الرقص على نَخْب الجثث المتناثرة
بقلم حاتم الكسيبي
سقطت جبهة الإنقاذ سياسيا و أخلاقيا عندما هللت لسقوط الضحايا في ميداني رابعة العدوية و النهضة ولما اعتبرت فض الاعتصام مطلب شعبي مهما كانت آلياته فأيدت قوات العسكر و الأمن و البلطجية في تحركاتهم و جعلت خصومها السياسيين أعداء تستحل دماؤهم. فهذا صبّاحي الشعبي يشكر القوات المداهمة للمعتصمين و يبرر ما اقترفوه ولا ينتبه لرقم الضحايا ولا إلى أعمارهم أو طريقة تصفيتهم. وهذا البرادعي كعادته يندم و يطلب الصفح والمغفرة فهو يخشى الله أن يسأله عن دماء سكبت غدرا وكفرا ولا يخشاه مما سولت له نفسه من انقلاب على السلطة و افتكاك لشرعية انتخابية جنبت مصر الاقتتال و دعمت حرية الإعلام و التنظم لشهور. هاهي جبهة الإنقاذ تحكم بحكم العسكر وهاهي مآلات الانقلاب والديمقراطية الشعبية التي وعدوا بها، فاسرائيل ذاتها استغربت هذا الكم الهائل من القتل و نددت بمؤاخذة العرب لها في حرب غزة والحال أنهم يفوقونها دموية وتنكيلا. لقد اخبرنا ابن المقفع في كليلة ودمنة عن عديد أنواع الحيوان وعن غرائزها فلم نجد شبها لهذا الحال إلا في الضبع والغراب وابن آوى وغيرها من الحيوانات التي تأكل الجثث وتزدردها، أما الأسود والنمور فإما صائدة مفترسة إذا مسها الجوع أو مقتولة بزناد صياد غرّ أراد أن يتسلى بقتلها.
سقطت جبهة الإنقاذ سياسيا و أخلاقيا عندما هللت لسقوط الضحايا في ميداني رابعة العدوية و النهضة ولما اعتبرت فض الاعتصام مطلب شعبي مهما كانت آلياته فأيدت قوات العسكر و الأمن و البلطجية في تحركاتهم و جعلت خصومها السياسيين أعداء تستحل دماؤهم. فهذا صبّاحي الشعبي يشكر القوات المداهمة للمعتصمين و يبرر ما اقترفوه ولا ينتبه لرقم الضحايا ولا إلى أعمارهم أو طريقة تصفيتهم. وهذا البرادعي كعادته يندم و يطلب الصفح والمغفرة فهو يخشى الله أن يسأله عن دماء سكبت غدرا وكفرا ولا يخشاه مما سولت له نفسه من انقلاب على السلطة و افتكاك لشرعية انتخابية جنبت مصر الاقتتال و دعمت حرية الإعلام و التنظم لشهور. هاهي جبهة الإنقاذ تحكم بحكم العسكر وهاهي مآلات الانقلاب والديمقراطية الشعبية التي وعدوا بها، فاسرائيل ذاتها استغربت هذا الكم الهائل من القتل و نددت بمؤاخذة العرب لها في حرب غزة والحال أنهم يفوقونها دموية وتنكيلا. لقد اخبرنا ابن المقفع في كليلة ودمنة عن عديد أنواع الحيوان وعن غرائزها فلم نجد شبها لهذا الحال إلا في الضبع والغراب وابن آوى وغيرها من الحيوانات التي تأكل الجثث وتزدردها، أما الأسود والنمور فإما صائدة مفترسة إذا مسها الجوع أو مقتولة بزناد صياد غرّ أراد أن يتسلى بقتلها.

ولا يسعنا أن ننسى في هذا المضمار ذلك الاستنساخ الأخرق لفيلم القتل والترهيب المصري الذي تبشرنا به جبهة إنقاذنا في وطننا العزيز تونس، فهذه الجبهة الهزيلة بعددها وعدتها سلكت نفس المسلك وصرحت نفس التصاريح ولم تخف فرحتها و تمنياتها بأن ينقلب الوضع في تونس إلى تلك الحالة المأساوية، تلك هي الديمقراطية عندهم وتلك طريقة حكمهم، فالحمد لله أن أنطقهم اليوم فاستمع لهم الشعب و عرف ما تكنّ صدورهم من حقد وكره لمن خالفهم، والحمد لله أن تمتعوا بحرية التعبير عن آرائهم دون خوف أو وجل واعتصموا ولم يداهمهم الرصاص الحي ولم يقتلوا، فدماؤهم غالية وحرام كغيرهم من التونسيين. و لكن حماقات التجييش الايديولوجي والمال الفاسد المشبوه لن يتركهم يفهمون الأمور جيدا فيتداركون أمر هذا البلد و ينتظرون التغيير الديمقراطي الشرعي الذي تفرزه صناديق الاقتراع في عديد الدول المتقدمة وحتى النامية، بل تستعر في أذهانهم حنق ابا جهل وحقد الكاهنة وكفر مسيلمة فيتصورون عدوا لدودا و يؤمنون به والواقع المعاش مختلف أيما اختلاف عن ما تقدمه تلفزاتهم من تهويل للأمور و نظرة سوداوية للمستقبل. فالمواطن أحبوا أم كرهوا، منصرف إلي كسب قوته وتوفير كتب وكراسات أولاده بعد أن نال العيد والاصطياف من جيبه فتنزه و روح عن نفسه رغم الجو السياسي المشحون الذي تفاقم و رغم الحشود التي تحشد هنا وهناك. وتونس الصغيرة حجمها والكبيرة في تاريخها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقرر أمرها جماعة ما في باردو او القصبة بل أمرهم بأيديهم وصندوق الاقتراع دليلهم بعد أن استعادوا الثقة فيه فلا يخيب ظنهم باذن الله، ولهم وحدهم ان يختاروا قادتهم وساستهم إلى أمد يختارونه دون اللجوء إلى الدماء والتقاتل لو يدرك جماعة صفر فاصل.
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 69948