إلى النّهضة و توابعها : حذاري أن تقايضوا بمصالح الكتلة الصّامتة

بقلم – منجي بـــاكير
إنّ كلّ من تملّك حسّا سياسيّا واعيا و تحلّى بمصداقية في تشخيص واقع المشهد السّياسي التونسي الرّاهن ليُدرك تمام الإدراك أن حزب النّهضة بكلّ مكوّناته و خصوصا في شخص رئيسه لهم من الأوراق السّياسيّة و المخارج من الأزمات و أبواب الخلاص إلى برّ الأمان الكثير ، و من المؤكّد أيضا أنّ الشيخ راشد الغنّوشي قد اكتسب ثقافة سياسيّة واسعة و بُعد نظر كبير و كذلك دهاءً أكبر ، كما أنّه يسير وفق منهجيّة واعية جدّا و تكتيكيّة مدروسة و مضبوطة ، و له من المخطّطات البديلة ما يجعله دوما رقما صعبا و لاعبا أساسيّا في كل تركيبة مهما تبدّلت الظروف أو تغيّرت كما يمكّنه من أن يكون إستراتيجيّا بامتياز ،،
إنّ كلّ من تملّك حسّا سياسيّا واعيا و تحلّى بمصداقية في تشخيص واقع المشهد السّياسي التونسي الرّاهن ليُدرك تمام الإدراك أن حزب النّهضة بكلّ مكوّناته و خصوصا في شخص رئيسه لهم من الأوراق السّياسيّة و المخارج من الأزمات و أبواب الخلاص إلى برّ الأمان الكثير ، و من المؤكّد أيضا أنّ الشيخ راشد الغنّوشي قد اكتسب ثقافة سياسيّة واسعة و بُعد نظر كبير و كذلك دهاءً أكبر ، كما أنّه يسير وفق منهجيّة واعية جدّا و تكتيكيّة مدروسة و مضبوطة ، و له من المخطّطات البديلة ما يجعله دوما رقما صعبا و لاعبا أساسيّا في كل تركيبة مهما تبدّلت الظروف أو تغيّرت كما يمكّنه من أن يكون إستراتيجيّا بامتياز ،،

هذا واقع يقرّ به المتابعون للشأن السياسي و الخصوم السياسيون الحقيقيون و لا يهمله و يسقطه من حساباتهم إلاّ المراهقون منهم و الأدعياء و المتطفلون على موائد السياسة . غير أنّ ما يُلاحظ أيضا أنّ حركة النهضة عموما و في أعين أنصارها و أحبّائها و المصوّتين لها في الإنتخابات الفارطة ، يُلاحظ جليّا أنّ بعض الأحداث و التجاذبات أوقعتها بإرادة أو بغيرها في فخاخ التنازلات عن كثير من جواهر أدبيّاتها التي كانت تسوّق لها و كانت تتبنّاها في المحافل و المنابر و النشريات و الإعلام ، كما أنّ تحالفاتها المرحليّة كانت وفق أجندات مصالح حزبيّة ضيّقة لصيقة بمراكز القوّة أكثر و ليست على مرجعيّة التوافقات المبدئيّة ...
هذه هي حال رأس الهرم في حزب النّهضة و لا شكّ أنّ ذلك من أولويّات مشاغله في وسط زخم صراع البقاء الدّائر ، لكن من المؤكّد أيضا على هذا الحزب الذي توسّم فيه كثير من مكوّنات ( الكتلة الصّامتة ) و نعني بها العمق الشعبي التونسي الذي لم و لن يتحزّب و لا تعنيه ضوضاء الأحزاب بقدر ما يعنيه تحقيق المكاسب التي أتت بها الثورة و المحافظة عليها و التي منها ردّ الإعتبار للهويّة العربيّة و الدّين الإسلامي و خلق مساحات من الحريّة العامّة و الكرامة الإنسانيّة و توفير سقف مرضيّ لأسباب العيش الكريم كانت حراما عليه طيلة ستّة عقود من زمن البوليس و الحديد و النّار .قلنا من المؤكّد أن يضع الحزب هذه الإعتبارات في جداول أعماله و تحرّكاته و تحالفاته حتّى يحافظ على العهد الذي قطعه على نفسه قبيل الإنتخابات و الذي عليه أعطاه هذا السواد الأعظم من الشعب كامل التفويض لتمثيله و رعاية مصالحه ، بحيث أنّه لا تنازل بأيّة حال على هذه الثوابت و الخطوط الحمراء و لا مجال للتفريط فيها أمام مهاترات حفنة من التغريبيين و اليساريين المتطرّفين .كما أنّ على الحزب أيضا – باعتبار أنّه المكوّن الأساس لتشكيلة الحكم – أن لا يجعل من هذه الثوابت موادّ صالحة للتفاوض و المقايضة لفائدة مصالحه الضيّقة دون اعتبار المصلحة العليا للشعب و أن لا يسمح بأيّ انتكاسات لم يجرؤ حتّى الحكّام السابقون في الإقتراب منها لأنّها صمّام الأمان للمكوّن الشعبي التونسي و هو أيضا حاله اليوم في الوقوف بكلّ ما يملك للذود عنها و عدم التّسامح في انتهاكها أو المسّ بها .
Comments
14 de 14 commentaires pour l'article 69342