن، لنداء تونس، و إن كنت شخصيّا أشكّ في ذلك فلا يمكنني أن أصدّقهم، فبعد النّداءات المتكرّرة منذ أكثر من نصف قرن لم يستجيبوا للوطن و لا للشّعب المضطهد و المقهور، و هم اليوم في حالتهم المزرية يدّعون أنّهم استجابوا لنداء تونس، فعلى أغلب الظّنّ هم استجابوا لنداء مطامعهم في السّلطة و التسلّط و الأبّهة و البهرجة التّسلطيّة المستمدّة من الحكم، فهناك من بينهم من عاش مثل الطفيليّات لعدّة عقود على ظهر تونس و شعبها، و عاش عيشة الأمراء تحت نظام بورقيبة و بن على، و قد وفّرت لهم السّلطة المسكن و السّيّارة و البنزين و التجوال في جميع أنحاء العالم بالمجان، و قد تعوّدوا على ذالك و هم اليوم لا يمكنهم أن يحقّقوا كلّ طموحاتهم و شهواتهم بمجهودهم الخاص بل تجدهم يعملون جاهدين من أجل العودة للبقرة الحلوب تونس التي كانوا يعيشون و يتمعّشون منها و من شعبها.



و على كلّ حال لنقل أنّهم صادقون في استجابتهم لنداء الوطن و نداء تونس المسكينة، و لكن كان عليهم قبل ذلك مراجعة تاريخهم و أخطائهم، و بعد ذلك يجب عليهم أن يقدّموا الاعتذار للشّعب و لكنّهم يكابرون رغم مرور سنتين عن الإطاحة بصنمهم الثاني.

هم الآن يعودون و يدّعوون أنّهم يلبّون نداء تونس و طلباتها، و لكن بعد ماذا؟ بعد تدميرها و تحطيمها و سحق شعبها يلبّون نداءها، أبعد تدمير مؤسّساتها و بعد ما أوقعوها و بعد ما عطّلوا مؤسساتها الدّستورية و الاقتصادية، و أوصلوها لحافة الهاوية و الإفلاس، بل للهاوية السحيقة و الدّمار و بعد أسرها لعقود هم أسروها فعلا و أسروا شعبها لأكثر من خمسة عقود، فقد كان الشّعب و الوطن في الأسر و الإقامة الجبرية، و قد كنّا كالرّهائن تحت كلكلهم و تسلّطهم، و هل يا ترى هم صادقون في تلبية ندائها و نداء شعبها من أجل الخلاص و الإنعتاق، و هل راجعوا أنفسهم و اعتذروا للشّعب بعد السّحق و المحق الذي مورس عليه، و من العجيب و الغريب أنّ هاته الحركة جمعت كل التناقضات فقد جمعت الجلاد و الضحيّة و اليساري و اليميني و الدستوري و التجمّعي و أمّا عن قلاّبة الفيستات و الانتهازيين فحدّث و لا حرج، فلا يمكن القول في هاته الحركة إلاّ أنّها حركة الشّكشوكة التّونسيّة و إنّي أجزم من خلال هذا المقال أنّ هاته الحركة الشّكشوكة ستتشكشك أمورها عاجلا أم آجلا فجلّ من دخل في هاته الحركة الشّكشوكة إمّا دخل ليحمي نفسه أو انتهازي طمّاع، أو التقاء و انسجام في كره الدّين و التّديّن فقد جمعهم عداؤهم التاريخي و الإيديولوجي للدّين و التّديّن، و قد كانت عندهم السّلطة التي مكّنتهم من سحق و محاربة كلّ من خالفهم في التّوجه و الرّأي، و قد نكّلوا خاصة بأبناء التيّارات الإسلاميّة، و لكن و الحمد لله أنّ الثّورة أزاحتهم من السّلطة و جرّدتهم من سلاحهم المتمثل في السلطة و الحكم و أجهزة الدولة من الأمن و الإدارة إلى القضاء و الإعلام و غيرهم، و الحمد لله بعد إزاحتهم من السلطة لن و لن يقدروا مستقبلا على ما فعلوه سابقا من سحق و محق و تشريد و تنكيل للشّرفاء من أبناء الشّعب التّونسي، و نذكّرهم أنّ الظّرف تغيّر و الزّمان غير الزّمان، و لكن مصيبتهم أنّ فيهم الكثير لهم عقول مخرّبة و مكلّسة، فهم لم يستوعبوا الدّرس و لم يستوعبوا ما حصل من تغيّرات في كلّ المجالات التّكنولوجيّة و الاجتماعيّة و السّياسيّة، و أجزم أنّ شملهم سيشتّت و تجمّعهم سيبعثر و كيدهم سيفشل و سيعودون خائبين متحسّرين على ما أنفقوا من جهد و وقت و أموال على ندائهم و صنمهم العجوز الذي و الحمد لله أنّه في أرذل العمر و في آخر سنوات حياته.

كاتب و محلل سياسي



Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 77263

Mongi  (Tunisia)  |Jeudi 2 Janvier 2014 à 17:07           
@Almansur
توا إنت سبيت وشتمت إللي خانو تونس وخدمو في التجمع وسبيت وشتمت إللي ناضلوا وتنفاو (بعبارات غير لائقة وما هيش متع ناس يحبوا الحوار)
ثماش جماعة مازلت ما شتمتهمش ؟
علاش ما جيتش إنت وعملت حزب وشاركت بيه في الانتخابات وربحت وخرجت جماعة التجمع وركحتلنا لبلاد
ياخي جماعة النهضة فرضوا رواحهم على التوانسة ؟
ماهو الشعب انتخبهم وإنت كتشتمهم قاعد تشتم في الشعب
منذ شهر تقريبا قال الكنغرس ما معناه أن حركة النهضة نجحت في تجنيب البلاد صراعات دموية.
والسناريو إللي تحب عليه أنت قريب للسناريو المري والسوري والليبي
يا Almansur أرزن برشة (موش شوية ) في تحاليلك وفي كلامك

Mhg_BN  (Tunisia)  |Mercredi 1 Janvier 2014 à 13:30           
Il manque à l'adage le verbe : vaut.

IL fallait écrire :

"Mieux vaut tard que jamais"

Almansur  (Germany)  |Mercredi 1 Janvier 2014 à 11:25           
عليكم اللعنة ياوجوه اللوح و على السبسي و الغنوشي والجبالي و هاكا الساقط اسكندراني و طحانة النهضة الّي كانو سبب في رجوعكم باسم التوافق حتى ولاّو يطالبو بحقوقهم, تفوه عليكم و لو بقيتم في المنافي لكان خيرا للكل

Essoltan  (France)  |Mardi 31 Decembre 2013 à 19:59           
Il y'a quelque chose qui me torture l'esprit depuis le départ du gouvernement de béji caïd essebsi , Ben Ali on en parle plus donc il peut dormir tranquille et le retour progressif de la mafia qui a assez fait du mal aux Tunisiens . Aujourd'hui Nida Tounes avec ses têtes fichées et demain pourquoi pas le RDC au nom de la ( la Moussalaha el watanya ) . Ibèrek fik ya Tounes keddach dellel wa tjiib ... Ali.

Melomane  (Tunisia)  |Mardi 31 Decembre 2013 à 19:04           
C'est le premier parti de tunisie selon tous les sondages..ce "chroniqueur" n'est qu'un suppot des forces obscurabntistes éblouis par cette lumière qu'est Nidaa Tounis" parti authentique continuateur du mouvement réformiste... qui est la vraie renaissance de notre pays

اوضح السبسي ان حركة "نداء تونس" تتعرض الى حملة ممنهجة تهدف الى تشويهها و إظهارها في صورة الضعيف من خلال تهويل امور غير صحيحة,معلقا:" يلزم الناس تعرف انو حزبنا عمره عام و نصف و بدأنا العمل بـ11 شخصا و مازالوا موجودين الى ان وصلنا الى 85 الف منخرط...قاعدين نسجلوا كل انسان في قوائم الانخراطات حتى نتمكن من عقد مؤتمرنا في بحر 2014 ..."مشيرا الى ان مناضلي النداء و اعضائه و مسؤوليه لا يتقاضون اي فلس مقابل خدماتهم,و صرح:"كل المنخرطين و الاعضاء ما
خذوش حتى فرك و الناس تخدمو لوجه الله لان مصلحة تونس فوق المصالح الشخصية و الحزبية و نحب نطمن مناضلي نداء تونس و الشعب التونسي الذي وضع ثقته في النداء نقول لهم ان ثقتهم في مكانها و ان نداء تونس بخير...

Abou_akil  (Tunisia)  |Mardi 31 Decembre 2013 à 14:38           
الشكشوكة الحارة لذيذة وهي للفقراء انه تجمع الطحانة اللي لا عندهم ذمة ولا همة هم يجسدون الطحين وعلى قارعة الطريق هم كفرة و اكفر هنا عدم الاعتراف بالحق تربوا في مزرعة الشيطان ويدفنن فيها

Mandhouj  (France)  |Mardi 31 Decembre 2013 à 12:53           
Nida echakkchouka, un simple plat de kaftaji a eu sa peau.
Ben Ali harab
Mandhouj Tarek.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female