هل يمكن الاعلام التعامل بديمقراطية مع من لا يؤمن بالديمقراطية ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/8/attasiaaale135.jpg width=100 align=left border=0>



محمد حمدان
استاذ بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار






تابع نظارة قناة التونسية في برنامج التاسعة مساء حوارا مع شاب سلفي توجه للملايين من التونسيين ليعلن انه وتنظيمه الدعوي يرفض طلب رخصة لتنظيم اجتماع ليقوم فيه بالدعوة الى سبيل الله اي انه يرفض علنا تطبيق القانون باسم الشرع الالهي. كما اشاد هذا الشاب باسامه بن لادن وبالرفاه الذي عرفته اليمن تحت سيطرة تنظيم القاعدة. واعتبر بالخصوص ان الديمقراطيه وهم ولعبة غربية للسيطرة على المسلمين. وكان هذا الشاب في حواره مسيطرا على الكلمة ومقاطعا لغيره من الحاضرين بشئ من العنف اللفظي وكان من الصعب على المنشط التحكم في ادارة الحوار. ويطرح هذا البرنامج عدة قضايا خطيرة منها السياسي والامني والحضاري والديني ولكنه تطرح على الاعلاميين بالخصوص اشكالية خطيرة تتعلق بكيفية التعامل بديمقراطية مع من يعلن صراحة انه لايؤمن بالديمقراطية.

وانطلاقا من التجارب الاجنبية في الدول الديمقراطية نلاحظ ان الاحزاب والحركات السياسية والفكرية المتشددة على غرار النازية الجديدة تجد لها موقعا في وسائل اعلام بلدانها وهي تحظى بحرية التعبير عن افكارها ما دامت القضية محصورة على المستوي الفكري ولا يمكن محاسبتها الا اذا خرقت فعليا قوانين الدولة . كما ان الاعلام لم يختلق هذا التيار ولم يوجه افكاره ومن حق المواطن ان يكون على معرفة بمختلف التيارات الموجودة على الساحة السياسية في البلاد وان يحكم لفائدتها او عليها انطلاقا من مبدا حق المواطن في الاعلام.



وفي مقابل هذا الطرح يمثل التعامل الاعلامي مع من لا يؤمن بالديمقراطية خطرا على الديمقراطية ذاتها لانه سيستغلها لتقويضها عندما يصل الى الحكم. كما ان الوضع في تونس يتسم بخصوصيات يتعين علينا وعلى الاعلام التفكير فيها مليا فالبلاد تمر بمرحلة انتقالية لم يشتد فيها بعد عود الديمقراطية وليست في مأمن من الانتكاس والتراجع في مسارها الديمقراطي. كما ان الوضع الامني يتسم بالاهتزاز خلال هذه الفترة ويمكن بالتالي اعتبار مثل هذا البرنامج خطرا على الديمقراطية لان افكار الشاب المذكور تمثل تقويضا للدولة المدنية التي اتفق الجميع على ارسائها ولان تدخل هذا الشاب يشرع لخرق القانون وهو ما يجرمه قانون الصحافة ذاته ولان في افكاره دعوة ضمنية لقوات الدولة لعدم الامتثال لتعليمات رؤسائهم بتطبيق القانون . وقد يذهب البعض الى حد اتهام الاعلام باستغلال هذه الاطراف لاغراض تجارية لكسب المزيد من المشاهدين ومن الموارد الاشهارية على حساب امن البلاد ولا غرابة في ان تستغل بعض الاطراف مثل هذا البرنامج لاتهام الاعلام بالردة وبخدمة النظام السابق وبالانسياق لاجندة المعادين للديمقراطية.
لذلك يتعين فتح حوار عميق حول هذا الموضوع في الفضاء العمومي ويتعين بالخصوص على الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري رغم حداثة انشائها ان تتخذ موقفا واضحا ازاء مثل هذه الممارسات الاعلامية حتى تثبت استقلاليتها ونجاعتها. واعتقد ان المؤسسة التربوية لا يمكن ان تكون غائبة عن هذا الحوار الوطني وهي التي تمثل الاطار الطبيعي للتكوين العلمي للشباب . وازاء تهديدات الاطراف الدينية المتشددة والمهيمنة على بعض المساجد وبعض الفضاءات العمومية لا يمكن للمربي ان يبقى مكتوف الايدي وسلبيا وتدخل التربية على وسائل الاعلام من المهام الموكولة للمربي حتى يقوم بتفكيك الخطاب الاعلامي وبادارة حوار فكري موضوعي حول القضايا التي يطرحها وبتنمية الروح النقدية لدي الشباب



Comments


18 de 18 commentaires pour l'article 65151

Zenati  (Tunisia)  |Mercredi 15 Mai 2013 à 10:09           
البعض يؤكد أن الديموقراطية ليس لها وجود لا في القرآن ولا في السنة ـــ هذا صحيح فيما يخص الديموقراطية كلفض ولكن القرآن ذكر الشورى والبيعة أو المبايعة وهما كلمتان بليغتان يقصد بهما الله أن الشعب هوالذي يختار حاكمه ـــ الرئيس ـــ وأعضاء مجلس الشورى ـــ البرلمان ــــ عن طريق الإنتخاب ـــــ وإلا كيف يكون الحكم تحت إمرة أمير ومن يعيّنه وكيف ستكون الشورى؟ معيّنة من طرف الأمير لتوافقه على كل ما يتخذ من قرارات ؟ مثلما يحدث في دولة إسلامية أخرى ــــ إرجعوا
إلى التاريخ وإعطونا أميرا عادلا ما عدا الخلفاء الراشدين رغم ما جرى في عهدهم من إنقسامات ــــ لذلك الديموقراطية هي الحلّ الأقرب إلى العدل لما تفرضه من حرّيات

David  (Tunisia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 16:31           
نحنا ناسين اننا خارجين من خندق ديكتاتوري اظلم...وعى خاطرنا اصلا طيبين نتحدثو كاينها الديكتاوريةليها قرن من لي تمردنا عليها...رانا مزلنا ننزفو من ضرب الجلاد...رانا مزلنا ما استرددناش كرامتنا المسلوبة الي من اجلها صارت الثورة...وه الكرامة راهي ميش مشكلة الحكومة المؤقتة....الحكومة المؤقتة راهي فقط باش تريض الناس...اسمها فيها...والناس الي يقولو حكومة فاشلة...هوما بيدهم فاشلين ويطلبو في المستحيل...تقلي ديمقراطية؟؟؟اشكون يؤمن بيها وشكون يرفضها...على
خلفية حوار البارح...نقلك عن اي ديمقراطية تتحدثون؟؟يا سي الجورشي انت قلت لا خيار لنا سوى الديمقراطية...عن اي ديمقراطية تتحدث؟؟؟عندنا احنا في تونس تجربة ديمقراطية؟؟تتحدث على ديمقراطية الغرب؟؟يا خي يا سي بن غربية الغرب بعثولهم الديمقراطية في كيلوبوسطا وسبحان الله عم عليهم الاستقرار؟؟؟انا نقول حقنا في ها العامين بعثنا مجلس موازي يؤسس للديمقراطية من منظور تونسي...تتماشى مع مجتمعنا...موش ديمقراطية جاهزة للبسة تهبلنا...بالله الي ينجم يغوص في ها الفكرة

PARISIEN  (France)  |Mardi 14 Mai 2013 à 16:30           
أستاذ بمعهد صحافة لا يحتمل حتى مجرد من يخالفه الرأي أن يدافع عن رأيه .. أفهم جيداً كيف تربى ايتام عبدالوهاب عبدالله ومن أين أتت المصيبة التي نعانيها كل يوم

كاتب المقال لا يفرق بين قانون الأحزاب وحق التعبير .. فيجعل لحرية التعبير إطارا رسمه بنفسه ويلائم ميولاته ويريد أن يفرضه على غيره .. هكذا !

كاتب المقال إعتبر أن الاعلامين ديمقراطيون في تونس حتى يتسائل كيف يمكنهم التعامل مع غير الديمقراطين .. ولا أعرف من أين أتى بهذه المعلومة الغبية فالاعلامين أبعاد ما يكن عن الديمقراطية وهم الذين تربو في رضع الديكتاتورية وفي لعق حذاء الطغاة .. فهم أول من يجب أن يطبق عليهم مبدأ منع التعبير الذي يطالب به الكاتب لغيره ونسي أنه معني به قبل غيره

كاتب المقال في تناقذ عجيب ولكن ليس غريب على سلعة عبدالوهاب عبدالله لم يذكر لنا كيف تعج بلاتوات التلفزة كل يوم باعداء الديمقراطية من الماركسيين واللينينين والذين لا يترددوا في كل مرة في المطالبة بتصفية الاسلامين حتى لو وصلوا للحكم بالانتخابات وحتى لو صنعوا المعجزة الأقتصادية ( هذا مسجل وموثق ) .. كذلك لم يلتفت إلى المنادين بالقتل وبالاضرابات وبقطع الطرقات على المباشر ...

في الختام لا يفوتني أن انوه أن عبدالوهاب عبدالله رغم كل مساوئه فله حسنة واحدة على الأقل وجب الأعتراف له بها : وهي أنه إختار لمهنة الصحفة أغبى من على وجه الأرض واكثرهم حمقاً فجعلهم لنا ذخرا للسخرية والضحك .. لذلك كلما أرادوا شيئا إلا وانقلب عليهم الناس تهكما وسخرية وسقطت مكائدهم قبل حتى أن تبدأ ... الى زاد الله في غبائكم وحمقكم


ps: على فكرة العبدلله بعيد على السلفيين والاسلاميين سنوات ضوئية ..

Hannabel  (France)  |Mardi 14 Mai 2013 à 16:25 | Par           
Ceux habitants l Arabie saoudite des tunisiens sont devenus pires q iljohals en puissance pas tous les tunisiens bien sur,haram d insulter les morts ya miskin wallah aalam bik

Valeur  (France)  |Mardi 14 Mai 2013 à 16:21           
إناأستغرب ?أين هي قوانين الدولةالمدنيةالتي نزعم إرسائها وأين هيبة الدولة
هذاالشخص أرهابي ويقولها صراحتاعلي الهواء
وأاناأردعليه ليس لكم مكان في تــونس وأنتم أقلية تتمشون من أموال الخليجوأمــوال صدقة سوف نقضي عليكم طال أوقصرالزمان

Hazem  (Tunisia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 15:52           
افهم الان السبب في ضحالة مستوى اغلبية الصحافيين او من شبه لهم عندما اجد من يسمي نفسه استاذا يشرع لديمقراطية لا وجود فيها لمن يخالف فكره

Zagada  (Tunisia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 15:48           
وإن كان التصريح اشد بيانا ووضوحا من التلميح إلا انّ ماجاء في هذاالمقال احالني مباشرة إلى الزمن البائد

Tunisia  (France)  |Mardi 14 Mai 2013 à 15:47           
محمد حمدان

انا سأجيب علي عنوان مقالك او سؤالك وهوهل يمكن الاعلام التعامل بديمقراطية مع من لا يؤمن بالديمقراطية ؟

اقول لك بانه متفاني في التعامل مع من لا يؤمنون بدمقراطية
والوجوه العلمانية الاستئصالية ومن لف لفهم من دعاة المركسيةوالسبابين الشعب والمهددين له واعداء الاسلام الذين قاطنين في قنوات الفتنة والخراب منذ عامين لهو دليل قاطع بان اعلام العار يجيدون التعامل مع من لا يؤمنون بالدمقرطية ...

Hannabel  (France)  |Mardi 14 Mai 2013 à 15:37 | Par           
AUllysse Warrior: tu dis trop de connerie ,Degage de la france si tu Es contre ses lois et arrete d insulter HBourguiba qui est deja mort ,tu n'es pas cultive et tu Es arrogant et mal ....

Moslim_mowa7id  (Saudi Arabia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 15:35           
سؤال بسيط لكاتب المقال إلي ما يعترفش إلي الديمقراطية صناعة أمريكية و أكذوبة عالمية للسيطرة على مقدرات الأمة. ماذا جلبت الديمقراطية للعراق

Ibrahim  (Saudi Arabia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 14:57           
هؤلاء الاستئصاليين البؤساء تسللوا ايام المخلوع ليحتلوا المراكز الجامعية دون اي خبرة او كفاءة فقط يكفي ان تكون ملحدا ثم انتهازيا ...فلا غرابة اليوم أن تحتل جامعاتنا مراتب متخلفة حتى عن الجامعات الصومالية تصورو أن مرتبة تونس تاتي بعد كينيا و السنغال وحتى الصومال..ثم تجد بعض الحمقى الذين يفتخرون بالتعليم الذي وضعه المقبور و رعاه المخلوع وطبقه الملاحدة عليهم من الله ما يستحقون...

Directdemocracy  (Oman)  |Mardi 14 Mai 2013 à 14:49           
كاتب المقال يذكرني بفرسان القلم متاع بن و فعلا اقول ان فارس اعقب ليل ....

Wissem_latrach  (Tunisia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 14:48           
لا تخف على ديمقراطيتك فإن من يكفر بها لن يستعملها للوصول إلى الحكم ثم يقوم بتقويضها كما أوردت، بل سيبين للناس زيفها وبطلانها بالحجة والبرهان وبأنها لعبة ولعب بمصائر الشعوب كما يردد دعاتها يوميا، وسيوجد رأيا عاما على الإسلام بوصفه نظاما للحياة والمجتمع والدولة وحلا ربانيا جادا لمشاكل الناس جميعا.

عندها سيحجم الناس عن الديمقراطية البغيضة ويلقون بها في مزبلة التاريخ ويقبلون على إسلامهم تحقيقا لبشارة نبيهم عليه الصلاة والسلام: ثم تكون خلافة على منهاج النبوة.

Nourammar  (Tunisia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 14:36           
كاتب المقال يناقض نفسه يقول ان الفكر النازي المتطرف يجد له مواقع في الاعلام ويعبر على تفكيره بكل حرية في البلدان الديمقراطية في حين اعتبر أن وجود هذا الشاب في اعلامنا خطرا على الديمقراطية ...باختصار عندو النازية خير من السلفية

JDON1980  (Tunisia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 14:31           
قول أحدهم:تكلمنا في أمور الجهاد فقالوا :جهاديين،وتكلمنا في وجوب تكفير الكفار فقالوا:تكفيريين،أخشى أن نحثهم على صلاة الفجر فيقولوا:تفجيريين!

AbouAlMontacir  (France)  |Mardi 14 Mai 2013 à 14:15           
أصبحت اليوم الدّيمقراطيّة دينا جديدا له أتباعه ورسله وطقوسه وتقاليده ولا يستنكف معتنقوه أن يرجموا كلّ من يخالفهم الاعتقاد بل وصل الأمر أن يقدّموا دينهم على دين الله الّذي من أجله خلقت السّماوات والأراضون

Torabora  (Tunisia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 14:15           
الحق قبل القانون يا مدعي الحياد

Rzouga  (Tunisia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 13:51           
ثنيّة طويــــــــــــــــــــــــــــلة و متعبة أصل

مقارنة بالتغير السريع الذي يعرفه مجتمعنا اليوم في توقيت قياسي خلينا نقولو

أما ميسالش نحاولو علاش لا
الحوار أساس التعايش في المجتمع



babnet
*.*.*
All Radio in One