السيسي المسؤول الاول.. والليبراليون شركاء في الجريمة مصر‬

<img src=http://www.babnet.net/images/8/abariatwan400.jpg width=100 align=left border=0>


عبد الباري عطوان

دعونا في البداية نسمى الامور باسمائها دون اي لف أو دوران، فما حدث كان استخداما مفرطاً للقوة من قبل قوات امن مدعومة بالجيش، وجاءت النتيجة مجزرة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، مجزرة تتواضع امامها مجازر قوات الامن نفسها في زمن الرئيس حسني مبارك، وايام حكمه الاخيرة على وجه الخصوص.

قوات الامن المصرية ودباباتها وبلدوزراتها وقناصتها استخدموا الذخيرة الحية ضد مواطنين عزل يطالبون بعودة الديمقراطية ورئيس مصري منتخب، وبهدف فض اعتصام سلمي مشروع استمر لستة اسابيع دون اطلاق رصاصة واحدة، أو ارتكاب اي حادثة مخلة بالامن العام.



المتحدثون باسم الحكومة والقوات المسلحة حاولوا طوال يوم امس المساواة بين الضحية والجلاد، والادعاء بان المعتصمين لم يكونوا سلميين، واطلقوا النار على قوات الامن، وهذا تضليل سافر، ومغالطة مفضوحة للحقيقة.

تابعت كل المحطات الاجنبية تقريبا، ونشراتها الاخبارية، وتغطيتها للمجزرة منذ اللحظة الاولى لاقتحام ميداني رابعة العدوية والنهضـة، ولم يقل اي مراسل ان الاعتصامات لم تكن سلمية، واكد مراسل محطة سي. ان. ان عندما سأله المذيع البارز جيم كلينسي عما اذا رأى اسلحة في يد المعتصمين، انه لم ير بندقية واحدة، ولم يشاهد ايا من المعتصمين يطلق النار، بينما قال انه شاهد قناصة يعتقد انهم من رجال الامن يطلقون النار على المعتصمين.
الجيش المصري ارتكب جريمة كبرى بسفكه دماء ابناء شعبه للمرة الاولى في تاريخه، حيث ظل لمئات الاعوام يتحاشى الوقوع في هذه الخطيئة الكبرى التي يصعب غفرانها او نسيانها، فقد ظل دائما فوق الجميع، فوق كل الصراعات الحزبية والانقسامات الطائفية والدينية وولاؤه لمصر وشعبها فقط.
من الطبيعي ان تكون الكلمة الاخيرة للجيش المصري والقوى الامنية الداعمة له في هذه المواجهات الدموية، فهو اكبر جيش عربي واكثرها واحدثها تسليحا، ولان الطرف الاخر، اي الاخوان وانصارهم وشرعيتهم، كانوا مسلحين فقط بحناجرهم، وايمانهم بعدالة مطالبهم، في عودة رئيسهم المنتخب.
xxx
لن نفاجأ اذا ما نجح الجيش في اخلاء الميادين من المعتصمين بقوة البلدوزرات والدبابات والرصاص الحي، وبعد قتل المئات وجرح الآلاف، ولكننا لن نفاجأ ايضا اذا استمرت المظاهرات والاعتصامات في ميادين اخرى ولاشهر وربما سنوات، لان هؤلاء المحتجين يشعرون بالظلم والخذلان من قواتهم المسلحة التي سلبت الشرعية الانتخابية منهم، وحولتهم الى خصوم، ثم اطلقت النار عليهم. الاخوان المسلمون وانصارهم الذين طالما اتهمهم خصومهم من الليبراليين بانهم سيخوضون الانتخابات مرة واحدة يستولون خلالها على الحكم ولن يفرطوا به اثبتوا كذب هذه المقولة، عندما حولهم الليبراليون الداعمون والمدعومون من الجيش الى ضحية للديمقراطية، واطاحوا بحكمهم الذي وصلوا اليه عبر صناديق الاقتراع وخيار الشعب.
لا اعرف شخصيا كيف سيواجه الليبراليون من امثال الدكتور محمد البرادعي، وشريكه عمرو موسى رجل كل العصور والمراحل، وحتى السيد حمدين صباحي الناصري المخضرم، الجماهير المصرية العريضة، وهم يقفون في خندق الجيش الذي ارتكب هذه المجزرة في حق ابناء شعبه؟ كيف سيبررون لاسر الشهداء والمصابين موقفهم المخجل هذا، وهم الذين اقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما استشهد الشاب خالد سعيد تحت تعذيب قوات الامن نفسها التي تقتل المئات حاليا.
فض الاعتصامات بالطرق الارهابية التي شاهدناها لن يكون نهاية الاحتجاج، بل ربما بداية لمرحلة قادمة اكثر خطورة، فالاخوان الذين تمتد جذورهم الى اكثر من ثمانين عاما في الحياة السياسية المصرية، لن يختفوا من الخريطة بسهولة، ومخزون شعبيتهم الضخم الذي يقدر بعشرات الملايين في الارياف خاصة لن يخذلهم او ينفض عنهم، بل سيزداد اصرارا على دعمهم. وهذا ما يفسر اقدام الحكم العسكري المصري على وقف جميع القطارات القادمة الى القاهرة من مدن وقرى مصر المختلفة.
الفريق اول عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري والحاكم الفعلي لمصر ارتكب سلسلة من الاخطاء اولها عندما حرض المصريين المناهضين للاسلاميين الى التظاهر، للحصول على تفويض بمعالجة الازمة، وثانيها عندما استخدام القوة لفض اعتصام سلمي انتهى بمجزرة.
حتى لو افترضنا ان جزءاً من الشعب المصري اعطى الفريق السيسي تفويضاً الحل الازمة، فان هذه التفويض لم يكن من اجل سفك الدماء، وانما لايجاد مخرج سلمي يحقن الدماء ويحقق الاستقرار لمصر، ويوفر لقمة الخبز للفقراء والمسحوقين الذين قامت الثورة من اجلهم.
الازمة في مصر دخلت الدائرة الاخطر التي حذر منها الجميع، وهي الحرب الاهلية، وما يمكن ان يترتب عليها من فوضى دموية من الصعب، ان لم يكن من المستحيل السيطرة عليها، او التحكم بالنتائج التي يمكن ان تترتب عليها، بالنسبة الى مصر والمنطقة باسرها.
الاعلام المصري المؤيد للانقلاب يركز طوال الوقت على وجود اسلحة في يد المعتصمين، وهو اتهام غير صحيح وغير مسنود بالادلة، ولكن قد يصبح صحيحا اذا ما قرر الجناح المتشدد في التمسك بالثوابت الاسلامية وحق العودة للحكم، واللجوء الى السلاح فعلا والعمل تحت الارض، وهذا السلاح متوفر بكثرة في ليبيا وسناء والسودان وتشاد ودارفور، اي الجوار المصري.
نظام الرئيس مبارك لم يسقط في مصر مثلما تبين من ممارسات الجيش، والفريق السيسي يرتدي بزة الرئيس مبارك العسكرية الحقيقية، ويتبنى سياساته في موالاة امريكا وتنفيذ مخططاتها في المنطقة.
الثورة المصرية انتهت بل وئدت، وكذلك الثورات العربية الاخرى ولا مجال هنا لشرح الاسباب، والمنطقة العربية، وليس مصر فقط، دخلت في نفق طويل مظلم لا ضوء في نهايته، وامريكا ووزير دفاعها تشاك هاغل الذي كان يتصل يوميا بالفريق السيسي قبل الانقلاب واثناءه باعتراف الاخير، هي المسؤول الاول والاخير، والمنفذون ادوات محلية للاسف، والهدف في نهاية المطاف تدمير العرب ونهب ملياراتهم وترسيخ الكيان الاسرائيلي لعقود وربما لقرون قادمة، فهل نفوق من غيبوبتنا؟



Comments


14 de 14 commentaires pour l'article 69849

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 15 Août 2013 à 13:29           
اليوم في مصر

أنصار الشرعية يقطعون الطريق الدولي الساحلي بكفر الشيخ

قطع أنصار الشرعية الطريق الدولي الساحلي بكفر الشيخ.
وأعلن التحالف الوطني لدعم الشرعية بكفر الشيخ عن خروج تظاهرات من كافة مساجد كفر الشيخ بعد ظهر اليوم؛ تنديدًا بالهجوم الدموي على ميداني رابعة العدوية، ونهضة مصر، والذي راح ضحيته مئات القتلى وآلاف الجرحى.


اقتحام مبنى محافظة الجيزة وإشعال النيران به والسيطرة عليه بالكامل

اقتحم المتظاهرون الرافضون للانقلاب العسكري قبل قليل مبنى محافظة ‏الجيزة، تنديدًا بمجازر الانقلابيين أمس خلال فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
وأكد نشطاء مصريون أن المتظاهرين تمكنوا من اقتحام مبنى المحافظة وإشعال النيران بها والسيطرة عليها بالكامل.

Abdos  (Tunisia)  |Jeudi 15 Août 2013 à 13:13           
Https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/540240_404403922949899_1774750248_n.jpg

يا فرحة الصهاينة و اليهود !!! العرب تتقاتل !!!

Jojojo  (Tunisia)  |Jeudi 15 Août 2013 à 11:32           
الهدف في نهاية المطاف تدمير العرب و نهب ملياراتهم و ترسيخ الكيان الصهيوني بأيادي مرتعشة عربية لا يحملون
عقيدة قائد يقود أمة و لا يتحملون التضحية إنهم مساكين في كل الأزمنة و لا يحملون جينات البطل الزعيم

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 15 Août 2013 à 11:14           
واشنطن بوست:
أوباما شريك في مجازر اعتصامات أنصار مرسي

فتحت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية النار على عدم اعتراف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالانقلاب في مصر، واصفة إياه بأنه «شريك في الجريمة الدموية التي حدثت أمس».
وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي الخميس:أن وزارة الخارجية الأمريكية اختارت عدم اتخاذ قرار حول تسمية ما حصل في مصر «انقلابًا»، بعد تأخر «طويل ومخزٍ»، موضحة أن وزير الخارجية جون كيري أعلن أن الجيش المصري يعمل على بناء الديمقراطية من جديد.
واعتبرت الصحيفة إدارة أوباما «شريكًا في الأحداث الدامية الرهيبة، التي قام بها نظام الوضع الراهن ضد عشرات الآلاف من المتظاهرين المتجمعين في خيام بميدانين في القاهرة».
ولفتت إلى أن مئات الأشخاص بينهم نساء وأطفال قضوا نحبهم، وأن الفوضى عمت في البلاد، مشيرة إلى أن الدعم الأمريكي المتواصل للجيش المصري يساهم في جر البلاد إلى نظام ديكتاتوري جديد عوضًا عن تأسيس الديمقراطية.

JNOEL  (Tunisia)  |Jeudi 15 Août 2013 à 10:56           
Beaucoup de pays musulmans en guerre ou très instables ... irak, afghanistan,syrie, libye,egypte etc... c'est devenu totalement incontrôlable malheureusement, la raison n'est pas de mise ...

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 15 Août 2013 à 09:37           
السيسي مجرد منفذ للأعمال القذرة للمسؤول الحقيقي على قنص حرية الشعوب في تقرير مصيرها وايجاد التوازن بين أفرادها بعيدا عن التدخل الاستعماري الخفي .ما كان للفرعون أن يتململ قيد أنملة لولا الأموال والضوء الأخضر للتكشير عن أنيابه في التوقيت والمكان المناسبين من العصابة العالمية التي اعترفت بضلوعها في اغتيال الحرية . ويبقى الدربي والتنافس بين فريق محترف تحركه الأموال و صخب الاعلام الابليسي وبين فريق طموح يحركه الحلم والايمان والعزيمة والارادة والوثوق
بنجاحه في الوصول الى هدفه ليعيد مجد الوصول الى قلعة البويضة فالنجاح مثبت في جيناته وهو مشعل يورثه للأجيال المتعاقبة ....

Ssaladin  (Tunisia)  |Jeudi 15 Août 2013 à 08:35           
Si comme le disent les agences de presse,le nombre de militaires et policiers tués est de 43,les manifestants n'etaient pas aussi pacifiques que cela!

Wissem_latrach  (Tunisia)  |Jeudi 15 Août 2013 à 08:09           
لا انـــقلاب ولا شــــرعية، بل خــــلافة إســــلامية

Abstract1  (Tunisia)  |Jeudi 15 Août 2013 à 08:09           
الاٍرهاب العلماني

العلمانيون و الليبراليون في مصر هم اليوم أشد حقدا على
الاٍسلام من اليهود. فمن جهة تجد نظاما علمانيا مدعوما بقوة العسكر يحدث اٍبادة جماعية لشريحة كبرى من الشعب المصري بسبب مرجعيته الاٍسلامية، و من جهة أخرى تجد بقية الشعب المتعلمن (والذي هو مزيج من ملاحدة و أقباط) متقنّعين بقناع العلمانية و الحداثة، يبررون هذه المجازر و ينشرون الكذب و يعتمون على الجانب الدموي للمجزرة.
كل هذا يؤكد يوما بعد يوم أن علمانية الدولة ليست حلا، فالعلمانيون يمكن أن يخفوا بالعلمانية اٍديولوجيات معادية للاٍسلام و حقدا دفينا على كل نفس اٍسلامي ، و عندما يتمكنون من عناصر القوة، ينفذون خططهم الاٍرهابية و يخرجون حقدهم على الاٍسلام.

العلمانية في دولة اٍسلامية هي خطة معدّة لاستهداف الاٍسلام و التعدّي على أغلبية الشعب و استعمار فكره و مصادرة حرياته، و ليس كما يبشرون بأن العلمانية جاءتنا لتكريس حرية المعتقد و لضمان حقوق كل الفئات.

Amir1  (Tunisia)  |Jeudi 15 Août 2013 à 08:00           
أرخص شيءعند العملاء والمافيا هي دماء الأبرياء

SOS12  (Tunisia)  |Jeudi 15 Août 2013 à 07:04           
مـــحاكمة
وجب اليوم محاكمة البرادعي والصباحي ومـــوسى
وحسنين هـــيكل الذي رفض وساطة الدكتور المرزوقي
والمجلس الـــعسكري المتآمرون على افشال الانتقال الديموقراطي في مـــصر
ولربما تـــونس

David  (Tunisia)  |Jeudi 15 Août 2013 à 06:00           
@elahrardjerba
مرضى النهضة-فوبيا ممنوعون من تصفح باب نات

Elahrardjerba  (France)  |Jeudi 15 Août 2013 à 05:50           
كفانا نفاقا ،الاسلاميون والعلمانيون يتحملون المسؤولية،المقال لعبد الباري عطوان مكتوب منذ مدة طويلة،وكفانا تحريفا و فبركة للواقع ،اريد ان اعرف هل babnet تابعة للنهضة....؟

Libre  (France)  |Jeudi 15 Août 2013 à 03:33           
C'est pour ça hemmal tounes sont la photocopie conforme des ses traitres gauchistes anarchistes incompétents égyptiens
tous ceux qui refusent la loi des urnes doivent être combattu sans pitié' tout simplement parce qu'ils refusent la loi et seuls les voleurs et les minables et les animaux sauvages n' ont pas des règles a suivre
et veulent vivre dans la jungle


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female