عبد الباري عطوان: مجزرة مصر مشروع فتنة

<img src=http://www.babnet.net/images/8/abariatwan400.jpg width=100 align=left border=0>


عبد الباري عطوان
القدس العربي







المجزرة التي وقعت امام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة امس وراح ضحيتها اكثر من خمسين انسانا ومئات الجرحى، مشروع فتنة يتحمل مسؤوليتها الجيش المصري الذي من المفترض ان يكون اكثر انضباطا واشد حرصا على دماء ابناء الشعب المصري.. يتحمل مسؤوليتها ايضا لانه الحاكم الفعلي حاليا للبلاد، وحماية ارواح المصريين من اهم مسؤولياته.
القول بأن هناك مجموعة ارهابية كانت مندسّة بين المعتصمين من الصعب ان يقنع الكثيرين، فمهما كانت هذه المجموعة خطرة او مسلحة، فإن قتل خمسين انسانا واصابة المئات ، نسبة كبيرة منهم جروحهم خطيرة، يؤكد ان هناك نية مبيتة للقتل والاستخدام المفرط للقوة.
مصر تنجرف نحو العنف والفوضى الدموية، والوضع الامني فيها بات يخرج عن السيطرة، ومن كان يتصور ان الجيش المصري الذي قام بالانقلاب تحت عنوان الحفاظ على الامن القومي، قادر على ضبط الاوضاع واهم، ولا يستطيع قراءة المشهد المصري الحالي قراءة صحيحة ومعمقة.
ان يعتكف الدكتور احمد الطيب احتجاجا على تدهور الاوضاع فهذا من حقه، ولكن هذا الاعتكاف الاحتجاجي لن يكون له اي تأثير، واذا كان له تأثير فسيكون عكسيا، فالشيخ الطيب الذي نكن له كل الاحترام والتقدير لما يتمتع به من علم، ارتكب خطأ كبيرا عندما تدخل في السياسة واعطى مباركته للانقلاب، في الوقت الذي كان يتوقع الكثيرون منه، ونحن منهم، ان يكون وسيطا محايدا، يقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف.
نلوم الرئيس محمد مرسي على الكثير من الاخطاء التي ارتكبها اثناء فترة رئاسته القصيرة التي لم تزد عن عام، ولكننا لا نلوم انصاره من حركة الاخوان، ونحن نختلف معهم في الكثير من مواقفهم، اذا ما تظاهروا في الشوارع، وبطريقة سلمية احتجاجا على الاطاحة برئيسهم المنتخب، ايا كانت الاسباب والذرائع.
‘ ‘ ‘
الاحتجاج السلمي مشروع لجميع فئات الشعب المصري، فمثلما كان من حق ‘حركة تمرد’ ان تجمع الملايين في الميادين الرئيسية في القاهرة، ومختلف المدن الاخرى للاطاحة بالرئيس مرسي، فإن انصاره يملكون الحق نفسه للتظاهر للمطالبة بإعادته الى قصر الرئاسة، باعتباره رئيسا منتخبا في انتخابات حرة نزيهة.
احداث العنف التي شاهدناها خلال الايام القليلة الماضية اصابتنا بالصدمة، فلم يخطر في بالنا في اي يوم من الايام، ونحن الذين عشنا سنوات في مصر، ان نرى شابا مراهقا يقذف به الى حتفه، من فوق خزان ماء، بطريقة اجرامية تكشف عن حقد اسود، ورغبة انتقامية دموية، فماذا فعل هذا الشاب غير كونه اختلف سياسيا مع قاتليه.
هذه ليست مصر التي نعرفها، وهؤلاء الذين ارتكبوا الجريمة لا يمكن ان ينتموا اليها، وشعبها الطيب المسالم، بل لا نبالغ اذا قلنا ان هؤلاء لا يمكن ان ينتموا الى الاسلام، دين التسامح والرأفة ونصرة الضعيف وحقن الدماء.
من المؤكد ان هناك طرفا ثالثا لا يريد الخير لمصر، وينتمي الى عصر الفساد والتوريث، يتفنن في اشعال فتيل الفتن، لجرّ البلاد الى حرب اهلية تمتد الى سنوات، وتحصد ارواح الآلاف، والمؤلم اننا لم نر تحقيقا حقيقيا يكشف المسؤولين عن هذه الجرائم.
للمرة الألف نقول، ونحن الذين بدأنا نؤمن بنظرية المؤامرة منذ اكذوبة اسلحة الدمار الشامل، ان مصر تواجه المخطط نفسه الذي دمر العراق، وحل جيشه وقتل خيرة علمائه واغرقه في مستنقع الطائفية وتقسيماته، ورمّل مليون امرأة ويتّم اربعة ملايين طفل، وهو المخطط الذي يتكرر حاليا في سورية ايضا.
‘ ‘ ‘
لا نضيف جديدا عندما نوصف المشهد المأساوي بانه يتبلور بأبشع صوره امام عيوننا، ولكننا قد نساهم في تقليص الخسائر ان لم يتأت وقفها، اذا ما طالبنا جميع الاطراف بالتراجع عن عنادها، وتقديم التنازلات من اجل وفاق يحمي مصر ويقضي على الفتنة في بداياتها قبل ان تحرق البلاد والعباد.
عقلاء مصر وحكماؤها يجب ان يعودوا الى الواجهة، ويتقدموا بمبادرة يتوافق عليها جميع الاطراف، وتركز على رد الاعتبار للرئيس مرسي والاعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون شهرين على الاكـــثر، وفق دستور تضــــعه لجنة مـــن الخــبراء، تستند الى ما جـــرى الاتفــاق عليه من بنود اثناء اجتماعات اللجنة التأسيسية قبل انسحاب المستقلين وممثلي الاحزاب الاخرى منها، فنقاط الاختلاف كانت لا تزيد عن عشرين في المئة، مما يعني ان مهمة لجنة الخبراء ستكون اكثر سهولة واقصر زمنا.
ترك البلد يحترق وينجرف الى حرب اهلية دموية، والانشغال بالتشائم وتبادل الاتهامات هو ذروة انعدام المسؤولية، والتمترس في المواقف لن يزيد الامور الا تعقيدا، وقطعا لن يكون هناك منتصر، وانما خاسر واحد وهو الشعب المصري، واسألوا اهلنا في الجزائر والعراق واخيرا سورية.




Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 68082

Chokoch  (Tunisia)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 13:30           
Rabi yoltef bina w b cha3b elmassri

Mourabit  (United Kingdom)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 13:03           

ماذا يحدث داخل وزارة الدفاع فى 72 ساعة الاخيرة/ عبد الباري عطوان
2013-07-09 --- 30/8/1434

المختصر/ ماذا يحدث داخل وزارة الدفاع فى 72 ساعة الاخيرة
ولماذا كانت مجزرة الحرس الجمهورى !!!!!
ثمانية مشاهد تحكى القصة
المصدر
سوف ياتى اليوم والله الذى نحكى فية للشعب المصرى عن ابطال مصريون فى المخابرات العامة والحرس الشخصى للسيسى نفسة ينقلون الينا مجريات الامور داخل وزارة الدفاع نفسها ويرفضون الانقلاب

المشهد الاول
يوم الجمعة الساعة 9 مساء فى مقر وزارة الدفاع اجتمع الفريق السيسى وقادة الافرع للقوات المسلحة دون حضور قائد الجيش الثانى الميدانى لصعوبة الامور فى مدن القناة والذى انتهى بعد 3 ساعات متواصلة الى ضرورة التفاوض مع محمد مرسى فهذا هو المخرج الوحيد للازمة وتم تكليف رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي و
قائد القوات الجوية.الفريق طيار يونس السيد حامد المصري للتفاوض مع محمد مرسى

المشهد الثانى
توجهة الفريق صدقى والفريق يونس الى نادى الحرس الجمهورى فى الساعة 2 صباح السبت لمقابلة السيد الرئيس وتم عرض موضوع التنحى علية والالحاح فية والذى رفضة الرئيس بشدة واصر علية
فتم مناقشتة الرئيس مرسى فى عودتة مقابل تفويض البرادعى كرئيس للوزراء بصلاحيات سياسية واقتصادية واسعة دون تدخل الرئيس والا يتدخل الرئيس فى عمل القوات المسلحة ولا بتسليحها ولا بشئونها
فضحك الرئيس مرسى(( وقال سامحكم الله اضعتم منى قيام الليل هباءا )) الامر الذى دفع الفريق صبحى الى الغضب الشديد فثار فى وجهة الرئيس وقال والله لنقتلكم واحد واحد وستكون بركة للدماء ولن تعود الا على حثتنا ونهايتك انت وجماعتك اقرب مما تتخيل

المشهد الثالث
اجتماع السيسى وكل قادة الافرع يوم السبت 7 صباحا ومع مناقشة تقرير المخابرات الحربية الذى اعترف بصعوبة الوضع فى معسكرات الجيش وحالة الغليان التى يشعر بها الافراد والجنود وقد تدخل اللواء قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أركان حرب أسامة عسكر وهاجم قرار السيسى وتسرعة الامر الذى دفع السيسى الى ان يعلو صوتة ويهاجمهم جميعا فى ان الامر تم بموافقتكم جميعا فنشبت مشادات حادة بين المجتمعين سادها الحدة وعلو الصوت دون مراعاة لاى رتب عسكرية او مكانة لقادة دون
الخروج بنتيجة

المشهد الرابع
السبت 12 ظهرا
اجتمع السيسى مع الفريق صدقى والفريق احمد ابو الدهب مدير الشئون المعنوية لتقيم نصائح المخابرات الحربية واعادة ترتيب الاوراق خصوصا الاعلامية والحشد المضاد يوم الاحد والتركيز الاعلامى على خيانة الاخوان والاسلامين والصاق تهمة الارهاب بهم وفتح ملفات تاريخهم مع التنسيق مع وزارة الداخلية لاعمال العنف القادمة واماكنها وطريقتها وتصويرها

المشهد الخامس
يوم الاحد 5 عصرا تقدمت المخابرات الحربية بانذار الى الفريق السيسى ان حشود الاخوان تزاد وانهم يكسبون تعاطف الناس ومعدل الزيادة حسب تقديرهم من ميدان رابعة من 750 الف الى 900 الف والميدان اليوم صار يستوعب مليون ونصف تقريبا وان الوكالات الاجنبية تتضغط على حكوماتها لعدم الاعتراف بالمسار الجديد فى مصر والاخطر هو ما ذكرة التقرير عن رصد مكالمات للعديد من افراد القوات المسلحة برتبة عميد و رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء أركان حرب طاهر عبد الله
يتحدثون فيها عن ضرورة وجود موقف عاجل للقوات المسلحة والخروج من المشهد باى ثمن

المشهد السادس
يوم الاحد الساعة 10 مساء اتصال اللواء ممدوح شاهين بمحمد بديع وطلب التفاوض معة
الامر الذى رفضة محمد بديع وقال انا لا اتفاوض مع احد ومعكم رئيسى ورئيسكم محمد مرسى فللتفاوضوا معة

المشهد السابع
يوم الاحد الساعة 12 صباح الاثنين
توجة الفريق صبحى الى الرئيس مرسى مرة اخرى وابلغة بان شهداء جماعة الاخوان تجاوزوا المئات فى محافظات مصر بسبب البلطجية والشرطة وان الجيش لم يتدخل بعد
وقال صبحى بالحرف : اذا استمريت على عنادك فلسوف نذبحكم جميعا وستتدهور الامور فلن نخرج من المشهد بعد اليوم فاما تسجيلك بالتنحى او القبول بالعودة المشروطة المذكورة سابقا او دمك ودم انصارك
فقال مرسى :
لو قبلت اليوم بعد كل من ماتوا وتحدثنى عنهم فقد خنتهم اذن وخنت دماءهم وخنت قسمى امام الله وامام الشعب
لو قبلت اليوم فلا مستقبل لبلادى تحت سيطرتكم
فلتقتلونى والله هذا عندى اهون

المشهد الثامن
يوم الاحد الساعة 2 صباحا يوم الاثنين
اجتماع الفريق السيسى والفريق صبحى وقائد الحرس الجمهورى ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة اللواء أركان حرب محسن الشاذلى والاتفاق على ضرورة احداث امر دموى صادم يلزم الجميع بالعودة الى التفاوض والقبول بالحوار
وللاسف لم نستطع معرفة طبيعة العملية وشكلها حتى كانت مجزرة الحرس الجمهورى


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female