هل حُشِرت الحكومة في زاوية -محاصرة السّلفيين

<img src=http://www.babnet.net/images/7/laaridhle11.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجــي باكير

من المعلوم قطعا أنّ البلاد تمرّ بوضع إنتتقالي هشّ ، غوغائيّ المعالم و لا ثوابت واضحة فيه ، و هو كذلك ميدان تسابقي للأحداث والمُجرَيات و المؤثّرات الدّاخليّة و أيضا الخارجيّة ،كلّ يبحث عن موطإ قدم و كلّ منهمك في صناعة هيكليّته باعتماد مرجعيّته أوحتّى باستناده على مكوّنات أو قوى خارجيّة ،،، أحزاب ، تيّارات ، جماعات ، جمعيّات حتّى الحكومة نفسها ما زالت تتلمّس الطريق لإيجاد كيفيّة توفيقيّة لا تحرمها المسك بزمام الأمور و تضمن لها التواجد مستقبلا بأحزابها في ثقلٍ أكبر ...





السّلفيون هم كذلك وسط هذه الدّائرة لكنّ وضعهم يختلف عن كثير من باقي مكوّنات المشهد باعتبار أنّهم تيّار تتجّه كل الأنظار إليه و تصوّب كثير من السّهام إليه خصوصا من العلمانيين الذين يرون فيه التهديد الحقيقي و الصّريح لمخطّطاتهم و مصالحهم و ما يروّجون له من فكر ضدّ الدّين و الهويّة و قيم العُرف في المجتمع التونسي بعد أن أمنوا حركة النّهضة و حشروها في زاوية الإستسلام و المجاراة و المحاباة في سبيل أن تستأثر بدفّة القيادة و تمارس الحكم مع عدم وجود أحزاب إسلاميّة أخرى تأخذ المشعل لتلبّي رغبة الشعب في إثبات الهويّة الإسلامية سياسيا.
السّلفيّون برغم ما عليهم من تحفّظات على بعض أدبيّاتهم و طرق عملهم و طرق تبليغهم و طرق معالجاتهم للأشياء فإنّهم حقيقة لا و لن يمكن لأحد إنكارها و كلّ عمليّة تتّجه نحو التصعيد معهم فهي غير مأمونة العواقب كما ثبت هذا في كثير من البلدان و التجارب السّابقة ، فقط لأنّ كلّ إستعمال للإقصاء و استعمال للعنف سيذكّي نار المواجهة و يطوّر أساليب دفاعهم على كينونتهم ، موازاة لهذا ستتطوّر النتائج نحو الكارثيّة و تتسع دوائر الخوف و الحقد الكراهيّة و ردّ الفعل أكثر من الفعل نفسه و بحجم أكبر و في تواتر غير محمود العواقب و بلا نقطة نهاية ..
ما سلكته الحكومة سابقا من التغاضي الكلّي عن التيار السّلفي ليس الحلّ الأسلم إلاّ أنّه كان يصبّ في خانة مصالحها الآنيّة و يساعدها على استتباب الأمن و التفرّغ لمشاكل أخرى ،و ما كانت تصريحات الشيخ الغنّوشي في هذا الإطار إلاّ مسكّنات حينيّة و ابتعاد عن التصادم الإختباري الذي قد يؤول إلى نتائج لا ترضي حركة النّهضة و يفتح عليها بلاوي أكثر ممّا كانت تتلقّاها و تنكّد عليها في تنفيذ سياستها و برامجها .
لكن ما يُلاحظ في المدّة الأخيرة من إنقلاب فجئي على هذا الوضع في تعقّب تحرّكات السّلفيين و محاصرة أنشطتهم و منع خيمهم الدّعويّة ربّما يفضي إلى التساؤل هل هذا مؤشّر البداية التي ستقود إلى المواجهة الفعليّة مع التيّار السّلفي و خوض ما أهملته الحكومة سابقا ،،
هل رضخت الحكومة إلى الضغوطات الدّاخلية و الخارجيّة لتلامس هذا الخيط الرّفيع ؟ رأينا ظاهرا و جليّا ما يقوم به كثير من الإعلام الموجّه من حملات تشويه و تهويل و تحريض على هؤلاء السلفيين و توجيه أصابع الإتّهام دوما إلى الحكومة و حركة النهضة و رئيسها و اتهامها بالتقصير ، بل بمآزرة السلفيين ،، كما لا يخفى حجم الضغوطات الخارجيّة و التي لا يسعدها تواجد النّفَس الإسلامي حرّا طليقا و لا يرضيها أن يفلت زمام الّلعبة السياسيّة لإسلاميين لا يجاملون و لا يهادنون مع ثوابتهم الدينيّة .و إلاّ كيف تفسّر مهاجمة الخيم الدّعويّة السلمية في حين لا تبالي الحكومة بخيم نُصبت لعرقلة الإقتصاد الوطني و لتعطيل المصالح العامّة للبلاد ضاربة عرض الحائط بكل القوانين و متمرّدة على السلطة لوقت غير يسير ؟ و كيف يسعى البعض للدعوة إلى نبذ و إقصاء السلفيين جملة و تفصيلا في حين أنّنا نرى تقاربا ينمو كلّ يوم و يزيد لاحتضان من أجرموا في حق الشعب التونسي و نتابع سعيا مبطّنا للتصالح مع أقطاب الفساد و أعلام اللّصوصية و التزييف بل ربّما اجتياز و إقبار لقانون التحصين ، في حين أنّ الأنفاس تُحسب على هؤلاء السلفيين و اللذين قبل كلّ شيء هم تونسيون أب عن جد و لهم ما لنا في هذا الوطن و عليهم ما علينا ؟؟؟
فهل حُشِرت الحكومة فعلا في زاوية ( خطِرة ) لمحاصرة السلفيين ؟؟




Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 65079

Clubiste97  (Tunisia)  |Mardi 14 Mai 2013 à 09:57           
Il faut appliqué la loi contre les criminels salafistes qui ont un projet fachiste pour notre tunisie qui doit etre un modele démocratique pour tous les arabes et surtout ceux du moyen orient et du golfe.

Toonssii  (Tunisia)  |Lundi 13 Mai 2013 à 18:58           

بالضبط عنوان معبّر ....
كيف إنحل التلفزة ربع ساعة نسمع كلمة سلفية عشرين مرة...!

هذا فاش تحكي لعباد في القهوة اليوم : الحكومة دزوها إعلام و مجموعة يسارية متطرفة لمحاربة أي مظهر من مظاهر الدين و برشة عباد فهمو توة حكاية الشعانبي اللي من أهدافها القضاء على مظاهر الدين زيادة عن إلهاء الناس عن القضايا الأساسية و المطالب الشعبية



SOS12  (Tunisia)  |Lundi 13 Mai 2013 à 11:54           
مقاربة
اعطت الحكومة حزبان وعدة جمعيات لنشاط منظم للسلفيين مثل الكويت السابقة عند العرب
لم يقبلو بالتنظم وافتكو بعض المسجد والمنابر
فببعض الافتفزازات من المتلبسين يقعون في المحضور وزادهم الاعلام تشويه
وارتكب عنف في السفارة وعدة اشتباكات
كما انهم يريدون قطع العلاقات مع امريكا على غرار اليسار مع قطر
فهم تونسيون لكن مفهوم التعايش الجماعي لايكون بالعجلة مع كل الوان المتربصين
ماذا ستفعل لو كنت مكان ر الحكومة?

JDON1980  (Tunisia)  |Lundi 13 Mai 2013 à 10:46           
إعلام بن علي المرتشي واليسار المتطرف والأمنيين المجرمين توحدوا لضرب السلفيين بالنهضه وقد نجحوا ولكن صبر جميل

Anonymous60  (Tunisia)  |Lundi 13 Mai 2013 à 09:49           

Amir1  (Tunisia)  |Lundi 13 Mai 2013 à 09:06           
الحكومة الحالية التي أخذت موقها الإجتماعي بعد انتخابات حرة ونزيهة محاصرة يمينا ويسارا بطرفين كل منهما يضم مجموعات تقع فكريا على يمين ويسار حزب حركة النهضة
ذي الثقل الأهم في المجلس. الطرفان -وهذا أمر طبيعي- يريدان التموقع. المشكل أن كليهما متوتر، وهذا عائد إلى طبيعة توكين كل منهما، فعلى اليمين تطرف و"مغالاة" وعلى اليسار فساد. طبيعة التكوين هي التي تحدد أساليب التعاطي مع الآخر. كلما اقتربت الحكومة من أحد الطرفين ازداد توتر الشق الثاني. مازال الكثير منا لم يقتنع بأننا يجب أن نكون شركاء مهما اختلفنا. وأعتقد أن الحكومة التي تحتل المنطقة الوسطى هي من تقع عليه مسؤولية تجميع الفرقاء وهي من تملك إمكانية
ذلك

Kalamkalam  (Tunisia)  |Lundi 13 Mai 2013 à 06:33           
يقول المولى عز وجل؛أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة وجادلهم بالتي أحسن؛ التبشير أكثر مما تتصورون في المعاهد والكليات؛ وفي صناديق البريد في العمارات والمنازل عن طريق الأقراص والكتب؛فكيف يمنع من يدع إلى الله بالحسني؟ الخمارات مفتوحة والمواخير أيضا الإعلام على طلق ذراعوا يوميا سب وشتم علنا في الإسلام ونعته بأقبح الأوصاف وأهله وأغلب الساسة اليساريين الشيوعيين بحماهم النصراوي لا ولن يهدأ لهم بال والإسلام والمسلمين محاصرين في السجون والمسجد
كالعادة صلي وارفع ؛؛صباتك؛؛حتى الخنثاوي سمير بن ألا طيب أمام عدسات الكمرآء ينادي بإرجاع المسلمين إلى السجون أما السارق؛عدنان الحاجي فقد دعى قتلهم مرة وحدة أيتها الحكومة أبواق الإعلام تحارب في الإسلام جهارا واليساريين يرتعون أحرارا والسواد الأعظم من التونسين مسلمون مقهورين مغبونون من أقلية فاسدة عميلة للغرب الصهيوني الماسونية ضاربة أطنابها عبدة الشياطين الأمكنة مليئة بهم؛والأكثرية ممنوعة عن أدآء رسالتها؛أي حكومة رئيسها من حملة كتاب الله ويمنع
الدعوة إلى الله فهذا هو العجب إنزل إلى الميدان وابحث هل تشاهد عنف أو ما يخل بالأمن في أماكن الدعوة؛أما هذي حلال على الملاحدة حرام على المسلمين ماجــــــــــــــــــــــــــــاتش يا غنوشي ويا عريض ماذا ستجيبون إذا سئلكم رب الأرباب تركتم الكفر والإلحاد والتضليل أصواته مرتفعة وأخرصتم ألسنة الدعاة وكممتموها؟ بالديمقراطية الكاذبة التي ليست إلا شعارات أتركوا السوق مفتوحة والمواطن يختار الإسلام أو غيره؛ حلين أوقفوا إعلامكم وساستكم المس من الإسلام وأهله
ولا ترضوا الغرب وعملائه على حساب الإسلام؛أو المساجد لها دورها بل واجب على الأيمة والمشائخ والدعآة أن يصدعوا بالحق لا رجوع إلى الورآء؛؛لقد خذلتم منتخبيكم أتركوا الناس يصلحون ما أفسد؛بورقيبة وحزبه وها نحن ما زلنا نقاصي من تلميذه الباجي قائد الزطلة والدساترة وأيتام بن علي قالبي الفيستى من دساترة إلى تجمع؛زد معهم يسار شيوعي ملحد لا يؤمن بما تسمونه ؛؛ديـــــــــمقراطية؛؛لا يسقطك أيتها الحكومة أية قوة مهما كان مساندة الخارج لها إلا أن تتخاذلي وتعارضي
المصلحة العليا للأكثرة المسلمة

Tunisia  (France)  |Lundi 13 Mai 2013 à 00:17           
انا احذر الحكومة من جعل السلفيين كبش فداء لارضاء الغرب وشذرمة العلمانيين القمع والاضطهاد سوف يجر البلاد الي ما لا يحمد عقباه وسوف يكون الاسفن الاخير يدق علي قبرها
بني علمان كلهم لهم الجنسية الفرنسية وجنسيات اخري
لا قدر الله حصل شئ المتخندقين في القنوات الفتنة
اول الناس تهرب ويبقي الزوالي هو الي يدفع الفتورة...

Tounsi  (France)  |Dimanche 12 Mai 2013 à 23:03           
حكومة فاشلة وضعيفة ...ستنقلب عليهم الطاولة ولسوف يندمون ندما ليس له حدود والأيام بيننا

Zarboutt  (Norway)  |Dimanche 12 Mai 2013 à 22:58 | Par           
Le ministre du rach a siliana quand il etait ministre de l'interieur etait partial tout comme lebhiri a la justice: ils appliquaient la vieille recette des bouffons "deux poids deux mesures" puis maintenenant que les deux ministeres sont dans les mains de deux technocrates ils appliquent purement et simplement la loi puis les salafistes doivent obeir aux lois de ce pays comme tout le monde. Puis arretez de diviser le pays en laiques et islamistes. L'identite' musulmane n'est pas reservee aux islamistes. On peut etre musulman et pas islamiste il faut que tout le minde le comprenne une fois pour toute

Mandhouj  (France)  |Dimanche 12 Mai 2013 à 22:53 | Par           
Le gouvernement doit dialoguer, et le ministre de l'intérieur ne doit pas mettre on opposition les forces de l'ordre avec certaines composantes de la vie politique. Ben Ali harab. Mandhouj tarek.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female