الارهاب و الاستغلال السياسي

<img src=http://www.babnet.net/images/9/irhaaab.jpg width=100 align=left border=0>


p
ابو مــــازن

ما انفكّ الارهاب يؤرّق واقعنا المعاش قبل و بعد الثورة، فتونس ذلك البلد الصغير الجميل وأهله أصحاب الطيبة و دماثة الاخلاق يشتكون اليوم مرضا عضالا لا تلوح بوادر الفرج القريب منه، لا سيما و رئاسات البلد الثلاث تطرد من موكب تأبين الشهداء و كأنهم يمثلون أنفسهم وأسماءهم وأفكارهم.

لقد تعجلت نقابات الامن في الحكم على الوقائع واستنتاج الاحكام و تصرفت ببداهة السياسي المستفيد فقررت أمرا يساعد في حد ذاته على انخرام المجتمع السياسي و تمزقه. و لنذكر أن بلدنا الحبيب نالته يد الغدر والارهاب في عديد المواطن والمواقع فالتونسيون لم ينسوا حمام الشط والعدوان الارهابي الصهيوني و قتل أبو جهاد و حوادث سليمان و حديثا ما وقع في الروحية و الشعانبي. فتاريخ الارهاب حافل نسبيا في بلادنا و لكنه لا يرقى لما تشهده ايطاليا ذلك البلد الاوربي القريب، من شطحات لعصابات المافيا و اصطياد للأمنيين وللقضاة، ومع ذلك تماسك مجتمعها المدني والسياسي ونقاباتها و وقفوا صفا متراصا ضد العنف والقتل وسفك دماء الابرياء. و تاريخ الارهاب في الولايات المتحدة مليء بالحوادث المؤسفة والقتل والتفجير ولعل ابرزها احداث الحادي عشر من سبتمبر التي راح ضحيتها الالاف، يومها لم يهتف شعبهم بتغيير السلط و لم يطالبوا بالاستقالة بل استفادوا ايما استفادة في توحيد صفوفهم وتعبأتها ضد ما وصفوه الخطر المحدق واعلنوا الحرب على افغانستان.




قد يتفهم المتابع للأوضاع الراهنة تصرف بعض الامنيين و رفع شعار الثورة ديقاج في وجوه الرؤساء الثلاث، فنحن نعيش مثلهم تحت قصف اعلامي لامتهان اختيارات الشعب و تدجينها فبين الترويج للعبث المفبرك للتأسيسي و اطلاق صفات الطرطور على رئيس الدولة و من السجن الى الوزارة على رئيس الحكومة، ملّ التونسي من السياسة والسياسيين، تلك الفئة التي صارت تعجن خبزا مرات ومرات ولا تكاد ترمي به في الفرن فيحترق و نستريح. فهؤلاء السياسيون، حكومة ومعارضة يحاولون بشتى الطرق الاستفادة من الحوادث الارهابية للكسب الانتخابي، وان كنت أشك انّ الحكومة تتمنى وقوع حوادث الارهاب لما تسببه من قلاقل، فإنني أكاد أجزم انّ المعارضة الفوضوية تصفّق فرحا لكل دم يسيل ولكل روح تلفظ في سبيل الله والوطن، فتأجج نار غضبها وتحاول عبثا بعث الروح في ثورتها المضادة. انّ من يلقي نظرة على برامجنا التحليلية المملة في القنوات الوطنية وغيرها من القنوات المبتذلة ليشعر بالضيق من حشر المساجد والخطب الجمعية والعمل الخيري وغيرها من الملفات في موضوع الارهاب و يعلم غايات المعارضة المنكرة لواقعها المجتمعي ولتجذر العبادات والطاعات دون غلو او عنف. ولقد سمعت في عديد المواقع جهلة ينتقدون احكام الدين و ينعتونها بشتى النعوت المخزية و يحملون على القائمين بها ثم يعتبرونها سببا رئيسا في انتشار التطرف والارهاب. ولكنهم لا يتكلمون البتة عن ممولي الارهاب ومهربي الاسلحة والذخائر و التبادل الاستخباراتي مع الدول الشقيقة و الصديقة ان كان يعمل كما يجب. و لأختم بسؤال بسيط للغاية : من يصنع ومن يروج اسلحة الارهابيين في وطننا العربي والاسلامي؟ كيف يبيعون القاعدة و تجمعاتها السلاح وهم يعلمون جيدا انها ستستعمل للقتل والتفجير والارهاب؟ أصلح الله أمر هذا البلد وعجل الله بالانتخابات علنا نعيش أياما بطمأنينة و يعود نسق العمل فتزدهر الخضراء.





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 73060

Swigiill  (Tunisia)  |Samedi 19 Octobre 2013 à 15:00           

للاسف .. هناك اغبياء .. يفسرون اللطف .. على انه ضعف!

Kairouan  (Qatar)  |Samedi 19 Octobre 2013 à 14:22           
يجب أن تتغدي بعدوك قبل أن يتعشي بك
لا مفر للنهضة من فضح الأعداء والكشف عن مؤامراتهم ثم محاسبتهم والإ سيكون مؤالهم مثلما حدث في مصر

Mandhouj  (France)  |Samedi 19 Octobre 2013 à 14:02 | Par           
La guerre froide a créé la cohésion à l'intérieur de deux grands blocs de l'époque.
Depuis, l'impérialisme a réussi de créer l'ennemi qui pourra jouer ce rôle, le terrorisme mondialisé.
L'objectif est le même, créer les éléments de domination, et surtout que ces éléments de domination ''guerres directes, ingérence dans les affaires internes,...'' deviennent légitimes voire légales, avec et sous l'égide de l'onu.
Ben Ali essarek, le criminel, le traître harab.
La justice t'attend.
Mandhouj Tarek.

ECHOUHADA  (Tunisia)  |Samedi 19 Octobre 2013 à 13:53           
Il ne faut pas comparer le terrorisme en Tunisie à celui de l'Italie ou des USA pour des raisons de force et des moyens, mais il est possible de nous comparer au Mali ou à l'Afghanistan où le terrorise avait entraîné l'invasion étrangère.

Swigiill  (Tunisia)  |Samedi 19 Octobre 2013 à 13:47           

ان اكبر عائق يمنع النجاح هو الخوف من الفشل و الاخفاق


babnet
*.*.*
All Radio in One