أكلت يوم أكل الثور الأبيض...على هامش إصدار قانون التظاهر المصري

عبد الرحمان الحامدي
حركة كفاية....مصر القوية....شباب 6 أبريل ......ومعهم حركة تمرد التي قادت حملة توقيعات للإطاحة بالرئيس محمد مرسي... وعديد المنظمات الحقوقية المصرية..... تستفيق اليوم من وهمها الكبير؛ تكتشف الخدعة الكبرى؛ تقف على درجة سذاجتها عندما وثقت في بلطجية الإنقلاب وأوباش البيادة فوضعت يدها في يد رموز الدولة المصرية العميقة من أساطين التآمر وأباطرة الخداع....وضعت يدها في يد هؤلاء إما بالتواطئ صراحة وإما بالصمت على إغتصاب الشرعية والقتل وإعتقال آلاف المصريين من بني وطنهم....أو بتنديدات باهتة لم تغن من جوع في ذلك الوقت:[مصر القوية وحركة كفاية].....

اليوم ؛رموز هذه الأحزاب والمنظمات الحقوقية؛ تنتفض مرتعشة لتطل علينا ببيانات تنديد بقانون التظاهر الذي وقع إقراره نهائيا من سلطة الإنقلاب يوم 24 نوفمبر؛ أي بعد مرور مائة يوم بالضبط على فض إعتصامي رابعة والنهضة: يوم 14 أوت؛ أغسطس المشؤوم....
قانون قالت حركة كفاية في بيانها بأنه تكريس لدولة البلطجةالأمنية ......بل وتصعد هذه الرموز جميعها لهجتها بوضوح؛ فترعد وتزبد مهددة بانزال أنصارها للشارع للتعبير عن رفضهم لهذا القانون الناسف لمبادئ ثورة 25يناير ولروحها ودماء شهدائها.....
وأخيرا يقرر هؤلاء وأولئك ممن أسميتهم؛ [الطابور الخامس للإنقلابيين؛ موقف يلزمني شخصيا] التحرك في الشارع؛ ولسان حالهم يقول بهلع وجزع أكلت [برفع الهمزة] يوم أكل الثور الأبيض .....فهم الذين لم يعبِؤوا بالدماء التي سالت باطلا لأن أصحابها تظاهروا واعتصموا....ولأنهم عارضوا وطالبوا.....ولأنهم مارسوا حقوقهم الدستورية والإنسانية.....وهو نفس ما أصبح ينتظر مكونات ذلك الطابور: سفك الدماء بفعل هذا القانون؛ لكن هذه المرة ليس بغطاء سياسي كما حدث مع الإسلاميين بل بغطاء قانوني وهذا أدهى وأمر؛ لأنه سيضفي صبغة الشرعية على القتل ويبرر إعتقال كل من تسول له نفسه الإعتصام أو التظاهر.....بل وسيحمي القتلة ويحصنهم من مسؤولية إسالة دماء المصريين....كل شيء يتم إذا......بإسم القانون ولا شيء غير القانون .....والذي؛ حتما؛ سيشمل تطبيقه الجميع بما في ذلك تلك المكونات جميعها جزاءا من أساطين الخداع السياسي وأباطرة الغدر لهؤلاء وأولئك على إصطفافهم الإنبطاحي في طابور طويل وراء القتلة.... ومكافئة لهم على حسن السيرة والسلوك طيلة فترة القمع والقتل والإعتقالات في حق إخوانهم من الإسلامينن....

وأنا أتأمل هذا المصير لهذا الطابور الإنبطاحي الساذج سياسيا يحضرني مثالين ينطبق على رموزه ومنظريه؛.... الأول :جنت على نفسها براقش


والسؤال الذي أختم به: ماذا لو تحرك رموز الطابور الخامس وأنصاره بصفة مبدئية لا تمييز فيها؛ ولا حسابات حزبية وسياسوية ضيقة؛ وجيشوا أنصارهم لمقاومة جرائم الإنقلابيين في حق إخوان الوطن الواحد منذ اليوم الأول للإنقلاب المشؤوم.... ماذا لو وضعوا أيديهم من جديد في أيدي إخوانهم من الإسلاميين رغم مآخذهم عليهم....هل كانت الأمور ستصل إلى ما وصلت إليه اليوم في مصر.... أليس الدم خطا أحمر مهما كانت المآخذ؟ فعلا لقد صدق من قال أكلت يوم أكل الثور الأبيض

وأشير في الختام إلى أن إختيار مرور 100 يوم على مجازر رابعة والنهضة لن تكون له سوى صفة رمزية واحدة ورسالة موحدة قديمة متجددة وهي ما وعد به سيسي العسكر...الجنرال المخلوع إن شاء الله تعالى عندما قال: بكرة تشوفوا مصر.....بكرة تشوفوا مصر.... وقد تفضل وزير داخليته محمد إبراهيم...في ندوته الصحفية الأخيرة بشرح كلام سيده مهددا المشاركين في الاحتجاجات بالتعامل بحسم وبقوة مع أي تظاهرة تقطع طريقا أو تخرج عن السلمية مهما كانت الخسائر . [خدو بالكم يا مصريين...مهما كانت الخسائر...]....فهل ستشهد أرض الكنانة مزيدا من إسالة الدماء لا قدر الله الحافظ الستار؟؟؟ أم أن كرة الثلج السويسرية [بما أننا نشهد هذه الأيام في سويسرا ثلوجا كثيرة] إنطلقت في مصر متدحرة من أعلى في تنامي متزايد ودون توقف لتنتهي بالدوس على رؤوس مجرمي الإنقلاب بشقيهم من لابسي البيادة ومرتدي ربطات العنق..... بلغة أبسط من لغة الثلج الرمزية؛ هل سيكون شتاء مصر مؤذن بربيع عربي جديد تتحالف فيه كافة قوى الثورة من جديد للإطاحة بسلطة متوحشة مفترسة عطشها للدماء لا حدود له....
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 75450