رسالة الى السيد سليم الرياحي

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
يعيش النادي الافريقي في المرحلة الراهنة فترة انتقالية تتطلب الكثير من الكياسة و التعقل ، وهي وضعية شبيهة بما تمرّ به بلادنا اليوم ، و هل الافريقي شيء آخر غير هذا الوطن بل هو روحه و قلبه لذلك سُمّي بفريق الشعب . المزاج الشعبي في تونس اليوم لا يختلف كثيرا عن مزاج جماهير النادي الافريقي ، ترقّب و أسئلة مختلفة في انتظار القرارات الصعبة و الحاسمة و المصيرية .
يعيش النادي الافريقي في المرحلة الراهنة فترة انتقالية تتطلب الكثير من الكياسة و التعقل ، وهي وضعية شبيهة بما تمرّ به بلادنا اليوم ، و هل الافريقي شيء آخر غير هذا الوطن بل هو روحه و قلبه لذلك سُمّي بفريق الشعب . المزاج الشعبي في تونس اليوم لا يختلف كثيرا عن مزاج جماهير النادي الافريقي ، ترقّب و أسئلة مختلفة في انتظار القرارات الصعبة و الحاسمة و المصيرية .

سأتناول مسألتين هامتين طرحتها بعض تفاعلات جماهيرنا العزيزة في تواصلي معهم على الصفحات الاجتماعية او من خلال النقاش المباشر حول ما يهم حاضر و مستقبل نادينا ، المسالة الاولى هي في بحث أسباب القفزة النوعية التي تنتظر فريقنا بما يتوفر له من عوامل النجاح الموجودة و التي تفتقرها بعض الأندية ،أما المسالة الثانية فتتعلق بالمسالة الاعلامية بعدما أصبح السيد سليم الرياحي رقما مهما في الفضاء الاعلامي الوطني.
بالنسبة للمسألة الأولى ، في هذه الصائفة سيكون الأمر مختلفا عن السنوات الفارطة مهما حاولت آلة التشويه الاعلامي ضرب نادينا ، فلأول مرة لدينا رئيس جمعية يفكر في حلول للحاضر و المستقبل بعدما كان فريقنا يعيش فراغا و حيرة و قلقا في كل صائفة عندما كانت بقية الفرق تستعد للموسم الجديد، لكن تلك النقطة الايجابية لا يجب ان تحجب حزمة الاصلاحات و الاجرا ءات التي يجب اتخاذها في هذه الفترة .
هناك حد فاصل بين عقلية المسؤول و عقلية المحب ، فالمسؤول عليه ان يجمع بين حرارة القلب و برودة العقل ’ أمّا المحب فيمكن ان نتفهم جمعه بين حرارة القلب و حرارة العقل بحكم اندفاعه و تلقائيته . اذا كنّا نعيش عصر الاحتراف فيجب أن يكون المسؤول محترفا و له عقلية احترافية ’لذلك ، وبعد تجربة سنة من رئاسة فريق الشعب ، فقد اكتشفت عيوبا كبيرة و عاينت اخطاء فادحة و عرفت من أتى ليخدم النادي و من جاء ليتمعش و يستفيد من الافريقي أو من وجودكم في رئاسته ، هذه الطفيليات التي ابتلي بها فريقنا حان وقت كنسها و محاسبتها على تجاوزاتها في حق النادي . أتفهّم أنّكم ورثتم تركة ثقيلة ، و مازالت تنزل عليكم الخطايا و هاجس التهديدات من الفيفا بسبب قضايا سابقة مرفوعة ضد النادي الافريقي من لاعبين تقمصوا زي الفريق في الماضي و في عهد رؤساء جمعيات سابقين ، و لعله من الغباء و الجحود و نكران الجميل تناسي ان سليم الرياحي قد دفع اكثر من خمسة مليارات و مازال يدفع الى اليوم لوأد هذه المستنقعات المتعفنة في الوقت الذي يتطاوس فيه من عاثوا فسادا في نادينا لسنوات و يطالبون اليوم بكل صلف و عنجهية بالأموال التي دفعوها منذ عقود بعد تولّي الرياحي قيادة الفريق و سماعهم بثروته المالية. مشكلة الافريقي ليست في لاعبيه بل في بعض مسيريه، من المخجل أن يعمد مسؤول الى عدم صرف أجور عاملات النظافة في مركب الفريق لاشهر لتشتكي الى رئيس النادي الذي يصدمه الخبر ، نعم نحتاج الى مسؤولين يجمعون بين حرارة القلب و برودة العقل ، قلوب تخفق حبا لناديها في الانتصارات و تنكسر ألما في الهزائم ’ لكنها تسهر على شؤون ناديها و يكون سلوكها في مستوى عراقة النادي و تاريخه فالنادي الافريقي هو قصة رجال و مدرسة ربّت أجيال من اللاعبين و المسيرين بل لولا النادي الافريقي لكان بعضهم نسيا منسيّا.
لقد استبشرنا بالتعاقد مع طاقم فني هولندي متكامل ، و المدرسة الهولندية معروفة بالجدية و التكوين العلمي و اللعب الفرجوي و خاصة بالعقلية الاحترافية . لذلك لابد من انتداب مسؤولين محترفين ليحصل التكامل و التواصل المنشودين، عليك بتطهير الفريق من المتملقين و الانتهازيين و اعطاء الفرصة للكفاءات الجديدة او لبعض المسيرين السابقين الذين نجحوا و لهم قدرة على الاقناع و الحوار فنحن نعيش عصر الصورة المؤثرة.
اما المسالة الثانية وهي لا تقل أهمية عن الاولى فتتعلق بالاعلام ، فبعد شراء السيد سليم الرياحي ذبذبات قناة التونسية و بداية دخوله الاستثمار في مجال الاعلام و اعتزامه احداث قناتين جديدتين اخبارية و رياضية ، و بقدر ارتياحنا لاثراء المشهد الاعلامي لتقديم الاضافة بعد سنوات من سماع الراي الواحد فاننا نلفت انتباهه الى ضرورة الحذر من منظومة الاعلام القديم الفاشلة ،و من بعض الوجوه التي عملت في سنوات الاستبداد و تسعى اليوم لافتكاك مكان ضمن باقة القنوات الجديدة و تستعمل نفس اساليب العهد البائد ، و لا غرابة في الأمر فمن شبّ على شيء شاب عليه.
يقول الرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم
{ الدين النصيحة }، و ارجوا ان تلتفت الى الكفاءات الشابة و الجديدة و التعامل مع بعض الوجوه التي اثبتت جدارتها و لها قبول من الناس ممن وقع اقصاؤهم في العهد البائد في كل المجالات ، السياسية و الفنية و الرياضية.
في الختام ،ان جماهير الافريقي تنتظر في الجلسة العامة كشف كل الحقائق و مصارحتها بكل ما يحصل في محيط ناديها ، و كن واثقا بان ثقتها في شخصك مازالت ثابتة فقد فتحت لهم أبواب الأمل ليكون النادي الافريقي هو سيّد الكل .
تحيات من قلبه ينبض بحب هذا الوطن لكنه لا يخفي حبه لفريق الشعب.
كاتب و محلل سياسي
Comments
9 de 9 commentaires pour l'article 66983