نعم ,انا سلفي وهذه رسالتي

كتب محمد يوســـــف
ناشط ومحلل سياسي
ناشط ومحلل سياسي
تصدير : سـأل صحفي فرنسي (l’heure de la vérité) الملك المغربي الحسن الثاني عن حجم الاصولية في المغرب العربي زمن تسعينات العنف في الجزائر فأجابه :
Nous les maghrébins nous sommes tous des intégristes
بيان من تونسي 100 % وادّعي ان مثلي ملايين :
اكاد اصرخ امام الملأ وأقول انا سلفي ..لولا علمي بقول الله تعالى إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ .. وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ .. يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ صدق الله العظيم
ولما كانت السلفية منهجا يقوم على الاقتداء بالسلف الصالح فاني سلفي حتى النخاع , قدوتي اكرم خلق الله محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين.
انا مسلم واقتدي بالسلف الصالح, وانا تونسي ,clubiste ,احب الموسيقى الكلاسيكية ,ولي ولع بآخر الابداعات الرقمية , وادافع بالخصوص عن الديمقراطية

واعتقد ان استقلالنا وسيادتنا لا تكتمل الا بتحرير فلسطين وان تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني الغاصب لا يتحقق الا بالجهاد في سبيل الله بتحرير الانسان من هيمنة قوى البغي والاستعمار ومصاصي دماء الشعوب ويتعلق الامر بعموم انظمة الغرب والرأسمالية الفاحشة ولا عداوة مع الشعوب وان اختلف المعتقد والثقافة, لكم دينكم ولي ديني ... ولن يكون المجاهد مجاهدا الا بجهاد نفسه وتحريرها من الجهل والفقر والتخلف .والجهاد في باب من ابوابه المفروضة مدني واخلاقي وعلمي وثقافي وتربوي وفني وتنموي واعلامي...
أرى ان قمة الاناقة في القميص الابيض والعفو عن اللحى لانها سنة النبي واشعر انها غاية حسن الرجال ولا اجد مهجتي الا في الجبة التونسية والبرنوص ومع ذلك فان لباسي كعامة التونسيين الحالمين بال fripe signé والمتعايشين بدون عقد مع لباس الفرنجة السائد في هذا العصر دون اختيار منا ورغم انوفنا للاسف...
وغاية الحسن والجمال تكون في تقوى الله والاخلاق الفاضلة والجهد في ما ينفع الناس تقربا الى الله ,وحب الخير للجميع وحسن الظن بالناس , واعلم اني لا اكون كذلك الا اذا سلم الناس من يدي ولساني ولا اطيب من الجنوح للسلم وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( يتعلق الامر بالكفار فما بالك بالمؤمنين ) , ولكن ذلك لن يحول بيني وبين الانتصار للحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر على قاعدة ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ .. وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ .. كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ .. إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ .. لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .. فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ صدق الله العظيم
اني ادعو الله في سري وعلني ان ينعم علي بالشهادة في سبيله وهي اسمى غاياتي وارفع منايا...
وان لم اكن كذلك ... فتلك منايا
في الحقيقة انا اضعف واقل مما ذكرته بكثير ولكني ادعو الله ان اكون كذلك ... وانا على يقين اني طالب عفوه ورحمته فلا حول لي ولا قوة الا بالله فلست افضل من احد الا ان يرحمني الله بمغفرته وهدايته .
واذا كان هذا هو السلفي فنعم انا سلفي وافتخر.
من يتصدى للسلفية وماذا يريد ؟
ربما اجد عديد المبررات في الخوض مع الخائضين في تداعيات ظواهر الاسلام السياسي , ولكني اعترف ان جانبا يخص ما يعرف اليوم بالسلفية لا اجد له لا مدخلا للفهم ولا آلية من آليات التحليل رغم اني استفدت من عديد الكتب والبحوث والدراسات والتحاليل المتخصصة في هذه المسألة .ولم ادخر جهدا في سؤال اهل الذكر ومن هم ادرى بشعابها.لقد راكمت فهم عديد المقاربات من زوايا نظر مختلفة وتحصلت على معلومات في الصميم وتبينت تفرعات هذا المنهج , وتبينت الفروق الكبرى والجوهرية بين السلفية العلمية والسلفية الجهادية وبين الجماعات التي لا حصر لها. وتيسر لي علم بصحة تقاطعات وتناقضات محسوبين على السلفية مع العلماء المزورين ومع الحكام والسلاطين الفاسدين ومع حركات التحرير والارهاب ومع المتشدقين بفريضة الجهاد ومع اصحاب المال ومع اصحاب التجارة القذرة ... عرفت ما كشف وما يفترض من سهولة الاختراق من كل اشكال المخابرات ومن اللاعبين بلا اخلاق في السياسة... كما عرفت وادركت ان لا حصر في هذه الجماعات المسماة سلفية للطيبين والثقاة والدعاة والعلماء والصالحين الذين لا يرجون الا وجه الله...
ولكن فهم السلفية يزداد استعصاء عن الفهم كلما توغلت فيه وحاولت البحث عن جواب شاف وضاف .
اما سبب استعصاء فهم السلفية فلا يعود الى تعقد هذه الظاهرة وغموض اهلها , فهم على درجة عالية من الوضوح والشفافية ويضعون كل اوراقهم على الطاولة معلنين اصولها ومرجعيتها وعقائدها ومواقفها متبنين ممارستها متحملين المسؤولية برمتها...
لاعب وملعوب وبينهما سلفي
ولكن الغموض واللبس في ما يخص السلفية مصدره ما يقال حولها وما ينسب اليها وما يلحق بها وما يربط بوجودها وممارستها ,وعادة ما يأتي هذا التعريف الفصل للسلفية وعلاقتها بنا من اناس يجهلون ويتجاهلون كل شيء عن ما يتحدثون فيه ولكنهم يواصلون بإصرار وعناد في ربط و اقحام كل ما له علاقة بالشأن التونسي اليوم في مطبة السلفية.وهي في الغالب شكشوكة اختلط فيها الصالح بالطالح ويلزمها وقت لا بأس به ليتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ... ولكن المتربصين بالمشروع التونسي يسابقون الزمن في القضاء على الجمل بمن حمل...لغاية في نفس من لا يريد بنا خيرا...
ولعل اخطر ما في السلفية انها اصبحت اداة طيعة يتلاعب بها السياسيون فيوظفونها لمآربهم الخاصة مستغلين شغف الشباب الحائر بالنجاة وتسليم امره كله لله ... ولكنه في حالات غالبة يسلم امره لشيوخ احاديي الرؤية واداة طيعة في يد من يبغي الفتن واستدامة المحن وطغيان الوهن من عملاء الاستخبارات واللاعبين الدوليين الذين لا يجدون صعوبة في اختراق الجماعات السلفية وتوجيهها الى خلط الاوراق وبث الفتنة والاقتتال بين المسلمين.
لا أظن ان ربط كل ما يحدث في تونس بالسلفية امرا معقولا أو هو مجرد سوء فهم ,لان السلفية بالمفهوم التونسي المبني على العاب الصراع السياسي وعلى تجاذبات محلية ودولية غير موجودة الا في ذهن من يتحدث عنها من خصومها . فلا هي بالمذهب ولا بالجماعة ولا بالفرقة ولا هي حزبا او تنظيما لان السلفيين ( وهم موجودون فعلا ) انواع واشكال وملل ونحل لا شيء مشترك يجمعهم عكس ما يعتقد البعض .ولعل العامة يعذرون في لمّ الذين يعفون عن لحاهم ويرتدون قمصانا ويقصدون في مشيتهم ويهجرون المقاهي والملاهي ...في شكارة واحدة .
ولكن رجال الاعلام والاعمال والساسة يعرفون ما يصنعون لان طرد الحقيقة لا يتم الا باستحضار الارواح الشريرة وشيطنة الوهم المبشر بالخوف والرعب والارهاب.فما بالك ان ارهابا حقيقيا يحصل فعلا من بعض الشباب المحبط المخترق من دراويش الدين الغارقين في تنفيذ اجندات الاعداء بعلم وبغير علم .. ولكن الشباب الهاربين الى الله يقعون في المحظور ...ولا يعلمون ان مكاتب المخابرات الدولية استسهلت الوصول الى غايتها عبر مدخل التدين والاصول والتمسك بالاسلام وشرع الله ووجدت في ذلك مدخلا آمنا محصنا يمكن ان تفعل به ما تشاء وتوجه من خلاله قوى الشباب المتحمس المنتصر للاسلام الى تدمير هذه الامة وهو يتصور انه يجاهد في سبيل الله وفق ما امرنا به الله سبحانه وتعالى وهذا الجهاد ( المزور ) كفيل بادخالنا الجنة خاصة وان فتوى الشيوخ المستخدمين بعلم او بغير علم تبطل العقل والتفكير والتمحيص وتبعد المؤمن عن حكمة هي ضالته . ولكن الذين لا يقعون في هذا الانحراف هم الاغلبية الغالبة ولكننا لا نرى الا ما يصلح لعناوين الاخبار فنبصر بعيون غيرنا ...
لذا , لا ادري كم يلزمنا من الوقت لكي تصبح السلفية في تونس تونسية واعني بذلك كم يحتاج المحسوبون على التيار السلفي من وقت ليستعينوا بتونسيتهم ( مع المحافظة على الاقتداء بالسلف الصالح ) فيطوعون افكارهم للواقع التونسي وينظرون الى الواقع كما هو . كم يحتاج هؤلاء من وقت ليُفعّلوا تونسيتهم في فنون المناورة و التكنبين و التكتيك ( الحلال ) ويسحبون البساط من تحت اقدام من يريد ان يجعلهم غولا يعبر من خلاله الى مصلحته الضيقة والمهددة بالانقراض.
السلفية التونسية قادمة
اذا لم تصبح لدينا سلفية تونسية تدرك الاسلام حقا, وترتقي بالدين والاخلاق و تصنع ازدهار اللباس التقليدي وتنمي الممارسة البدنية والانضباط وتدفع الى الكد والتفاني في العمل وتنمي الثورة وتقاوم الفساد وتنشر الوعي والثقافة والفن الرسالي والعلم والتكنولوجيا وتقاوم الغش وتنخرط في العمل السياسي الشفاف وتحسن الظن بمن خالف الرأي ... اذا لم يحصل تعديل الساعات على التوقيت المحلي ومراعاة فارق التوقيت مع الجيران , سيستفرد بنا بن علي آخر من جديد ليحارب الارهاب بتجفيف المنابع وبرعاية موصولة من الديمقراطيين الاحرار ودعاة العدالة الاجتماعية والمهوسين بالحداثة في اضيق ابعادها .
Comments
30 de 30 commentaires pour l'article 65399