ظاهرة السلفية في تونس -صنع إعلامي أم نتاج شعبي

بقلم صابر الفايز
العديد من العبارات و الألفاظ السياسية و الاجتماعية أصبحت تتداول في معاجم اللغة العامية بعد هروب المخلوع، إذا طغت هاته العبارات على المعجم الكروي الذي كان يتداول لدى العامة قبل .اندلاع أحداث الثورة
العديد من العبارات و الألفاظ السياسية و الاجتماعية أصبحت تتداول في معاجم اللغة العامية بعد هروب المخلوع، إذا طغت هاته العبارات على المعجم الكروي الذي كان يتداول لدى العامة قبل .اندلاع أحداث الثورة

إذا أن اغلب التونسيون كانوا يجهلون كلمات مثل يسار-يمين-قومي-... و زاد في المعجم السياسي ألفاظ للمعجم الديني مثل الوهابية-السلفية-الشيعة-الخوارج-المداخلة-...
و العبارة الأكثر تداولا هي عبارة السلفية التي ليس لها عمق تاريخي في معجم اللغة العامية لتونسي إذا كانت الكلمة المتداولة هي كلمة سنة و هاته الكلمة ينعت بها الرجال أصحاب الذقون الطويلة ، يرتدون قميصا أفغانيا مع سروالا قصيرا و هم الأشخاص الأكثر معرفة بتدينهم و إتباعهم لسنن الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه و الصالحين.
فجأة يتحول مثل هاته النوعية من الاشخاص أصحاب السنة إلى لفظ السلفيين هاته العبارة في الحقيقة هي نتاج إعلامي إضافة لنعتهم بكونهم وهابيين نسبة لمحمد ابن عبد الوهاب المصلح الديني بالحجاز ..
هذا بالنسبة للفظ و للحديث عن الظواهر ككل و بالخصوص الظاهرة السلفية فيتطلب ذلك.دراسات معمقة لتحديد المنبع الحقيقي لمثل هاته الظواهر الاجتماعية
و لكن إن حاولنا تبسيط الأمور و إتباع سلم زمنيا لتواجد السلفية في تونس فان أول حديث طاف على الساحة الإعلامية كان في أحداث ما يسمى أحداث سليمان و التي اعتقل فيها الكثير من الشباب بتهم المشاركة في تنظيم يسعى لقلب نظام الحكم في تونس باستعمال السلاح.
في مقال كتبه الوجه الإعلامي المعروف صلاح الدين الجورشي في مارس 2008 تحدث فيها عن ظاهرة السلفية و عرفها من منظور عام و قد قال في ذلك:

هناك سؤال لا مفَـرّ من طرحه في هذا السياق. لقد سبَـق أن حاولت سلفية الجزيرة العربية، المتأثِـرة بدعوة الشيح محمد بن عبد الوهاب، أن تخترق تونس في رسالة شهيرة تَـم توجيهها خلال الأربعينات من القرن الماضي إلى أحد البايات ، تدعُـوه إلى تنقِـية الإسلام في بلاده من البِـدَع التي انتُـشرت، مثل الشفَـاعة والتوسّـل بقبُـور الأولياء. وقد طلب يومها حاكم البلاد من شيخين من شيوخ الزيتونة، بالردّ على تلك الدعوة في رسالة

و المعلوم بالنسبة إلينا أن السلفية منقسمة إلى نوعان سلفية معلومة و سلفية تدعو للجهاد بالسلاح و العتاد و التي تتداول تسميتها في تونس و العالم بالسلفية الجهادية.
يقول الصحفي و الكاتب رضا الكافي في حديثه عن أسباب وجود الظاهرة السلفية في العالم الإسلامي المشرقي : فيُـلفت النظر إلى ما يتعرّض له المجتمع الإسلامي من هجمة إمبريالية واعتِـداءات متكرِّرة. وعلى الصعيد الداخلي، يحمِّـل مسؤولية انتِـشار الثقافة السلفية إلى غياب الحُـريات والديمقراطية والمشاركة، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية الصّـعبة، وإن كان لا يُـعطي للبُـعد الاقتصادي دورا أساسيا في فهم الظاهرة، نظرا لتفشِّـيها في دُول نفطية، مثل السعودية وليبيا.
و يبقى التساؤل المطروح اليوم كيف لنا أن نفهم التيار السلفي و نندمج معه و دمجه في هذا المجتمع
تساؤل أجابت عليه حكومة العريض الأحد الفارط 16 ماي 2013 بينت أن وعي التيار السلفي و التيار الإسلامي عموما انه واعي برسالته النبيلة في إصلاح المجتمع و نشر القيم النبيلة للدين الإسلامي، لكن الواجب إعطائه فرصة للتهيكل و فهم متطلبات المرحلة.
Comments
11 de 11 commentaires pour l'article 65848