الفتنة السّورية و اللّعبة الأمريكيّة

<img src=http://www.babnet.net/images/6/taoufikphoto.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: توفيق بن رمضان

بعد أن قرأت المقال الأخير الذي نشره السيد عبد الباري عطوان و الذي عنوانه: « ارتباك بهلواني تجاه الأزمة السورية: أمريكا تقول وداعا للجيش الحر.. وأهلا بالجبهة الإسلامية بديلا.. وبندر يفرك يديه فرحا! » على موقع رأي اليوم، و للتّذكير فقد كتبت عدّة مقالات عن الفتنة و الاقتتال و التّناحر على الأراضي السورية، و التي وقودها الشّعب السوري و المغرر بهم من المندفعين السّلفيين و غيرهم من الإسلاميين عموما، و الذين هم من حيث لا يدرون حقّقوا للأمريكان و الصهاينة ما لم يتمكّنوا من تحقيقه بالرّغم من الأموال التي أنفقوها و المخططات و التآمر الذي دام لعقود.





و بعد أقول للزّعامات المزعومة و النّخب السّياسية الغير منتخبة في عالمنا العربي و الذين في الحقيقة أغلبهم لا يفقه شيئا في السّياسة و الذين هم بل أغلبهم يأتمرون بأوامر أسيادهم في الغرب المتصهين، و الذين بسياساتهم و قراراتهم الرعناء و إذعانهم و تسليمهم للإملاءات و التّعليمات الصهيو-غربية جرّوا على أوطاننا و شعوبنا الويلات و الدّمار.

أقول للسيد عبد الباري عطوان و لكلّ النّخب السياسية العربية، هل تتصوّرون أن الأمريكان أغبياء إلى هذا الحد؟ لا يا سادتي الكرام، إنّ أمريكا لعبت لعبتها و حقّقت أهدافها، و النّخب السّياسية العربية هم الذين لم يفهموا شيئا من الخبث الصهيو-أمريكي، فقد ضربت أمريكا عصافير كثيرة بحجر واحد، فقد تخلّصت من كلّ شخص مشروع مقاتل ضدّها على الأراضي العربية بأجناد عرب و لم تخسر عليكم فلسا واحدا أو جنديا أمريكيا واحدا كما فعل في السابق لورانسكم في حربه ضد الإمبراطورية العثمانية، و قد تمكّنت أمريكا من سحق السّلفيين بالجيش السّوري، و بالطّبع بهم استنزفت و دمّرت الشّعب و الوطن و الجيش السّوري، كما أنّها تمكّنت من نزع السّلاح الكيميائي السوري في لحظة فارقة، و العرب الأغبياء يقتلون أنفسهم و يدمّرون شعوبهم و أوطانهم، و بالطّبع هذا ما كان يريده العدو و هذا ما خطّط له منذ مدّة طويلة، و قد تمكّن من تحقيقه بأيدينا و بأموالنا و كلّه بسبب غبائنا و اندفاعنا و تسرّعنا، و في النّهاية هم لم يخسروا شيئا لا في المال و لا في العتاد و لا في الأرواح.

و أخيرا أقول لأصحاب القرار في عالمنا العربي: ويحكم أيّها العرب كيف تفعلون في أنفسكم ما لم يفعله فيكم العدو و كيف تحقّقون للمتربّصين بكم ما لم يتمكّنوا من تحقيقه منذ عقود.

كاتب و ناشط سياسي



Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 76668

Saleheddineayoubi  (Saudi Arabia)  |Jeudi 19 Decembre 2013 à 20:08           
تحليل مقنع وجيد اخي الكريم ولكن لعلك اهملت مسؤولية الحكام الطغاة والظلمة الذين وان كانوا يحملون مشاعر طيبةو وطنية تجاه العدو الاكبر والقضية الرئيسية لامتنا اي فلسطين الا انهم سلكوا الطريق الخطء عبر تكريس الدكتاتورية والطغيان والظلم فلم ينالوا لا بلح الشام ولا عنب اليمن

Adam1900  (Poland)  |Jeudi 19 Decembre 2013 à 18:39           
الحمد لله وحده ..


يقول المثل العربي “ ذاب الثلج وتعرى المرج ” ، أي ظهرت العيوب بعد انكشاف الحقيقة . فها هي موجة الثلج غير المسبوقة في الشرق الأوسط تعري الوجه الحقيقي للعرب والمتآمرين على سوريا ، هؤلاء الذين يموّلون الجماعات الإرهابية التي تسمي نفسها المعارضة بملايين الدولارات و بالأسلحة ، وينادون بالإطاحة بالدولة السورية ( بشار ) متباكين على أمن الشعب السوري ، يختفون اليوم من الواجهة ، والثلج يضرب المخيمات ويعرض حياة الآلاف من الأطفال والنساء للخطر. ليست المخيمات
السورية وحدها التي تعاني البرد وتواجه الموت مع انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات تحت الصفر ، بل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن وفي لبنان هي الأخرى تعاني نفس الألم . فإذا كانت مخيمات السوريين حديثة ولم يكن أمام العرب وحتى الأمم المتحدة الوقت الكافي والإمكانيات اللازمة لتوفير احتياجات اللاجئين ، فإن مخيمات الفلسطينيين موجودة منذ نصف قرن ، لكن لا أحد أعار اهتمامه لظروفها . وليست المخيمات وحدها التي تعاني ، فغزة هي الأخرى تغرق تحت أطنان الثلوج
وطوفان المطر ، فأين قطر والسعودية اللتان تغدقان بالأموال من أجل نشر الفوضى في المنطقة العربية ؟ ألا يندم العربان اليوم على ما فعلوه بالشعب السوري الذي كان آمنا في وطنه ؟ ماذا حققوا بالثورة على النظام السوري غير الفساد وهتك الحرمات وتعريض الأبرياء إلى القتل بأبشع الطرق ؟ وببماذا عادت ثورتهم على سوريا الدولة غير الخراب والدمار اليوم ؟ فهل الديمقراطية المزعومة تستحق أن يعرض الناس إلى الإهانة والتشرد ؟ الهدف الأول من الأنظمة الديمقراطية الحقة هو خدمة
الإنسان ، وأن يكون الإنسان غاية لإنجازاتها ، لا أن يكون حطبا لنار الحروب التي توقد باسمها . الأمم المتحدة تقول إنها لا تملك الإمكانيات لمواجهة احتياجات اللاجئين في المخيمات ، وأن إيصال المساعدات إلى اللاجئين في الداخل السوري ليس بالأمر الهين ، وهو عجز ليس بجديد على منظمة لم تعد قادرة حتى على فرض احترام أدنى بنود إعلانها العالمي لحقوق الإنسان . ولكن هل تساءلت الأمم المتحدة كيف تصل الأسلحة إلى المقاتلين ؟ لماذا لا تسلك مسالك تجار السلاح وتوصل
الغذاء والدواء والفراش للأطفال في هذا البرد ؟ .. الكل يطبل لـ”جنيف 2” ويربط حل الأزمة السورية بنجاحه ، والخوف أن يأتي الحل ويجد الثلج والبرد قضى على من نجا من السوريين من المجازر التي تقترفها الميليشيات الإرهابية التي تواصل جرائمها في سوريا تحت مسمى الجهاد ، فلم يبق خطر ولا مصيبة

Antligen  (France)  |Jeudi 19 Decembre 2013 à 17:55           
والفتنة أشد من القتل

Rammouz  (Tunisia)  |Jeudi 19 Decembre 2013 à 12:27           
المشروع الأمريكي الصهيوني هو : إسرائيل الكبرى
و لتحقيق ذلك يجب أن تحتل الأراضي من النيل إلى الفرات و حتماً لا يتم ذلك إلا بحرب كبرى
و هذه الحرب الكبرى هي ضد دول ارهابية داعمة للإرهاب، و ليس ضد مجموعات ارهابية كما جرت العادة
و أكيد هذه الدول الإرهابية ستكون مصر و سورية و لبنان و و و

و هنا مربط الفرس : لتصبح هذه الدول ارهابية يجب أن يحكمها ارهابيون، أي حركات إسلامية مثل الاخوان

مشروع النهضة في تونس هو مثال تجريبي لا أكثر لا أقل



Fikou  (Tunisia)  |Jeudi 19 Decembre 2013 à 11:22           
( كيري لافروف = لافاش كيري )
سوريا الٱن هي سندويتش بلحم الأبرياء مقدّد مع مخدّرات مع ميغ وسكود وبراميل الديناميت للتسخين و الفودكا اللاذعة الحارقة !
مع ملح تركي و زيت نفطي بترولي خليجي مع كافيار إيراني و نبيذ فرنسي وجامبو إنكليزي وهمبرقر أميركي وخل الجامعة العربية وكوكتيل العسل المسموم الدولي للقرضاوي، نعم هي موائد وطاولات ممتدة على مساحة مدن سوريا المهدمة على قبور شهدائها والدم يجري أنهاراً للطرب الإسرائيلي إكراماً للجيرة والقواعد والمصالح والصُحبة العميقة !!

AlHawa  (Germany)  |Jeudi 19 Decembre 2013 à 11:03 | Par           
الأمريكان دخلوا من منطلق الإيديولوجية و الدفاع عنها! عندما وجدت عندنا كعرب الإيديولوجيا أهم من الوطن، أهم من الأمن! كفى أمريكا أن تغذي العناد الإيديولوجي اليسار و اليمين!
و لا زال هنا من بعض الأغبياء الذي يتحدث عن الإخوان و السلفيين و الملتحين و المتخلفين و هو بذلك يفرق شعب لمصلحة فرنسا و أمريكا


babnet
*.*.*
All Radio in One