الرقص على نَخْب الجثث المتناثرة

<img src=http://www.babnet.net/images/9/misrrabiaamosqueee.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم حاتم الكسيبي

سقطت جبهة الإنقاذ سياسيا و أخلاقيا عندما هللت لسقوط الضحايا في ميداني رابعة العدوية و النهضة ولما اعتبرت فض الاعتصام مطلب شعبي مهما كانت آلياته فأيدت قوات العسكر و الأمن و البلطجية في تحركاتهم و جعلت خصومها السياسيين أعداء تستحل دماؤهم. فهذا صبّاحي الشعبي يشكر القوات المداهمة للمعتصمين و يبرر ما اقترفوه ولا ينتبه لرقم الضحايا ولا إلى أعمارهم أو طريقة تصفيتهم. وهذا البرادعي كعادته يندم و يطلب الصفح والمغفرة فهو يخشى الله أن يسأله عن دماء سكبت غدرا وكفرا ولا يخشاه مما سولت له نفسه من انقلاب على السلطة و افتكاك لشرعية انتخابية جنبت مصر الاقتتال و دعمت حرية الإعلام و التنظم لشهور. هاهي جبهة الإنقاذ تحكم بحكم العسكر وهاهي مآلات الانقلاب والديمقراطية الشعبية التي وعدوا بها، فاسرائيل ذاتها استغربت هذا الكم الهائل من القتل و نددت بمؤاخذة العرب لها في حرب غزة والحال أنهم يفوقونها دموية وتنكيلا. لقد اخبرنا ابن المقفع في كليلة ودمنة عن عديد أنواع الحيوان وعن غرائزها فلم نجد شبها لهذا الحال إلا في الضبع والغراب وابن آوى وغيرها من الحيوانات التي تأكل الجثث وتزدردها، أما الأسود والنمور فإما صائدة مفترسة إذا مسها الجوع أو مقتولة بزناد صياد غرّ أراد أن يتسلى بقتلها.





ولا يسعنا أن ننسى في هذا المضمار ذلك الاستنساخ الأخرق لفيلم القتل والترهيب المصري الذي تبشرنا به جبهة إنقاذنا في وطننا العزيز تونس، فهذه الجبهة الهزيلة بعددها وعدتها سلكت نفس المسلك وصرحت نفس التصاريح ولم تخف فرحتها و تمنياتها بأن ينقلب الوضع في تونس إلى تلك الحالة المأساوية، تلك هي الديمقراطية عندهم وتلك طريقة حكمهم، فالحمد لله أن أنطقهم اليوم فاستمع لهم الشعب و عرف ما تكنّ صدورهم من حقد وكره لمن خالفهم، والحمد لله أن تمتعوا بحرية التعبير عن آرائهم دون خوف أو وجل واعتصموا ولم يداهمهم الرصاص الحي ولم يقتلوا، فدماؤهم غالية وحرام كغيرهم من التونسيين. و لكن حماقات التجييش الايديولوجي والمال الفاسد المشبوه لن يتركهم يفهمون الأمور جيدا فيتداركون أمر هذا البلد و ينتظرون التغيير الديمقراطي الشرعي الذي تفرزه صناديق الاقتراع في عديد الدول المتقدمة وحتى النامية، بل تستعر في أذهانهم حنق ابا جهل وحقد الكاهنة وكفر مسيلمة فيتصورون عدوا لدودا و يؤمنون به والواقع المعاش مختلف أيما اختلاف عن ما تقدمه تلفزاتهم من تهويل للأمور و نظرة سوداوية للمستقبل. فالمواطن أحبوا أم كرهوا، منصرف إلي كسب قوته وتوفير كتب وكراسات أولاده بعد أن نال العيد والاصطياف من جيبه فتنزه و روح عن نفسه رغم الجو السياسي المشحون الذي تفاقم و رغم الحشود التي تحشد هنا وهناك. وتونس الصغيرة حجمها والكبيرة في تاريخها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقرر أمرها جماعة ما في باردو او القصبة بل أمرهم بأيديهم وصندوق الاقتراع دليلهم بعد أن استعادوا الثقة فيه فلا يخيب ظنهم باذن الله، ولهم وحدهم ان يختاروا قادتهم وساستهم إلى أمد يختارونه دون اللجوء إلى الدماء والتقاتل لو يدرك جماعة صفر فاصل.


Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 69948

Tarekusa  (United States)  |Samedi 17 Août 2013 à 03:30           
الرجاء من باب نات تغيير الصورة احتراما لها فهي محجبة ويظهر بعض جسمها

Swigiill  (Tunisia)  |Samedi 17 Août 2013 à 00:33           

سالت احد اصدقائي:

- لماذا الشيوعيون و انصار حمة الهمامي لا يؤمنون بالحوار و يميلون للعنف و سفك الدماء و فرحوا و ابتهجوا للمجزرة التي صارت في مصر؟

فقال لي:

- اذا لم يكن فى حوزتك غير مطرقة فستتعامل مع اي شيء على انه مسمار


Meinfreiheit  (Oman)  |Vendredi 16 Août 2013 à 20:25           
توحش ايديولوجي و كره اعمى للاسلام غذاه المسيحيين و الغرب بسموم اموالهم و هاهي النتيجة ....

MSHben1  (Tunisia)  |Vendredi 16 Août 2013 à 19:38           
نداء الى المصريين
و الى من استطاع سبيلا
لأيصاله اليهم و التأكيد عليه

أنا خبير الاستراتيجيين آفة الاستراتيجيا السياسية و العلمية و الاقتصادية و الصناعية و التقنية و الحياتية و الدينية أأكد للمصريين على اتباع نهج الثورة الايرانية اي الاجساد ضد الدبابات و المدرعات و الرشاشات و لا تضربوا العلمانيين و لا تخربوا ارزاقهم و لا تخربوا اداراتكم بل اجتاحوا ثكنات السيسي و افتكوا السلاح بالقوة و لا تستعملوه ضد بني الجلدة العاديين و لكن استعملوه ضد جنود السيسي فانهم ليسوا جنود الشعب و البلاد و من اراد منهم الشعب فلينشق و ما
اعادة القانون و الديمقراطية و الشرعية المفتكة بانقلاب العسكر الا بالقوة . لا تخرجوا عما قلت و ما التوفيق الا بالله . وا صلوا مليونياتكم حتى و ان اغلقت المساجد و لا تستكينوا فأن ثورتكم للحق و للديمقراطية و للقانون و الشرعية الانتخابية و ان عدتم للحكم فلا ترجعوا لما كنتم عليه من انانية و حزبية و فرقة و مذهبية و جهوية و عنصرية و طائفية فاصلحوا اسلامكم الى ما ادعوكم اليه و اجعلوا واجهتكم مدنية و تطورا و ديمقراطية في المواطنة و فعلوا الشريعة دستورا
يمر على الكل بقوته كقانونا ربانيا و فعلوا مساواة المواطنة الحقة و الاسلام الحق حيث لا فرق في الحقوق و الواجبات بين اسلامي و علماني او بين مواطنكم اليهودي او المسيحي او الكردي او العربي او السني او الشيعي فأنهم سواسية في المواطنة و هذا هو السلوك الحضاري لاسلام الرسول و صحابته .

انا خبير الاستراتيجيين ابشر بعودتكم الى ما اغتصب منكم بقوة السلاح طال الدهر او قصر رغم اني لست اخوانيا و لا سلفيا و لا نهضويا تونسيا بل انا اسلامي ذيمقراطي السني اخي و الشيعي اخي و لا مذهبية و لا جهادية ضد بني الجلدة الا على المعتدين او على مانعي العقيدة او الدين و لا حزبية و لا انانية و العالم كله اخوتكم في الانسانية ما عدى الصهاينة المحتلين . انا m.s.hben1.

Hemida  (United States)  |Vendredi 16 Août 2013 à 19:24           
فلا عاش في تونس من خانها ... و لكن و للأسف الشديد عدد الخونة كثيرون في تونس و لا يمكن التعرف عليهم بسهولة باستثناء ما كشفوا انفسهم بانفسهم

Kairouan  (Qatar)  |Vendredi 16 Août 2013 à 18:43           
هذه هي الديمقراطية التي يبشرنا بها تحالف الجبهة الشعبوية ونداء الشياطين
أنهار من دماء ألأبرياء ومحرقة للأموات و الأحياء
سيهزم الجمع ويولون الدبر
هذا وعد الله سيهزم جمع السيسي المجرم وجمع
السبسي وحمة الهامل وجميع الخونة الإنقلابيين
وإن غدا لناظره لقريب


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female