لماذا يصرّون على إنقاذ حكومة فاشلة ؟

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
تعالت أصوات عديدة في اليومين الأخيرين تدعو إلى حكومة إنقاذ وطني خاصة بعد جريمة الإغتيال الجبانة التي طالت المناضل القومي محمد براهمي . طبعا تبدو هذه الدعوات غير جديدة فقد تبنّتها الجبهة الشعبية منذ فترة طويلة و أصبحت أكثر إلحاحا بعد اغتيال القيادي في الجبهة شكري بلعيد . لكن اللافت أن هذه الدعوة أصبحت مطلبا للإتحاد من أجل تونس الذي يضم النداء و الحزب الجمهوري و المسار الديمقراطي الإجتماعي كما تدعمه بعض الأحزاب الصغيرة . إذا كانت جميع أحزابنا تتبنّى الخيار الديمقراطي و تتبنّى آلياته – خاصة على مستوى الخطاب – فلماذا تصرّ على إنقاذ حكومة لطالما وصفتها بأنها فاشلة و عميلة و باعت البلاد و لم تحقق شيئا من أهداف الثورة ؟ لقد أجمعت أغلب القوى الوطنية الفاعلة عدى بعض الأحزاب المجهرية أن عمل المجلس الوطني التأسيسي قد دخل مرحلة الربع ساعة الأخيرة بعد قرب الإعلان عن هيئة الإنتخابات و تحديد النقاط الخلافية في الدستور التي ستعالجها لجنة التوافقات , يأتي ذلك بعد انتخاب هيئة القضاء العدلي و تعيين هيئة الإعلام السمعي البصري منذ فترة .
تعالت أصوات عديدة في اليومين الأخيرين تدعو إلى حكومة إنقاذ وطني خاصة بعد جريمة الإغتيال الجبانة التي طالت المناضل القومي محمد براهمي . طبعا تبدو هذه الدعوات غير جديدة فقد تبنّتها الجبهة الشعبية منذ فترة طويلة و أصبحت أكثر إلحاحا بعد اغتيال القيادي في الجبهة شكري بلعيد . لكن اللافت أن هذه الدعوة أصبحت مطلبا للإتحاد من أجل تونس الذي يضم النداء و الحزب الجمهوري و المسار الديمقراطي الإجتماعي كما تدعمه بعض الأحزاب الصغيرة . إذا كانت جميع أحزابنا تتبنّى الخيار الديمقراطي و تتبنّى آلياته – خاصة على مستوى الخطاب – فلماذا تصرّ على إنقاذ حكومة لطالما وصفتها بأنها فاشلة و عميلة و باعت البلاد و لم تحقق شيئا من أهداف الثورة ؟ لقد أجمعت أغلب القوى الوطنية الفاعلة عدى بعض الأحزاب المجهرية أن عمل المجلس الوطني التأسيسي قد دخل مرحلة الربع ساعة الأخيرة بعد قرب الإعلان عن هيئة الإنتخابات و تحديد النقاط الخلافية في الدستور التي ستعالجها لجنة التوافقات , يأتي ذلك بعد انتخاب هيئة القضاء العدلي و تعيين هيئة الإعلام السمعي البصري منذ فترة .

لقد كانت الحكومة تردّ سابقا على دعوات تشكيل حكومة إنقاذ وطني بالقول : من ينقذ من ؟ و لكن المنطق الديمقراطي الأصيل الذي طالما نادت به كل الأحزاب الفاعلة يقول : إذا كانت هذه الحكومة تحمل كل معاني الفشل و لم تحقق الأمن و الرخاء فلماذا ننقذها بحكومة إنقاذ وطني ؟ ألم يكن من الحكمة أن نجرّها إلى الإنتخابات – وهي قريبة – لتحصد الهزيمة النكراء في صناديق الإقتراع و يعاقبها الشعب على سوء إدارتها و غلاء المعيشة , أليس المواطن المسكين الذي يتكلّم باسمه السياسيون هو الذي يعاني مصاعب الحياة أكثر من غيره فهو محدود الدخل و يعاني الويلات لتوفير ضروريات حياته و حياة أبنائه بينما من يتحدّثون باسمه أصبحوا من أصحاب الثروات و من أثرياء الثورة ؟ لماذا تنقذون حكومة لم تحقق أهداف الثورة كما زعمتم ؟ لماذا يخشى هؤلاء صناديق الإقتراع و اختيار الشعب و قراره الأخير ؟
إذا كان لكل طرف سياسي أنصاره و مؤيّدوه الذين ينزلون إلى الشوارع و الساحات , فما هي الطريقة الديمقراطية الأمثل لحسم هذا الصراع و الإستقطاب الإيديولوجي و السياسي الحادّ ؟ هل ننجرّ إلى الحرب الأهلية و يتقاتل التونسيون في الشوارع لنخرّب وطنا بأيدينا أم نحسم الأمر باللجوء إلى الصندوق الإنتخابي ليمارس فيها الشعب سيادته و يختار من يراه مناسبا ليحكم البلاد ؟ لماذا تصرّ بعض الأطراف السياسية على تعفين الوضع الهش أصلا ؟ هل الإطاحة بالحكومة الحالية سيجلب الإستقرار و هل سيكتفي أنصارها بالفرجة على من انقلبوا عليهم ؟
نرجو أن تتغلّب حكمة عقلاء تونس و هم كثيرون ضدّ الأصوات الموتورة , و حفظ الله بلدنا و شعبنا من كل سوء .
كاتب و محلل سياسي
Comments
33 de 33 commentaires pour l'article 68913