لِمَ لا تكون الحكومة أُضحية العيد؟

<img src=http://www.babnet.net/images/9/mohamedhammar.jpg width=100 align=left border=0>


محمد الحمّار

الحكومة التونسية هي المسؤولة هذه السنة عن ضيق ذات اليد لدى شرائح عديدة من الشعب لم يكن بمقدورهم توفير ثمن الأضحية. باعتبار ذلك وبما أنّ النحر في يوم عيد الأضحى سنّة مؤكدة أرادها الله للمسلمين أن تكون تعويضا عن نحر الوالدين لذريتهما فإنّ الحكومة كانت هي العائق ولو كان غيرَ مباشرٍ أمام تنفيذ هذه السنّة المباركة وبالتالي فحريّ بنا أن نُرَشحها لأن تكون هي الأضحية هذه السنة.

فالحكومة هي التي لم تأبَه لارتفاع أسعار المواد الأساسية من خضر وغلال وماء معلب ومواد تنظيف ومواد صحية وأدوية وملابس وتيار كهربائي وماء الحنفية وما إلى ذلك مما يحتاجه أبسط المواطنين، ناهيك غلاء ثمن الخرفان المعدّة للنحر.



كما أنّ الحكومة هي التي لم تُرشد إنفاقها على السلع الكمالية المستوردة بالعملة الصعبة مثل سيارات النقل الخفيفة والفخمة ورباعية الدفع وآلات الرفاهة المنزلية وشاشات العرض السينمائي العائلي وهلم جرا. وهي التي بهذا الصنيع قد أتاحت الفرصة للأثرياء بألاّ يضحّوا بأذواقهم وبميولاتهم فينقطعوا إلى حينٍ عن التمتع بخيراتٍ من المفترض إنسانيا ومدنيا وأخلاقيا أن يتمتعوا بها في زمن الازدهار لا في الزمن الحالي، زمن التدهور الاقتصادي والارتباك الاجتماعي والحاجة والفاقة لدى العديد من الفئات الشعبية المعوزة وحتى لدى جانب مهمّ من الطبقة المتوسطة.
والحكومة هي التي وقفت من حالة النقل العمومي موقف المتفرج فازدحمت شوارع العاصمة بسيارات الأجرة الجماعية مساهمة لا محالة في تخفيف الحمل عن المواطنين لكنها متسببة أيضا في تأبيد الأزمة المرورية. والحكومة هي التي لم تتخذ قرارات جدية وراديكالية بخصوص تنمية الجهات الداخلية حتى يقل الضغط الديموغرافي المسلط على العاصمة والمتسبب في عِدّةٍ من مشكلات أُخَر إلى جانب المعضلة المرورية.
وعلاوة على ذلك فالحكومة هي التي تركت الحبل على الغارب بشأن البناء الفوضوي ونشأة البنايات ذات الثلاثة والأربعة طوابق فوق منزل من الحجم العادي، مما يشجع الاحتكار والمزايدة في المجال العقاري وارتفاع أسعار مواد البناء إلى أن تضحى لا تطاق لدى الناس ذوي الدخل المتوسط والضعيف الذين بحاجة لتنفيذ أشغال عاجلة في بيوتهم وإنقاذها من السقوط.
اكتفاء منا بهذا القسط من تقصير الحكومة لا نرى بُدّا من التشديد على أنّ أداء هذه الأخيرة لم يكن ليتردّى لو لم يكن مسنودا بعقلية السيستام 'د' لدى عامة الناس والتي لا تبالي بالمخاطر المنجرّة عن قلة الوعي فتُفضّل الانسحاب أمام المشكلات الحقيقية ولا يهمها إن كانت غير قادرة على توفير ثمن الخروف من الراتب الشهري أو من الأجر العمالي لتدع الباب مفتوحا على مصراعيه أمام كل أصناف رعاة البقر ليحلبوا جيب المواطن حلبا. مع هذا فهي نفس العقلية التي تطالب بحكومة جديدة، مما يحدو بنا لأن نشك في كون أصحابها قادرين على التضحية بأي شيء من أجل أضحية مستحَقة.


Comments


32 de 32 commentaires pour l'article 72819

SOS12  (Tunisia)  |Mardi 15 Octobre 2013 à 08:24           
@Hammar

من كلام النبوة الاولى واقولها لنفسي
دع عنك المراء وان كنت محق

Hammar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 20:40           
SOS12: حزب النهضة حزب ديني لكنه لا يعرف الدين ولا التاريخ لا القديم ولا الحديث. لذا دع عنك المواضيع التي لا تفقه فيها شيئا وتعلم التدبر عوضا عن التزمت والتحجر

SOS12  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 17:35           
@Hamar
تحية
التعصب في الفكر يورث العصبية
النهضة لايقوم فكرها على الحكم بالدين مثلما انت تقول
فكرها يقوم على عمق تونس المتدرج في التاريخ والجغرافيا وارتباطاتها مع الحداثة
ومواصلة للحركة الاصلاحية للقرن الماضي
والشعب واعي ويعلم من هي النخبة فرضي بالنهضة على وساطتها ودفع باشباه الحداثيين على تلبيساتهم

Hammar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 16:00           
Tunosaure: صحيح. ذلك هو موقف الذين لا يتدبرون الأمر

Tunosaure  (Netherlands)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 15:57           
يا جماعة الخير، تجاهلوه فحسب... لا نفع من النقاش مع المتنطعين...
إقرأ ما كتبه، ابتسم ساخرا و مر مرور الكرام

Hammar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 15:57           
مشكلة التفكير الخوانجي تتلخص في تعليق سي المنجي على مقالنا:" سي محمد كل شيء دخلت فيه تفسر فيه على طريقتك؟
راهو القضاء والقدر يلزمو علم باش الإنسان يتكلم فيه"

وهو خلط رهيب وقروسطي بين القضاء والقدر من جهة والعقل فالمنجي وأمثاله يعتقدون أنّ القضاء والقدر يلغي العقل والتدبر. بماذا سنتدبر الأمر تلبية لأمر الله سبحانه وتعالى إذا ألغينا العقل؟
ثم إنّ المنجي وأمثاله يرضون برؤية الحاكم الإسلاموي يفكر في مكان النخبة والمثقفة وعندئذ لا يلومنّ الحكومة على تقديم رأيها وقرارها ولا يقولون لها "هذا قضاء وقدر" بل يقولوا لها "أنت القضاء وأنت القدر" والعباذ بالله

Hammar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 15:39           
Tunisia@:إن كنت تدعو لي بالشفاء من فوبيا النهضة فإني أدعو لك من الشفاء والمعافاة من التقفيف والتلحيس والتطبيل للنهضة

Hammar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 15:21           
@Fikou :
معظمهم لا يقرأون وإذا قرأوا لا بفهمون وإذا فهموا لا يطبقون

Fikou  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 14:46           
أيها الكاتب أنت تحاور في من قال فيهم احمد مطر:
قال لنا اعمى العميان
تسعة اعشار الايمان
في طاعة ، امر السلطان
حتى لو صلى سكران ..!!
حتى لو ركب الغلمان ..!!
حتى لو اجرم او خان ..!!
حتى لو باع الاوطان ..!!
أنت تحاور في من يفتخر بتصاعد معدلات البطالة، وتصاعد معدلات التضخم، ويفتخر بهشاشة الهياكل الاقتصادية، وتراجع في الأداء الاقتصادي
أنت تحاور لمن يصفق للحرمان، والفقر، والمديونية، والتخلف ، وتفشي الفساد في المؤسسات ،
أنت تحاور لمن يغذي في العنصرية، والإقصاء والتهميش.
هل كل هذا الفشل مدعاة للفخر ؟؟؟
على الظالين ٱمين أنا أول من يضحي بهاته الحكومة!!!!

Hammar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 13:55           
نعم شراء الكماليات يتسبب في ارتفاع سعر الأساسيات وفرنسا دولة أصبحت متخلفة إذن فهي ليست مقياسي وليست مقياس الأحرار مثلي وإنما هي مقياس الحاقدين على بلدهم والمهاجرين الذين يتركون بلدهم في الأزمات وأنا لست منهم

AbouAlMntacir  (France)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 13:23           
أ ما هذه التّرّهات وما هذا الحقد الأعمى
منذ متى شراء السّيّارات و بناء العقارات يزيد في ثمن الخبز

نحن هنا في فرنسا لنا نفس المشاكل والتّظخّم مشكل يخلقه التّداين وليس البناء

Hammar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 13:15           
نرجو من قرائنا الكرام الرفع من مستوى النقاش

Hammar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 13:03           
Mongi : اللوم على من يتكلم ويكتب من غير علم

MoradAlamdar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 12:50           
يا سي المنجي ربي يهديك تي فما حاجة ميفهمهاش و ما قراهاش و ميعرفهاش سي محمد. عيدكم مبروك

Mongi  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 11:46           
يا سي محمد كل شيء دخلت فيه تفسر فيه على طريقتك؟ راهو القضاء والقدر يلزمو علم باش الإنسان يتكلم فيه.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 11:28           
Hammar المعارضة ليس لها من خيار أمام مشيئة الله سبحانه وتعالى فهي لن تقدر على انتزاع الحرية والكرامة لإعادة الإستبداد من جديد فالله هو من منح شعبنا الحرية ورفع عنه إستبداد التجمع واليسار ولن يقدرا على محاربة الله وجنوده الطيبين ....

Expatjaloux  (United Arab Emirates)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 10:34           
On accuse toujours le gouvernement et on oublie que la plupar de nous vit audela de leurs moyens. on doit d'abord faire notre travail comme il le faut et qu'on soit honnete pour que l'argent qu'on gangne reponde a nos besoins. Si le mouton est cher ce n'est pas la peine d'en acheter.

Mongi  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 10:05           
قال الكاتب "وبالتالي فحريّ بنا أن نُرَشحها (الحكومة)لأن تكون هي الأضحية هذه السنة."
هذا اقتراح من طرف الكاتب.
ثّم اقتراح آخر زادة نتصورو باهي برشة ويفرح المواطنين برشة برشة وينجم يخلصهم من غلظ الدم والسكر والعصب إللي هوما فيه وهو أنو نضحي بالمعارضة المريضة برشة على الأقل هنا نربحو حاجتين :
1) المواطن يرتاح من مرض العصب والدمار إلي قاعد يجيه من المعارضة وخاصة معارضة بدورو يعني معارضة الصفر فاصل ...0.0
2) على الأقل المعارضة هذه كي نضحييو عليها ما تموتش جيفة.

Hammar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 09:44           
Zoulel: Il n y a de médiocre qu'un type servile qui ne sait pas lire et qui a l'esprit moutonnier comme celui qui a écrit ce commentaire

Zoulel  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 09:41           
Mr hammar excelle par la médiocrité.

Hammar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 09:40           
MOUSALIM: الحكومة ليس لها من خيار أمام مشيئة الله فهي لا تعطي حرية التعبير وإنما الذي خلقك وخلقني هو الذي يعطيها للناس الطيبين دون سواهم

Hammar  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 09:38           
@ AMDMED: الحكومة أعطتني الفرصة لأعبّر؟ هذه هي الأخيرة التي أسمعها!!!! الله سبحانه وتعالي وثورة الشعب على الاستبداد بما فيه الاستبداد باسم الدين هو الذي أعطاني هذه الفرصة وهو لا يعطيها للخانعين الأذلاء.

Afrikia38  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 09:23           
***************

AMDMED  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 09:02           
الحكومة التونسية هي المسؤولة
فالحكومة هي التي لم تأبه
كما أن الحكومة هي التي لم ترشد
و الحكومة هي التي وقفت
و الحكومة هي التي لم تتخذ
و علاوة على ذلك فالحكومة هي التي تركت الحبل
يعطيك الصحة و رغم كل شيء فإنها تبقى أقوى حكومة في التاريخ لأنها أعطاتك الفرصة ليك و لأمالك باش تعبر عن رأيك بكل حريّة دون قيود

Soussien  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 08:39           
**************

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 08:37           
فعلا سلبيات الحكومة عديدة لكن ميزتها المتفردة أنها تدعم حرية الرأي والتعبير بسقف مرتفع للغاية ولا تأبه حتى لمن تفرغ لتقطيعها وترييشها صباحا مساء ويوم الأحد ....

Swigiill  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 08:27           

من دعى لنفسه بالهداية -و لا انزه نفسي الا ان يرحمني ربي- و اخلص الدعاء الى الله هداه الله ان الله عز و جل رؤوف غفور يهدي من يشاء الى سراطه المستقيم

فيا ربنا و مولانا و الاهنا الفرد الصمد اهدنا و اهد بنا و عافنا و اعفوا عنا و اغفر لنا و ارحمنا انت مولانا لا إله إلا أنت، خلقتنا ونحن عبيدك، ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا، نعوذ بك من شر ما صنعنا، نبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء بذنبنا، فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت سبحانك.

آمين يا رب العالمين

SOS12  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 06:54           
الكاتب

كن متفائلا ترى الوجود جميلا
اما الحكومة هي الافضل لتونس الحالية
اعلم ان الله كره اليكم القيل والقال وكثرة السؤال وشدة المحال
عيد مبارك

Dagbaji  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 05:11           
على كل، سي الحمار تدارك في الفقرة الأخير من هذيانه وكاد ان يعود لرشده.
عيدك مبروك أيها الفيلسوف العبقري

Moderat  (Tunisia)  |Lundi 14 Octobre 2013 à 04:01           
كان الحكومة وفرت الخرفان المستوردة باثمان في متناول الفقراء اشتكى الفلاحون و ان هي ارضت الفلاحين اشتكى الفقراء


Zoulel  (Tunisia)  |Dimanche 13 Octobre 2013 à 23:14           
*******

Tunisia  (France)  |Dimanche 13 Octobre 2013 à 22:45           
ربي يشفيك من فوبيا النهضة ..يا سي الحمار..


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female