هل أصبح الشعب : إنتهازيّا ، بطّالا و بكّاء

<img src=http://www.babnet.net/images/8/profiteur.jpg width=100 align=left border=0>



بقلم / منجي باكير



ستّة عقود من الحكم المتسلّط و المروّج للثقافات الهجينة و الذي لم يدّخر جهدا في تجفيف منابع الهويّة العربيّة و القيم الإسلاميّة الصّحيحة كانت كافية لخلق شعب في أغلب تركيبته ذو مواصفات هجينة كذلك ، لا هو غربي و لا شرقي يحمل الكثير من التناقضات و السّلبيات ...



شعب وصل به الإحباط في العشريّة الأخيرة من حكم المدحور إلى اليأس و القنوط و التجرّد من كثير من القيم الأخلاقيّة و الروابط الإجتماعيّة و التفصّي من الضوابط الشرعيّة و التحيّل على القوانين بكلّ الوسائل غير المشروعة ،، فمنهم – خصوصا – الشباب من ركب الأخطار و رمى بنفسه في البحر ليواجه دوائر الضياع أو حتميّة الموت ، ومنهم من كرّس حياته بين الخمرة و القمار و ربط حياته و مستقبله بأوراق البروموسبور التي أصبحت كلّ أمله لطرق الثراء و ازدرى الشغل و احتقر قيمة العمل ، و من الشعب من غرّته صناديق سامي الفهري وقتها فرأى فيهاعنوان خلاصه حتّى أصبحت ( بدّل الصندوق ) قولة مأثورة تقارب أن تأخذ مكانها في الأمثال الشعبيّة . .. عموما اختلط الحابل بالنّابل و انقلبت كثير من المفاهيم و ساءت الأحوال الإجتماعيّة و الأخلاقيّة كما باقي الأحوال ..
جــــــــــــاءت الثورة ، ثورة شعب مقهور انفجر فحطّم القيْد ليؤسّس لمستقبل أفضل و حياة أرقى ، لكن ما رأيناه و ما زلنا نراه يوميّا أن الأمور سارت عكس المتوقّع و ضدّ المأمول ، زاد الصّورة أكثر بؤسا إعلام رديء يحرّكه حفنة من المنشّطين و أدعياء الإعلام دانوا بغير الوطنيّة و باعوا ضمائرهم لأجندات مشبوهة و عميلة تعمل على تعميق الفوضى و تكريس التهميش الفكري و الإقصاء لكلّ أسباب البناء و النّهضة . أصبحنا نرى بعيون كامراوات ونسمع مع أصوات إذاعات هؤلاء الفاسدين المفسدين شعبا أكثره إنخرط في موجات من الإضرابات و الإعتصامات و قطع الطّرق و تعطيل المصالح و تكبيل الإقتصاد ، شعبا أهمل واجباته تُجاه نفسه و بلده و أصبح يبكي و ينتحب و يشكو الفقر و العدم في سوداويّة مريبة ، كلّهم أصبحوا بطّالين معدمي الدّخل بلا مآوي و بلا كفيل ومرضى و معاقين و هم مسؤولية الحكومة و واجبها بل حتّى العمل يجب أن توفّره لهم و بمقاسات و مواصفات ترضيهم ..!

شعب إستغلّ ظروف الثورة و ما بعدها من ضعف و فراغات أمنيّة لينهش غيره و يستحلّ الملك العامّ و يسرق ما لغيره و يغتصب ماليس له بكل وقاحة ،،،نشطت ( مقاولات ) التهريب و سرقة أقوات المواطنين لتصديرها عشوائيا في أنانيّة مفرطة و استيراد السّموم و السّلع المضروبة و السّلاح لتعكير الصفو العام و لمزيد من الإفساد و إغراق البلاد،،
شعب حقّر – قيمة العمل – و ماتت فيه روح الخلق و الإبداع و غاب منه الإنتاج ( آخر الإحصائيات تقول أنّ معدّل عمل التونسي : ساعة و ربع )
خلاصة : شعب في أغلبه أصبح ظاهرا أنّه لا يتقن إلاّ البكاء و البطالة و الإستجداء و التواكل و الإستهلاك و الإنتهازيّة العمياء ...
الثّورة براء من هذا الإنحراف و الزّيغ و التونسيّون الأصليون هم (( الكتلة الصّامتة )) التي لازمت مواقع أعمالها في مختلف المجالات و امتنعت عن المشاركة في هذه – المنادِبْ – و ابتعدت عن هذه الغوغائيّة و النزعة التشاؤميّة و الأنانيّة المفرطة لتواصل العطاء و العمل برغم كثير من العراقيل و لم تفتح أفواهها للشكاوي الكاذبة و البكاء و النّواح و الإستجداء و الشّحاذة ....



Comments


32 de 32 commentaires pour l'article 64952

Tounsi_tounsi  (Asia/Pacific Region)  |Lundi 13 Mai 2013 à 09:27           
الحل هو في قيام دكتاتورية جديدة. و حظ تونس ان يكون الدكتاتور الجديد مسلم مثقف فيبسط نفوذه و يحكم البلاد 30 عام يربي جيلا جديدا.

Hammmmma  (Tunisia)  |Lundi 13 Mai 2013 à 08:48           
مادام المجلس التأسيسي و الحكومة و المعارضة طلعو إنتهازيين..الشعب ٱش تحبو يعمل....عندو زوز حلول يايعمل ثورة من جديد وعلى قاعدة صحيحة وهذا صعيب و إلا يضرب على روحو باش ياخو بايو مالكعكة

Mandhouj  (France)  |Dimanche 12 Mai 2013 à 21:02           
C'est quoi la solution? ben ali harab. mandhouj tarek.

Ettttounsi  (Saudi Arabia)  |Dimanche 12 Mai 2013 à 06:39           
اخي كاتب المقال لقد أصبت في عديد من الجوانب فالثورة كشفت حقيقة الشعب التونسي سامحوني في الكلمة المنحط أخلاقيا وفكريا وتلك هي حقيقتنا.وقد يكون كلامي لا يعجب الكثيرين لاكن الوعي بالمشكلة هي بداية الحل .فالثورة غيرت نظام سياسي لاكنها لا تغير أخلاق شعب وفكره .وما علا كل تونسي يؤمن بغد أفضل الا القيام بثورة شخصية على أخلاقه وفكره.

Elmejri  (Switzerland)  |Samedi 11 Mai 2013 à 07:04           
الجماعة اللي مادين وجوههم في البلاطوات من الصباح للعشية ...سياسيين فاشلين ومعارضين فاسدين وجاهلين ...ويظنون أنهم أكثر توانسة وطنيين من غيرهم...والله شيء يوجع القلب

Directdemocracy  (Oman)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 19:51           
بالله اذا ممكن واحد يجاوب على السؤال التالي : ماهو المردود الذي يقدمه الجماعة اللي مادين وجوههم في البلاطوات من الصباح للعشية و ياخذو في الملاين و حق كوستيم واحد منهم يعشي حي التضامن ؟

Homeless  (France)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 17:07 | Par           
Malheureusement véridique
Travaillez yehdikom rabi yezziw mil étherabet

Biladi  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 15:40           
ها قد أتيت لمربط الفرس. هل شعب بالمواصفات التي وصفتها، والتي أشاطرك الراي فيها؛ قادر حقا، على القيام بثورة!!! المستقبل كفيل بتوضيح الروية.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 15:28           
اسقاط السلبيات على شعبنا من الكاتب هو مجانب للحقيقة وكان عليه التوجه باصبع الاتهام بالمتسببين واحدا واحدا وهم معلومون . لكن الشعب بريء من هكذا اتهامات وأرجو لا تلمسوا شعبي انه البطل الحقيقي الذي ألقى بالمخلوع خارج القلعة وهو الذي يتابع أذنابه بحذر شديد انه أجمل شعب أهدانا ربيعا سريعا ما تمدد الى جيرانه وحتى عبر كوكب الأرض في كل الاتجاهات وسيبقى أجمل وأروع شعب في الدنيا ....

Libre  (France)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 12:20           
Jeunes de des faineants des bourricots qui cherchent de l'argent facile illicite
aides' par des s qui n'ont jamais travailles ceux de l'ugtt

Victoire  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 12:17           
J'ai pas lu l'article mais je réponds par un grand


oui

Temple  (France)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 11:30           
Cette fois le "journaliste" de "babnet" ou "ennahda" veut changer le peuple en moutons.

Kamelsaidi  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 11:18           
بورقيبة ولد و المخلوع ربى ... باختصار طلع شعب كلب ...

Adamistiyor  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 11:18           
إِلاَّ مَن رَحِمَ رَبِّيَ

MohamedSalah  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 11:05           
Malheureusement c'est la description la plus proche de la mentalité de la majorité des tunisiens. l'argent facile, le vice, le non rspect de l'autre, l'art de mentir sans scripule et en plus la non chalance et le feniantisme.

ceci est bien connu avant la revolution, melanger à une certain degrès de liberté , je peux meme dire une liberté sans limite, a donné au citoyen une impression de super puissance incontrolable.

dans cette situation, parmis les solutions c'est de faire surgir les valeurs de bon citoyen , independamment de la source de ces valeurs. c'est à dire , faire la promotion des valeurs morales pour qu'on se trouve en face d'une sorte de compacte que l'arabo musulman le craigne encore pour une raison que je connais pas.

une autre solution est belle et bien la promotion du civisme en apprenant a appliquer la loi par auto conscience ou par les veilleurs à l'application de ces loi dans un environnement de civisme et de respect.

merci

Norchane  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 11:04           
Tout a fait d'accord je suis decue du peuple et de sa majorite de catégories

Fikou  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 11:02           
المشكل في نخبتنا السياسية التي أثبتت أنها تعيش مرحلة طفولة سببها غياب الوعي الحضاري ومتطلباته الفكرية والثقافية لقيادة العمل السياسي في مراحله الإنتقالية، بتحوليهم جهد بناء الدولة الجديدة المنوط بعهدتهم إلى مجرد نزاع على المناصب ولهاث خلف المصالح الشخصية والمادية.

يحضرني هنا مثال بسيط، ولكنه كبير الدلالة، من حياة المجتمع الألماني بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية وتسيير وزارة النقل فيها لأول سبع حافلات للنقل العام في شوارع برلين، فقد هجم الركاب على تلك الحافلات للحصول على مقاعدها بتهور وبفوضى غريبة عن المجتمع الألماني فما كان من أحد المواطنين إلا أن صعد إلى سقف أحد تلك الحافلات ليقول للمتدافعين (لقد خسرنا حربا وهذا لا يعني أن نخسر ثقافتنا وقواعد سلوكنا الحضارية) فما كان من المتدافعين إلا
الإنتظام في طابور إنتظارا لأدوارهم في الركوب بكل حضارية وشعور بالمسؤولية... وهذا هو الوعي الثقافي الذي تؤسس عليه وتبنى حضارة بلادك..

Amir1  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:58           
ومازال إستغلال هذه الظاهرة وإفساد الشعب مستمرا من طرف نقابات وأحزاب وإعلام حتى إدخال البلاد في الجدار

Directdemocracy  (Oman)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:54           
للأسف تلك الحقيقة وهي نتاج اكثر من نصف من تربية تنبني على قشور الحداثة و حماقات العلمانية و زيف التقدمية و انكار القيم المجتمعية و الدينيبة ,,,اساسا لأن من لا يستشعر رقابة رب العباد لا فائدة منه ....

Lazaro  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:50           
Dans l'apparence nous sommes gouvernés sous le sigle de la nahdha en réalité nous sommes guidés par un pouvoir politique et économique occulte bien ancrée et depuis longtemps dans nos administrations nos banques et nos organisations .pourquoi jeter la responsabilité sur le citoyen ?

IndependantMan  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:45           
شُكرًاً سيِّدَي الكَاتَب علَى المَقَال...لِلأسف إنّها الحَقيقة...إنتشرالفَسَاد تقريباً فِي كُل المَجالات بشكل مُفزِع...إنّما الأُممُ الأَخْلاقُ ما بقِيَتْ فإنْ هُمْ ذَهَبَت أخْلاقُهُم ذَهبُوا......الله المُسْتعَان ولك الله يا تُونس...

MSHben1  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:31           
خبير الاستراتيجيين يقول - التشخيص من لدن الكاتب صحيح و واقعي و هذه هي الوصفة للتعامل مع الواقع الزمكني للتونسيين و للمصريين.
- مقاطعة نقابات التعطيل و الاظرابات و خاصة من قبل العمال فأنها تؤدي الى افلاس المجتمع و الاقتصاد و آخرها ايقاف 4000 عامل بمعمل الاحذية بتونس .
- مقاطعة اعلام العار اللاوطني و المسيس لصالح البروغربيين و لليسار و لا يعبر عن الهوية العربية الاسلامية و الذهاب الى اعلام وطني و ذي مصداقية و حرفية .
- كف المواطنين عن التعامل مع ملف البطالة بالانانية فالوظيفة العمومية تأخذ و اخذت ما ينقصها و حسب المقدرة و على المواطن الاعتماد على الذات و التحلى بالصبر .
- دعوة الاخوة السلفيين للعمل بوطنية و عبر القانون و الشرعية فان الشريعة آتية أتية بفعل تطوق المجتمعات العربية للشريعة خاصة بعد ان عم الاجرام بلدان الربيع العربي و بفعل الواقع في دول العرب الذي اضحت فيه الشريعة شبه حقيقة ما ينقص الا بلورتها و هذا سيتم في القريب العاجل بعد تتحرير فلسطين بسهولة على غرار الربيع العربي و بايادي سنية و شيعية متحالفة رغم التضارب بينهما .
- دعوة المعارضة الى الكف عن التعامل بصبيانية و بسلبية و التوجه الى التعامل بتعاون و ايجابية و وطنية مع مراعاة الضرف العام للعرب لان تماديهم في السلبية قد يكون فيها انهيارهم انهيارا تاما و امامكم مثل المعارضة المصرية التي اخمدت .
- استعداد المواطن لتقبل الشريعة و الاسلام الديمقراطي و المتحضر اسلوبه الحرية و الديمقراطية و العقل و العلم و العمل و الانتاج و العدل في ضل الشريعة . انه الاسلام الديمقراطي كما اتاه الرسول صلى الله عليه و سلم .

انا خبير الاستراتيجيين mshben1 عبقري من العبقريين و عملي من العمليين .

Adnene  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:28           
Il fallait plutôt parler de l'élite politique qui s'est montrée malhonnête, hypocrite et incompétente devant les soucis économiques et sociales du pays.
autrement, les médias sont devenus libres malgré les tentatives de ceux qui gouvernent pour la soumissionner;
les demandes du peuple se sont multipliés lorsqu'il a été constaté que les élus bénéficient de salaires et avantages.. en discordance avec les moyens du pays..

Abeur_sabil  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:23           
Oui malheureusement c'est ça la vérité choquante nous sommes comme des corneilles sur une cadavre

Alichebbi  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:14           
Depuis un certain temps je n'ai pas lu un article digne de ce nom;c'est une analyse réelle et un constat désastreux et combien malheureux de notre société ;merci pour l'écrivain

Bk365  (France)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:12           
C'est l'agérie

Belfahem  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:11           
أشاطرك في مقالك كليا وأضيف ان الثورة كشفت معادن الناس منهم صنف الذي ذكرته الانتهازي و.....وصنف معدنه نقي بقي على أصله ولو به خصاصه .فيهم من يمارنشاطا التجارة او البناء او...ويتمتع بجراية ثانية /حضيرة /مناولة/ولاينتج ولا يساهم في اي عمل .اما التقاعس والتهاون وعدم الانضباط فحدث ولا حرج الغريب ان من يريد نصحهم أو حثهم على مزيد العطاء تحكيم الضمير لا يجد آذانا صاغية بل احيانا الفاظا جارحة؟؟كل ما في ألأمر اللوم على طرفين الأ ول المسؤول النقابي الذي
يطالب بالحقوق عليه ان يعمل على حث العمال بالواجب والأنضباط وتحسين الجودة وكثرة ومواصلة الانتاج والثاني هو طرف حقوق الانسان الذي يقف الى جانب مظالم الناس ولا يقف الى مظالم الدولة من طرف هؤلاء.

Srettop  (France)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:02           
لم أفهم، شعب منحرف أو كتلة صامتة مستقيمة؟

FromGafsaWithLove  (France)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 10:00           
Devenue voleur aussi
ce fléau qui touche les grandes villes est devenue un gagne-pain pour certain au depond de famille et des personnes qui travaille ...
ma grande mere avait peu etre raison : ched fi mchoumek la yjik ma achouem ...

Chokko  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 09:57           
Enahda hya sbeb

Daily1999  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 09:56           
بنو هلال و بنو سليم

Amelyassine  (Tunisia)  |Vendredi 10 Mai 2013 à 09:45           
Saha ennoum


babnet
*.*.*
All Radio in One