باب نات - علمت باب نات أن حالة من الغليان و التذمر تسود المنتسبين لقطاع الإخراج بالتلفزة التونسية إثر قرار الإدارة العامة بإسناد مهمة إخراج نشرات الأخبار لتقنيي فيديو , قرار إعتبره المخرجون و مساعدي الإخراج غير قانوني و مخالف للنظام الأساسي لأعوان التلفزة و هو يمثل حلقة جديدة من حلقات التهميش الذي يستهدف هذا القطاع بالتلفزة التونسية منذ سنوات عدة و الذي تواصل مع تعاقب الإدارات و المديرين , فبعد إسناد الأعمال الدرامية هذه السنة لغير مخرجي التلفزة التونسية و بالتالي حرمانهم من فرصة لإثبات قدراتهم و لتطويرها و كذلك بعد تجاهل إدارة التكوين لهم في مشاريعها و مخططاتها المستقبلية و بعد حرمان بعض المخرجين من مستحقاتهم المالية للسنة الفارطة , يأتي هذا القرار بإسناد مهمة إخراج النشرات الإخبارية لتقنيي فيديو لتكون القطرة التي قد تفيض الكأس و تدفع بالمخرجين إلى تطوير موقفهم و التصعيد من تحركاتهم في القريب العاجل و هو ما لمسناه بعد حديثنا مع بعض المنتمين لقطاع الإخراج بالتلفزة التونسية و الذين أكدو لنا أنهم لن يسكتو مستقبلا عن هذا التهميش الممنهج منذ سنوات و الذي بدأ بحصر منح الأعمال التلفزية الكبيرة لبعض الأسماء دون غيرها لسنوات طوال و حتى بعد إحالتها للتقاعد ثم بإغراق المصلحة بغير المنتمين و غير الدارسين للإخراج عن طريق إباحة النقلة من مصالح أخرى لمصلحة الإخراج دون تكوين و لا تأهيل مما أثر على الأداء المهني لمن تمت نقلتهم و كان كذلك سببا في تدنى جودة عديد الأعمال .
أحد النقابيين أفادنا بأن قرار الإدارة إعتداء صارخ على القانون و و مخالفة صريحة من الإدارة للنظام الأساسي و لعهودها و للإتفاقيات المبرمة مع النقابات و القاضية بإيقاف نزيف العمل في غير الصفة و الذي ينتشر بكثرة داخل التلفزة التونسية التي إلتجأت إلى هذه الطريقة لتجاوز النقص الحاصل في الإطار البشري في إختصاصات مهنية مختلفة فليس من الغريب أن تجد في التلفزة التونسية سائقا أو عون خدمات يشتغل مصورا تلفزيا أو مساعد إنتاج و تقني أو كاتب إدارة يشتغل مخرجا أو تقني في الإعلامية أو عون خزن يشتغل مهندس صوت أو مهندس فيديو, و رغم كل المراسلات و النداءات الموجهة من قبلنا يضيف محدثنا النقابي فإن بعض المسؤولين و بمباركة من الإدارة العامة لا يتورعون عن تكليف أول شخص يصادفونه في الرواق لسد الشغور الذي يفاجئهم في بعض المواقع و الإختصاصات .
الإصرار إذن بدا جليا لدى مخرجي التلفزة التونسية لإيقاف هذا النزيف و من المنتظر في الساعات القادمة تحديد نوعية التحرك الإحتجاجي لمواجهة التهميش الذي يعانونه .