ساحــــــــــــــة الشّهيد

<img src=http://www.babnet.net/images/6/drapeau.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم حاتــــــــم الكسيــــــبي

ساحات جديدة لشهيد جديد تنتصب هنا وهناك كما اتّفق، وكأنّنا في سباق مع التسميات نسرع الخطى مخافة أن تدركنا أسماء أخرى أو تحذف تلك الساحات و تقام مكانها المباني الممتدّة و العمارات الشّاهقة. لن أقول أنّ الشّهيد ليس شهيدا، فالله وحده يعلم ما وقر في القلب وصدّقه العمل، وهو الّذي يحاسب عباده فيرحم ويسامح أو يلقي بأهل الشّرك والنّفاق في جهنّم و بئس المصير. و لكنّني أتوقف عند معنى الشهادة عند البعض وقد تعدّد الحديث عن هذا المصطلح فكثر اللغط وأطلق هذا اللّفظ على أهله و غير أهله، فإن كان المصطلح دينيّا فحسب، فلنا في آيات الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم نبراسا نتلمس به الحقائق ونقدّر به المراتب عند الله، فنسعى كما سعى الأوّلون إلى مرضاته ونحزم أمر دنيانا و نبذل أنفسنا في سبيله فنرتقي في فراديس جنانه و نجالس الأنبياء والصّديقين. وقد يستعمل هذا المصطلح في غير السياق الأول، فيكون الشهيد شهيد رأي وفكرة فحسب، فيغتال غدرا أو يقتل ظلما وفي ذلك تضحية بنفيس و لا ريب وبذل في سبيل الآخرين، ولكن الله علّمنا ابتغاء مرضاته في كل عمل يقوم به الإنسان فيحتسبه ويربطه بالنيّة لوجه الله وذلك بيت القصيد.

رحمهم الله جميعا ولو اختلف في التعريف والمصطلح، فلا يضرّ أحد من الخلق أن يتوب الله على عاص أو منافق فيلج الجنّة، فهو صاحب الملكوت العظيم برحمته وعدله وهو الّذي لا يظلم مثقال ذرّة. ولكنّ الأحياء هم أهل الامتحان وهم الفاعلون الحقيقيون، ففيهم المفتنون الّذين يمتطون الواقعة فيستغلّونها أيّما استغلال ويمعنون في الرّكوب على الأحداث فيتاجرون بها ويسعون الى الكسب السّياسي والثّقافي على حساب من فقدوا. كيف لا وهم يتنقلون من مدينة إلى مدينة ومن حيّ إلى حيّ ومن جامعة إلى جامعة، فيطلقون على الميادين والشّوارع اسم الشهيد بلعيد حتّى فاق عددها تلك التي حملت أسماء حشاد و شاكر مجتمعين. أترانا نسينا تضحيات هذين العلمين والاسمين الخالدين بإذن الله، ضد المستعمر الفرنسي وهما من أرّقاه وقوّضا مضجعه. كيف نتأسّف إلى الشّهداء الفرسان مصباح جربوع و محمد الدغباجي وآخرين ممن سلكوا نفس الطريق ولكن التاريخ المغرض أهمل أسماءهم، هل نقدر على تقديم الاعتذارات لهم وبعضهم لم ينل اسم زقاق يمتد بعض الأمتار أو زنقة في إحدى القرى المترامية في أطراف البلاد. إنّهم قدّموا نضالاتهم في عصر كانت البطولة تستدعى حمل السّلاح والقتال في سبيل الوطن وقد يرمى بالرّصاص في أي وقت وقد يرمى به في غياهب السّجون فيموت كمدا وقهرا على بلد مغتصب. أبعد هذا الحيف حيف آخر؟ وقد نسيهم إعلام العار واهتمّ بآخرين فابتزّ أسماءهم وحاول تمرير أفكار ومعان غريبة إلى شعب متجذّر في أصوله عرف الوحدة والتآزر و أضحى مقسّما بين مساند لهؤلاء وأولئك.








Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 63248

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Jeudi 11 Avril 2013 à 09:52           
على الحكومة ان توقف هذه المهازل والتسميات ف تضغط على البلديات , ماذا فعل الفقيد لتونس اذا ماقورن بعلى بن غذاهم والمنصف باي ولزهر الشرايطي والتليلي وبن يوسف وغيرهم من الاعلام, لقد اغتيل الكثيرون في عهد بورقيبة وبن على ولكننا نسيناهم ولم نسمع بّأسمائهم فهلا تذكرناهم اليوم.

Tunisia  (France)  |Mercredi 10 Avril 2013 à 13:19           

جماعة الوطد و الجبهة الغبية تعمل جاهدة لتنسينا تاريخ قيادتها الأسود ... لما تخرج رموز اليسار المتطرف من الجامعة أنتدبوا في مفاصل الدولة و أغلبيتهم في القضاء و الداخلية و الإعلام و ما عليكم إلآ إلقاء نظرة عليهم في هذه الوزارات. إقتنوا بطاقة إنخراط صورية في الحزب و أبقوا على حقدهم الدفين تجاه الإسلاميين الذين تربوا عليه زمن الجامعة ( في صلب الإتحاد اليساري) ..إذن كانوا هم يد البطش و السرقات و نظروا لنظام بوليسي قمعي أصبحوا مع الطرابلسية من اثرى
أثرياء البلاد ( رصيد بنكي منتفخ فيلات سيارات نفوذ لا محدود ) شاركوا في القتل و التعذيب كانوا هم الحاكمون الأصليون... و لما ضاق الشعب ضرعا بحالة البؤس و الظلم و إجتاز حاجز الخوف ثار على كل منظومتهم و نظامهم القهري و أطرد راسهم من الحكم ... و هاهو الآن اليسار الإقصائي الملتئم في الجبهة و في نداء تونس يلبس بدلة الثورية و يتباكى على الحرية و افقتصاد و تعلم يحسب جرايات التأسيسي و الوزراء ... في حين أن أقل سرقة من أزلامهم تكفي جريات كل تأسيسيات
قارة إفريقيا لعشرات السنين ...ألم تسمعوا بسرقة الفهري 120 مليار و بسرقات إتحاد قطع الأرزاق و بالمليارات من الذهب التي مازالت إلى حد اليوم تهرب ...اليسار الذي كان في الحكم ساند القصر و ساند راس المال الإستغلالي لعشرات السنين... ثرنا عليه و على حليفه التجمع لن نتركه يستبلهنا ليلدغنا مرة اخرى ...ركب حمار الثورة لأنه يرى مصالحه و مراكز نفوذه تنتزع منه الواحدة تلوى الأخرى يلتجأ لإتاجاربكل شيء بدم الشهداء ... بفقر الفقراء... بجروح الجرحى... بموت
الغرقى...لن يحكمنا التحالف اليساري التجمعي من جديد ...الثورة ليست لا للبيع و لا للمقاية ..تستغلون عيد المرأة ...أرعينية أو خمسينية ...سنكنسكم من الحكم بفضحكم الآن و غدا


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female