النهضة و حمّى الاستقالات
أبو مـــــــــــازن
حركة النهضة فشلت في الحكم، النهضة تنازلت إلى ابعد الحدود، النهضة خسرت شعبيتها، النهضة خانت أصوات ناخبيها، النهضة ستعود أدراجها للسجن والمعتقل والمنفى، النهضة....، النهضة....، مقولات تكتب على واجهات الصّحف و يصدح بها المحللون السياسيون المستقلون ، و قد تطرق مسمعك كلّما جلستَ تحتسي قهوة أو شايا في مقهى أو صعدتَ الحافلة أو المترو، شيوخا وكهولا وشباب في كل الاتجاهات ينثرون تلك الأخبار و يحاولون تغيير خارطة سياسية بدأت تتضح معالمها. و لنكن أول الأمر من المصدقين لهذه المعلومات فنحزم أمر أصواتنا في الانتخابات القادمة ونبحث هنا و هناك و في كل ركن علّنا نجد ضالتنا فنؤمّنها على أصواتنا وعلى بلدنا. و لكن سرعان ما تُحسم نتيجة بحثنا الذي لم يلتق بغير الأحزاب الثورية التي فازت في الانتخابات الماضية و ما انبثق عنها من تشكيلات سياسية فتية، حينها لا نستغرب كل هذا الاهتمام بهبوب رياح الاستقالات على النهضة و شركاؤها، فان لم تهبّ فلتكن رياحا افتراضية تعوي و تدمدم فتنشر الإشاعة و تقارع الواقع بهتانا و زورا. ولعل السؤال الذي يطرحه العاقل المتفهّم أنّ حزبا تهوي شعبيته و يفقد بريقه لا تستغرب استقالات منتسبيه و انصرافهم عنه، فأين هي تلك الاستقالات المرعدة القاسمة لذلك الهيكل الحزبي؟ و إن كان أمر هذا الحزب قد حسم و كوّر بنفسه على رأي رئيس قائمة مرشحيه في العاصمة فمالّذي يُخشى منه و مالّذي يشدّ انتباهنا إليه حتى تخصّص له الحوارات والرباعيات و الثلاثيات والاتحادات والتنسيقيات و غيرها للإطاحة به إعلاميا وانقلابيا و تمردا وإضرابا واعتصاما. تلك حيرة يدركها المواطن البشم إعلاميا فلا يعلم الحقيقة ويتيه بين الآراء.
حركة النهضة فشلت في الحكم، النهضة تنازلت إلى ابعد الحدود، النهضة خسرت شعبيتها، النهضة خانت أصوات ناخبيها، النهضة ستعود أدراجها للسجن والمعتقل والمنفى، النهضة....، النهضة....، مقولات تكتب على واجهات الصّحف و يصدح بها المحللون السياسيون المستقلون ، و قد تطرق مسمعك كلّما جلستَ تحتسي قهوة أو شايا في مقهى أو صعدتَ الحافلة أو المترو، شيوخا وكهولا وشباب في كل الاتجاهات ينثرون تلك الأخبار و يحاولون تغيير خارطة سياسية بدأت تتضح معالمها. و لنكن أول الأمر من المصدقين لهذه المعلومات فنحزم أمر أصواتنا في الانتخابات القادمة ونبحث هنا و هناك و في كل ركن علّنا نجد ضالتنا فنؤمّنها على أصواتنا وعلى بلدنا. و لكن سرعان ما تُحسم نتيجة بحثنا الذي لم يلتق بغير الأحزاب الثورية التي فازت في الانتخابات الماضية و ما انبثق عنها من تشكيلات سياسية فتية، حينها لا نستغرب كل هذا الاهتمام بهبوب رياح الاستقالات على النهضة و شركاؤها، فان لم تهبّ فلتكن رياحا افتراضية تعوي و تدمدم فتنشر الإشاعة و تقارع الواقع بهتانا و زورا. ولعل السؤال الذي يطرحه العاقل المتفهّم أنّ حزبا تهوي شعبيته و يفقد بريقه لا تستغرب استقالات منتسبيه و انصرافهم عنه، فأين هي تلك الاستقالات المرعدة القاسمة لذلك الهيكل الحزبي؟ و إن كان أمر هذا الحزب قد حسم و كوّر بنفسه على رأي رئيس قائمة مرشحيه في العاصمة فمالّذي يُخشى منه و مالّذي يشدّ انتباهنا إليه حتى تخصّص له الحوارات والرباعيات و الثلاثيات والاتحادات والتنسيقيات و غيرها للإطاحة به إعلاميا وانقلابيا و تمردا وإضرابا واعتصاما. تلك حيرة يدركها المواطن البشم إعلاميا فلا يعلم الحقيقة ويتيه بين الآراء.

إنّ الإشكال القائم في بلدنا يُظهر جليّا نزاعا طالت مدته ولا زالت تطول بين ثورة و ثورة مضادة، ففيه تستعمل كافة وسائل الترغيب و الترهيب لصرف الناس عن تصديق حلم الثورة والحرية والكرامة وغيرها من الشعارات البريئة التي رفعها المتظاهرون في آخر عهد المخلوع و ضرّجها الشهداء والجرحى بدمائهم فنقشت في أذهاننا إلى أمد بعيد فلا تنمحي من مخيلتنا.
فبعد مشاكسات الحجاب والنقاب واللحية وغيرها من الظواهر الفارغة استعملت وسائل الترهيب والقتل والاغتيال بالتزامن مع الاعتصام و الإضراب حتى يشل الاقتصاد و تتوقف عجلته كليا. زد على ذلك الضغط الخارجي و الموديل المصري المتعجل الذي كتب له أن يتعثر لجسامة التحديات هناك، حينها أينعت الثورة المضادة بشكل رسمي وعلني و أعلنت اعتصام الرحيل وتعطيل المجلس التأسيسي. وهاهو لقيطها الحوار الوطني المرتقب يلد بعد عمليات قيصرية عديدة اسما مرشحا لنيل لقب رئيس الحكومة و لينتظر الشعب الكريم عمليات قيصرية متتالية للوطن الجريح حتى يُسمّى كافة أعضاء الحكومة. و لا يظنّن أحدكم أن الأمر كان يختلف لو كلفت حكومة من المؤتمر أو وفاء أو المحبة أو التيار أو التحالف الديمقراطين أو غيرها من الأحزاب الثورية فحتما سيطلب سقوطها لأنها ببساطة لا تقدر على مجاراة الثورة المضادة و لا تحافظ على ارث المخلوع.
إنّ الواقع يخبرنا أنّ حركة النهضة متماسكة ومنظمة هيكليا بطريقة متقنة، تعقد اجتماعات شبه يومية في كل مراكزها الجهوية والمحلية و الترابية وتجمع مناصريها والمتعاطفين معها بالمئات والآلاف ولكن إعلام العار يُهمل تلك الأحداث و يشدّ الرّحال إلى المناطق النائية أين تعلن الإضرابات العامة فينقل لنا مباشرة تجمّعا لأربعة أشخاص وقف أحدهم خطيبا فيهم. إن منتسبي النهضة ينقدون و يقارعون الحجة بالحجة مع مسؤوليهم بكل حرية فيستمعون بآذان صاغية لمجريات الحوار وتلازم المسارات و يعبرون عن آرائهم بكل نضج وتعقل غايتهم الحفاظ على الوطن الجريح الذي لم يتعافى بعد وان ظهرت بوادر البرء على محيّاه. هم يعقدون في كل ذكرى دينية و وطنية تظاهرات ثقافية و ترفيهية و يغطّون نشاطاتهم بإعلام بديل بدأ يحثّ الخطى نحو المهنيّة. هم يقتربون من المواطن دون مقدّمات ودون شروح للديمقراطية والعلمانية والشيوعية و الماسونية و و، بل بابتسامة تصدر من ثغر ذاكر لله و من منطلق سنّة عظيمة لنبيّ كريم فضله الله على خلقه أجمعين، تركها بيننا نبراسا و سراجا لكل نجاح آت بإذن الله ولو أبطأ. إنّ مغادرة الحكومة جاء رأفة بالشعب الذي سئم الجدل وتعطيل حياته اليومية وتأمينا لانتخابات ممهدة لوضع دائم. فالثورة المضادة وان كانت أشواكها لازالت ناتئة فهي تتناقص بطول الأمد و تصدأ آلياتها لبعدها عن موقع القرار ولنفترض سقوط النهضة وتراجع شعبيتها فإنّ ساحتنا الوطنية تشهد عديد التشكيلات الداعمة للهوية، ذلك المحرّك الرّئيسي الذي تسانده الخاصّة والعامّة بمثقفيها و بسطائها، وذلك الذي فهمه و وعاه الرّعيل الأول من السياسيين إبّان فترة الاستعمار وتناسوه اثر الاستقلال وحاولوا طمسه على مدى عشرات السنين.





Comments
14 de 14 commentaires pour l'article 76855