هل اتفق ''الشيخان'' على خيانة ''الشيطان'' ...؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/9/large_news_sebssi+ghanouchi-170813.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم : محمد كمال السخيري*

إن كنتَ غبيا فلا يعني أني أذكى منك وإن كنتَ ذكيا فلا يعني أني أغبى منك هذا المثل من نظمي ويعود الفضل فيه إلى الشيخين الجليلين اللذين بعثهما الله عزّ وجلّ في هذا الزمن العصيب ليمسكا بناصية الشعب التونسي المسكين ،العليل،الجائع، المتخلف، الجبان،ومتاع الكسكروت والخمسة دنانير.... ويخرجاه من عالم الجهلوت إلى عالم المعرفة ويسموا به من قمقم الديكتاتورية إلى منارات الحرية والديمقراطية ... !!!.







والله أكاد أشكّ في المجهودات المبذولة من قبل الرباعي الراعي لما يسمى بالحوار الوطني إن لم تكن مسبقة باقتسام الكعكة الباريسية الأشهى والألذّ من الفطيرة التونسية وبضمانات مؤكدة من الشيخين الجليلين للوصول بالفرقاء السياسيين (المبتدئين أي المرسمين بالقسم التحضيري السياساوي) إلى قاعة الاجتماعات الكبرى بوزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية وذلك لسبب بسيط جدا ألا وهو من صاحب القرار في الأخير لانطلاق الحوار أو تعطيله أو إلغائه تماما؟؟ . ولكن الملاحظ الفطن لما يسمى بخارطة الطريق يلاحظ (وبكلّ تجرد) إقصاء كليا ومفتعلا مع سابقية الإضمار والترصد وتجاوزا واضحا لإحدى مهام ساكن قصر قرطاج وهي تكليف شخصية وطنية بتشكيل كدت أقول بتشليك حكومة جديدة (ويبدو وأننا الآن في فترة – ممن يراه صالحا - بعد تخلي حزب الأغلبية عن حقه في الاختيار حسب المعاهدة السرية ) ، فماذا بقي بعد ذلك لسيادة الرئيس المؤقت صاحب الصلاحيات الصغيرونة التحفونة ؟؟. ثمّ ألا يكون ما حصل سوى محاولة جهنمية لمناورة الخصم الذي بات في موقف ضعف خاصة بعد رفض حزبه الإمضاء على معاهدة الشيخين وأقصد بها معاهدة باريس (وتبّا للاستعمار الذي يخلف الاستحمار) بعد أن ضاقت بهما كلّ الفنادق والقصور والمنتزهات وحتى الأحراش التونسية، ولكن السؤال الأغبى على الإطلاق هو : ما رأي الرباعي الراعي والأحزاب المتناحرة المتحاورة لو تقدّم سيادة الرئيس المؤقت المقدام وقام برفع قضية للمحكمة الإدارية التونسية (المعروفة بنزاهتها وحياديتها لدى الرأي العام منذ الاستقلال بل هي المؤسسة الدستورية الوحيدة التي لم تطأها أيادي العبث) أو لمنظمة السيد بان كي مون موضوعها فكّ شغب واسترداد حقوق ؟؟.

إنّ كلّ ما سبق ذكره قابل للتأويل وحتى التدويل - وما أسهل ذلك في هذا الزمن الرديء – ولكنّ الأخطر من كلّ ذلك هو التالي : ماذا يحدث لو تمرّد بعض (أي ما يعادل النصاب القانوني أو يتجاوزه لسن القوانين أو تعديلها أو حذفها) أعضاء المجلس التأسيسي المنتخبين بكلّ شفافية ونزاهة وديمقراطية لم يعرفها العالم عبر العصور ورفضوا الموافقة على إملاءات الحوار الوطني وتحرروا من انتماءاتهم الحزبية وصوتوا بصفتهم ممثلين للشعب لا للأحزاب وذلك لأول مرة في تاريخهم النيابي وقد تكون الأخيرة وخاصة فيما يتعلق بالمسائل التالية:
1- تعديل القانون الداخلي للمجلس التأسيسي.
2- تعديل القانون المنظم للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
هذا في مرحلة أولى ولكن ما يخيفني أكثر (حتى وإن تمكنوا من تجاوز العقبتين السابقتين) هو رفضهم البات لمشروع الدستور المقدّم إليهم بعد تدخّل أطراف أخرى من خارج المجلس التأسيسي وهم خبراء القانون الدستوري وما أكثرهم في هذا المجال - في حين نفتقر لـ خبراء الزلازل التي رجت العديد من الجهات هذه الأيام – وحتى إن قبلوا بمناقشته فرضا من يضمن لنا أن يصوتوا عليه منذ القراءة الأولى وإن مروا إلى القراءة الثانية من يطمئننا على أن يصوتوا على التعديلات المضمنة به بعد القراءة الثانية ولكن المخيف أكثر أن يصمم الأعضاء المحترمون على رفض حتى القراءة الثانية للدستور فمتى سيكون موعد الاستفتاء حينها إذن ؟؟ علما وأنّ خارطة الطريق تؤكد على أنّ الدستور سيكون جاهزا بعد أربعة أسابيع ولكن يبدو أن النسخة التي تحصلت عليها عبر الأنترنات كان بها خطأ مطبعي صارخ ولا يغتفر والأصح طبعا هو بعد أربع سنوات (واللي يحسب وحدو يفضلوا ويا من حضرني في باريس مع الشيخين راني شخت على الأقل بالضحك على النكت متاعهم على الشعب التونسي).
بناء على ما سبق ذكره أعتقد جازما (وقد أثبتت الأيام كلّ توقعاتي وما نشرته سابقا بجريدة المغرب أكبر دليل على ذلك) أن نتائج الحوار الوطني ستكون حسب مزاج الشيخين وما ستفرزه صلاة الاستخارة لكلّ منهما و حسب ما نواه كلّ أخ لأخيه في الدين والوطن وما بقية المشاركين من الأحزاب الأخرى ليسوا سوى عسكر زواوة ولكن بمفهوم جديد حسب ما قرره الشيخان بباريس وذلك طبقا لما ورد برواية الرباعي الراعي عن الشعب الواعي عن شقشق بقبق ابن طلع تربح حيث سيكونون في النهاية خارجين من الربح داخلين في الخسارة والأيام بيننا عاجلا وآجلا (والفاهم يفهم).
ختاما (وقد يكون هذا مقالي الأخير ولن أعود للكتابة حتى أستردّ تونستي يوما) دعوني أعزي نفسي وأخاطب تونس العزيزة دمعة الثكالى وشهقة اليتامى ووطني الحزين الجريح المضمخ بدماء شهدائه الأبرار عبر العصور :
أنا اليوم غريب في وطني يا وطني
وأنت غريب يا وطني في غربتي
فما عرفتك اليوم وما عرفتني
بعد أن قصب جناحيك الغرباء ... !!!


* كاتب تونسي سابقا




Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 74032

Dagbaji  (Tunisia)  |Dimanche 3 Novembre 2013 à 19:54           
لو ان حسين العباسي يختلي بنفسه للحظة ويسألها ماذا عساني أجيب ربي اذا سالني يوم القيامة عن ما قمت به من مكائد ودسائس لإفشال الحكومة المنتخبة وأنهاك الاقتصاد وتخريب البلاد ؟ ويستحضر قوله تعالى "فصلت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤسهم الحميم يصهر به ما في البطون والجلود ولهم مقامع من حديد" ربما ... ربما ... يرجعله شاهد العقل
ان اكبر من داس على الثور وادخل البلاد في صراعات حزبية هو الاتحاد العام التونسي للشغل فاصطفافه بجانب طرف على حساب طرف في لعبة قذرة لا تليق بالنقابيين وبتاريخ الاتحاد
ليس مطلوب من الاتحاد سوى الحياد

Mandhouj  (France)  |Dimanche 3 Novembre 2013 à 11:33 | Par           
@ TheMirror
On Tunisie au niveau démocratie élective, l'opposition représente le zéro virgule,
Au niveau du l'état la troïka représente le zéro virgule en matière de pouvoir.
Donc ces sont deux parallèles qui cadre la géopouvoir qui s'exprime et acteurs positifs et négatifs,
Les trois grands inconnus sont les LPR, l'armée et la mobilisation citoyenne.
On verra les heures et les jours qui viennent.
Ben Ali harab
Mandhouj Tarek.

Afrikia38  (Tunisia)  |Dimanche 3 Novembre 2013 à 11:31           
كاتب المقال عبر عن نفسه خير تعبير فهو يريد تونس بكساء بورقيبة ولفيفه المعهود الذي يطبل للمجاهد الاكبر و بقية القصة هو استكان لذلك الزمن ويرنوا للعودة ليعود لتونسه و تعود تونس له فله الحق في ذلك لكن ما نراه هو ان تونس لن تعود لاحد تونس للتونسيين كلهم فاما انت تقبلها بتنوعها او ان تحس انك
غريب عنها ما حييت

TRINCOUCH  (Tunisia)  |Dimanche 3 Novembre 2013 à 11:05           
Ennahdha est un parti naif et croit que la souplesse est un moyen democratique et croire que la legalite dans la faiblesse est invulnerable et surtout dans une Societe qui se compose d oppresseurs et d oppresses et si elle a optes pour les oppresses Ceux ci ont dores et dejas fait leurs valises quand a leurs droits et non pas les moyens de les deffendre donc il ne pauvent garantir la reussite de leur protege Nous vivons une epoque ou Hout yakol
we khlil ejjehd imout !!

Swigiill  (Tunisia)  |Dimanche 3 Novembre 2013 à 10:33           

جديد دار النشر التونسية:

الراهب و المومياء

و يتناول بالتحليل نظرية: ثورة الياسمين التونسية: ابي وقتاش؟

Elmejri  (Switzerland)  |Dimanche 3 Novembre 2013 à 10:17           
سياسييـــــــــن فاشليـــــــن من البداية حتى يوم القيامة....فلا بد من اسفتــــــــاء شعبــــــي

TheMirror  (Tunisia)  |Dimanche 3 Novembre 2013 à 10:13           
Le prochain Zéro Virgule s’appelle Ennahdha

Dès le 24 octobre 2011, lendemain des élections, les perdants des élections, et surtout le RCD, ont fait une découverte fondamentale. Ils ont découvert que, « Ennahdha, plus on l’intimide, plus on l’humilie, et plus elle recule ». L’opposition a exploité cette triste vérité dans toutes ses tractations avec Ennahdha. Ennahdha a ainsi plongé le pays dans une FAIBLESSE d’ETAT, jamais vue dans l’Histoire contemporaine. Même le Liban n’a pas connu une
telle situation durant ses tristes années de guerre civile.
En effet, l’opposition a réussi à mettre Ennahdha au pied du mur et à en obtenir tout ce qu’elle voulait. Ainsi, Ennahdha a sombré dans une escalade de concession, mortelles, non seulement pour elle, mais pour le pays tout entier. En voici quelques unes :

• Ennahdha a fini par lâcher quatre ministères clés, sous le mensonge de « indépendance des ministères de souveraineté » (Intérieur, Justice, Foreign Affairs et Défense). Cela ne s’est produit dans aucun pays du monde,
• Ennahdha a laissé en liberté les anciens ténors du régime Ben Ali. Aucun de ces ténors n’a été jugé,
• Ennahdha a inventé tous les prétextes pour ne pas activer la justice transitionnelle, elle en avait peur,
• Ennahdha a renoncé à l’âge limite du candidat à la Présidence de la République, uniquement pour plaire au vieux Béji Caied Essebsi,
• Ennahdha a renoncé à la loi de l’Immunisation de la Révolution, uniquement parce qu’elle a peur du RCD,
• Ennahdha a accepté de quitter le Pouvoir via la mascarade du Dialogue National, alors que le peuple lui avait confié ce Pouvoir. C’est le peuple, et personne d’autre, qui peut retirer le Pouvoir à la troïka. Pire encore, Ennahdha accepte de laisser le Pouvoir à des figures bien connues du RCD.

Pour justifier ses concessions, Ennahdha avance le prétexte « intérêt national ». En fait, Ennahdha sait parfaitement bien qu’avec ses concessions, elle a ruiné tout ce qui est National.
Alors, qui commettrait le crime de voter Ennahdha la prochaine fois ? Nobody.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female