عبد الكريم الهاروني: قبول النهضة بالحوار وبالتنازلات؛ هل سيكشف القوى المضادة للتوافق والديمقراطية ويعزلها شعبيا؟

<img src=http://www.babnet.net/images/9/harouniiiiallemagne.jpg width=100 align=left border=0>


عناصر تحليلية مهمة لمن يريد أن يفهم أكثر ما يحدث في تونس....

تلخيص وإعداد: عبد الرحمان الحامدي






كلمة السيد الوزير
مساء الجمعة 8. 11. 2013 تم لقاء مع السيد الهاروني في كانتون فريبورغ وكان عدد الحضور مهما واللقاء موصوفا بالصراحة والجدية. وقد قدم الوزير في البداية نبذة مختصرة عن الوضع العام بالبلاد حيث ذكر بأن ما يحدث في تونس منذ سنتين لم يكن بمعزل عما يحاك حاليا ضد الربيع العربي في ليبيا ومصر وسوريا وأن هناك تهديدات خارجية حقيقية ضد هذا الربيع حيث أن نية بعض الدوائر الغربية النافذة تتجه نحو محاولة إنهاءه؛ مؤكدا على أن قدر تونس هو الحفاظ على هذا الربيع قدر المستطاع ممثلا في ثورتها والسعي الجاد للوصول بالبلاد إلى بر الأمان عبر إنجاز الإنتخابات وإتمام مستلزمات المرحلة الإنتقالية التي وصفها بالحساسة؛ مضيفا بأن نجاح تونس في هونجاح للعرب بإعتبار الرمزية التي تحتلها كبلد رائد في مجال هذا الربيع. وكشف أنه منذ اليوم الأول من فوز النهضة بالإنتخابات إنبرت أطراف؛ أصبحت اليوم معروفة؛ بمؤازرة بعض من تلك الدوائرالأجنبية على العمل من أجل إفشال مجهودات الحكومتين المتعاقبتين والعمل على إسقاطهما بهدف إخراج النهضة من الحكم وبيان إنعدام أهليتها؛ مع حلفائها؛ لقيادة البلاد .....وهو ما فشلت فيه هذه الأطراف مجتمعة فشلا ذريعا؛ على الأقل إلى حد الآن رغم الإمكانيات البشرية والمالية والإعلامية الهائلة التي وقع توظيفها طيلة سنتين من أجل بلوغ هذا الهدف..... وقد وصل الأمر بتلك الأطراف حد محاولة الدفع بالبلاد إلى حافة الإنهيار الإقتصادي والأمني تمهيدا لحالة الإنفجار العام إذا لزم الأمر؛ وهو ما وعته حركة النهضة وحلفاؤها جيدا وعملت على إفشاله بالسعي لفضح الواقفين وراءه ومن ثم عزلهم قدرالإمكان وذلك عندما تبنت خيار التوافق والقبول بالحوارالوطني بل والقيام بتنازلات مرة لكنها لن تصل بحسب السيد الوزير حد الرغبة في تسليم الحكومة إلى أيد غير أمينة. ومن هنا يتنزل إقتراح النهضة وحلفاؤها للسيد أحمد المستيري؛ وهي حاليا تعمل جاهدة لإقناع الفرقاء بقدرة هذا الأخير على إيصال البلاد إلى بر الأمان....وأضاف بأن للنهضة وحلفائها بدائل أخرى توافقية في صورة إنسحاب السيد المستيري أوعدم الموافقة عليه من أغلب المعارضين؛ مؤكدا على أن الأمل لديه كبير في الوصول إلى تفاهمات وإنجاح المرحلة الإنتقالية.... وفي المقابل أشار إلى أن المعركة في تونس لم تعد سياسية بل تجاوزتها إلى ما هو جديد على تونس وخطير وهو المعركة الإرهابية عبر الإغتيالات التي طالت مدنيين وعسكريين وأمنيين مقرا في الآن نفسه بأنها معركة مكلفة إذ وقعت مواجهتها بجهاز أمني بصدد الإصلاح و التشكل من جديد.
ثم ذكر في معرض كلمته بأن حركة النهضة بقيت موحدة رغم الضغوطات والمؤامرات وهو ما أزعج كثيرا القوى المخاصمة لها.... وسبب وحدتها أن قواعدها تحترم قياداتها وأن مبدأي الشورى والتسامح في داخل مؤسساتها من عناوين تلك الوحدة....في حين أن التشتت كان مآل عدد لا بأس به من الكتل النيابية والأحزاب. وقال بأن ما تقوم به القوى المضادة للثورة لإخراج النهضة من الحكم بكل السبل هو بسبب قناعتها بأن هاته الأخيرة لن تسقط في الإنتخابات. ولو كان الأمر كذلك لوفر رموز تلك القوى أموالهم وأوقاتهم ولطلبوا المرور فورا إلى إنتخابات.....بعد ذلك أثار الوزير موضوع الموقف الرسمي لبعض الدول الأوروبية من ربيع تونس وعلى رأسها فرنسا وقال بأن هذا الموقف يتسم في العلن بالإيجابية لكن ما تقوم به بعض الدوائر الإعلامية والسياسية المتنفذة في تلك الدول ينسف تلك المواقف إذ أنها ما فتئت تدعم قوى معينة في تونس ضد التجربة الديمقراطية الوليدة بقيادة الإسلاميين وحلفائهم... فالغرب يؤيد أن يكون الإسلاميون شركاء في الحكم أما أن يستفردوا به أو يقودوا مركبته ولو مع آخرين فهذا مرفوض مرفوض مرفوووووض.....وكدت أضيف على كلام الوزير: يااااا...و...ل...د....ي. إنتهت الأغنية.....هههههه.......



وفي الأخير عرج السيد الوزير على دور الجالية في أوروبا وكذلك على دور الجزء الذي كان لاجئا سياسيا منها....مؤكدا على أن العلاقة مع السلطات والمنظمات المدنية لم تعد كما كانت بإعتبار أن ذلك الجزء من التونسيين جاء لأوروبا في الماضي ليطلب حماية وأمنا من تلك السلطات. أما اليوم وبعد الثورة المباركة فالتعامل مع تلك السلطات والمنظمات ينبغي أن يكون بعقلية جديدة....عقلية محورها الإنفتاح على جاليتنا الواسعة وعلى الإعلام ودعوة رجال الأعمال للإستثمار في تونس و....و......و....معبرا عن إمتنانه للحكومة السويسرية بالخصوص وهي التي أبدت مواقف جد مشرفة دعما لقضية المعارضة المضطهدة زمن المخلوع....


بعض من تدخلات الحضور
بعد هذه الكلمة وقع فتح باب إلقاء الأسئلة والتدخلات التي جاءت معبرة عن إنشغال الحاضرين بالوضع في تونس وعن تخوفاتهم من مآلاته في ضوء ما إعتبره العديد منهم تراخ لقبضة النهضة على المخالفين والفاسدين ومثيري البلبلة والمتآمرين بالليل والنهارمن أجل إسقاط الحكومة المنتخبة.....وأثار بعض الحاضرين أوصافا إتهموا بها الحكومة: كالأيادي المرتعشة....والأرجل المشلولة.....إلى آخره....وتساءل بعضهم بحسرة قائلا إلى متى يعربد كمال لطيف في البلد ويدوس هيبة الدولة دون عقاب من سلطة ولا رادع.....وتساءل أحدهم هل هناك خطة لمقاومة الفساد والفاسدين؟ كما عبر آخر عن تحسره كلما قابل جلاده أثناء تمضية العطلة في منطقتة...جلاد يمرح آمنا مطمئنا متمتعا بحريته وبعمله وبمرتبه...كما أشار بعض الحاضرين إلى فقدانهم لوسائل الدفاع عن الحكومة كلما زاروا تونس وقوبلوا بتذمر بعض التونسيين من تسامحها المفرط في حق الفاسدين أو من سوء الخدمات في وسائل السفر والرشوة في الديوانة...و...و... إلى آخره....وقد بلغت تخوفات البعض درجة سؤال الوزير هل أعدت النهضة سيناريو عودة أنصارها إلى السجون؟ خصوصا بعد مسلسل تنازلات متواصل بلغ درجة الإستعداد لتسليم الحكومة للأزلام على طبق من ذهب؟ كما تحدث آخرون عن أن بعض التونسيين الذين قابلوهم أثناء زياراتهم لتونس يحملون النهضة مسؤولية فشلها في الوفاء بمبادئ الثورة وهو ما سيقلص؛ برأيهم؛ حضوضها في الفوز بالإنتخابات وهذا سبب كاف لدى بعض الحاضرين للخوف وليس للتخوف على مشروع النهضة....كما علق أحد الحاضرين ساخرا على موقف الشيخ راشد عندما صرح بأن النهضة لا تتحمل التسبب في إراقة قطرة دم واحدة.....وقد أضاف هذا المعلق قائلا من يتحمل مسؤولية الحكم لا بد من أن يتحمل مسؤولية الدماء....مضيفا بأن كرامة بعض المناضلين والثوار وقع تعريضها للإهانة؛ طيلة سنتي حكم الترويكا؛ من قبل بعض من بوليس الحجامة....وأزلام السبسي واللطيف بل وحتى من بعض رموز اليسار فضلا عن التهديد العلني والمتكرر في بعض مراكز الأمن بإعادة النهضويين والثوار إلى السجون....كل ذلك يتم في حركات إستفزازية لا تنتهي ولا تجد من السلطة الحاكمة ردعا ولا مقاومة.....

التدخل الثاني للوزيرعبد الكريم الهاروني
ثم تناول الكلمة السيد الوزير مجيبا على تساؤلات بعض الحاضرين وتخوفاتهم مذكرا بأن قيادات الحركة حديثو عهد بالسلطة....وبأنهم لم يلبثوا عشرة أشهر زمن حكومة الباجي قائد السبسي حتى دعاهم الشعب إلى تحمل مسؤولية البلد بإعتبار صدقية تضحياتهم ونظافة أيديهم....متسائلا في الآن نفسه مالذي يمنع تلك القيادات من تلبية دعوة الشعب للمرة الثانية لتحمل مسؤولية الحكم وهم من سبق وأن لبوا دعوته عندما قبلوا التصدي للدكتاتورية والدفاع عن كرامة الشعب والتضحية من أجل ذلك بالغالي والنفيس؟ وإعتبر أن تحمل حركة النهضة لمسؤولية الحكم في تونس في ظروف صعبة جدا شرف لها وقال بأن القيادة كانت آنذاك واعية بحجم المسؤولية التي تنتظرها وكانت متوقعة حجم المتاعب التي ستتعرض لها....لكنها أقدمت على تحمل المسؤولية ورفضت أن تخذل الشعب الذي إختارها....موضحا أن النهضة تحملت متاعب السجن والتشرد في المنافي فلم لا تتحمل متاعب الحكم من أجل تونس وشعبها....؟ هذا ما جعلها تتأكد في النهاية أن ممارسة الحكم أصعب بكثير من البقاءكمعارضة خارجه.
وأضاف قائلا: على فرض أن شعبية النهضة قد نقصت أو ستنقص فإن ذلك أمر طبيعي؛ فكثير من أحزاب أوروبا حكمت بلدانها مدة خمس سنوات ثم ما لبثت شعبيتها أن تناقصت....وليست النهضة نشاز في ذلك....وليس الحكم غاية بالنسبة لنا بل هو وسيلة لخدمة مشروعنا للخروج ببلدنا من التخلف ونشر قيم الديمقراطية وأن عجلة خدمة هذا المشروع لن تتوقف عن الدوران سواءا كانت النهضة في الحكم أو خارجه....
ثم شرع في ذكر أمثلة عن صعوبات ممارسة الحكم وتلبية بعض من مطالب الشعب؛ فذكر بالخصوص موضوع إسترداد الأموال المنهوبة وكيف أن الأمر مرتبط بدول ليس من السهل أن تقنعها إلا بإثباتات دامغة على أن تلك الأموال مسروقة بإعتبار أن اصحابها هربوها تحت مسميات لشركات وهمية لا وجدود لها مما يصعب إثبات أنها مسروقة. فالحكومة تقاوم فاسدين توانسة جد محترفين...ورغم ذلك تمكنت من إقناع السلطات السويسرية بصدقية ما قدمته لها من وثائق وحجج لإسترجاع بعضا من تلك الأموال....فالعملية جد معقدة وهي مرتبطة بشبكات مصالح داخلية وبدول وشركات وهمية وغياب الوثائق اللازمة التي وقع إتلاف اللآلاف منها من قبل الفاسدين.... والمواطن التونسي بحاجة إلى شروح مستفيضة ليدرك أن الأمور ليست بالسهولة التي كان يتصورها.
ثم تحدث عن 800 ملف فساد وقع تقديمه من الحكومة ومن لجنة تقصي الحقائق للقضاء التونسي وأنه لم يقع البت فيها بالشكل المأمول رغم صدقية الوثائق المقدمة وذلك بسبب من خوف بعض القضاة أوبسبب فساد البعض الآخر فلا يمكن أن تحارب الفساد بقضاء بحاجة إلى إصلاح جذري....كما أنك لا يمكن أن تكون فاعلا في مقاومة الإرهاب بمنظومة إعلام وأمن بصدد الإصلاح....كل ذلك لا يمنع من الإقرار بتقصير الحكومة في أمور كثيرة بسبب من قلة خبرة وإلا فبماذا نفسر سكوت الحكومة على إطلاق سراح القضاء لمتهمين في قضية السفارة الأمريكية وصدور أحكام بتأجيل التنفيذ وأخرى مخففة في وقت كان الشيخ راشد موجودا في أمريكا....بحيث تحول الهدف من زيارة تروم بحث التعاون بين البلدين إلى زيارة الموضوع الطاغي فيها هو تذمرالأمريكان من تلك الأحكام المخففة....وبماذا نفسر سكوت الحكومة على إختيار القضاء إطلاق سراح الوزير التكاري يوم 7 نوفمبر الماضي....
رغم تلك المساوئ وغيرها إلا انه وقع كذلك وفي عديد الوزارات والإدارات إقالة أناس وإحالة آخرين على التقاعد المبكر ممن ثبت تواطؤهم ضد الثورة....حتى أن سبب طرد الرؤساء الثلاثة من ثكنة العوينة كان بسبب إقالة الحكومة لآمر حرس....لكن التعتيم الإعلامي كان في كل مرة كبيرا....وبقيت الحكومة تراوح مكانها بين سندان إتهامها بأن يديها مرتعشتان وبين مطرقة إتهامها بألتغول ومحاولة الإستحواذ على وظائف الدولة.... في حين أن كل التعيينات التي تمت إلى حد اليوم كانت خاضعة للكفاءة وأنها تخص كل التونسيين بدون إستثناء وليس فقط أبناء النهضة كما يدعي المفترون.....

وبالنسبة إلى موضوع كمال اللطيف أكد الوزير أن تتبعه والتحريات الخاصة به إنطلقت منذ سنتين وأن من كان يقوم بذلك هو القضاء وأن تلك التحريات لم تصل إلى شيء يذكر أوأريد لها أن لا تصل إلى شيء يذكر وأن الحكومة مصرة على إستقلالية القضاء وأنه كان بإمكانها أن تؤثر فيه إلا أنها ترفض ذلك حتى لا تعيد إنتاج جرائمه في عهد المخلوع؛ إذ كانت مكالمة من مسؤول لقاض ما؛ كافية بأن تدمرحياة مواطن وأسرته.....وقد وقع تدمير مستقبل آلآف المواطنين وعائلاتهم طيلة العقود الست الماضية.... أما ما حصل آخر مرة في منزل اللطيف فقد كان سببه خطأ من قاضي التحقيق الذي إجتهد ولم يصب؛ إذ تنقل بنفسه إلى منزل اللطيف لمفاوضة أو إقناعه بتسليم نفسه مما إعتبره محاموه خرقا للقانون تم بموجبه رفض الإنصياع لإرادة الأمن في إيقاف اللطيف....
وختم بالقول بأن معركة الفساد معركة كبيرة وتتطلب طول نفس وسنوات عديدة؛ وأن أخطبوطا كاملا يتحرك تحت أرجل الحكومة. أخطبوط مكون من شبكات مصالح ومنافع خفية جد معقدة موجود في كثير من دواليب الدولة [ودعما لكلام الوزير....كشف وزير خارجية إسبانيا الأسبق بأن الحكومة الإسبانية التي ورثت حكم فرانكو بقيت 10سنوات تجتث الفساد....ومازالت بعض الملفات عالقة إلى اليوم منذ تلك الحقبة المظلمة من تاريخ إسبانيا....ع الحامدي]
ثم عرج الأاخ الهاروني على وزارته وتحدث عن 54 ملف وقع تقديمه للقضاء...ووقعت إقالة أعداد من الموظفين وإحالة آخرين على التقاعد في ولايات عديدة وما زال العمل التطهيري مستمرا لكن الوزير أقر في الآن ذاته بتقصير وزارته في النشر الإعلامي لما تقوم به في مقاومة الفساد.....كما تحدث عن تحسن وقع في الخدمات المقدمة من الوزارة وعن طائرات وقع إشتراؤها وشركات ملاحة وقع حمايتها من الإفلاس رغم أنه كان هدف بعض الخصوم منذ البداية إفلاسها وتعطيل خدماتها حتى نزل مؤشر التقييم العالمي لرتبة 64 وهي رتبة قريبة من رقم ؛50 كان يمكن إثرها تعطيل عمل تلك الشركات سنوات...وبفضل المخلصين من أبناء شركتي الملاحة ومن الوزارة إستعادتا عافيتهما وصعد المؤشر العالمي إلى رتبة 284....وقال بأن سياسة الحكومة لم تكن متجهة فقط لمقاومة الفساد بل كانت كذلك تركز على إستقطاب ذوي الكفاءات من نظيفي الأيدي والأقل فسادا بإعتبار صعوبة تعويض الكفاءات التي عملت مع النظام البائد دفعة واحدة وأن كثيرا من الكفاءات النظيفة كانت تتوجس منا خيفة في البداية وعندما تعرفت على طرق عملنا انضمت للعمل بإخلاص وأصبحت بدورها تساعد في مقاومة الفساد.
ثم تحدث عن إعجاب دول أوروبية بقدرة الحركة الإسلامية في تونس على الحفاظ على موقعها في قلب المشهد السياسي التونسي بحيث أنها أصبحت رافدا مهما من روافد الوفاق في تونس بفضل نضجها وقدرتها على لتعامل الإيجابي مع الفرقاء بل وأضحت مثالا في الحفاظ على وحدتها ووحدة الترويكا التي تنتمي إليها وقد وصل الأمر بها إلى النجاح في تحقيق تقارب مع المنظمة الشغيلة مشيرا إلى أن دخول المعارضة موحدة للحوار لم يمنع من بروز بعض الإختلاف بين مكوناتها وعليه يمكن أن تشهد تونس إعادة تشكل للخارطة السياسية وتحالفات مكوناتها من أجل أن يقع عزل كل من تثبت نواياه في ضرب التوافق من القوى المضادة للديمقراطية ...وهو ما سيؤهل حركة النهضة للعب دور أكبر في الوصول بالبلاد إلى التوافق النهائي....والبلوغ بها إلى بر الأمان...
كما تحدث عن محاولات تعطيل عمل المجلس التأسيسي التي لم تتوقف؛ وبصور مختلفة؛ بلغت حد عدم تمكن المجلس من البت في 63 قانون وقع تقديمه له من الحكومتين المتعاقتين...ومن بين تلك القوانين قانون العدالة الإنتقالية رغم أهميته القصوى في حلحلة كثير من الملفات العالقة والتي يطالب المواطن بفتحها والبت فيها سريعا....وأكد على أن الهدف الأوحد بالنسبة للخصوم هو إبراز الترويكا في حالة ضعف وعجز مستمرين....
وفي الختام أكد الوزير على ضرورة مقاومة كل تلك المحاولات المستميتة لعزل النهضة والترويكا وتصوير الإسلاميين بالخصوص على أنهم هم من يعطل الحوار والمسار الإنتقالي بهدف البناء على ذلك والمرور إلى مراحل متقدمة في إفشال المسار؛ ونبه إلى خطورة ما يقع نشره على الفيس بوك من إشاعات تصب في نفس الهدف وتستمر في إثارة البلبلة والشك لدى المواطن.
كما تحدث عن بعض من السلفيين اللذين تبنوا رفع السلاح في وجه الحكومة وقال بأن ذلك خط أحمر وبأن الحومة ستواصل التصدي لما يحدث بكل حزم....وأن 30 مسجد فقط هي التي تعمل الحكومة على تجنيب إستمرار توظيفها لأغراض حزبية أو طائفية....
كما دعا التوانسة والمخلصين من الثوار وأبناء الحركة إلى الإنفتاح على الناس والمساهمة في كسر الطوق الإعلامي وحملات إيجاد مناخ كراهية للنهضة وأهمية الرد عليها وأكد على ضرورة مقاومة الخوف لأنه عنوان الهزيمة ؛وأن التخوف الذي لا يعني الخوف؛ أمر مشروع وطبيعي خصوصا وأننا في تونس مهددون نسبيا بإفشال المسار الإنتقالي وأن الخطر يكمن في العشر أمتار الأخيرة...ولابد من القبول كذلك بحقيقة أن النهضة لم ينتخبها كل الناس وأن الصراع في مجمله سياسي وأحيانا يتخذ شكل صراع بين الحق والباطل الذي هو سنة من سنن الكون. تلك حقيقة لابد من أخذها في الحسبان ونحن نخوض معاركنا من اجل الحفاظ على ثورتنا. وأشار الوزير كذلك إلى محاولات توظيف بعض سواق التاكسي للحديث لزبائنهم عن النهضة بسوء وهو ما يدخل في باب المحاولات المستميتة لعزل النهضة شعبيا....وأكد على وجوب عدم الإنجرارإلى مخاطبة الخصوم بنفس أسلوبهم الهابط أحيانا والذي يدل على ضعف فادح في قوة الحجة....حتى لا نتساوى معهم في ذلك الهبوط لأن المواطن يتابع ويفرق بين الغث والسمين....
وحول الإنتقادات الموجهة لبعض مظاهر ضعف أداء الحركة من الناحية التنظيمية أي فيما يخص الشأن الداخلي: دعاية وإستقطابا وتواصلا مع التونسيين داخليا وخارجيا فقد فسره الوزير بأنه الثمن الذي دفعه التنظيم بعد ما وقع توظيف قيادات الصف لخدمة الدولة والشعب مما أثر على فاعلية العمل الداخلي والتنظيمي للحركة....وختم بأن من بين أسرار التماسك رغم الهنات هو تلك الديمقراطية الواسعة داخل مؤسسات الحركة والتي تصل في مجلسها الشوروي على سبيل المثال حد التناقض الجذري في بعض المواقف والآراء وأن الإلتزام بقرارالأغلبية بقى على الدوام هو الضامن للجميع بلزوم خط السير العام للحركة في سياساتها وقراراتها....
وإنتهى اللقاء بالدعاء لتونس بخير وبأخذ صور للتأريخ لهذه المناسبة.





Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 74414

Mhg_BN  (Tunisia)  |Lundi 11 Novembre 2013 à 16:10           
@Madhouj
Bonjour cher citoyen,

Je vous suis depuis belle lurette et vos avis sont souvent objectifs.

Toutefois, vos analyses sont longues. Si vous pouvez les condenser, c'est tant mieux.

Je suppose que vous êtes un retraité? Non?

Bonne continuation.

ECHOUHADA  (Tunisia)  |Dimanche 10 Novembre 2013 à 15:21           
Ce monsieur croit qu'il est investi du ciel et par conséquent il ne doit pas céder le pouvoir. Quant aux sursis dont ont bénéficié les attaquants de l'ambassade des USA le ministère public aurait pu envoyer l'affaire devant la cour d'appel puisque le verdict prononcé n'est pas conforme aux crimmes commis, ce qui n'est pas fait.

Belfahem  (Tunisia)  |Dimanche 10 Novembre 2013 à 12:03           
بجانب هذا التصريح هناك حقيقة أخرى لكشف حقيقة هاته الأطراف هو الأعلام الذي أستغلوه لتمرير سمومهم ومغالطاتهم لكن من الجانب الثاني كشف للشعب التونسي حقيقتهم ومخططاتهم وأصبحت تصريحاتهم محل تندر عند الخاص والعام وكل تصريح من أي طرف كان منهم الا وكان ورقة تسقط لتكشف المستور.

Meinfreiheit  (Oman)  |Dimanche 10 Novembre 2013 à 10:39           
عزائم الشعوب لا تقهر و لا يفلها الا الخذلان من الخونة و المرتزقة و الذين ترفضون ان تعلقو لهم المشانق ....

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 9 Novembre 2013 à 22:28           
الوزير لا يجانب الحقيقة عند توصيف الفساد بكونه أخطبوطا ماسونيا متمددا في الداخل والخارج وأفضع مما هو موجود في ايطاليا ومناطق المافيا العالمية ولكنه لا يبرز تخوف الحكومة من هذا المارد المخيف ويشل تحركاتها وفي كل مرة يهدد زيتون أو سمير ديلو بكشف المستور حتى يعم صمت القبور بعد أيام من التهديد بل أن الوزير نفسه يعلم بأن موظفي الموانىء الجوية بمثابة لصوص محترفين ويتضرر منهم مهاجرونا يوميا بالسطو على حقائبهم ولا نراه يكلف نفسه بإحاطة كل مناطق البضائع
بالمراقبة الدائمة من كاميرات متطورة على مدار الساعة ومتفقدين من الوزارة لمتابعة حقائب المسافرين ومتابعة شكاوى المسافرين بكل جدية في الموانىء والمطارات التي تحولت لكابوس مقرف ....

Mandhouj  (France)  |Samedi 9 Novembre 2013 à 21:59           
Une réalité et des évidences, comprendre ou mourir. Toute la Tunisie est concernée.
- Il est vrai que le passage par une Anc, était imposé par la révolution ‘’el Kasba 1 et el Kasba2’’ et plusieurs partis politiques ont adhéré. donc c’est un choix révolutionnaire, légitime et le fait que le peuple l’a porté, il est devenu un choix souverain.
- Il est vrai que les partis qui étaient contre le passage à la normalité politique et institutionnelle par une Anc, les partis qui était déçus par les résulta des élections du 3 octobre 2011 et les anciens du régime rassemblés sous la houlette de Nida Tounis, depuis le lendemain des élections 2011 ont su et ont pu travailler autour des nouvelles alliances politiques, ils ont eu la possibilité de faire un travail de réseaux au sein de la société
civil et surtout au niveau de l’UGTT et de l’UTICA. Sans oublier leur fort travail avec leurs relations étrangères pour garantir un soutien fort et faire adhérer certaines alliances étrangères à la nécessité de faire un changement politique par la force d’une réalité ‘’blocage politique et institutionnel au niveau de la l’Anc,…
Tous ce travail de ce front qui s’affiche anti troïka et surtout anti Ennahdha est dans le sens de créer une légitimité par ‘’la force d’une situation’’ et de mettre fin à la légitimité électorale. Donc ils sont déjà dans une alternative à la révolution et ces acquis ont démocratie et en pluralisme. Ils affichent tout haut et sans réserve, le sort ‘’liquidation’’ d’Ennahdha ‘’même physique’’ et du gouvernement de la troïka politiquement.
- Actuellement, nous sommes devant deux cas de fait :
- 1 : Ennahdha et ses alliés essaient d’accompagner ces tentatives de putsch avec plus de disponibilité au dialogue. Où ça va nous amener ce mode d’accompagnement ?
- 2 : le front anti Ennahdha est affronté à des évidences plus fortes que lui :
- a/ la classe populaire n’a pas suivi ses appels à la révolte, ni la classe moyenne,
- b/ ils sont entre eux divisés et ne rassurent ni les locaux ni les étrangers,
- c/ il s’est avéré qu’ils n’ont ni alternative ni projet de gouvernement, mais juste des envies de pouvoir et de répression. Nida Tounis (le Rcd) essaie de revenir au pouvoir par lala douceur du dialogue après qu’il a compris qu’il ne reviendra jamais par les élections. Les partis du front populaire essaient de trouver une petite place/participation au pouvoir depuis une situation/position de force et non pas depuis une position de faiblesse
–la défaite électorale-.
- Sachant qu’Ennahdha dès le début des élections les a invité à un gouvernement d’union nationale où chacun trouve sa place pour mieux œuvrer pour la nouvelle construction démocratique et institutionnelle de la nouvelle Tunisie. Sauf que dans ce cas Ennahdha sera pilote de l’opération, et l’idée même de la nouvelle Tunisie démocratique, plurielle, avec une nouvelle distribution du pouvoir et des richesses n’intéresse pas ces partis de l’extrême
gauche, ni le clan anciens du régime.
- d/ l’option de faire intervenir essentiellement l’armée n’a pas marché. Pour plusieurs nobles raisons qui tiennent à l’armée même. Et puis je suis convaincu (en cas de putsch) que toute la Tunisie brulera y compris nida et le front populaire, donc pour quel intérêt ce putsch?
- e/ les blocages économiques (33 à 35 mille grèves), l’économie parallèle, la contre bande, et le terrorisme, n’ont pas fait les effets désirés. L’état est toujours debout à travers ses institutions, et le peuple n’a pas eu peur. Ici je n’incrimine pas nida tounis et le front populaire par le terrorisme, loin de là. Mais ils sont à 100% dans la contre révolution par l’économie, par l’anarchie politique, et surtout par les invitations
multiples aux forces de sécurités et à l’armée de les soutenir. Et là ils ont perdu toute crédibilité aux yeux du peuple.
Toutefois il existe certaines évidences qu’il faut rappeler.
- Par évidence la justice transitionnelle fait beaucoup peur,
- Par évidence redistribuer les richesses chasse certains grands intérêts, injustement obtenus, (corruption, spoliation, mécanismes mafieux…) étaient les règles de jeu. Les putschistes sont plutôt dans une lutte de place et non pas de classe.
- Par évidence définir un nouveau régime politique qui donne plus de pouvoir aux territoires et à la population, cela menace les équilibres qui se sont construit depuis 1955,…
Une question qui s’impose :
- Quand sera finie la transition ?
- Je pense qu’il faut se rendre à l’évidence, et puis les issus, sont juste devant nous.
- Ben Ali harab.
- Mandhouj Tarek. http://www.babnet.net/rttdetail-74376.asp
http://www.babnet.net/rttdetail-74332.asp


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female