مهزلة الشرعية الشعبية

<img src=http://www.babnet.net/images/8/madmad.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم حـــــاتم الكسيبي



قالوا هذه شرعية الشارع فهو الذي انتخب وعيّن وله الحق أن يعزل كلما حاد الرئيس المنتخب عن مبادئ الثورة. قال شيخ الأزهر أردنا حفظ دماء المصريين و تجنب انقسامهم إلى شقّين فأيّدنا عزل مرسي. قال البرادعي النّووي ، مخرّب الدول، أنّ التمرد يستند على لملايين القابعين في ميدان التحرير و لا يمكن تجاهل مطالبهم ثم أردف عمرو موسى وزير خارجية مبارك أنّ ما يحدث هو تصحيح لمسار الثورة. سمعنا هذه التعلات أوّل أيام العزل وحاولنا أن نفهمها ونصدقها لا سيّما أنّ جزءا من المصريين بان جادّا في مطالبته بتنحية مرسي، و لكنّنا لم نفهم ولم نقبل تهليل بعض التونسيين لما اصطلح على تسميته تمرّد فاستغربنا القياس على وضع تونس المختلف إجمالا على ما يدور في مصر وتركنا الأيام تحكم على ما صار.



لقد بدأت تتهاوى الحجج و تنكشف المؤامرة منذ الساعات الأولى التي تلت الإعلان عن العزل و قبل تأدية القسم للرئيس المعين فعلمنا أن هناك أطرافا عديدة تعبث بمستقبل مصر و وحدتها، وأنّ أطرافا تونسية تأمل في توريد هذه التجربة الفذة من مصر بعد أن صدّرنا لهم منذ سنتين الثورة. تهاوى المخطط بأكمله وسقط القناع الخليجي الإسرائيلي، فارتبك الأمريكان والأوربيون أساتذة الديمقراطية و ظهرت مهازل و مواقف صبيانية عصفت بالغطاء الشعبي وكشفت أن الشرعية الشعبية المزمع إنتاجها و تصديرها لباقي الدول مسرحية سيئة السيناريو و الإخراج و التمثيل.
لعل العديد من المتابعين توقف عند عديد الملاباسات و استنتج ما قيل من قبل، فاستغرب أول الأمر إغلاق القنوات التلفزية و إيقاف الصحافيين فعلم دون عسر أن مهندس الانقلاب قد اختار جهاز امن الدولة لتنفيذ المشروع، فهذه الممارسات القديمة المتجددة قد حفظت في أدراج منذ سنين و لكن الحنين و سرعة اللجوء إليها كانت البعرة التي تدل على البعير. أما ثاني المهازل فيتمثل في حالات الاغتصاب والتحرش التي صحبت شرعية الشارع و كنا من المترددين في تصديق ما ينقل من هناك ولكن ما حصل لمراسلة فرنسا 24 على الهواء بدد الشك و أجلى الحقائق وتيقنا من تجنيد البلطجية و أصحاب السوابق و المجرمين من قبل الانقلابيين وهذا لعمري خطأ ثان أصاب تمرد في مقتل. أما ثالث المهازل فقد أتى عبر البحر الأحمر عندما أبرقت السلطات السعودية تهنئة للرئيس الجديد قبل أن يُعلن اسمه و يقسم قسمه، و نحت الإمارات نفس الطريق فأعلنت التأييد وشاركهم الشارع الإسرائيلي الاحتفال و فتحت قوارير الشمبانيا و رقصوا وهتفوا زالت الغمة .
ولما اشتد الأمر و خرجت الجماهير بالملايين إلى الشارع و جابت عديد المدن و رابطت في عديد ميادين القاهرة مطالبة بعودة مرسي، خرست أفواه الديمقراطية وارتبكت حركة تمرد. لقد ضحكنا على شرعية الشارع وهي تسيّر المسيرات الرافضة لعودة مرسي مدعومة بقوات الأمن من كل جانب فتذكرنا مسيرات التجمع في تونس لما كانت تنقل على الهواء، وتذكرنا ليلة 14 من جانفي لما خرجت الآلاف في تونس تهلل و تزمر وتهتف ببقاء بن على. و لعل آخر المهازل التي تأتي من أرض الفراعنة ما قيل عن مجزرة الفجر من محاولة اقتحام مقر نادي الحرس الجمهوري من قبل مائتي مسلح و إيقافهم، فاستغربنا حادثا كهذا و قلنا ربما كنّا نصدقه لو حدث في سيناء أو في الفيوم أو على الحدود الليبية ولكن القاهرة لا يمكن أن تكون مسرحا لمثل هذه الحوادث وهي في وضع أمني مماثل وانتشار لمجمل القوات المسلحة.

لعل تمرمد تونس تعي الأمر جيدا و تجتنب الوقوع في الأخطاء المشار إليها إن عزمت على الفعل، فجمع الإمضاءات و محاكاة ما حدث في مصر ينمّ عن إيمان بديمقراطية عرجاء فريدة من نوعها تشترط الانتصار قبل الانتخاب. ولا يسعني إلا أن أذكّر تمرمد تونس أن السيناريو يفرض عليها تحالفا مع السلفية فهلمّوا لأبي عياض إن وجدتم سيسي تونسي، و إن لم يكن فدعنا من لعب العيال.





Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 68077

Adnene  (Tunisia)  |Mercredi 10 Juillet 2013 à 10:00           
Lorsque les élus, serviteurs du peuple, sont malhonnêtes et profiteurs, les tunisiens ont le droit absolu de les balayer..
le dernier revient au peuple, toutes les institutions doivent se soumettre à sa volonté..

Chokri1  (Czech Republic)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 18:56           
Un très bon article !

Soussien  (Tunisia)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 18:01           
"تمرمد "لقطاء تونس يفتقدون لأبسط قواعد الحسّ السياسي فهم ينعقون مع الناعقين و يخوضون مع الخائضين إلى أن يأتيهم اليقين أنّهم سيبقون دوما من المفلسين الفاشلين الخاسرين مضمض

Daily1999  (Tunisia)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 13:12           
إلَي تقولوا عليه مخلوع و جاء بالإنقلاب، شيخ الفتنة قال عليه "ربَي مالفوق و هوَ ماللَوطا" و يزَيوا مالتَنوفيق.

Nemsawi  (Austria)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 12:35           
ما الفائدة من اجراء الانتخابات إذا كان الحزب القادر على حشد اكبر عدد من الناس في الشارع هو الحزب الذي يملك الشرعية الشعبية والامر يدعو للتعجب عندما نرى في تونس من يدعي الديمقراطية ويرفع في نفس الوقت شعار الشرعية الشعبية. هذه كلمة حق اريد بها باطل لان الشعب هو مصدر كل شرعية ولكنه يمارس هذه الشرعية عبر صندوق الاقتراع اما إذا مارسها في الشارع وفي الميادين والساحات فانها ستؤدي للفوضى وهو ما يحدث حاليا في مصر

BenMoussa  (Tunisia)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 12:17           
مقال متميز مثلما عودنا الأستاذ حاتم وقد ابتعد عن النظرة التشاؤمية التي شابت بعض مقالاته الأخيرة

Wailosse  (Tunisia)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 11:53           
هؤلاء لايجيدون إلا المؤامرات

Dinos  (Tunisia)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 11:52 | Par           
عملية تمرد التونسية والمستنسخة من العملية المصرية ينقصها :
- سيسي فالجيش غير الجيش
- الإسناد الدولي فتونس ليست مصر
افضل ما في هذه العملية هي الكشف عن معادن البشر :
- اليسار التونسي المقتنع وأعلمت أكد من استحالة وصوله للحكم بالوسائل المشروعة جنح للانقلابات
- التجمعيون المتعبدون على تزييف إرادة الشعب سال لعابها ولكن سقط من أيدهم الأمن والجيش ولم يبق لهم سوى المكائد والميليشيات التي ربما سيجتهدون في بعثها بالمال
تلك حسب رأيي رؤيتي للوضع قد تساعد على التصدي لمشروع الخراب الذي يجتهد اليساريون والرجعيون في إنجازه للاستفراد بالسلطة

Wbg554  (Tunisia)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 11:52 | Par           
@daily
والله لا نعرف انت تغالط فى روحك والا تضحك على شعب واعي مثقف كيف الشعب التونسي اللي عمل ثورة تاريخية وسيحميها بكل شراسة منك ومن امثالك . ثم ان المخلوع الذي يبدو انك تحن اليه جاء بانقلاب موش يانتخايات حرة ونزيهة ومن جاء بانتخابات شهد العالم بنزاهتها لا بمكن ازاحتها الا بانتخابات حرة ونزيهة ولذا انا نقلك " مضمض"

Bibi05  (Tunisia)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 11:28           
Bravo pour cet article

Momo1  (Tunisia)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 11:21           
هؤلاء لايجيدون إلا المؤامرات؛لانهم واعون بحجمهم؛ولا تهمه م تونس فى شيء؛والمال الفاسد والنفوس المريضة؛خليط خطير؛؛لذى وجبت الحيطه؛من الذئاب

Daily1999  (Tunisia)  |Mardi 9 Juillet 2013 à 11:18           
إذا كان الشَرعيَة الشَعبيَة ولاَت مهزلة، رجعوا بن علي و مبارك و سيبوا صالح، ما في باليش نحَيتوهم بالصَندوق


babnet
*.*.*
All Radio in One