الانقلاب في تونس لن يحدث

بقلم عادل السمعلي
ما إن أعلن قائد العسكر في مصر عن عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي وقدم خارطة طريق جديدة لمصر حتى إنبرى بعض المهزومين عندنا فكريا والفاشلين سياسيا إلى الترحيب و التهليل لهذا الانقلاب الغادر وتوالت دعواتهم على الاذاعات والتلفزات للسير نحو النموذج الانقلابي المصري.
ما إن أعلن قائد العسكر في مصر عن عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي وقدم خارطة طريق جديدة لمصر حتى إنبرى بعض المهزومين عندنا فكريا والفاشلين سياسيا إلى الترحيب و التهليل لهذا الانقلاب الغادر وتوالت دعواتهم على الاذاعات والتلفزات للسير نحو النموذج الانقلابي المصري.
إن هذه الدعوات الصريحة للانقلاب على المسار الانتقالي بحل المجلس التأسيسي و تشكيل حكومة إنقاذ وطني كما يزعمون والالتجاء لدولة العسكر التي لم تعرفها تونس منذ الاستقلال إنما هي دعوات تعبر عن جهل مركب لطبيعة النسيج الاجتماعي و السياسي للشعب التونسي ولطبيعة الجيش التونسي الذي لم يتدخل يوما في الشأن السياسي لأسباب منهجية و تاريخية يطول شرحها.
إن الانقلاب في تونس الذي يدعو له هؤلاء الذين لا مبدأ لهم ولا ذمة لن يحدث وبعيد المنال لأسباب عديدة ومتعددة ليس أقلها شأنا أن محاولات الانقلاب على المسار الانتقالي في تونس قد بدأت فعلا منذ أكثر من عامين وكللت كلها بالفشل الذريع.
لقد فشلت جميع محاولات الانقلاب في تونس من حادثة قصر العبدلية الى فيلم لا ربي لا سيدي وفيلم برسيبوليس مرورا بحرق السفارة الامريكية وإغتيال شكري بلعيد دون أن ننسى حرق الاضرحة والمقامات وكان آخر هذه المحاولات الفاشلة حادثة ألغام جبل الشعانبي ...

إن المهزومين في تونس فكريا وسياسيا مازالوا يحلمون و يمنون النفس بانقلاب على الشرعية ويتخيلون ذلك كل صباح ومساء في أحلام اليقظة لأنهم يعرفون تمام المعرفة أن لا مستقبل لهم في أي إنتخابات قادمة رغم محاولاتهم المتعددة لتزوير الوعي عن طريق شركات إستطلاعات الرأي المدفوعة الاجر ... إنهم يعلمون تمام العلم أن الصناديق لفظتهم ولن يكونوا إلا في أواخر القائمات الانتخابية مهما فعلوا من مكر وخبث وشراء للذمم لأن الشعب التونسي كشفهم وعرف ألاعيبهم .

إن هؤلاء الذين عنهم نتحدث يتمتعون بغباء سياسي وطمع إنتهازي لا يقل عن غباء وطمع من وظفوا أموالهم في شركة يسر للتحيل على الاموال لأنهم وظفوا رصيدهم السياسي وبعضهم وظف رصيده النضالي والنقابي أو الحقوقي في البحث عن إنقلاب عسكري أو مدني لن يأتي وسيأخذهم الطمع والانتهازية السياسية والفكرية إلى الافلاس التام
Comments
20 de 20 commentaires pour l'article 68016