ثورة الشباب غنيمة للعجائز... أيّها العجائز حلّوا عنّا فقد سئمنا وجوهكم

<img src=http://www.babnet.net/images/9/mestirietsebssi.jpg width=100 align=left border=0>


توفيق بن رمضان

أوّلا كلّ الاحترام و التّقدير للشيوخ الذين ناضلوا من أجل تحرير تونس من المحتلّ الفرنسي و الذين شاركوا بصدق و إخلاص في بناء الدّولة خاصة في السنوات الأولى من الاستقلال.





و بعد، أتوّجه بمقالي للعجائز و الشيوخ، دهاقنة و خبثاء السياسة زمن بورقيبة و بن علي، الذين استمرؤوا الكذب و التدجيل على الشعب التّونسي منذ نصف قرن من أجل التّلاعب به و مغالطته لتحقيق مصالحهم الأنانيّة الخاصة، و الفوز بالمناصب و اعتلاء الكراسي للتّمعش كالطّفيليّات على الجسم المنهك لتونسنا العزيزة المكبّلة و المسكينة، و أستدرك و أقول عفوا إنّهم ليسوا أهلا أن يقال لهم شيوخ لأنّ وصف الشّيخ يطلق على العقلاء و العلماء و الحكماء، و لكن عندنا عجائز دهاة و خبثاء، و السّياسة في مفهومهم ليست إلا الخبث و الكذب و التدجيل من أجل التّلاعب بالشّعب و الرأي العام، و هم لا يؤمنون بالسياسة المقصود بها التّفاني في خدمة الشعب و الوطن و العمل و المثابرة من أجل تحقيق المصالح الوطنية و الحفاظ على الأمن القومي و ازدهار و تنمية البلاد بل إنّ عجائز السياسة عندنا عاشوا بالتّزلّف و التّملّق و التكمبين و الغدر و الكذب و النّفاق و التّلاعب، من أجل الوصول إلى أغراضهم لتحقيق شهواتهم في الحكم الذي يمكنّهم من التّسلّط و بالتّالي استغلال البلاد و العباد كما تعوّدوا على ذلك منذ عقود.

إليكم أيّها العجائز، نحن أبناء جيل الستّينات، أبناء الجيل المدمّر، نحن أبناء الجيل المسحوق، نحن أبناء الجيل الذي تحمّل الويلات بسبب أخطائكم السياسية و بسبب أنانيّتكم المقيتة، فقد فتحنا أعيننا على كارثة التّعاضد و تحمّلنا تبعاتها، و الله يعلم كيف قضينا طفولتنا في تلك الظروف القاسية التي عاشها آباؤنا، و قد كبرنا في السنين العجاف التي تلت كارثة خياراتكم المهلكة و المدمّرة للحرث و النسل في تجربة التّعاضد الفاشلة و المفلسة، و قد أصبحنا شبّانا في الثّمانينات و قد كانت سنين أتعس و أتعس و خاصة في السنوات الأخيرة من نظام بورقيبة و عندها كنّا طلبة في الجامعات و قد عشنا أحداث السنوات الأخيرة من حكم بورقيبة، و قد مورس علينا التعسّف بكلّ أشكاله، بينما أنتم كنتم تكمبنون و تتآمرون على خلافة زعيمكم و معبودكم بورقيبةّ، و بطمعكم الأعمى في السّلطة و تناحركم على الحكم أوصلتم الوطن للحضيض و الهاوية و قد دمّرتمونا في السنوات الأخيرة من نظام بورقيبة و أتممتم الجريمة في بداية حكم بن علي و قد أكملتم معه ما أبقيتموه فينا من مظالمكم تحت حكم إلاهكم و معبودكم بورقيبة وها نحن إلى اليوم نعاني من شروركم.

أيها العجائز المجرمين، أيها العجائز الخرفين، يا عجائز السوء و الوبال و الدّمار و التّدمير، حلّوا عنّا ويحكم هل ينتظر منكم خيرا، لا و الله العظيم فقد اختبرناكم مرّتين المرّة الأولى مع بورقيبة و الثانية مع بن علي و قد كنتم و لازلتم أسوأ ما يكون في القيادة و التسيير فلن نترككم تعبثوا بنا و بوطننا و بمستقبل أبنائنا للمرّة الثالثة، اتركونا و شأننا لا نريدكم و لا حاجة لنا بخدماتكم الخبيثة و المريبة، كفانا ما تحمّلناه لعدّة عقود من معاناة بسببكم، أتركوا لنا تونسنا، نحن من سيبني تونس المستقبل، تونس الكرامة و الحرّية و العزّة، تونس التعدّدية و الدّيمقراطية، لقد أخذتم من أعمارنا و أعمار آبائنا و أبنائنا الكثير، سنين و سنين فهل علينا أن نتحمّل مصائبكم من جديدّ و هل مكتوب علينا أن نرزح تحت جبروتكم و تسلّطكم و ظلمكم، فقد قال المثل الفلسطيني «اللّي يجرّب المجرّب عقله مخرّب» فهل لنا عقول مخرّبة لنسلّم لكم تونسنا و شعبها لتعبثوا بهما من جديد، دعوا تونسنا الجريحة و المسكينة، دعوا تونسنا المدمّرة و شعبها المسحوق و شأنهمّ، حلّوا عنّا لقد كرهناكم و سئمنا وجوهكم الكالحة، وجوهكم التي تذكّرنا بمآسي الماضي الذي نرغب في تناسيه، وجوه الشؤم التي تجعّدت و لم تستحي بعد من ربّها قبل شعبها و التي تعيدنا إلى السنوات العجاف، سنوات التصحّر و الدمار، سنوات السحق و المحق، لقد رزحنا تحت كلكلكم و تسلّطكم و طغيانكم لأكثر من نصف قرن ألا تستحون و ترحلون DEGAGE يا خمّاج .

يا عجائز الكذب و الدّجل، يمكنكم أن تكذبوا على الأجيال التي جاءت بعدنا أما نحن خاصة جيل الستّينات وهو الجيل الذي تحمّل الجزء الأكبر من ظلمكم و قهركم، نحن نعرفكم جيّدا و نعرف حقيقتكم و لن نترككم تمرّوا هاته المرّة، فهل مكتوب علينا أن نواصل تحت جبروتكم و خبثكم، تبّا لكم هل مكتوب علينا أن نبقى تحت إمرتكم و تسلّطكم إلى أن نحال على التّقاعد أو ندفن في المقابر، لا و الله هذا لن نقبل به، فبعد أن أصبحنا أحرارا و تخلّصنا من جبروتكم و نفوذكم، بعد أن أطاح بكم الشباب و أزاحكم من السلطة التي كنتم تستمدّون منها نفوذكم و قوّتكم لتتمكّنوا من دوسنا بأقدامكم و سحقنا و التّنكيل بنا و بشعبنا، لا لن نترككم تعودون من جديد بعدما خلّصنا الله منكم و من شروركم.

و حيرتي كبيرة و عظيمة من مناضلي الأمس من النّقابين و اليساريين المتحالفين معهم اليوم، و الذين عملوا في السّابق بكلّ قوّة من أجل الإطاحة بنظام الدّساترة و التجمعيين و هم اليوم بعد الثّورة و كأني بهم قد ندموا بتحالفهم مع أزلام و الفلول من أجل إرجاعهم للسلطة من جديد، بالله عليكم لماذا اجتهدتم سابقا في إسقاط نظامهم، لماذا تحمّلنا كلّ هذا الدمار و الحرق و السلب و النهب، هل عشنا كلّ هاته المصائب و المشاكل بعد الثورة و الآن تعيدون لنا نفس الرّهوط ليشكّلوا مجدّدا نفس المنظومة، حقّا إنّكم قد خسرتم امتيازاتكم و مصالحكم بسقوط نظام بن علي الذي كان يغدق عليكم مقابل صمتكم و تواطئكم في سحق الشرفاء من أبناء تونس و خاصة الإسلاميين منهم.

حقيقة لا يمكن القول فيكم إلاّ أنّكم مجموعة ضالة طامعة في الكراسي و المناصب، فهل يمكن أن نثق في نخب تعمل الشيء و ضدّه في زمن وجيزّ هل أنتم نخب لها عقول نيّرة و مجرّبة أم عقول متكلّسة و مخّربة، من يحارب نظاما و يعمل على إسقاطه و بعد أشهر قليلة يتحوّل إلى أكبر المدافعين عنه و الداعمين لرموزه من أجل العودة من جديد، فلا يمكن القول فيهم إلا أنّ لهم عقول مخرّبة و فاسدة لا ينتظر منها فائدة و لا يرجى منها إصلاح، و عليها أن تتنحّى جانبا و تترك المجال للشّباب و الكهول من جيلنا لينهضوا بشعبهم و وطنهم و يحقّقوا له التنمية و الازدهار، أيّها العجائز الهاترة و الخرفة اذهبوا دون رجعة غير مأسوف عليكم، يا من تسبّبتم في الكوارث و المصائب للشّعب و الوطن لأكثر من خمسة عقود أذهبوا و تنحّوا فمكانكم الأمثل مزابل التاريخ و لن يأسف عليكم الشعب و لا الأرض و السماء.




Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 73989

Universitaire  (Tunisia)  |Dimanche 3 Novembre 2013 à 08:49           
Je trouve que cet article est injuste dans la mesure où il met tout le monde dans le même sac. C'est tout à fait vrai que dans chaque décision maladroite, dans chaque loi mal étudiée il y a eu des victimes, des générations entières sacrifiées. Les séries du bac des années 1980 avec zéro admis, constituent signe révélateur de l'incompétence des preneurs de décision, mais surtout le caractère arbitraire avec lequel ces décisions étaient prises.
là où je ne suis pas d'accord, c'est qu'il ne faut pas traiter de la même manière ceux qui avaient assumé des responsabilités dans l'objectif de servir le pays et qui à défaut de pouvoir bien faire avaient préféré quitter leurs responsabilités et ceux qui s'étaient bien installées dans la corruption et le mensonge vis à vis d'eux mêmes et vis à vis du peuple.

Universitaire  (Tunisia)  |Dimanche 3 Novembre 2013 à 08:47           
Je trouve que cet article est injuste dans la mesure où il met tout le monde dans le même sac. C'est tout à fait vrai que dans chaque décision maladroite, dans chaque loi mal étudiée il y a eu des victimes, des générations entières sacrifiées. Les séries du bac des années 1980 avec zéro admis, constituent signe révélateur de l'incompétence des preneurs de décision, mais surtout le caractère arbitraire avec lequel ces décisions étaient prises.
là où je ne suis pas d'accord, c'est qu'il ne faut traiter de la même manière ceux qui avaient assumé des responsabilités dans l'objectif de servir le pays et qui à défaut de pouvoir bien faire avaient préféré quitter leurs responsabilités et ceux qui s'étaient bien installées dans la corruption et le mensonge vis à vis d'eux mêmes et vis à vis du peuple.

Faycel  (Tunisia)  |Samedi 2 Novembre 2013 à 18:49           
Swigiill@
الزوز دساترة... نعم لكن واحد امتهن تزوير الإنتخابات والثاني استقال وابتعد وكان من ضحايا هذا التزوير داخل حزب الدستور وخارجه
الزوز دساترة تجمعيون... لا واحد بس تجمعي خدم بن علي و كان من رجالاته لسنين عدة ولم يستقل يوما من سلطة بل كان يبعد عنها إبعادا
فمن من الإثنين تختار يا ترى؟
فإن قلت أنك لا تقبل كلاهما فكلامك السابق لا معنى له ففيه مساندة لباغ مدلس منافق

Antligen  (France)  |Samedi 2 Novembre 2013 à 17:45           
شكرا على المقال!نزعت غمة من قلبي .

Swigiill  (Tunisia)  |Samedi 2 Novembre 2013 à 16:23           

النهضاويين :

الباجي قائد السبسي ديناصور و حضر على صداق عليسة و حنبعل ما يلزمش يتحط رئيس

إحمد المستيري كفاءة و مستقل و هو الأنسب لمنصب رئيس الحكومة !

ملاحظة رقم 1 : الزوز دساترة (تجمعيون) لكن إحمد لمستيري مقرب للنهضة

ملاحظة رقم 2 : أحمد المستيري أكبر مالباجي قائد لسبسي

Mandhouj  (France)  |Samedi 2 Novembre 2013 à 15:55           
Http://tribune.webmanagercenter.com/2013/09/02/la-tunisie-lepicentre-du-probleme-est-la-democratie/

BenMoussa  (Tunisia)  |Samedi 2 Novembre 2013 à 15:22           
Je suis vieux et j'approuve ce qui est dit, nous avons subi tout ce que vous avez décrit et beaucoup plus.
A l'indépendance on avait de belles rêves et beaucoup d'espoir, puis on a vécu leurs destruction toutes c'était pénible
On a vu des pays comparables au notre avec moins de moyens et plus de handicapes comme par exemple la Corée du Sud se développer et devenir une puissance économique alors que nous régressons même au niveau africain
Avec les vieilles marmites on pourrait bien faire de bonnes soupes mais on ne peut pas reconstruire un pays ou instaurer une démocratie.
Le peuple a fait une révolution, il doit bien la finir

Benmansour  (Italy)  |Samedi 2 Novembre 2013 à 14:51           
انها مهزلة و مضحكة للعالم هذا الحوار بأمته فهو ركوب واضح على الثورة .فإني لا أرى عيبا في الحكومة الحالية بل المشكلة هي التحديات الصعبة التي تمر بها و ان الحوار الحقيقي إن وجب فليكن على تكوين لجنة الإنتخابات المستقلة لتكون فاصل بين إرادة الشعب وهؤلاء الإنقلابيون الأنذال

Ziina  (France)  |Samedi 2 Novembre 2013 à 13:33           
SUPEEEEEEEEEEER COMME ARTICLE !


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female