راديو ''كلمة'' أو فاجعة الإعلام

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
عندما كانت السيدة سهام بن سدرين تناضل من أجل إعلام حرّ في سنوات الجمر كان الكثير ممّن يتصدّرون المشهد الإعلامي اليوم من سدنة النظام البائد بل كانوا وصمة عار على الإعلام التونسي و ثورة الشباب التونسي ضدّ القهر و العسف . لقد دفعت تلك المرأة ثمنا باهظا لنضالها و تحدّيها للنظام القمعي حيث سُحلت و ضُربت و سُجنت حتى جعلت منها بعض المنظمات الدولية مثل مراسلون بلا حدود سنة 2001 رمزا للإعلام الحرّ و قامت بتحرّكات عديدة في باريس لمطالبة السلطات التونسية بإطلاق سراحها .
عندما كانت السيدة سهام بن سدرين تناضل من أجل إعلام حرّ في سنوات الجمر كان الكثير ممّن يتصدّرون المشهد الإعلامي اليوم من سدنة النظام البائد بل كانوا وصمة عار على الإعلام التونسي و ثورة الشباب التونسي ضدّ القهر و العسف . لقد دفعت تلك المرأة ثمنا باهظا لنضالها و تحدّيها للنظام القمعي حيث سُحلت و ضُربت و سُجنت حتى جعلت منها بعض المنظمات الدولية مثل مراسلون بلا حدود سنة 2001 رمزا للإعلام الحرّ و قامت بتحرّكات عديدة في باريس لمطالبة السلطات التونسية بإطلاق سراحها .

ما يحصل اليوم مهزلة في حق الثورة , هل من المعقول أن نتابع ما يحصل لراديو كلمة الذي تعرّض صحفيّوه سنة 2008 و 2009 للهرسلة البوليسية و مصادرة معدّات إذاعتهم ليعلن إفلاسه و يعتصم العاملون فيه من أجل الحصول على أجورهم التي لم يتسلّموها منذ أشهر بسبب الصعوبات المالية و الظروف الصعبة . لقد انتظرنا أن تكبر هذه الإذاعة بعد الثورة و تكون أحد دعائمها و تُفعّل رهاناتها خاصة بعد زوال التضييقات , لكن حصل المكروه لتجد السيدة سهام بن سدرين نفسها في وضعية حرجة و غير منتظرة . لقد كان راديو كلمة صوت من لا صوت له في حقبة الإستبداد و مصدر إزعاج لبن علي و زبانيته رغم قلّة الإمكانيات , و عمل بعد الثورة على تطوير نفسه فدعّم صفوفه بإعلاميين معروفين و تنوّعت برامجه لتناسب كل الأذواق , و للأمانة فقد حدّثني أحد الأصدقاء الثقاة بأنّ برامجه الرمضانية لهذا العام من أمتع البرامج بين الإذاعات المختلفة لوجود فقرات تثقيفية و ترفيهية و برامج سياسية تلتزم قدرا من الحياد و المهنيّة .
إنّ الوضعية التي وصل إليها راديو كلمة مؤلمة , و إغلاقها هو إسكات لصوت حرّ و متاعب جديدة للصحفيين العاملين به , وهو أمر تتحمّل مسؤوليته أطراف عديدة من إدارة و سلطة لم تبحث إلى اليوم عن آليات جديدة لتوزيع الإشهار العمومي الذي بقي خاضعا لتأثيرات اللوبي القديم , لو كان هؤلاء من أبناء الثورة لسارعوا بدعم الأصوات الحرّة و المناضلة لكن البيروقراطية الإدارية و الدولة العميقة مازالت تنظر لهذا المنبر الإعلامي نظرة عدائية و مازالت تزعجهم مواقف السيدة سهام بن سدرين التي بقيت وفيّة لأهداف الثورة خاصّة مسالة المحاسبة و العدالة الإنتقالية كما لم تنخرط في لعبة الإستقطاب السياسي و المعارك الجانبية , و لا يحتاج المرء إلى ملاحظة تدفّق الإشهار على أبواق النظام القديم بصورة لافتة بل أرادوا أن يصنعوا لنا أبطالا جددا بلا بطولات لأن الشجاعة اليوم بلا ثمن . نرجو أن تتدارك الحكومة الأمر لأّن إغلاقها في عهدها وصمة عار على جبينها وهي التي طالما دافعت عنهم عندما كانوا في المنافي و السجون , كما نرجو من رجال الأعمال الوطنيين دعم هذه الإذاعة المناضلة التي تشكّل مع بعض الأصوات الحرّة نواة الإعلام البديل .
كاتب و محلل سياسي
Comments
19 de 19 commentaires pour l'article 72555