التّأسيسي بين –الكَرّاسَهْ – والطّريحة

<img src=http://www.babnet.net/images/6/majlis20.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي باكير

غير بعيد ظهر توجّه من ساحة التأسيسي إلى استصدار وتبنّي ما يضمن لهذا المجلس التأسيسي و النّواب هيبة أمام ما تكتبه الصّحافة و ما تتناوله في ما يعنيه ، بقطع النّظر عن ملابسات الأمر و مضمونه و دوافعه يمكن لنا أنّ نصنّفه من باب حفظ الهيبة العامّة لمؤسّسات الدولة و إعطاءها من القدر ما يليق بها ..

غير أنّ ما حصل للمواطن التونسي في متابعاته السّابقة لمداولات و جلسات المجلس كان إلى حدّ مّا مخيّبا للآمال نظرا لما شاهده و سمعه من النّواب الذين فوّضهم لتمثيله فجانبوا ما انتُخبوا له و انخرطوا في مزايدات و سفسطات و اهتمّوا بشأنهم الخاصّ مادّيا و معنويّا بل نفضوا أيديهم من ناخبيهم ليوالوا أحزابهم و إستقطاباتهم ، كما ظهر للعيان تدنّي العمل السياسي لدى الكثير من النوّاب فضلا عن تردّي العلاقات بين بعضهم و السقوط في كثيرمن الممارسات الخاطئة و المهازل..و ما ماطفح أخيرا من مهزلة ( الكرّاسة ) إلاّ دليل واضح على تردّي الواقع السياسي عندنا عموما و تردّيه أكثر في جنبات المجلس التأسييسي الذي من المفروض أن يمثّل القدوة في حسن التعامل الديمقراطي و جماليّة التعامل و بهاء التعاون الجماعي خصوصا أنّ كل مكوّنات هذا المجلس هي فرَضا في خدمة الشعب التونسي في كل الأحوال ، مشهد بائس تناقلته المواقع لنُخبة تتقن ( أصول العراك ) و التنابز و التقاذف أكثر من أيّ شيء آخر ، مشهد يجسّد حلقة كاريكاتوريّة مخجلة ( سيدي خبّالي كرّاستي ، و ينها كرّاستي ؟؟؟) يتبرّأ منها عاميّ التونسيين قبل خاصّه ! مشهد زاد في ترنّح دستور استهلك من مال و وقت الشعب الكثير بلا حسيب و لا رقيب – و مازال الحبلْ ع الجرّارة -.



و في غمرة هذا الإحباط ينزلق نجم التأسيسي و علمه النائب إبراهيم القصّاص ليضيف – عقدة دراميّة – أخرى و لتتفتّح قريحته باقتراح فصل جديد ( مادام الدستور أصبح كلّ واحد يزيد و ينقّص فيه بلاعلم و لا دراية ) هذا الفصل يقضي بإعطاء –طريحة مشلّحة ملّحة – لكلّ نائب مع نهاية كل شهر و لم يبيّن سيادته معنى الإحالة و لا كيفيّة التنفيذ !!
آآآه يا شعبي ،،، دخلنا عصر الإنفتاح و بقينا فُرجة للسوّاح ، هل وصل بنا الحال إلى هذا المقام ؟ وهل طردنا الدكتاتوريّة لنستقلّ قاطرة الديمقراطيّة فنؤّسّس لمنظومة حوكمة نصنعها بأنفسناتنسينا و يلات الماضي ، فيغيب العقل و يتوارى أهل العلم و الدّراية لندخل في هكذا مهازل و مهاترات غير مسؤولة قد يُضحك ظاهرها حينًا لكنّها تصيب بإحباط مزمن و تزيدنا همّا على أكوام همومنا ؟؟؟ .


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 66511

Jojojo  (Tunisia)  |Mercredi 12 Juin 2013 à 10:03           
الفلوس تكبر النفوس و الدجاج يصبح طاووس
العركة عل الكراس و الحسبة في الراس

Barbarous  (Tunisia)  |Lundi 10 Juin 2013 à 09:34           
اول من نادى بفكرة المجلس التأسيسي هو حمة الهمامي وحزبه ثم تجاوب معه الاخرون و ثوار القصبة الذين اصروا على هذا الحل ..ويعد هذا الحل فكرة طيبة رغم علاتها و مطباتها الكثيرة وضعف نتائجها ..حمة الهمامي اليوم يدعوا الى حل التاسيسي لان نتائجه لم تكن في صالحه .. على الجميع الا يلتفت الى هذه السفاهات و عدم ايلائها قيمة تذكر والاهتمام بالاهم وهو مناقشة الدستور على مستوى مواطني حتى لا تقولوا خدعنا..

Ammouna  (United Arab Emirates)  |Lundi 10 Juin 2013 à 07:01           
التّاسيسي ...هل تذكرون كيف تكوّن؟؟؟
مبدئيا كانت الفكرة تكوين مجلس مؤقت لصياغة الدستور وتسيير شؤون البلاد..و سنة واحدة نيابية ثم انتخاب من سيحكم البلاد لمدّة 5 سنوات!!!!
انتخبنا و صوتنا لبرامج ورقية و وعود وردية ..وفرحنا بالشفافية وبسير الانتخابات وبدا المجلس ..وابتدأ المشهد ينجلي : مفاجاة ..من انتخبنا ليكون وجهنا داخل تلك القبة ...من فوضنا ليتكلّم باسمنا جميعا...ليقرر دستورا واضحا و متعارفا عليه ..وليس نضرية أينشتلين أو أفلاطون!!!
وجدنا أشخاصا غريبين ..مرضى ..فوضويّين ...طمّاعين غير أخلاقيين..يفتعلون المشاكل و بمطّطون الوقت ..لكسب راتب زائد..وجدنا أناسا بعيدين كلّ البعد عن الوطنية أو الانتماء !!
يلوكون يوميا مفردات هم لا يفقهونها و يحتاجون فعلا الى فهمها ك: الدّيموقراطية ..العدالة ..المجتمع المدني ..التنمية!!!
فعلا وقعنا في مأزق بل و حل اسمه التّاسيسي ,,,ومع أنّي لا أميل الى شطحات القصّاص ..الاّ انّي أوافقه الرّاي أنّ النّواب في نهاية كلّ شهر غير جديرين بالرّاتب الذي يعطى اليهم ..بالاحرى هم جديرين بطريحة تشفي غليلي و غليل كلّ تونسي غيور!!!!


babnet
*.*.*
All Radio in One