من ''البريستول'' إلى ''نسمة'': نهاية الهوليغانز السياسي

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
هدأت العاصفة السياسية منذ لقاء فندق البريستول بباريس بين السيد الباجي قايد السبسي و الشيخ راشد الغنوشي بعد وساطة أطراف داخلية بدأها السيد سليم الرياحي و بتشجيع خارجي لحلحلة الأزمة عبر جمع الطرفين اللّدودين على طاولة واحدة . ذلك اللقاء الذي دام لثلاثة ساعات بين رجلين يمتلكان الخبرة و الرصانة و النّظر إلى المصلحة الوطنية العليا بعيدا عن لغة المراهقة السياسية التي ملأت المنابر الإعلامية بين الفرقاء السياسيين . كان لقاء إذابة الجليد بين حركة النهضة و نداء تونس و هما الحزبان الكبيران اللذان ترشحهما أغلب استطلاعات الرأي للفوز في الإنتخابات القادمة , ذلك الذّوبان لم يعجب المراهنين على تغذية الإستقطاب الثنائي الحاد الذي وصل مرحلة الحرب الأهلية الصامتة , و زوال الجليد يعني بداية التواصل و التنسيق و رفع التابوات . التهدئة يفرضها الكبار بفضل نفوذهم و شعبيتهم , و عالم السياسة لا يخلو من الصفقات السياسية و لا يعترف بالخطوط الحمراء و لا بالعداوة الدائمة بل بالمصالح و المكاسب على الأرض لذلك يجمع الكثيرون أن هناك صفقة و اتّفاق بين النهضة و نداء تونس هندسه الباجي قايد السبسي و راشد الغنوشي لإزالة حالة الإحتقان و الترقّب التي يشهدها المشهد السياسي التونسي و الترتيب للمرحلة المقبلة في علاقة تواصلية .
هدأت العاصفة السياسية منذ لقاء فندق البريستول بباريس بين السيد الباجي قايد السبسي و الشيخ راشد الغنوشي بعد وساطة أطراف داخلية بدأها السيد سليم الرياحي و بتشجيع خارجي لحلحلة الأزمة عبر جمع الطرفين اللّدودين على طاولة واحدة . ذلك اللقاء الذي دام لثلاثة ساعات بين رجلين يمتلكان الخبرة و الرصانة و النّظر إلى المصلحة الوطنية العليا بعيدا عن لغة المراهقة السياسية التي ملأت المنابر الإعلامية بين الفرقاء السياسيين . كان لقاء إذابة الجليد بين حركة النهضة و نداء تونس و هما الحزبان الكبيران اللذان ترشحهما أغلب استطلاعات الرأي للفوز في الإنتخابات القادمة , ذلك الذّوبان لم يعجب المراهنين على تغذية الإستقطاب الثنائي الحاد الذي وصل مرحلة الحرب الأهلية الصامتة , و زوال الجليد يعني بداية التواصل و التنسيق و رفع التابوات . التهدئة يفرضها الكبار بفضل نفوذهم و شعبيتهم , و عالم السياسة لا يخلو من الصفقات السياسية و لا يعترف بالخطوط الحمراء و لا بالعداوة الدائمة بل بالمصالح و المكاسب على الأرض لذلك يجمع الكثيرون أن هناك صفقة و اتّفاق بين النهضة و نداء تونس هندسه الباجي قايد السبسي و راشد الغنوشي لإزالة حالة الإحتقان و الترقّب التي يشهدها المشهد السياسي التونسي و الترتيب للمرحلة المقبلة في علاقة تواصلية .

كان الإعلان الرسمي عن الإتّفاق في حوار قناة نسمة مع الشيخ راشد الغنوشي الذي فاجأ الجميع بما فيهم أنصار حركة النهضة بانفتاحه على حزب نداء تونس و اعتباره إلى جانب حركة النهضة العمود الفقري للمشهد السياسي التونسي بل اعتبر أنّ نداء تونس قد غيّر الخارطة السياسية في البلاد و لابدّ من التعامل معه ضمن رؤية سياسية واقعية . ظروف لقاء الغنوشي مع قناة نسمة مشابهة إلى حدّ التطابق مع حوار السيد الباجي قايد السبسي مع نفس القناة , و عالم السياسة لا يعترف بالصدف لأن الخط التحريري لنسمة قد تغيّر جزئيّا بعد دخول السيد سليم الرياحي في شراكة مع السيد نبيل القروي و من المعروف أن الرياحي رجل وفاقي ووسطي كما أنّ مضمون ما قاله الشيخ راشد الغنوشي يستوجب تلك الحظوة التي وجدها في القناة التي كان أنصار النهضة يدعون إلى مقاطعتها لأسباب يطول شرحها في هذا المقام .
كلام الغنوشي بعثر أوراق حلفائه و خصومه فوجد الجميع نفسه في التسلل و يريد اللحاق و فهم ما يجري حتى لا يبقى على هامش المشهد السياسي . الأحزاب الكبيرة لا تخشى الإنتخابات التي يبقى إنجازها مسألة وقت و الحكومة الجديدة المحايدة التي ستشرف عليها سيحدّد طبيعتها الحوار الوطني , أما الخاسر الأكبر فهي الأحزاب التي راهنت على الصّدام و حشر النهضة في الزاوية و استعملت لغة حربية إقصائية وصلت حدّ التهليل للمشهد الدّموي المصري و راهنت على انقلاب لم يأت , عندها اختارت النهضة الذهاب إلى القوّة الحقيقية للمعارضة و هي تدرك من ينفق و يحشد لإعتصام الرحيل بباردو لأنّها تعلم أن السيد الباجي قايد السبسي لا يمكن أن يلتقي إلا ظرفيا مع التيارات اليسارية و بعض القوى الفوضوية فالرجّل أرستقراطي و ليبرالي بالأساس , و اختارت إذابة الجليد مع خصم يملك المال و الإعلام و له حظوظه في الإنتخابات فعزلت العمود الفقري لما يسمّى جبهة الإنقاذ و تنازلت من أجل تلك الصفقة و ألقت وراء ظهرها تحصين الثورة و مقولات النظام القديم و الأزلام ... و بدت بقية مكوّنات جبهة الإنقاذ تحاول إنقاذ نفسها للحيلولة دون الإنقراض السياسي بعدما أيقنوا في اعتصام الرحيل ضخامة الإمكانيات المسخّرة له و من يقف وراءها .
كان أنصار النهضة إلى وقت قريب يهددون نداء تونس بورقة تحصين الثورة و ينعتوهم بأنهم تجمعيون و قادة الثورة المضادة , كما هدد أنصار نداء تونس بإعادة النهضاويين إلى السجون و المنافي في حال استقرّ لهم الأمر . تلك الحالة هي أشبه بالهوليغانز السياسي و مارسه الطرفين بنسب متفاوتة .
للأمانة , كان السيد الباجي قايد السبسي في كل حوار يؤكّد أن النهضة جزء أساسي من المشهد التونسي رغم وجود أصوات استئصالية داخل حزبه أمّا راشد الغنوشي فقد قرّر ألاّ يذعن لصقور النهضة الذين يرفضون التعامل مع نداء تونس لأنّ المصلحة الوطنية فوق المصالح الحزبية و الضرورات تبيح المحظورات .
كاتب و محلل سياسي
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 70430