ظاهرة السلفية في تونس -صنع إعلامي أم نتاج شعبي

<img src=http://www.babnet.net/images/7/abyayouble12.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم صابر الفايز

العديد من العبارات و الألفاظ السياسية و الاجتماعية أصبحت تتداول في معاجم اللغة العامية بعد هروب المخلوع، إذا طغت هاته العبارات على المعجم الكروي الذي كان يتداول لدى العامة قبل .اندلاع أحداث الثورة

إذا أن اغلب التونسيون كانوا يجهلون كلمات مثل يسار-يمين-قومي-... و زاد في المعجم السياسي ألفاظ للمعجم الديني مثل الوهابية-السلفية-الشيعة-الخوارج-المداخلة-...



و العبارة الأكثر تداولا هي عبارة السلفية التي ليس لها عمق تاريخي في معجم اللغة العامية لتونسي إذا كانت الكلمة المتداولة هي كلمة سنة و هاته الكلمة ينعت بها الرجال أصحاب الذقون الطويلة ، يرتدون قميصا أفغانيا مع سروالا قصيرا و هم الأشخاص الأكثر معرفة بتدينهم و إتباعهم لسنن الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه و الصالحين.
فجأة يتحول مثل هاته النوعية من الاشخاص أصحاب السنة إلى لفظ السلفيين هاته العبارة في الحقيقة هي نتاج إعلامي إضافة لنعتهم بكونهم وهابيين نسبة لمحمد ابن عبد الوهاب المصلح الديني بالحجاز ..
هذا بالنسبة للفظ و للحديث عن الظواهر ككل و بالخصوص الظاهرة السلفية فيتطلب ذلك.دراسات معمقة لتحديد المنبع الحقيقي لمثل هاته الظواهر الاجتماعية
و لكن إن حاولنا تبسيط الأمور و إتباع سلم زمنيا لتواجد السلفية في تونس فان أول حديث طاف على الساحة الإعلامية كان في أحداث ما يسمى أحداث سليمان و التي اعتقل فيها الكثير من الشباب بتهم المشاركة في تنظيم يسعى لقلب نظام الحكم في تونس باستعمال السلاح.
في مقال كتبه الوجه الإعلامي المعروف صلاح الدين الجورشي في مارس 2008 تحدث فيها عن ظاهرة السلفية و عرفها من منظور عام و قد قال في ذلك:
هناك سؤال لا مفَـرّ من طرحه في هذا السياق. لقد سبَـق أن حاولت سلفية الجزيرة العربية، المتأثِـرة بدعوة الشيح محمد بن عبد الوهاب، أن تخترق تونس في رسالة شهيرة تَـم توجيهها خلال الأربعينات من القرن الماضي إلى أحد البايات ، تدعُـوه إلى تنقِـية الإسلام في بلاده من البِـدَع التي انتُـشرت، مثل الشفَـاعة والتوسّـل بقبُـور الأولياء. وقد طلب يومها حاكم البلاد من شيخين من شيوخ الزيتونة، بالردّ على تلك الدعوة في رسالة . فما الذي حدث أو تغيّـر في تونس، حتى تمكّـن الخطاب السلفي من اختراق البلاد التونسية، التي كان يعتبِـرها البعض قلعة حصينة من قِـلاع الحداثة ؟ .
و المعلوم بالنسبة إلينا أن السلفية منقسمة إلى نوعان سلفية معلومة و سلفية تدعو للجهاد بالسلاح و العتاد و التي تتداول تسميتها في تونس و العالم بالسلفية الجهادية.
يقول الصحفي و الكاتب رضا الكافي في حديثه عن أسباب وجود الظاهرة السلفية في العالم الإسلامي المشرقي : فيُـلفت النظر إلى ما يتعرّض له المجتمع الإسلامي من هجمة إمبريالية واعتِـداءات متكرِّرة. وعلى الصعيد الداخلي، يحمِّـل مسؤولية انتِـشار الثقافة السلفية إلى غياب الحُـريات والديمقراطية والمشاركة، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية الصّـعبة، وإن كان لا يُـعطي للبُـعد الاقتصادي دورا أساسيا في فهم الظاهرة، نظرا لتفشِّـيها في دُول نفطية، مثل السعودية وليبيا.
و يبقى التساؤل المطروح اليوم كيف لنا أن نفهم التيار السلفي و نندمج معه و دمجه في هذا المجتمع
تساؤل أجابت عليه حكومة العريض الأحد الفارط 16 ماي 2013 بينت أن وعي التيار السلفي و التيار الإسلامي عموما انه واعي برسالته النبيلة في إصلاح المجتمع و نشر القيم النبيلة للدين الإسلامي، لكن الواجب إعطائه فرصة للتهيكل و فهم متطلبات المرحلة.


Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 65848

Ibn_zamanin  (Tunisia)  |Mercredi 29 Mai 2013 à 15:04           
من فيكم يعرف معنى السلفية ؟

Ibn_zamanin  (Tunisia)  |Mercredi 29 Mai 2013 à 15:03           
في مَوْقِعِ الزِّبْـلِ هـانَ القَـوْمُ واجتَمَعُـوا فــي قُـفّـةٍ مِلْـؤُهـا مــا عَـافَـتِ الـرَّكَـبُ
"المبدعونَ"!!.. وَيَنْدَى الحَرْفُ في وَطَنٍ فــيــهِ الـدِّيـانَــةُ والأخْــــلاقُ تُـجْـتَـنَــبُ
وتُــبْــتَــلَــى بِــعِــصَــابــاتٍ مُــنَــظَّــمَــةٍ أَبْـطـالُـهـا: تــافِــهٌ.. غِــــرٌّ، وَمُـسْـتَـلَـبُ
أَبْـطـالُـهـا: تــافِــهٌ.. غِــــرٌّ، وَمُـسْـتَـلَـبُ
أَبْـطـالُـهـا: تــافِــهٌ.. غِــــرٌّ، وَمُـسْـتَـلَـبُ
أَبْـطـالُـهـا: تــافِــهٌ.. غِــــرٌّ، وَمُـسْـتَـلَـبُ

Elahrardjerba  (France)  |Mercredi 29 Mai 2013 à 06:46           
السلفية في تونس نتجة هروب عديد المساجين،والاختفاءوراءهذا التيار،اعرف احد اقاربي دخل هذا التيار و الله نفاق مع الناس ومايؤسفني ان ينافق باسم الدين.....؟؟؟؟؟

Wildelbled  (United States)  |Mardi 28 Mai 2013 à 17:15           
تفكك المجتمع التونسي وانحلاله نتاج الدكتاتوريه والقهر أولد هذا البديل فصرنا من النقيض إلى النقيض

Fikou  (Tunisia)  |Mardi 28 Mai 2013 à 11:43           
بل هي صناعة صهيونية بتأليف الجاسوس الإنقليزي همفر وغناء وتوزيع محمد عبد الوهاب النجدي

Moula7edh  (Tunisia)  |Mardi 28 Mai 2013 à 11:02           


نجح رؤوس التجمع و كبار المجرمين من رؤوس أموال فاسدة و أصحاب مناصب ( أعداء الشعب الحقيقيين مصاصي دمائه و مرهبيه) من تحويل الصراع و التهم الموجهة ضدهم إلى صراع و تهم موجهة إلى السلفية ("الزواولة" بائعي العطر و قطع المرطبات أمام المساجد و على الأرصفة ) وسط تواطئ خفي ثم علني من طرف الحكومة و وسط غباء من طرف شريحة لا بأس بها من الشعب التونسي متتبعي قنوات التونسية و نسمة و كذلك تونس سبعة و مستمعي إذاعتي موزييك و شمس

JNOEL  (Tunisia)  |Mardi 28 Mai 2013 à 09:39           
Clubiste97 ... c'est vrai malheureusement , montrer des gens avec des positions arriérées les font beaucoup rire, c'est triste de tomber dans ce piège ... !!!

Clubiste97  (Tunisia)  |Mardi 28 Mai 2013 à 09:28           
Le salafisme est un produit americano-sioniste pour que les arabes restent toujours sous-developpé.

MSHben1  (Tunisia)  |Mardi 28 Mai 2013 à 07:46           
خبير الاستراتيجيين يقول انها كلها تسميات تضر الاسلام و لا تنفعه فهي في حقيقتها تشققات داخل التشققات الكبيرة و النتيجة احزاب اسلامية هنا و هناك و صراعات بينها عن من هو الوريث الصحيخ او عن من هو الابن الشرعي و من هو اللقيط او الغير شرعي . و طبعا من حيث التخلف عند العرب و المسلمين حقيقة موجودة فان كل حزب سيطعن في شرعية الآخر و كل حزب بما لديهم فرحون . اما الحقيقة الربانية فأن كل هؤلاء انانيون و مقسمون اي يقسمون و يجزؤون الاسلام دون وعي منهم فهم في
غفلة من ما يفعلون . و الصواب ان يكونوا مسلمين و كفى فظاعت تسمية " اسلام " و لا تسمع سوى سني - شيعي - سلفي - وهابي - جهاديين .

انا خبير الاستراتيجيين mshben1.

Adamistiyor  (Tunisia)  |Lundi 27 Mai 2013 à 23:58           
الاعلام يخترع التركيبة الجديدة لقبضة السامري
السامري
بصرت بما لم يبصروا به ، وهو جبريل عليه السلام على الفرس ، فقبضت قبضة من أثر الرسول ، أي من حافر فرسه ،
فنبذتها ، أي ألقيتها على العجل ، وكذلك سولت لي نفسي ، أي أن أقبضها ثم أنبذها فكان ما كان.
الاعلام
بصرت بما لم يبصروا به ، وهو الشيطان عليه اللعنة على الفرس، فقبضت قبضة من أثر الشيطان ،
أي من حافر فرسه، فقدستها ، أي ألقيتها على (السلفية) ، وكذلك سولت لي نفسي ، أي أن أقبضها ثم أقدسها فكان ما كان.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 27 Mai 2013 à 22:59           
السلفية لم يصنعها الاعلام ولا هي نتاج شعبي بل صنيعة التطرف اليساري والفرنكفوني لتعديل كفة الميزان ويوم يختفي التطرف اليساري ستختفي السلفية ويتوازن الميزان بالوسطية والاعتدال المتنوع ....


babnet
*.*.*
All Radio in One